المترجمون...مؤلفو الظل

وكالات

2015-03-31 07:55

باريس (أ ف ب) - يعشق الفرنسيون الادب الاجنبي الا انهم غالبا ما لا يدركون انهم يقرأون في الواقع، النسخة الشخصية التي وضعها المترجم الذي يعمل في الظل.

وتقول كريستين مازيير المندوبة العامة لنقابة النشر الوطنية "لدينا جمهور في فرنسا يقدم كثيرا على الترجمات".

وقد حل الادب البولندي والبرازيلي ضيفي شرف على معرض الكتاب في فرنسا هذه السنة.

تشكل الترجمات 20% من مجمل الكتب المباعة في فرنسا و40% في مجال الادب. واكثر من نصف الكتب مترجمة من الانكليزية تليها اليابانية (مع ترجمة قصص المانغا المصورة) والالمانية على ما تفيد نقابة النشر الوطنية.

ويؤكد دومينيك نيديليك المترجم من اللغة البرتغالية الذي اتى الى معرض الكتاب مع ميشال لوب الكاتب البرازيلي الذي ترجم كتابه "يوميات سقوط"، "ثمة وهم يتواصل في اذهان الكثيرن من الناس الذين يعتبرون ان الترجمة عملية شفافة وحيادية نعيد فيها نسخ النص الاصلي بلغة اخرى.. وهذا وهم".

وتوضح رئيسة جمعية المترجمين الادبيين في فرنسا لورانس كيفيه "نحن كتاب ترجماتنا. وهذه عملية تنبع من الذات فنحن نكتب بحساسياتنا".

وهذا لا يعني ان للمترجم كل الحقوق بل عليه ان يتماهى مع اسلوب الكاتب لنقله بالطريقة الفضلى.

وتوضح كييفيه مبتسمة "هذا ليس عملا آليا بل عمل يغوص في العمق. وبما اننا في خدمة النص نضطر الى القيام ببهلوانيات تضفي على العملية اثارة".

ويمكن للمترجم في ايامنا هذه ان يتواصل مباشرة مع المؤلف.

وتقول كييفيه "لقد غير البريد الالكتروني حياتنا. انا اتواصل مع المؤلف بشكل منهجي".

وقد حصل دومينيك نيديليك على منحة من الحكومة البرازيلية لتمضية خمسة اسابيع في ساو بالو والعمل مع ميشال لوب في ترجمة روايته. ويوضح نيديليك "هذا الامر يغني عملنا".

ويؤكد ميشال لوب "ترجمة الكلمات اقل اهمية من نقل العقلية والجو".

الا ان ظروف العمل هذه استثنائية. فالمترجمون مستقلون عادة ويعملون بموجب عقد مع دور النشر.

وتقول فابيان غوندران المترجمة من الانكليزية "ان المهملة المثالية هي خمسة اشهر لترجمة كتاب. لكن لدينا احيانا مهل قصيرة نسبيا".

وتقول "اقامة شبكة في الاطار المهني، امر صعب في البداية كما في كل مهنة حرة".

وتؤكد رئيسة جمعية المترجمين الادبيين ان "اجورنا تراجعت كثيرا وقد خسرنا 30 الى 40% من قيمتها في السنوات العشر الاخيرة" بسبب تغيير طريقة العد التقليدية بسبب المعلوماتية وهي لم تعد تعتمد على الصفحات بل على الكلمات وهو امر لا يكون مؤاتيا في كثير من الاحيان للمترجمين.

وتضيف "ثمة تململ كبير وقلق" بسبب الاصلاحات التي ستطال حقوق المؤلف من قبل المفوضية الاوروبية، اذ ان المترجمين يتمتعون بوضع المؤلف.

بيار بونديل الذي ترجم كتبا لجيم تومسون وداشييل هاميت، يقول مازحا انه يتوقع يوما ان تتصل به دار النشر لتقول له "سأرسل لكم ترجمة الكتاب عن غوغل لكن يجب ان تعيد كتابته بلغة فرنسية جيدة وبنصف السعر بطبيعة الحال لأنه ليس ترجمة كاملة".

 

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان