الاكتشافات العلمية: ابتكارات غير مسبوقة تثير تساؤلات أخلاقية
مروة الاسدي
2020-01-11 06:10
يتسابق الباحثون والعلماء في أنحاء العالم ليطوروا الصناعات العلمية من خلال ابتكارات بدأت تسابق الزمن فعلا فعندما يتحول الخيال الى واقع فان الانسان لن يستطيع الاستغناء عما تقدمه الاكتشافات العلمية اليوم من اختراعات وابتكارات مذهلة، حيث قال العلماء إنه حتى يتسنى تطويع هذا الابتكارات العلمية وتفعيلها في خدمة البشر.
فعلى مر العصور، ورغبة في تحسين الحياة على كوكب الأرض، اجتهد البشر في اختراع العديد من الأدوات والأجهزة العبقرية، التي ساعدت بشكل كبير وفعال في تيسير سُبل البقاء على الأرض وفهم العالم الكبير من حولنا. كما استطاعوا عبر البحث والتنقيب من الوقوف على فائدة الكثير من الأشياء، لتصبح اكتشافات علمية مذهلة، استطاعت مسار الإنسانية.
وعند الرغبة في وضع قائمة محددة بأعظم هذه الاكتشافات العلمية المؤثرة، نجد صعوبة كبيرة في اختيار اكتشاف ما، وترك آخر. فمعظم الاختراعات التي صنعها الإنسان، وأكثر الاكتشافات العلمية والتقنيات الحديثة التي توصل لها الباحثون والعلماء، أثرت بشكل كبير جدا وملحوظ في حياة قطاع كبير جدا من البشر، وساهمت في تحسين الحياة، وتوفير سبل المعيشة.
بل وربما تكون قد ساهمت بشكل أو آخر في بقاء الجنس البشري على وجه الأرض، بداية من اكتشاف النار، و مرورا بالكهرباء أم الاختراعات جميعا، والكتابة والنقود والبوصلة والآلات الموسيقية، والمجهر الإلكتروني الذي فتح عيوننا وأذهاننا على عوالم كانت خافية علينا منذ الأزل، والقمر الصناعي والتلفاز والراديو والهاتف الذي وفر لنا إمكانية التواصل والتخاطب حول العالم، وإنتهاءً بالاستنساخ، الذي طبق لأول مرة على النعجة دوللي، والذي رغم المشاكل الأخلاقية التي يثيرها، إلا أن أهميته تكمن في تخليق أعضاء بديلة -كالكلى والقلب والكبد- كفيلة بإنقاذ ملايين البشر، و تقنية النانو تكنولوجي والسفر إلى الفضاء الخارجي.
وبالرغم من كثرة هذه الاختراعات والاكتشافات التي تحيط بنا من جانب، إلا أن وضع قائمة بأهم هذه الاختراعات والاكتشافات، يُعد أمرًا عسيرًا جدا، فكل الاختراعات والاكتشافات بتأثيرها الإيجابي على حياة البشر وبتأثيرها السلبي مثل تفجير الذرة، -والذي ارتبط في أذهاننا بتفجيري هيروشيما ونجازاكي، لكنه عاد ووفر طاقة سلمية رخيصة، وساهم في إنقاذ حياة المصابين بالسرطان من خلال علاجهم إشعاعيا-، تعد اختراعات/اكتشافات عظيمة ومهمة.
لذا فأن النظرة العامة تجاه التطور العلمي على المدى البعيد تعتبر متفائلة بالمجمل، حيث أن معظم المستطلعين أبدوا تخوفاً من بعض التقنيات الحديثة فقط، وغالباً ما تكون التقنيات التي يتخوفون منها هي التي تبدو فعلاً أقرب إلى الواقع، خاتمة القول بأن التنبؤ للمستقبل يعبّر عن النظرة للحاضر أكثر مما يعبر عن مجرد تنبؤات للمستقبل.
نصف طلبات تسجيل براءات الاختراع في العالم من نصيب الصين
قالت المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة إن نصف طلبات تسجيل براءات الاختراع في العالم خلال العام الأخير كانت من نصيب الصين، برقم قياسي بلغ 1.54 مليون طلب، تصدرها قطاعا الاتصالات وتكنولوجيا أجهزة الكمبيوتر.
وأضافت المنظمة أن حصة الصين، التي تزيد 11.6 في المئة عن عام 2017، تشمل طلبات تلقاها مكتب الملكية الفكرية الصيني من مبتكرين من الخارج وشركات أجنبية يسعون لحماية براءات اختراع هناك، بما يعادل طلبا من كل عشرة طلبات.
وذكرت المنظمة في تقرير أن الولايات المتحدة جاءت في المرتبة الثانية بفارق كبير مسجلة نحو 600 ألف طلب تسجيل براءة اختراع، وهو ما يقل بنسبة 1.6 في المئة عن العام السابق وأول تراجع منذ عشر سنوات.
وعلى مستوى العالم، قدم مبتكرون 3.3 مليون طلب لتسجيل براءات اختراع و14.3 مليون طلب لتسجيل علامات تجارية و1.3 مليون طلب تسجيل تصاميم صناعية، وبلغت حصة آسيا أكثر من الثلثين.
وجاءت الصين في المرتبة الأولى بالمجموعات الثلاث بطلبات تسجيل لبراءات الاختراع تضاهي المسجلة في الجهات التي تحتل المراتب العشرة التالية مجتمعة، وبينها اليابان في المركز الثالث وكوريا الجنوبية في المركز الرابع ومكتب براءات الاختراع الأوروبي في المركز الخامس، وقال المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرنسيس جري إن آسيا أصبحت ”بشكل متزايد مركزا عالميا لطلبات تسجيل الملكية الفكرية“، مشيرا إلى ”زيادة مثيرة للإعجاب“ في الهند، وذكر أن الولايات المتحدة لا تزال الأولى عالميا في السعي للحماية الأجنبية لطلبات مصدرها شركات أو أفراد أمريكيون.
وأضاف أن مقدمي طلبات مقيمين في الولايات المتحدة قدموا نحو 230 ألف طلب لتسجيل براءات اختراع في الخارج العام الماضي، في مؤشر على السعي لتوسيع الأسواق، مقابل 66400 طلب من الصين للتسجيل في الخارج.
الأجنة المعدلة وراثيا وحدود الأخلاقيات الطبية
حُكم على عالم بالسجن ثلاث سنوات في الصين، بعد أن قال إنه أجرى تجارب لإنتاج أول أجنة معدلة وراثيا، وقد أدين العالم الصيني، واسمه خه جيانكوي، بانتهاك حظر فرضته الحكومة على إجراء تجارب على أجنة بشرية. وكان يهدف من تجاربه إلى حماية الأجنة من الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية.
وندد العالم بما فعله الباحث الصيني حينما أعلن عن تجاربه، وعن ولادة أول توأمين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقالت وكالة شينخوا الصينية الرسمية للأنباء إن طفلا ثالثا أيضا ولد في الفترة نفسها، ولم يكن ذلك مؤكدا من قبل، وقالت حكومة إقليم غوانغدونغ المحلية إنها وضعت الأطفال تحت المراقبة الطبية.
وبالإضافة إلى حكم السجن، غرم العالم ثلاثة ملايين يوان صيني، أي ما يعادل 430 ألف دولار، كما أصدرت المحكمة حكمين مخففين على رجلين آخرين، هما تشانغ رينلي، وتشين جينتشو، لتآمرهما مع خه في تنفيذ تجاربه العلمية.
وقالت محكمة في شينتشين إن المتهمين "سعوا إلى الشهرة وإلى مكاسب شخصية"، وإنهم "عطلوا النظام الطبي" بدرجة خطيرة، بحسب ما ذكرته شينخوا، وأضافت المحكمة أنهم: "تجاوزوا حدود الأخلاقيات في البحوث العلمية والطبية".
أول خدمة استنساخ تجارية تستنسخ كلبا مشهورا
جويس كلب مذهل طوله قدم واحدة قام ببطولة عشرات الأفلام والبرامج التلفزيونية الصينية، ومع تقدمه في السن وصعود نجمه في عالم الشهرة يتمنى صاحبه المقيم في بكين أن يعيش كلبه طويلا.. ربما إلى الأبد.
والكلب الهجين جويس الذي تبناه صاحبه من الشارع بلغ من العمر تسع سنوات ولم يعد قادرا على الانجاب بعد إخصائه في سن مبكرة. لكن صاحبه مدرب الحيوانات خه جون يريد استمرار شهرة كلبه عن طريق استنساخه، وقال خه ”جويس نفسه تنطبق عليه حقوق الملكية الفكرية وهو مؤثر اجتماعيا“.
