فيس بوك.. امبراطورية افتراضية تتحكم بالعالم الواقعي

عبد الامير رويح

2015-07-07 08:07

شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، التي تعد احدى اهم واكبر الشبكات الاجتماعية حيث يضم اكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم، لا تزال تواصل نجاحها من خلال تطوير خدماتها وتطبيقاتها الجديدة، وتوسيع انتشارها العالمي واعتماد خطط وبرامج مالية جديدة استطاعت من خلالها شراء العديد من الشركات التقنية المنافسة، وهو ما سيمكنها وكما يقول بعض الخبراء من فرض سيطرتها على العالم الافتراضي بكل تفاصيله، ومنذ أن استحوذت فيسبوك وكما تنقل بعض المصادر، على انستغرام وغيرها كان هناك الكثير من الاخبار والتوقعات حول مستقبل هذه الشركة وخططها القادمة التي ازعجت خصومها ومنافسيها في الاسواق العالمية.

وقد أعطى مارك زكربرغ، المدير التنفيذي ومؤسس فيسبوك، تلميحات عن مستقبل شركته والتطورات التي قد تطرأ عليها عندما سئل عن خطة الشركة الطويلة الأمد خلال جلسة "أسئلة وأجوبة" عامة على صفحته على الفيسبوك ليفجر المفاجأة بإعلان التوجه نحو "التخاطر" و"التواصل الذهني". يؤمن زكربرغ، أننا في يوم من الأيام سنتمكن من مشاطرة أفكارنا مباشرة – من دماغ لدماغ – من خلال استعمال التكنولوجيا. وقال معقبا: "سيتمكن المرء من إيصال ما يفكر فيه لصديقه فورا إذا شاء." وأضاف "هذه ستكون أعلى درجات التطور التكنولوجي في مجال التواصل."

وطورت الشركة، خلال السنوات العشر الماضية، الطرق التي يستطيع مستخدموها التواصل عبرها مع أصدقائهم. كانت في البداية مجرد صفحات عادية وخاوية، ثم أضيف إليها مساحة للتعليقات، ومن ثم "الحائط" و"الاعجاب" ومصادر أخبار. أعطت الشركة عبر شرائها لمشروع Oculus فكرة لما تريد فعله بالواقع الافتراضي، وهو جعل المستخدم يشعر انه بجوار صديقه. بحسب CNN.

والتواصل ذهنيا هو خطوة نحو تواصل بخصوصية أكبر، وليست هذه الفكرة بعيدة المنال. فقد اكتشف العلماء طرقا لتمكين الحواسيب من ترجمة موجات الدماغ إلى أوامر، والعكس صحيح، وتبني حاليا جامعة واشنطن الأمريكية نظاما يمكن الباحثين من إرسال إشارات دماغية لبعضهم من خلال الانترنت. هذا وكان قد تمكن أحد المشتركين في البحث من تحريك إصبع مشارك آخر فقط عبر التفكير فيها، وكان ذلك من خلال وضع طاقيات خاصة ركبت عليها أقطاب كهربائية.

منصة جديدة

الى جانب ذلك أعلنت شركة فيسبوك أنها ستسمح للمزيد من مواقع الإنترنت والخدمات الإلكترونية بالانضمام إلى مشروعها لنطاق "البيانات المجانية للهواتف المحمولة" بعنوان إنترنت دوت أورغ. وجاء هذا الإعلان بعد ردة فعل معارضة لهذه المبادرة. وأشار معارضون إلى أن هذه الخطوة تقوض مبادئ حيادية الإنترنت، لأنها تمنح أفضلية للدخول إلى بعض المواقع والتطبيقات على حساب أخرى.

لكن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ قال إنه "ليس من الممكن توفير الإنترنت بالكامل مجانا". وأوضح في مقطع مصور بث على منصة إنترنت دوت أورغ أن "الأمر يتكلف عشرات المليارات من الدولارات سنويا لإدارة الإنترنت، ولا يمكن لشركة مشغلة تحمل هذه التكلفة إذا كان كل شيء مجانيا". وأضاف: "لكنه من الممكن تأسيس خدمات أساسية مجانية أكثر بساطة، واستخدام بيانات أقل والعمل على جميع الهواتف الرخيصة الثمن".

وأشار أحد المتطوعين في حملة حالية معنية بالدفاع عن حيادية الإنترنت ويقيم في العاصمة الهندية نيودلهي إلى أن الاحتجاجات ستتواصل على هذا المشروع من فيسبوك. وتسمح منصة إنترنت دوت أورغ للمشتركين من شبكات الهواتف الشريكة استخدام عدد محدود من خدمات الإنترنت دون مصاريف إضافية. وتشترك شركات تشغيل الشبكات في هذه المنصة لأنها تعتقد أن المستخدمين سيدفعون مقابلا مادياغ نظير توسيع الدخول إلى الإنترنت بمجرد أن تتاح لهم الفرصة لتجربة المحتوى المجاني المعروض.

ومنذ عام 2014، أطلق المشروع في كل من زامبيا والهند وكولومبيا وغواتيمالا وتنزانيا وكينيا وغانا والفلبين وإندونيسيا. وللدخول إلى هذه الخدمة، يجب على المستخدمين استخدام تطبيقات اندرويد محددة، وموقع إنترنت دوت أورغ وتطبيق اندرويد الخاص بفيسبوك أو متصفح اوبرا ميني. وحتى الآن، يقتصر هذا المشروع بالفعل على بضع عشرات من الخدمات في كل بلد.

وتضم هذه الخدمات موسوعة ويكيبيديا وموقع "حقائق من أجل الحياة" المعني بالصحة والذي يديره صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وموقع بي بي سي الإخباري وفيسبوك وموقع "اكيو ويثر" لأحوال الطقس ومجموعة مختارة من شبكات تقديم الأخبار المحلية ونتائج الألعاب الرياضية.

لكن هذا المشروع سيوسع للسماح لمطورين آخرين بالانضمام لما يطلق عليه منصة إنترنت دوت أورغ. ومن أجل الاشتراك في هذا المنصة، يجب تلبية ثلاثة معايير: لا ينبغي أن تكون المحتويات مليئة بالبيانات، ويحظر تداول ملفات الفيديو والصور العالية الوضوح وملفات الصوت المسجلة عبر الإنترنت، والأحاديث المسجلة بالفيديو. ويجب أن يتاح تشغيل المحتوى على هواتف أرخص ثمنا، وكذلك الهواتف الذكية التي تتمتع بإمكانات قوية، ولضمان تحقيق ذلك، فإنه لا يسمح باستخدام لغة جافا سكريبت أو بروتوكول اتصالات "اتش تي تي بي اس" الآمنة وغيرها من المنتجات عبر الإنترنت.

يجب على المطورين تشجيع اكتشاف الإنترنت على النطاق الأوسع إن أمكن لتشجيع المستخدمين على الدفع في نهاية المطاف من أجل الدخول إلى هذه المنصة. وقال زوكربيرغ إنه بالرغم من أن هذه البنود ستقيد الاشتراك في المنصة، فإنه لا ينبغي على الناس منع الآخرين من استخدام الإنترنت من أجل الدفاع عن "فكرة متطرفة للحيادية". وتساءل: "هل نحن مجتمع يقدر الناس ويعمل على تحسين حياة الناس أكثر من أي شيء آخر، أم أننا مجتمع يضع النقاء الفكري للتكنولوجيا فوق احتياجات الناس؟"

المواقع التي تنضم إلى منصة إنترنت دوت أورغ لن يكون بإمكانها استخدام لغة تشفير اتش تي تي بي اس. لكن نيخيل باهوا أحد المتطوعين من حملة "أنقذوا الإنترنت" أكد أن الحملة لا تزال تعارض هذه المنصة. وقال باهوا:"بسبب الجانب التنافسي (لمنصة) إنترنت دوت أورغ، فإنني سأشعر - إذا كان منافسي موجودا على هذه المنصة - بأنه مجبر على أن أكون عليها أيضا". وأضاف: "وجميع هذه البيانات ستكون متاحة لفيسبوك، وبسبب غياب (أنظمة بروتوكول الإنترنت) اتش تي تي بي اس، فإن هذه البيانات يمكن أن تتجسس عليها شركات الاتصالات والحكومات". بحسب بي بي سي.

وأكدت فيسبوك أنه سيكون بإمكانها تتبع نشاط المستخدمين عبر الإنترنت. وقال كريس دانيلز، نائب رئيس قسم المنتجات في فيسبوك في تصريح لصحيفة "هندوستان تايمز": "نعم، نعلم بالفعل المحتويات التي يدخل عليها المستخدمون، لدينا بالفعل بعض من هذه المعلومات، لكنها جميعا تخضع للسياسات النموذجية لفيسبوك المتعلقة بالبيانات".

خدمة ميسنجر

من جانب اخر تعتزم "فيسبوك" تعزيز خدمة "ميسنجر" التي باتت تضم 600 مليون مستخدم من خلال توسيع استخدامها على مواقع التجارة الإلكترونية وفتحها على مطوري التطبيقات من الخارج. وأصبحت هذه الخدمة التي ازداد عدد مستخدميها 100 مليون مستخدم منذ تشرين الثاني/نوفمبر التطبيق الذي يسجل أكبر نمو وهي "قادرة على أن تصبح وسيلة تواصل جد فعالة"، بحسب ما صرح مارك زاكربرغ مدير "فيسبوك" ومؤسسها خلال المؤتمر السنوي الذي تنظمه مجموعته لمطوري التطبيقات. بحسب فرانس برس.

وقدمت "فيسبوك" مؤخرا وظائف جديدة لتعزيز "ميسنجر"، مثل وظيفة تسمح باستخدامها لتحويل الأموال للأصدقاء. وكشفت عن منصة تسمح للمطورين الخارجيين بتصميم تطبيقات تتماشى مع "ميسنجر". كذلك عرض ديفيد ماركوس نائب رئيس "فيسبوك" أداة جديدة تدمج في الخدمة مخصصة للتجار على الانترنت تسهل تبادلاتهم مع الزبائن. وتسمح الأداة مثلا بإرسال بلاغ لتأكيد الطلبية عبر "ميسنجر" بدلا من البريد الإلكتروني، وتتبع مسار السلع المرسلة وتغيير الطلبية، فضلا عن التواصل مع قسم خدمة ما بعد البيع.

الى جانب ذلك كشفت مجموعة "فيسبوك" الأميركية أنها أضافت خدمة لإجراء اتصالات فيديو في خدمتها "مسنجر" للدردشة، وذلك في عدة بلدان، من بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبلجيكا. وكتبت المجموعة على موقعها الإلكتروني أنه "من شأن اتصالات الفيديو أن توسع سبل التواصل في الوقت الحقيقي على مسنجر، ويمكن تشغيل هذه الاتصالات في نوافذ الدردشة في "مسنجر" من خلال الضغط على زر على يمين الشاشة.

وتعمل هذه الخدمة أيضا بين الهواتف التي تستخدم نظام تشغيل "أندرويد" من غوغل" وتلك التابعة ل "آبل". وقد أطلقت هذه الوظيفة الجديدة في 18 بلدا، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروغواي ولاوس وفرنسا وبلجيكا وكندا والمكسيك وكرواتيا ونيجيريا وعمان. وتعتزم "فيسبوك" توسيع نطاقها لتشمل في الأشهر المقبلة بلدانا أخرى.

مختبرا الذكاء الاصطناعي

على صعيد متصل أعلنت مجموعة "فيسبوك" عن فتح مختبر للذكاء الاصطناعي في باريس، في مسعى منها إلى جعل موقع التواصل الاجتماعي أكثر تفاعلا مع المستخدمين وأكثر درا للأرباح. وهذا هو المختبر الثالث من هذا النوع ل "فيسبوك" التي لديها اثنان في الولايات المتحدة. ويعمل فيه ستة باحثين من المزمع مضاعفة عددهم بحلول نهاية العام، على ما كشف أحد المسؤولين في المجموعة. وسيوظف المختبر خريجي المعاهد التكنولوجية الكبيرة في فرنسا، من القطاعين العام والخاص.

ومنذ العام 2013، تسعى "فيسبوك" إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، شأنها في ذلك شأن منافستها "غوغل" التي تعاونت العام الماضي مع جامعة أكسفورد البريطانية. وتتمتع المجموعة بمختبرين مخصصين لهذا الغرض، واحد في منلو بارك حيث يقع مقرها في كاليفورنيا وآخر في مدينة نيويورك. ويشكل المختبر الجديد في باريس أكبر مختبر أبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي وفرنسا وفي أوروبا، على ما كشف الاستاذ الشهير يان لوكن الذي بدأ يتعاون مع "فيسبوك".

وقال مايك شروبفر كبير المسؤولين عن التكنولوجيا في المجموعة الأميركية أن إحدى أولويات هذه الأبحاث تقضي بتحسين التعرف على الصور وتفسيرها. فكل يوم، تحمل أكثر من 350 مليون صورة على شبكة التواصل الاجتماعي وتضاف إلى مئات مليارات الصور المسجلة أصلا فيها. وأوضح لاكون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستسمح بالتخلص من الرسائل الطفيلية وأشرطة الفيديو العنيفة. بحسب فرانس برس.

ومن شأن تحسين إدارة أشرطة الفيديو والصور المحملة على الموقع أن يفتح فرصا جديدة ل "فيسبوك" لجني العائدات من الإعلانات. وكشفت المجموعة في نيسان/أبريل أن الأرباح التي حققتها في الربع الأول من العام ارتفعت بنسبة 42 % إلى 3,5 مليارات دولار بدفع من الإعلانات.

التعليقات المزيفة

في السياق ذاته كشفت "فيسبوك" أن عمليات رصد تعليقات "يعجبني" المزيفة وتجميدها قبل نشرها على صفحات الشبكة زادت ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الأخيرة . وقد أدلى كريم سيفاهير المهندس المعني بالمسائل الأمنية في "فيسبوك" بهذه التصريحات على إحدى مدونات المجموعة من دون الكشف عن عدد التعليقات المزيفة المرصودة. وأكد أنه "بات من الصعب جدا على الأشخاص الذين يبيعون تعليقات مزيفة أن يفوا بوعودهم تجاه الزبائن الذين يدفعون لهم"، وقد اضطرت جهات كثيرة إلى الإغلاق بالتالي.

ويعد شراء تعليقات "يعجبني" على "فيسبوك" أو معجبين مزيفين على مواقع تواصل اجتماعي أخرى وسيلة تسمح بزيادة الشهرة على الانترنت بطريقة وهمية قد يلجأ إليها الفنانون المبتدئون ورجال الأعمال غير المعروفين والسياسيون خلال حملاتهم. ويستخدم بعض بائعي تعليقات "يعجبني" المزيفة برامج معلوماتية وروبوتات لاستحداث هويات رقمية وهمية، لكن البعض الآخر يلجأ إلى مستخدمين حقيقيين يحصلون في المقابل على هدايا صغيرة. بحسب فرانس برس.

وقد تشكل هذه الممارسات مشكلة بالنسبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنها تضر بمصداقية إحصاءات الاستخدام التي تكتسي أهمية كبيرة في نظر مروجي الإعلانات. وكشف كريم سيفاهير أن الموقع يعلم أصحاب الصفحات عندما يرصد تعليقات مزيفة فيها ويجمدها. وصرح "منذ اعتماد هذه الوظيفة الجديدة في آذار/مارس 2015، قمنا بإعلام 200 ألف صفحة بأننا حميناها من التعليقات المزيفة". وأكد ختاما أن هذه الممارسات الاحتيالية لا تطال سوى جزء صغير من النشاطات العامة على شبكة التواصل الاجتماعي.

تعديلات وادوات جديدة

على صعيد متصل اعلنت شبكة "فيسبوك" عن تغييرات في تراتبية المنشورات على شريط الاحداث الذي يتيح للمستخدمين قراءة ما ينشر عبر الشبكة من الاصدقاء او الصفحات التي يتابعونها. واشارت الشبكة على المدونة الرسمية التابعة لها الى ان احد التغييرات الرئيسية يرمي الى "ضمان ان يكون المضمون المنشور مباشرة من الاصدقاء الذين تكترثون لهم مثل الصور وتسجيلات الفيديو وتحديثات الأحوال او الروابط في اعلى شريط الاحداث بشكل يسمح لكم بتفادي تفويت اي منها".

ولكسب مساحة اضافية لهذه المنشورات المهمة بالنسبة للمستخدمين، ستقوم شبكة فيسبوك بنشر قائمة تعليقات الاصدقاء على المعلومات الصحافية او اي منشورات اخرى في اسفل الصفحة. واشارت فيسبوك الى ان "اشخاصا كثيرين قالوا لنا انهم لا يحبون رؤية معلومات تتعلق بإعجاب اصدقائهم او تعليقاتهم على منشورة". كذلك ستعمد فيسبوك الى التخفيف من استخدام قاعدة كانت تمنع الناس من رؤية منشورات عدة من مصدر واحد بشكل متتال. ومن شأن هذا التخفيف "تحسين استخدام الموقع للناس الذين ليس لديهم الكثير من المضامين المتاحة امامهم".

كما من شأن هذه التغييرات تقليص عدد الزيارات الى مواقع الصحف عندما يتم تشارك مقالاتها والتعليق عليها عبر فيسبوك. كذلك فإن الشبكة تجري بحسب وسائل اعلامية محادثات مع مجموعات صحافية في محاولة لنشر مقالاتها مباشرة على الموقع عوضا عن وضع روابط للانتقال الى مواقع هذه المؤسسات الاعلامية. وتترك فيسبوك لمستخدميها حرية الاختيار في ما اذا كانوا يريدون مشاهدة شريط الاحداث الخاص بهم وفق تراتبية المنشورات بحسب تحديد الموقع لها او الاستمرار بمتابعتها وفق تسلسلها الزمني.

من جهة اخرى قدمت فيس بوك أداة جديدة تساعد المستخدمين على رصد البرمجيات الخبيثة والتخلص منها. وتعاونت المجموعة مع شركات كبيرة في مجال الأمن المعلوماتي، مثل "كاسبرسكي لاب" و"اف-سكيور" و"تراند مايكرو" وسمح لها هذا التعاون برصد برمجيات خبيثة في حواسيب أكثر من مليوني شخص. وقال تريفور بوتينغر المهندس، المكلف بالشؤون الأمنية في فيس بوك، "نقدم لهؤلاء الأشخاص أداة تنقيح تعمل بالتزامن مع استخدام فيس بوك وتعلمهم بما رصدته في نهاية تحليلاتها". بحسب فرانس برس.

وأوضح أن البرنامج يستند إلى "مجموعة من الإشارات تسمح بالتعرف على المواقع الموبوءة واستئصال البرمجية من الحاسوب حتى لو لم تكن ترسل روابط مضرة". وغالبا ما يتعرض مستخدمو فيس بوك لعمليات قرصنة يتم في إطارها انتحال هوية أحد معارفهم، حسب ما ذكرت كايت كوشتكوفا من "كاسبرسكي لاب".

محاكمات وقضايا

في السياق ذاته أمرت محكمة هولندية شركة فيسبوك بتقديم أي معلومات بحوزتها يمكن أن تساعد امرأة شابة على معرفة هوية الشخص الذي نشر فيديو جنسيا لها دون موافقتها. وقالت محكمة أمستردام الجزئية في حكمها إنه اذا لم تمتثل الشركة الأمريكية بسبب محو البيانات المتعلقة بالأمر -بحسب ما تزعم- فيتعين عليها السماح لخبير من الخارج بالإطلاع على خوادم البيانات للتحقق من هذا.

