انتبه.. حفاظك على البيئة يحميك من السرطان!
مروة الاسدي
2015-12-23 03:27
تعدد مسببات مرض السرطان ذو الانواع المتعددة والمخاطر الكارثية على صحة الانسان، لكن ما احدث واخطر مسبب لهذا الداء الفتاك؟، بحسب متخصصين ان للتلوث البيئي دورا كبيرا في زيادة واستفحال هذا المرض المميت، وربما يتساءل كثيرون كيف يمكن الربط بين تلوث البيئة والسرطان؟، الاجابة تتمثل بما يلي ان تلوث الهواء هو أحد أسباب الإصابة فمثلا البنزين هو أحد المواد التي تلوث الهواء والماء ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، كما هناك بعض المواد المحفزة لنمو الخلايا السرطانية والتي يمكن التعرض لها أثناء العمل فقد وجد العلماء نسبة عالية من الإصابة بالسرطان بين منظفين المداخن نتيجة لاستنشاق السخام، في حين التعرض الزائد لأشعة أكس لفترات طويلة، أثناء التحاليل الطبية أو العاملين بالأجهزة المشعة، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
لذا يشير الخبراء من خلال الدراسات الحديثة انه لم يعد ممكنا إنكار الدور السلبي للتلوث البيئي ومسؤوليته عن ارتفاع الإصابات بسرطان الرئة وتسببه بتشوهات وراثية وطفرات جينية تؤثر سلبا على الصحة والحياة الاجتماعية، فقد كشفت دراسة جديدة احتمال ربط الاصابة بالسرطان بأنشطة الزراعة أو مبيدات الآفات أو الاشعاع فيما توصلت دراسات سابقة الى تأثير بعض المبيدات على احداث اضطراب بالغدد الصماء لكن السبب لم يتحدد بصورة قاطعة، حيث يستخدم المزارعون مادة جلايفوسات بكميات كبيرة منذ تسعينات القرن الماضي ويستخدم هذا المبيد على نطاق واسع في محاصيل منها فول الصويا الذي تم تعديله وراثيا لمقاومة تأثير المبيد بحيث يقضي على الحشائش ولا يضر بالمحصول نفسه، وقد ارتفعت معدلات الاصابة بالمرض بصورة كبيرة خلال السنوات الثلاثين الماضية لأسباب لم يتم تفسيرها بعد.
وأشارت دراسات عديدة إلى ان مادة جلايفوسات آمنة إلا ان البعض الآخر قال إنها مرتبطة بمشاكل صحية للإنسان. ويقول منتقدون إنهم يخشون من أن تكون هذه المادة منتشرة بشكل كبير في البيئة على نحو يجعل التعرض الطويل لها -حتى بكميات ضئيلة- ضارا.
ويقول الخبراء في الشأن انه عند الحديث عن التلوث فإن الامر لا يقتصر على تلوث الهواء فقط وان كان خطيرا ويتسبب بنسبة لا بأس بها من الوفيات بسرطان الرئة لكن هناك أنواع أخرى من التلوث لا تقل أهمية فمثلا يؤدي تلوث المياه والاطعمة بالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ الى الإصابة بعدة أنواع من الأورام الخبيثة , كما يمكن للتلوث الاشعاعي ان يتسبب بوفيات إضافية بالسرطان بين العاملين في المجال النووي او في التصوير الاشعاعي او عند التعرض للأسلحة المحتوية على مواد اشعاعية , واذا ما تم إضافة التلوث الناتج عن تدخين التبغ الى أنواع التلوث فإن التلوث بذلك يكون اهم سبب للإصابة بمرض السرطان.
حيث يؤدي تلوث الهواء في المدن الكبرى الى مقتل اكثر من ربع مليون انسان سنويا بينما يموت نفس العدد تقريبا جراء تلوث الهواء من حرق الحطب في المناطق الريفية غالبية الدول النامية وهو ما يعني ان اكثر من نصف مليون انسان يموتون سنويا من تلوث الهواء فقط.
فيما تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية ان السرطان يتسبب بوفاة ما يقارب 8 مليون انسان سنويا وهذا العدد يمثل 13% من عدد الوفيات الكلي في العالم , وتشير الاحصائيات أيضا ان 70% من حالات الوفاة بالسرطان تحدث في الدول النامية , بينما يعد التدخين والغذاء والماء الملوثين بمواد كيميائية او بفيروسات وبائية مسؤولة عن نصف حالات الوفاة تقريبا , اما عن اكثر أنواع السرطان انتشارا بين الرجال والنساء على حد سواء فهو سرطان الرئة، فيما يلي ادناه احدث الدراسات حول مرض السرطان الفتاك.
المبيدات الملوثة
في سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية إن المبيد الحشري (ليندين) يسبب الأورام لاسيما سرطان الغدد الليمفاوية، وكان مبيد (ليندين) يستخدم على نطاق واسع في قطاع الزراعة وفي القضاء على القمل والجرب، وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة إن المبيد الحشري (دي دي تي) -وتركيبه الكيميائي ثنائي كلور ثنائي الفينيل ثلاثي كلور الإيثان- ربما يتسبب في الإصابة بالأورام فيما تربطه أدلة علمية بمرض سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الخصية وسرطان الكبد، وفي مراجعة لمختلف المواد الكيميائية المستخدمة في قطاع الزراعة قالت لجنة خاصة تابعة للوكالة الدولية لأبحاث السرطان إنها قررت تصنيف المبيد الحشري (ليندين) على أنه "يسبب السرطان للإنسان" وذلك في الفئة التصنيفية 1 وإن المبيد الحشري (دي دي تي) "ربما يكون مسببا للسرطان لدى البشر" في الفئة 2 أ ومبيد الأعشاب (2-4-دي) -وتركيبه الكيميائي ثنائي كلور فينوكسي حمض الخليك- "يحتمل أن يكون مسببا للسرطان لدى الإنسان" في الفئة التصنيفية 2 ب. بحسب رويترز.
قالت إن الدراسات الخاصة بالأوبئة لم تتوصل الى زيادات كبيرة أو متوسطة بشأن مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية بسبب التعرض لمبيد الأعشاب (2-4-دي) لكن هناك أدلة قوية توضح أنه يؤدي إلى الإصابة بحالة الاجهاد التأكسدي التي تتسم بتدمير خلايا الجسم علاوة على أدلة متوسطة بشأن التأثير على جهاز المناعة، كان المبيد الحشري (ليندين) -الذي حظر أو قيد استخدامه منذ عام 2009 في معظم البلدان بموجب معاهدة ستوكهولم للملوثات العضوية المستديمة- يستخدم في السابق بصورة واسعة النطاق للقضاء على الحشرات في قطاع الزراعة. وفي استثناء للحظر يتاح استخدام (ليندين) كخط ثان لعلاج القمل والجرب، وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إنه تم في السابق تسجيل حالات تعرض شديدة للمبيد الحشري (ليندين) لدى العمال الزراعيين ومن يقومون برش مبيدات الآفات.
وقالت "أوضحت دراسات موسعة خاصة بالأوبئة والتعرض للكيماويات في قطاع الزراعة في الولايات المتحدة وكندا زيادة بنسبة 60 في المئة فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية لأولئك الذين يتعرضون لليندين"، كان المبيد الحشري (دي دي تي) استخدم لمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات إبان الحرب العالمية الثانية واستخدم بكثافة فيما بعد للقضاء على الملاريا وفي قطاع الزراعة.
وعلى الرغم من ان معظم استخداماته تم حظرها في سبعينات القرن الماضي إلا أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان حذرت من أن المبيد الحشري (دي دي تي) ومنتجاته "تبقى لمدد طويلة ويمكن أن توجد في البيئة وفي أنسجة الانسان والحيوان في شتى أرجاء العالم"، وقالت "التعرض للمبيد الحشري (دي دي تي) لا يزال يحدث لاسيما من خلال الاغذية" وأضافت أنه لا يزال مستخدما خصوصا لمكافحة الملاريا في مناطق بالقارة الافريقية وذلك في أضيق الحدود، ومنذ بدء استخدامه عام 1945 ظل مبيد الأعشاب (2-4-دي) مستخدما على نطاق واسع للقضاء على الأعشاب والحشائش في مجال الزراعة والغابات وفي المناطق العمرانية، وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إن التعرض لمبيد الأعشاب (2-4-دي) في المجال المهني يمكن أن يحدث أثناء عمليات التصنيع والتطبيق ويمكن أن يتعرض له الناس العاديون من خلال الغذاء والماء والغبار أو اثناء الرش.