ومن أجل تحقيق ذلك ذهب خه إلى سينوجين أول شركة للتكنولوجيا الحيوية في الصين لاستنساخه. وتصدرت أخبار الشركة عناوين الصحف بعد أن نجحت في استنساخ كلب صيد في مايو أيار من العام الماضي. وبعد شهر أطلقت خدمة الاستنساخ التجارية، ويمكن لأصحاب الحيوانات الأليفة استنساخ حيواناتهم مقابل 380 ألف يوان (55065 دولارا)، وقال مي جي دونغ الرئيس التنفيذي لشركة سينوجين إن خط استنساخ الحيوانات الأليفة في شركته ما زال في مرحلة مبكرة، وقال مي ”اكتشفنا أن أعدادا متزايدة من أصحاب الحيوانات الأليفة يريدون أن ترافقهم حيواناتهم لفترات أطول“.
وتتطور التكنولوجيا الحيوية في الصين بسرعة كبيرة بالمقارنة بمشروعات مماثلة في الغرب إذ تواجه عوائق تنظيمية أقل نسبيا، وفي حالة جويس تمكنت سينوجين من عزل الحمض النووي للكلب وتلقيح بويضة.
وولد جويس الصغير في منتصف شهر سبتمبر أيلول وبقي مع أمه البديلة في معمل الشركة لمدة شهر. وأعطت الشركة الجرو بعد ذلك لخه في حفل صغير حضره جويس الكبير، وقال خه الذي لم يلحق جروه الصغير بعد بعالم الفن ”نعتقد أنه سيكون أفضل من والده“.
استنساخ القرود وأبحاث اضطرابات النوم
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الخميس أن علماء صينيين استنسخوا عدة قرود من آخر معدل جينيا للمساعدة في إجراء أبحاث عن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية التي لها صلة بمشكلات النوم والاكتئاب ومرض الزهايمر.
وقالت الوكالة نقلا عن (ناشيونال ساينس ريفيو)، وهي دورية علمية صينية، إن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها عملية استنساخ متعددة من قرد معدل جينيا لإجراء أبحاث طبية حيوية. وولدت القرود المستنسخة في معهد علم الأعصاب بأكاديمية العلوم الصينية في شنغهاي، وأضافت شينخوا أن الاختيار وقع على قرد يعاني من مشكلات في النوم لاستنساخه واستخدم العلماء خلاياه الليفية لاستنساخ خمسة قرود.
وذكرت صحيفة تشاينا ديلي أن حالات الاستنساخ هذه ستمهد الطريق أمام مزيد من الأبحاث على مشكلات من هذا القبيل لدى الإنسان، والتي أصبحت مبعث قلق كبير بالنسبة للصحة العقلية، وأضافت الصحيفة أن القرود المستنسخة تظهر بالفعل علامات على ”السلوك السلبي“، بما في ذلك اضطرابات النوم وكذلك مستويات مرتفعة من القلق و“سلوكيات شبيهه بالفصام“، وأفادت شينخوا بأن البرنامج، الذي تشرف عليه لجنة الأخلاقيات بالمعهد، يتماشى مع المعايير الأخلاقية الدولية الخاصة بأبحاث الحيوان.
تجربة علاج الحبل الشوكي بخلايا جذعية
قالت لجنة بوزارة الصحة اليابانية إن علماء يابانيين سيجربون استخدام الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات في علاج إصابات الحبل الشوكي، ووفقا للخطة التي وافقت عليها وزارة الصحة، يعتزم الفريق البحثي المنتمي لجامعة كيو في طوكيو حقن نحو مليونين من الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات في المناطق المصابة لدى مريض واحد وبحث النتائج على مدى عام، ويتم إنتاج الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات عن طريق استخراج خلايا مكتملة النمو من أحد الأشخاص، تكون في كثير من الأحيان من الجلد، ثم إعادة برمجتها لكي تقوم بدور الخلايا الجذعية الجنينية.
وبدأ إجراء تجارب سريرية في اليابان العام الماضي على استخدام خلايا جذعية تم إعادة برمجتها لعلاج مرض الشلل الرعاش (باركنسون)، وكانت اللجنة التابعة لوزارة الصحة قد أعطت بالفعل الضوء الأخضر لاستخدام الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات في علاج مصابين بأمراض نادرة بالعيون أو الدم.
وسيبحث فريق جامعة كيو بقيادة الأستاذين هيديوكي أوكانو وماسايا ناكامورا عن أربعة مرضى أعمارهم 18 عاما أو أكثر فقدوا وظائف حركية وحسية بسبب إصابة في الحبل الشوكي تعرضوا لها قبل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولم يتسن الحصول على تعليق من الأستاذين الجامعيين، وتفيد تقديرات مؤسسة الحبل الشوكي اليابانية بوجود أكثر من 100 ألف شخص تعرضوا لإصابات في الحبل الشوكي في البلاد.
خطة لكشف الغوامض الفيزيائية
بدأ مركز الأبحاث الفيزيائية الأوروبي التابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) عملية تطوير لمصادم الهدرونات الكبير وذلك بعد ست سنوات من تمكنه من حل واحدة من المعضلات القديمة وذلك بتأكيد وجود جسيم بوزون هيجز الذي حار العلماء في اكتشافه، وقال عاملون بالمركز إن عملية التطوير ستزيد درجة سطوع الضوء في تجارب تحطيم البروتونات بالمصادم، المبني على شكل دائرة يبلغ طول محيطها 27 كيلومترا تحت الحدود السويسرية الفرنسية، الأمر الذي سيرفع عدد حالات تصادم الجسيمات لعشرة أمثاله بما يوضح الصورة في عالم الجسيمات دون الذرية.
وقالت فابيولا جانوتي المديرة العامة للمنظمة لرويترز في مراسم الافتتاح ”سيسمح لنا ذلك بتناول أسئلة جديدة والأسئلة المعلقة في الفيزياء الأساسية مع زيادة فرص التوصل إلى إجابات“، وقال خبراء في المركز إن عملية التطوير ستستمر عشر سنوات وتبلغ ميزانية المواد المستخدمة فيها 950 مليون فرنك سويسري (953 مليون دولار) وستتيح لمصادم الهدرونات الكبير استخلاص بيانات عن تصادم الجسيمات كل عام أكثر مما تم استخلاصه منذ بدء العمل به في 2010، وبعد التطوير ستسلط حزم البروتونات التي يتم تحطيمها معا بما يزيد سطوع الضوء الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التصادمات وبالتالي زيادة فرص رصد الأشياء غير العادية، وفي العام الماضي أنتج مصادم الهدرونات الكبير حوالي ثلاثة ملايين من جسيمات هيجز التي ظل العلماء يطاردونها وصاحبها مجال قوة الأمر الذي أتاح الإجابة على سؤال عن مصدر كتلة المادة، وقالت المنظمة إن مصادم الهدرونات الكبير سينتج بعد التطوير 15 مليونا من جسيمات هيجز سنويا بما يتيح لعلماء الفيزياء التعرف بشكل أفضل على واحد من أحدث اكتشافاتهم، كما سيسعى العلماء لاكتشاف جسيمات أخرى والتطلع لإجابات عن المادة المضادة ونظرية الانفجار الكبير في بداية الكون، وقالت جانوتي إنها تأمل أن توفر عملية التطوير إجابات عن ”المادة المعتمة“ التي لم يسبق رؤيتها لكن من المعروف أنها موجودة بسبب تأثيرها على المادة المرئية فيما حولها.
مذكرات أينشتاين عن رحلاته تكشف عنصريته
تكشف مذكرات العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين عن تأملات رحلاته عن أنه شخص "عنصري ومعاد للأجانب"، وكُتبت هذه المذكرات بين شهر تشرين الأول/أكتوبر عان 1922 ومارس/آذار عام 1933 وتضم تأملاته في أسفاره في كل من آسيا والشرق الأوسط، وتتضمن هذه المذكرات تعميمات جماعية سلبية ويصف أينشتاين فيها الشعب الصيني بأنه "كادح لكنه قذر ومنبوذ"، وأضحى أينشتاين لاحقاً مدافعاً عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة واصفاً العنصرية بأنها "مرض متفش لدى البيض"، وهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها هذه المذكرات كمجلد مستقل باللغة الإنجليزية.
