الاعلام العراقي: أخلاقيات حراس البوابة اولاً

مازن صاحب

2024-08-22 04:17

يتكرر الحديث عن فوضى الديمقراطية في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. في حرفية هذه المهنة.. هناك حالة ردع أخلاقي يعرف مهنيا بـ (حراس البوابة) هكذا يكتب المقال ويحرر الخبر ويعد التحقيق الصحفي ويكتب سكريبت البرنامج الإذاعي او التلفازي.

ما الذي تغير كي تتحول وسائل الاتصال ومنها القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي الى تجاوز (حراس البوابة) الأخلاقية على أقل تقدير.. ناهيك عن مستوى أعلى بالالتزام القانوني، فضلا عن مدونة سلوك مهني وما بين كل هذا وذاك.. احترام المؤسسة الإعلامية لجمهورها واحترام الاعلامي الصحفي لنفسه!!

هنا يتكرر. السؤال عن الانتظام الإداري لممارسة سلطة حراس البوابة في مؤسسة، اعتقد ان هيئة الاتصالات والاعلام ربما تمثل عموده الأساس، فضلا عن روابط مهنية، نقابات واتحادات، فضلا عن المعايير الدولية لقياس حرية التعبير والاعلام وفق اتفاقات حقوق الإنسان، انما تبدأ من حالة احترام وسائل الاتصال بمختلف انواعها لسلطة عدم اثارة النعرات الطائفية والقومية وأهمية احترام القانون العام.

في حالة المقارنة عراقيا بين كل وقائع ما يسوق عبر وسائل الاتصال المختلفة.. لابد بداية التوقف عند حقيقة مصادر التمويل لكل وسيلة اتصال. شفافية الإفصاح عن كامل المعلومات في هذا الجانب. لتفادي التمويل من أموال الفساد او الأجنبي المشبوه على أقل تقدير.

الامر الاخر.. احترام ثوابت الدستور النافذ في عراق واحد وطن الجميع، مع مراعاة كل حقوق الاقليات..

الأمر الثالث.. نموذج الثقافة المهنية لتسويق المادة الإعلامية.. فلولا الاختلاف في الحرفة لبارت سلع قنوات الاتصال.. هكذا تظهر الفوارق بين المهني المحترف.. ومن يعتمد على نفسه او على تسويق نموذج (الطشة) وهنا يمكن أن تكون هناك حالات من التسويق الاعلامي بعنوان خدمات اعلامية.. مثلا خلال أيام الانتخابات او تلك البرامج التي تسوق لشخوص سياسية تحت عناوين تلميع مواقفها وتسويقها من مختلف منصات الاتصال.

تلك حالة بات مطلوبا بقوة الإفصاح ان مثل هذه اللقاءات انما هي مدفوعة الثمن كخدمات اعلامية او اعلانية.. وربما تعتبر احد وسائل التمويل لتلك المنصة.

المطب الاخر الذي ما زال هناك الكثير من تجاوز حراس البوابة فيه.. في لقاء من شخوص إعلانية بعناوين اعلامية فيما هناك الكثير من الاختلاف بين الاعلان والاعلام حتى في مفردات العمل المهني.. هكذا اعتلت من يوصف الفاشنستات والبلوكر وغيرها من التسميات منصة الاتصال الإعلامي وتلك فرية مطلوب وضع حد فاصل بينها وبين حرفية مهنة الإعلام والاتصال.

السؤال هل مثل هذه الملاحظات شخصية ام مهنية.. هنا تصمت العبرات لان الكثير ممن ينتقد على خطأ مهني يقوم بشخصنة النقد ويحوله إلى اعتداء شخصي فيما اصل الفكرة التعامل مع واقع الموضوع بلا التعامل مع شخوصه.. هذا الاعتبار في الارتقاء بالعمل المهني.. يتطلب قيادات متمرسة حتى حين تدافع عن الخطأ.. تلتمس الأعذار الموضوعية وليس العكس.

اتمنى ان تتفاعل منصات الاتصال الإعلامية الفاعلة للحفاظ على حرفية مهنية عالية لان الكلمة مسؤولية كبيرة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا