ماذا تعرف عن العادة السلوكية؟
كيف نغير من سلوكيتنا السلبية؟
عزيز ملا هذال
2025-09-28 06:25
يمارس الإنسان العديد من الأنشطة والسلوكيات في يومه الواحد، لكن بعض السلوكيات يكررها بشكل مستمر، وبعضها يمارسها بصورة متقطعة. وبالتالي يمثل هذان النوعان من السلوكيات كل سلوكيات الإنسان. اليوم نود الحديث عن السلوك المستمر والذي يعرف بالعادة السلوكية، فما هي العادة السلوكية؟ وما هي شروطها وما هي أنواعها؟ وكيف يمكن أن نطفئ عادة سلبية ونحل أخرى محلها؟
تُعرف العادة السلوكية على أنها كل سلوك يقوم به الإنسان بوعي أو من دون وعي، ولا يمكن اعتبار السلوك عادة إلا حين تتوفر فيه شروط التكرار في وقت قصير. وبدون ذلك يبقى السلوك حدثًا عابرًا، وهو بذلك ليس عرضة للدراسة والبحث، وهذا ما يجب توفره لوصف الحدث بالعادة السلوكية.
ما هي أنواع العادات السلوكية؟
للعادات السلوكية نوعان اثنان لا ثالث لهما وهما:
1. العادات الإيجابية: وهي السلوك الذي يكرره الإنسان ويأتي عليه بمردودات نافعة تخدمه وتخدم أهدافه في الحياة وتطلعاته للمستقبل، ولا تسبب له أي ضرر، مثل اعتياد ممارسة الرياضة الصباحية، تناول الأطعمة الصحية، قيادة السيارة بسرعة معتدلة، وغير ذلك من العادات السلوكية المفيدة للإنسان.
2. العادات السلبية: فهي العادات التي يكررها الإنسان وتنال من مستويات صحته الجسمانية والنفسية وتؤثر على جودة حياته بصورة عامة. ومن أمثلة العادات الصحية السلبية اعتياد السهر، إدمان المخدرات والتدخين، تناول الأطعمة غير الصحية وما إلى ذلك من العادات السلبية التي تؤثر على صحة الإنسان وتنال منها.
ومعيار الحكم على كون العادة سلبية أو إيجابية يكون عبر إخضاع السلوك إلى (قاعدة المكاسب والعواقب)، فإذا كانت مقدار المنفعة التي يحصل عليها الإنسان من هذا السلوك أكثر من ضرره، يُعتبر السلوك مكسبًا. أما حين تكون أضراره أكثر على الإنسان من فوائده، فإنه عواقبه أكثر، وهنا نجزم بكونه سلوكًا سلبيًا يجب الابتعاد عنه أو تشخيصه على أقل تقدير.
كيف نغير من عاداتنا السلبية؟
الإنسان ليس مجبولاً على الصواب دائمًا، فهو يخطئ دونما وعي أحيانًا نتيجة لمسببات عدة، وقد يستمر على ممارسة السلوك الخطأ فيصبح بالنسبة إليه عادة سلبية. وللإقلاع عن عادة سلوكية سلبية يمارسها، لابد من أن يكسرها في نفسه فتشعر النفس الدماغ بذلك، والدماغ هو من يوعز لأعضاء الجسم بضرورة مغادرة هذه السلوكية، وهو الوحيد الذي يمكنه إقناع الجسم بالمغادرة للسلوكية التي يراد إطفاؤها.
ويختلف زمن الاستجابة لإطفاء أية سلوكية من فرد لآخر تبعًا للاستعداد النفسي لكل فرد. فكلما كان الاستعداد النفسي للإنسان أعلى، كلما كان وقت تعديل السلوك لهذه السلوكية أسرع. والعكس هو المنطقي؛ فابتعاد الإنسان عن الجدية الكافية للتغيير يُطيل وقت التغيير ويُعقده، وقد يفشل الفرد في النجاح إلى النتائج التي يرجوها.
وآلية تعديل السلوكيات غير المريحة للإنسان والتي يثبت تشخيصها على أنها سلبية، يتم عبر امتلاك النية للتغيير ومن ثم يتم إنبات سلوكية إيجابية بجانب السلوكية السلبية بقصد اقتلاعها. وحين تبدأ السلوكية الإيجابية بالنمو، فإنها تقوض فرص بقاء السلوكية السلبية وصولًا إلى الاقتلاع الكامل.
فعلى سبيل المثال، لو أراد أحدهم أن يغادر سلوكية النوم لوقت طويل أثناء النهار، عليه أن يضع لنفسه برنامجًا للذهاب إلى قاعة الألعاب في أول ساعات الصباح الأولى، وبالتالي يغيب السلوكية المزعجة من حياته وأحل محلها سلوكية أكثر مقبولية وراحة بالنسبة له، وبالنسبة لمن يرى ويتأثر بسلوكياته التي يصدرها، سواء العائلة أو المحيط الاجتماعي الذي ينشط فيه. وبذا يمكن تعديل العادات السلوكية السلبية والتخلص من آثارها الوخيمة، وذا هو المراد.