وقد نشرت دار نشر جامعة برينستون مذكرات أينشتاين التي جاءت تحت عنوان "مذكرات أينشتاين عن رحلاته إلى آسيا وفلسطين وإسبانيا بين عامي 1922-1923، وسافر أينشتاين من إسبانيا إلى الشرق الأوسط عبر سيرلانكا التي كانت تدعى حينها سيلان ومنها إلى الصين واليابان، ووصف العالم الفيزيائي في مذكراته "ميناء بور سعيد في مصر ورؤيته المشرقيين من كل صنف وكأنهم تدفقوا جميعاً من جهنم"، بحسب ما وصفه المقال المنشور في صحيفة الغارديان، وأشار أينشتاين إلى رحلته في كولومبو في سيلان، واصفاً طريقة عيش "السكان المحليين وسط قذارة وروائح كريهة منبعثة على أرض الواقع"، مضيفاً أنهم "لا يعملون كثيراً واحتياجتهم قليلة".
ووفقاً للغارديان، وصف الفيزيائي الشهير الأطفال الصينين بأنهم بـ "فاقدي الإحساس ومتبلدين"، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن يحل الصينيون محل جميع الأجناس الأخرى، وأضاف أينشتاين في مذكراته أن الصين "أمة شبيهة بالقطيع" قبل أن يضيف أن هناك اختلافاً بسيطاً بين الرجال والنساء الصينين، متسائلاً إذا كان بإمكان الرجال الصينين الدفاع عن أنفسهم من جاذبية النساء القاتلة".
نسب الفيزياء إلى الرجال
وقّع أكثر من 250 عالما حتى الآن على بيان أدانوا فيه تعليقات باحث إيطالي قال إن علم الفيزياء "بناه علماء رجال"، وعرض الباحث أليساندرو ستروميا تحليلا أمام عدد من العلماء والباحثين، كان أغلبهم من النساء، زعم أنه "أثبت" أن مساهمة النساء في الفيزياء لم تكن بالقدر نفسه مقارنة بمساهمة الرجال.
ويقول البيان، الذي نشر على موقع "بارتكلز فور جاستس" (Particles for Justice) إن حديث ستروميا "لا أساس له من الصحة" و"أعقبه تمييز واضح وهجوم شخصي"، وفي ردّه على البيان، قال ستروميا لبي بي سي إن عدد العلماء في فيزياء الجسيمات (وتعرف كذلك باسم فيزياء الطاقة العالية) أكثر بنحو 100 ضعف من عدد الموقعين على البيان حتى الآن، وقال إن الموقعين "يأتي غالبيتهم من تلك الدول المتأثرة إلى حد كبير بالذوق العام (لصالح النساء)، الذي أشرت إليه في عرضي. وهذا ما يدفع بعض الأكاديميين إلى المطالبة بفصل أكاديميين آخرين فقط لأن لديهم أفكارا (مستهجنة من الناحية الأخلاقية)".
وأدلى الباحث في جامعة بيزا الإيطالية بتعليقاته، التي نشرتها بي بي سي لأول مرة، خلال ورشة عمل عقدت في مقر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن)، الواقعة على الحدود الفرنسية السويسرية صاحبة اكتشاف بوزون هيغز، وهو الجسيم الأولي الذي يُعْتقد بأنه المسؤول الأول عن اكتساب المادة لكتلتها، ومنذ ذلك الحين، أعلنت المنظمة تعليق مشاركة ستروميا في أي نشاط بمعملها، ويواصل علماء الفيزياء من جميع أنحاء العالم إدراج أسمائهم في البيان، ويقول البيان: "تعليقات ستروميا مستهجنة أخلاقيا... إن الحط من قدرة علماء وشرعيتهم على أساس اللون والعلماء النساء من خلال استخدام سياق مهين أمر مشين، ويكشف قدرا كبيرا من الازدراء تجاه أكثر من نصف البشرية، وهو ازدراء يأتي بشكل واضح من مصدر لا يمت إلى المنطق العلمي بصلة"، وكانت تهدف ورشة العمل التي أدلى فيها ستروميا بتعليقاته إلى مساعدة النساء في أن يصبحن عالمات في فيزياء الجسيمات.
لكن الباحثين المشاركين، الذين كانوا في بداية مسيرتهم العلمية، أعربوا عن انزعاجهم واستيائهم من تحليل الباحث الإيطالي لأوراق بحثية منشورة على الإنترنت، وقال ستروميا للمشاركين إن تحليله يثبت أن الفيزياء ليست متحيزة ضد المرأة.
كما عرض بيانات زعم أنها تظهر أن الباحثين الرجال والنساء كانوا متساوين في بداية مسيرتهم العلمية قبل أن يتفوق الرجال على النساء، إضافة إلى ذلك، أشار ستروميا إلى أبحاث في السلوك الإنساني قال إنها تشير إلى أن "الافتراض بأن الرجال والنساء لديهم أدمغة مماثلة مجرد تصور"، وحلّل البيان المندد بتصريحات ستروميا جميع نقاط الباحث الإيطالي وردّ عليها، وذكر البيان أن ستروميا زعم أنه أثبت أنه لا يوجد تمييز ضد المرأة، لكن تعليقاته كانت متجذرة في قراءة مقيدة للحقوق إلى درجة أنه قدم من خلالها تصورا متحيزا ضد المرأة، ونفى ستروميا تحيزه في استخدام البيانات، وقال لبي بي سي إن البيانات تظهر أن النساء لا يتعرضن للتمييز في الفيزياء الأساسية، وأعلنت جامعة بيزا أنها تدرس إجراء مراجعة تأديبية لتصرفات الباحث أليساندرو ستروميا.
تصريحات عنصرية تجرد عالم الوراثة الشهير من ألقابه
جُرّد العالم الأمريكي جيمس واتسون الحاصل على جائزة نوبل، من ألقابه التكريمية، بعد تكرار إدلائه بملاحظات تربط بين مستوى الذكاء والعرق، وتعتبر أن السود أقل ذكاء من البيض، وكان العالم الرائد في دراسات الحمض النووي، استشهد خلال برنامج تلفزيوني بوجهة نظر مفادها أن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء، وقال مختبر كولد سبرينغ هاربور إن ملاحظات العالم الذي يبلغ عمره 90 عاماً "متهورة وغير مدعومة بسند"، والمختبر، مؤسسة خاصة غير ربحية مقرها نيويورك، وتقوم بأبحاث رائدة تركز على السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم.
وأصبح الدكتور واتسون مديراً لمختبر كولد سبرينغ هاربور عام 1968، ثم رئيساً له عام 1994، ومستشاراً للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن، وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن اسم واتسون أطلق على مدرسة ضمن المختبر تكريما له، وسبق لدكتور واتسون أن أدلى بتصريحات مشابهة عام 2007، إلا أنه اعتذر عنها لاحقاً.
وجيمس ديوي واتسون، عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو المادة التي تشكل أساس علم الوراثة، يوبيل الكشف عن سرّ "ديمومة" الحياة، وقد منح واتسون جائزة نوبل عام 1962 بالمشاركة مع موريس ويلكينس وفرانسيس كريك تقديراً للاكتشافهم الرائد للتركيب اللولبي المزدوج لجزيء الحمض النووي عام 1953، والذي اعتبر أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين.
وباع الدكتور واتسون، الميدالية الذهبية التي تحمل شعار جائزة نوبل عام 2014، وقال حينها أنه أصبح منبوذاً من المجتمع العلمي بعد تصريحاته عن الأعراق، وهو حاليا موجود في دار خاصة للعناية في فترة نقاهة بعد تعرضه لحادث سيارة، وقيل أن وعيه بما يجري حوله "محدود جداً"، وفي عام 2007 قال واتسون الذي سبق أن عمل في مختبر كافنديش في جامعة كامبريدج في تصريحات لصحيفة التايمز أنه متشائم بشأن مستقبل أفريقيا"، لأن "كل سياساتنا الاجتماعية مبنية على فرضية أن ذكاءهم (الأفارقة) مثل ذكائنا، بينما تقول كل التجارب إن الأمر في الحقيقة ليس كذلك."، وأضاف العالم المثير للجدل "الذين اضطروا للتعامل مع موظفين سود، وجدوا أن هذا غير صحيح".
وبعد أن أدت ملاحظاته عام 2007، إلى خسارته منصبه في المختبر، وإعفائه من كافة مسؤولياته الإدارية، كتب رسالة اعتذار، وأعيدت إليه ألقابه التكريمية كمستشار فخري، لكن مختبر كولد سبرينغ هاربور قال إنه يجرده الآن من تلك الألقاب، بعد أن تبين أن وجهة نظره لم تتغير، وذلك في برنامج وثائقي بعنوان "عظماء أمريكان: تفكيك شيفرة واتسون" عرض على قناة PBS التلفزيونية الأمريكية التي تحظى بشعبية في وقت سابق هذا الشهر.
وقال المختبر في بيان إن ملاحظات الدكتور واتسون "مستهجنة وغير مدعومة علمياً"، وأضاف "وهي تناقض الاعتذارات التي يتقدم بها"، وقال ابنه روفوس إن آراء الدكتور واتسون "قد تجعله يبدو متعصباً وتمييزياً لكن هذه ليست الحقيقة"، إنها تمثل تفسيره الذي قد يكون ضيقاً للمصير الوراثي ... لقد اعتبر والدي المختبر حياته، ومع هذا، المختبر يعتبره الآن، عبئا"،
تمتص 99.995% من الضوء.. هل هذه هي المادة الأكثر سواداً على وجه الأرض؟
صنع مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مادة أكثر سواداً بـ10 مرات من أي شيء تم تسجيله، وفقاُ لما ذكره المعهد، وإن هذه المادة مصنوعة من أنابيب نانوية كربونية مصطفة عمودياً،، أو "CNT"، وهي عبارة عن خيوط مجهرية من الكربون. وقام الفريق بإنشائها على سطح ورق ألمنيوم محفور بالكلور.
وتمتص المادة 99.995% من أي ضوء قادم، ويعني ذلك أنها تعكس الضوء بشكل أقل بـ10 مرات من جميع المواد السوداء بشكل فائق، بما في ذلك "Vantablack"، والتي تم الإدعاء سابقاً بأنها أكثر المواد سواداً في العالم، ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة "ACS-Applied Materials and Interfaces"، ويمكن لهذه المادة حجب أي شيء، بصرف النظر عن الزاوية التي يتم النظر عبرها. ولذلك، إذا تمت تغطية ماسة بهذه المادة، فستكون تفاصيلها الصلبة غير مرئية، ويمكن للأشخاص رؤية هذه المادة بأنفسهم كجزء من "The Redemption of Vanity"، وهو معرض جديد في بورصة نيويورك للأوراق المالية، ويتضمن العمل الفني ماسة صفراء طبيعية ذات 16.78 قيراط تُقدر قيمتها بمليوني دولار.
وغلف الفريق الماسة مع هذه المادة الفائقة السواد، ما جعلت تلك الجوهرة متعددة الأوجه تبدو وكأنها مسطحة، ومجرد فراغ أسود، وصُمم هذا المشروع الفني من قبل الفنانة المقيمة في المعهد، ديموت ستريب، بالتعاون مع أستاذ الملاحة الجوية والفضائية في المعهد، بريان واردل، وفريقه، وقالت ستريب في بيان إن دمج مادتين متضادتين لتكوين غرض واحد أثار اهتمامها ومخيلتها، وأشار واردل في بيان أنه يمكن للمادة أن يكون لها استخدامات أخرى إضافةً إلى قيمتها الفنية، فقال: "هناك تطبيقات بصرية، وأخرى في مجال علوم الفضاء للمواد السوداء للغاية"، ولم يكن واردل والشريك المؤلف للبحث، كيهانغ كوي، وهو أستاذ في جامعة شانغهاي جياو تونغ، يحاولان صناعة هذه المادة فائقة السواد، بل كانا يختبران طرق زراعة أنابيب الكربون النانوية على مواد موصلة كهربائياً، مثل الألومنيوم لتعزيز خصائصها الحرارية والكهربائية، وتقدم كلا من واردل وكوي بطلب للحصول على براءة الاختراع، كما أنهما مستعدان لجعل هذه المادة متاحة مجاناً لأي فنان يرغب في استخدامها في مشروع فني غير تجاري، رغم أن مادتهم السوداء تُعد المادة الأكثر سواداً، إلا أن واردل أشار إلى أن المادة السوداء الأكثر سواداً هو هدف دائم الحركة، فقال: "سيجد شخص ما مادة أكثر سواداً".