على الصعيد نفسه أقام المزارعون الأمريكيون العاملون في مجال إنتاج المحاصيل والبساتين دعاوى قضائية تقول إن مستحضر (راونداب) الذي تنتجه شركة مونسانتو يسبب السرطان وان الشركة تعمدت تضليل الجمهور والجهات الرقابية بشأن مخاطر المبيد/ تجئ هذه الدعاوى القضائية بعد ستة أشهر من إعلان الوكالة الدولية لأبحاث الأورام التابعة لمنظمة الصحة العالمية انه بعد مراجعة البيانات العلمية فانه تم تصنيف مادة جلايفوسات -أحد مكونات راونداب ومبيدات أخرى- على انها مادة "يحتمل ان تكون مسببة للاورام لدى البشر". بحسب رويترز.
ورفع احدى الدعاوى أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في لوس انجليس انريكو روبيو (58 عاما) -وهو عامل زراعي سابق في كاليفورنيا وتكساس واوريجون عمل سنوات طويلة في مزارع الخيار والبصل والخضروات الأخرى- بوصفه المدعي بالحق المدني، تقول الدعوى إنه كان من بين واجبات روبيو رش الحقول بمبيد راونداب ومبيدات أخرى للآفات قبل اصابته بأورام في العظام عام 1995، ووردت شكاوى مماثلة في دعوى أخرى اقامتها جودي فيتزجيرالد (64 عاما) أمام المحكمة الاتحادية في نيويورك وقالت إنها تعرضت في تسعينات القرن الماضي لمبيد راونداب أثناء عملها في شركة للمنتجات البستانية وأصيبت فيتزجيرالد بسرطان الدم عام 2012، وقالت المدعية روبين جرينوولد يوم الثلاثاء إنها تتوقع ورود مزيد من القضايا لان مبيد الحشائش راونداب أكثر مبيدات الحشائش انتشارا في أرجاء العالم، وقالت تشارلا لورد المتحدثة باسم مونسانتو إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة وان مادة جلايفوسات آمنة للبشر اذا استخدمت وفقا للتعليمات.
ما علاقة العوامل بيئية بسرطان الغدة الدرقية والرئة؟
فيما توصلت نتائج دراسة حديثة جرت بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس إلى انه تم رصد معدلات عالية من مرض سرطان الغدة الدرقية في مراحله المتأخرة تتجاوز المتوسطات القومية وذلك في مناطق من الولاية ما يستوجب تكثيف البحث لاحتمال وجود علاقة بينه وبين الاشعاع أو الزراعة، تقول الدراسة إن 35 في المئة من سكان كاليفورنيا من المصابين بسرطان الغدة الدرقية لم يتم تشخيص المرض لديهم الا بعد انتشار المرض إلى الغدد الليمفاوية ومناطق أخرى من الجسم بالمقارنة بنسبة 29 في المئة من السكان على مستوى البلاد.
وقالت افيتال هاراري بالمركز الشامل لعلاج السرطان في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس وكبيرة المشرفين على هذه الدراسة إنه لا يوجد نموذج جغرافي يتعلق بمقاطعات كاليفورنيا يحدد أعلى نسب مئوية من الأشخاص المصابين بأورام متقدمة في الغدة الدرقية ما استدعى ان تضع في اعتبارها عوامل بيئية محتملة.
بينما ارتفعت حالات الإصابة بمرض سرطان الرئة بين النساء، لتصل إلى 20 ألف حالة سنويا في المملكة المتحدة، وذلك في أعلى رقم منذ بدأت الإحصاءات الرسمية، ويمثل هذا الرقم، الذي جمعه معهد أبحاث السرطان البريطاني لعام 2012، قفزة مقارنة برقم 14 ألف حالة سجلت عام 1993، ويعني هذا أن معدل الإصابة بمرض سرطان الرئة بين النساء قفز بنحو 22 في المئة، ليصل إلى 65 حالة بين كل مئة ألف نسمة.
ويعتبر هذا الارتفاع عكس ما يحدث مع الرجال فيما يتعلق بسرطان الرئة الناتج عن التدخين، والذي بلغ ذروته في الرجال أربعينيات القرن الماضي، بينما بلغ ذروته في النساء في سبعينيات القرن الماضي، ويصاب نحو 24 ألف رجل بسرطان الرئة كل عام، مما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا في كلا الجنسين.
وقالت البروفيسورة كارولين ديف من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا: "من المفزع أن نرى أعداد النساء اللائي تشخص إصابتهن بمرض سرطان الرئة مستمرا في الارتفاع"، وأضافت: "نعلم أيضا أن نسبة النجاة ضئيلة، وواحدة من المشكلات هي أن سرطان الرئة في الغالب يكتشف في مرحلة متأخرة، حينما يكون قد انتشر بالفعل"، وهذا يجعل من الصعب علاجه، ونتيجة لذلك يحصد مرض سرطان الرئة أرواح نحو 35 ألف شخص سنويا، ويعيش نحو 10 في المئة فقط من المصابين بسرطان الرئة لمدة خمس سنوات، بعد تشخيص إصابتهم بالمرض، وهذا مقارنة بأكثر من 80 في المئة في حالة سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وتقول البروفيسورة كارولين ديف إن الجهود التي تبذل لمكافحة مرض سرطان الرئة واحدة من ألويات استراتيجيتها البحثية.
ويعمل العلماء حاليا على آلية جديدة لفحص نسيج من الجسد، باستخدام مغناطيس يجتذب خلايا السرطان الفاسدة في دم المرضى، مما يعطي إمكانية للحصول على معلومات حيوية عن المرض، مما قد يساعد على تطوير العلاج.
وبالإضافة إلى الاستثمار في اكتشاف طرق علاج جديدة، تقول نيل باري مديرة الاتصالات العلمية في معهد أبحاث السرطان البريطاني: "من الضروري أن نستمر في مكافحة مرض سرطان الرئة"، وتضيف: "أنه أكبر مرض فتاك من بين أنو اع السرطان في بريطانيا، ولذا فإن الحكومة وقطاع الخدمات الصحية يجب أن يعملوا على مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، عن طريق تزويدهم بخدمات أكثر للامتناع عن التدخين، لمساعدتهم على التخلي عن هذا الإدمان المميت".
كم نوع لسرطان القولون؟
من جانب آخر استطاع العلماء تحديد أربعة أنواع من سرطان القولون، مما سيكون له أثر على طرق علاجها المختلفة، وأطلع الباحثون على النتائج المخبرية والبيانات لثلاثة آلاف مريض كانوا يعانون من سرطان القولون، من أجل بحث إمكانية تحديد معالم جديدة للمرض، وميز العلماء أنواع سرطان القولون المختلفة اعتماد على الجينات التي تحويها، وصنفوها كـ CMS1, CMS2, CMS3, CMS4 وبناء على ذلك يمكن معرفة أنواع العلاجات التي يستجيب لها كل منها، واتضح أن المرضى المصابين بالنوع 4 يحتاجون إلى علاج مركز، بينما المصابون بنوع 2 يملكون حظا أوفر للنجاة ، حتى لو عاد السرطان للظهور، وقالت الباحثة غاميراجو مانيام إن التعرف على الأنواع الأربعة مهم لمعرفة العلاج الأفضل لكل مريض، وأضافت "الخطوة التالية هي ربط كل من الأنواع التي جرى التعرف عليها بطرق العلاج المعروفة. احيانا يتلقى مريض علاجا بالكيماوي، ولكن التعرف على هذه الأنواع سيتيح معرفة ما إذا كان يحاجة إلى ذلك العلاج"، وقالت لوسي هولمز من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إن كل مريض لديه نوع فريد من السرطان وعلينا أن نختار العلاج الملائم له.
عودة سرطان الثدي!
من جانبهم كشف علماء في معهد "ولكام تراست سانغر" بجامعة كامبريدج البريطانية أن بعض التركيبات الوراثية في الأورام يرجح أن تكون مسؤولة عن عودة مرض السرطان، وقال العلماء إن استهداف هذه الجينات قد يكون حاسما في علاج المرضى، وستعرض الدراسة في المؤتمر الأوروبي للسرطان في فيينا، فالسرطان يعود لدى واحد من كل 5 أشخاص، إما في مكان الورم نفسه أو في جزء آخر من الجسم، وحللت الدكتورة، لوسي ييتس، وزملاؤها في معهد سانغر في كامبريدج، بيانات عن أورام لدى نحو 1000 شخص مصابين بسرطان الثدي، بمن فيهم 161 شخصا عاد إليهم السرطان أو توسع انتشاره.
وعندما فحص العلماء الأورام الأولى والثانية، وجدوا اختلافا في الجينات، فالطفرات الموجودة في الأورام الثانية لم تكن موجودة في الأورام الأولى، وتقول الدكتورة ييتس إن التركيبات التي وجدوها توحي بأن المورثات الإضافية في بعض السرطانات الأولى تجعلها قادرة على الظهور مرة أخرى، وتضيف إن الأطباء يمكنهم استعمال هذه البيانات لتحديد المرضى الأكثر عرضة لعودة السرطان لديهم، واختيار العلاج المناسب لهم، باستهداف طفرات وراثية بعينها.
ويعني هذا أخذ عينات من الأنسجة السرطانية بانتظام لتتبع تطور المرض، وتابعت الدكتورة ييتس تقول إن: " التصديق على هذه الاكتشافات يحتاج إلى المزيد من العمل، بفحص المزيد من البيانات، ولكننا نأمل أن نتمكن في المستقبل من فحص المورثات في السرطان، وتحديد احتمال عودته، وبالتالي اختيار العلاج المناسب للحيلولة دون ذلك"، ويقول البروفيسور بيتر ناريدي، أحد رؤساء المؤتمر، إن نتائج هذا البحث "مهمة جدا في زمن الطب الدقيق"، وأضاف أن :"الدراسة تؤكد على ضرورة اعتبار عودة السرطان حالة جديدة، واختيار علاجه بعناية، بدل الاعتماد على المعلومات التي تخص الإصابة الأولى"، ويقول الدكتور خروخي ريس فيلو، من مركز سرطان في نيويورك إن الدراسة تبين " أهمية تحليل الخصائص الوراثية للنمو الثانوي للورم الخبيث، عند اختيار العلاج".
أصحاب القامات الطويلة معرضون للإصابة بالسرطان
على صعيد مختلف، أظهرت دراسة علمية حديثة أن أصحاب القامات الطويلة معرضون للإصابة بالسرطان مقارنة مع قصيري القامة وخاصة منهم النساء. وأوضحت الدراسة أن مرض السرطان ناجم عن "عملية مرتبطة بالنمو"، إلا أن علماء آخرين شككوا فيها.
يواجه أصحاب القامات الطويلة وخصوصا النساء منهم خطرا أكبر للإصابة بالسرطان مقارنة مع قصيري القامة، على ما أظهرت دراسة جديدة أثارت نتائجها تساؤلات لدى بعض الخبراء، وبينت دراسة واسعة النطاق شملت أكثر من خمسة ملايين سويدي بالغ مولودين بين سنتي 1938 و1991 أن خطر الإصابة بالسرطان يزيد بنسبة 10 % لدى الرجال و18 % لدى النساء مع كل زيادة 10 سنتيمرات في طول القامة، هذا الأمر يعني أن امرأة بطول 1,72 متر تواجه خطرا أكبر بنسبة 18 % في الإصابة بالسرطان مقارنة مع امرأة يبلغ طول قامتها 1,62 سنتيمتر. بحسب فرانس برس.
نتائج هذه الدراسة، التي لم تنشر بعد، قدمتها إميلي بينيي من معهد كارولينسكا السويدي خلال مؤتمر للجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء لدى الأطفال في برشلونة، وتعزز هذه النتائج خلاصات دراسات سابقة تحدثت عن وجود رابط بين طول القامة والإصابة بالسرطان لكنها أجريت على نطاق أصغر بكثير.
وخلصت الدراسة السويدية إلى أن النساء من أصحاب القامة الطويلة يواجهن خطرا أكبر بنسبة 20 % في الإصابة بسرطان الثدي مع كل زيادة 10 سنتيمترات في الطول، في حين أن النساء والرجال من أصحاب القامة الطويلة يواجهون زيادة بنسبة 30 % في خطر الإصابة بسرطان الجلد.
يذكر ان السرطان هو مصطلح يطلق على اكثر من مئة نوع من الأورام الخبيئة التي يمكن ان تصيب أي جزء من أجزاء الجسم , وتنتج هذه الأورام عن حالة انقسام غير منضبط لمجموعة خلايا وذلك لخلل يصيب المادة الجينية في تلك الخلايا , ومن اخطر خصائص الأورام الخبيثة هو انتشارها السريع حتى انها قد تصل الى كافة انحاء الجسم خلال عدة اشهر من الإصابة , وغالبا ما يؤدي ذلك الى وفاة الشخص لأنه لا يوجد علاج ناجع يؤدي الى القضاء على كافة أنواع الأورام الخبيثة وتتركز معظم العلاجات في تأخير تقدم الخلايا السرطانية او في تخفيف الالام التي يعاني منها المريض في مراحل المرض المتقدمة.