وجادلت فيسبوك بأن المستخدم الذي نشر الفيديو فعل ذلك عبر حساب مزيف وقالت إنها محت مختلف البيانات المتعلقة بما نشر من خوادمها أضافة للفيديو ذاته في فبراير شباط. وقالت فيسبوك في بيان "الحساب المسيء تم محوه قبل أن نتلقى أي طلب للاستعلام عن بيانات المستخدم لذلك فان جميع البيانات عنه تم محوها من خوادمنا وفقا لشروط خدمتنا والقانون المطبق." وأضافت الشركة "متعاطفون جدا مع ما مرت به الضحية من تجربة ونشاطرها رغبتها في ابقاء هذا النوع من الصور غير الملائمة بعيدا عن فيسبوك."

وظهرت المرأة التي قاضت فيسبوك على التلفزيون الهولندي معرفة نفسها باسم شانتال (21 عاما). ووصفت المعاناة والإهانة التي تعرضت لها منذ نشر مقطع الفيديو. والفيديو -الذي يمكن تمييز المرأة خلاله- سجله رفيق سابق لها عندما كانا قاصرين. وينفي الشاب أي صلة له بنشر الفيديو على الإنترنت. ورغم محوه من على فيسبوك في غضون ساعة من نشره إلا ان الفيديو تم تحميله وتداوله عبر الإنترنت.

وجاء في موجز لقرار المحكمة "فيسبوك ملزمة قانونا بتقديم المعلومات لأن الشخص المجهول تصرف بشكل غير قانوني ولا يمكن الحصول على المعلومات من مصدر اخر." كما جاء في القرار "اذا أصرت فيسبوك على أن جميع البيانات التي يمكن أن تؤدي للشخص قد تم محوها من على خوادمها ولا يمكن استعادتها فيتعين أن يؤكد هذا باحث مستقل." ولم ترد فيسبوك -وهي أكبر شبكة تواصل اجتماعي بالعالم- على طلب للتعليق على قرار المحكمة.

من جانب اخر أصيبت معركة قضائية يخوضها طالب نمساوي مع موقع فيسبوك الذي يتهمه بمساعدة وكالة الأمن القومي الأمريكية في جمع البيانات الشخصية بانتكاسة بعد أن رفضت محكمة في فيينا القضية لاعتبارات اجرائية. وأثنى موقع التواصل الاجتماعي الشهير على القرار وقال إنه يوضح أنه لم تكن هناك حاجة للدعوى القضائية كما دافع فيسبوك عن حمايته لخصوصية مستخدميه.

لكن الطالب البالغ من العمر ماكس شريمس قال إنه سيطعن على قرار المحكمة ويواصل مسعاه لأن المحكمة لم تغلق الباب أمام القضية بشكل كامل لكنها أحالتها إلى محكمة أعلى درجة. ويطالب شريمس الذي يدرس القانون بتعويض قيمته 500 يورو لكل فرد من مقيمي الدعوة وعددهم 25 ألفا في أحدث سلسلة دعاوى أوروبية ضد شركات تكنولوجيا أمريكية وتعاملها مع البيانات الشخصية. بحسب رويترز.

وقدم محامي فيسبوك قائمة طويلة من المآخذ الاجرائية إلى المحكمة في فيينا في ابريل نيسان وشكك في كون شريمس مستخدما يطبق تدابير الخصوصية في فيسبوك وتساءل عما إذا كان يحق لمقيمي الدعوى توكيله للدفاع عن حقوقهم. وقالت شريمس في بيان إن المحكمة رأت أنه لا يطبق تدابير الخصوصية ولا يملك حقا قانونيا. ولم يصدر تعليق فوري عن المحكمة. ويتهم شريمس فيسبوك بمساعدة وكالة الأمن القومي الأمريكية في برنامج لجمع البيانات الشخصية لمستخدمي فيسبوك. وتنامى قلق الساسة الأوروبيين من هيمنة فيسبوك وجوجل وغيرها من الشركات الأمريكية على مجال الانترنت وسعوا إلى الحد من سلطتها.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا