الكبد: البطل المجهول

مروة الاسدي

2023-09-16 07:02

يعد الكبد عضوا حيويا في جسم الإنسان، إذ إنه يعمل كمحطة تنقية للسموم، لكن من المحتمل أن يعجز في بعض الأحيان عن أداء وظائفه الرئيسية، في هذه الحالة، يرسل لنا الجسم بعض الإشارات المبكرة التي تحذرنا من وجود خلل وظيفي.

الكبد عضو فريد يعمل كمصفاة طبيعية تحمينا من السموم والأمراض وتساعد على تقوية مناعة الجسم،

قد تظن أن معدتك وأسنانك تقومان بكل العمل والجهد لهضم الطعام، وتغذية جسدك، ولكن هذا جزء بسيط من الحقيقة، فالبطل المجهول هو أكبر أعضاء الجسم، وله قدرة فريدة على تجديد نفسه...نعم! نحن نتحدث عن الكبد!

ان وظيفة الكبد الرئيسية هي تصفية الدم القادم من الجهاز الهضمي وإزالة السموم الموجودة فيه وتمريره إلى بقية أنحاء الجسم، ويقوم بتصنيع العصارة الصفراء التي تساعد بشكل رئيسي لإتمام عملية الهضم.

وأن الحفاظ على وزن صحي من أهم الطرق لحماية الكبد، فمع ازدياد الوزن فإن الإنسان معرض لخطر الإصابة بدهن الكبد، والذي قد يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد نمواً.

ولذلك فإن فقدان الوزن يمكن له أن يلعب دوراً مهماً في المساعدة على تقليل الدهون في الكبد، و أن مرض الكبد الدهني قد يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد وسرطان خلايا الكبد، وينصح الموقع بتناول نظام غذائي متوازن، وتجنب السعرات الحرارية العالية والدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة العادية، والأرز الأبيض والسكريات، وضرورة تناول الألياف الموجودة في الفواكه والخضار. وكذلك ممارسة الرياضة بشكل مستمر، والذي يساعد على حرق الدهون الثلاثية، ما يعني تقليل دهون الكبد.

عدم التعرض لبيئة ملوثة يشمل أيضاً عدم التعرض لدم ملوث، وأنه من الضروري عدم مشاركة أدوات النظافة مع أفراد آخرين، مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان ومقصات الأظافر، والتي تحتوي على مستويات مجهرية من الدم أو سوائل الجسم الأخرى والتي قد تكون ملوثة. وضرورة غسل اليدين بشكل مستمر بعد استخدام المراحيض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.

الوقاية أساس الصحة، ينصح الخبراء بالحصول على لقاحات ضد التهاب الكبد A وB، وللأسف لا يوجد حتى الآن لقاح ضد فيروس التهاب الكبدC. بالإضافة إلى ضرورة فحص صحة الكبد بشكل دوري، لحمايته من أي أمراض مستقبلية.

ثمانية تغيرات على جلدك تنبئك بأمراض في الكبد والأمعاء

أول من يدق ناقوس الخطر ليدلك على مرض في أعضائك الداخلية هو جلدك: التهاب الكبد الوبائي، الكبد الدهني، السكري، التهابات الأمعاء بأنواعها المختلفة وغيرها. فحص سريع لجلدك عند أخذ الحمام قد يوفر عليك الكثير من المعاناة.

تغير لون وشكل الجلد لا ينبئ بأمراض جلدية كالأكزيما وسرطان الجلد فحسب، بل ويكشف عن علل في الأعضاء الداخلية للجسم قد يكون بعضها خطير، التفسير العلمي لذلك هو أن الجلد هو أكبر أعضاء الجسم وأي تغيير في عملية الأيض في الجسم لا بد أن تؤثر على أيض الجلد. هكذا فسر ينس تِسمان من جمعية أطباء الجلد الألمان "BVDD"، حسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لمجلة "فوكوس" الألمانية. وأجمل الطبيب الألماني أهم الأمراض الداخلية التي تظهر عوارضها على الجلد:

1. بقع حمراء مؤلمة على أسفل الساق والحُمامَى العَقِدَةُ(التهاب الخلايا الدهنية تحت الجلد) تشير إلى التهابات في الأمعاء كالتهاب القولون التقرحي وداء كرون.

2. اضطرابات الكبد أو التهاب الكبد الوبائي أو تليف الكبد أو احتقان القنوات الصفراوية تؤدي إلى الإصابة باليرقان (تصبغ الجلد وبياض العين باللون الأصفر).

3. الكبد الدهني والتهاب الكبد وتليفه تؤدي إلى العناكب الوعائية (الوحمة الوعائية): توسع للأوعية الدموية على شكل شبكة عنكبوت تحت سطح الجلد في القسم الأعلى من الجسم وفي البطن.

4. تؤدي الاضطرابات في عمل الأوعية إلى ظهور بقع حمراء على راحة اليد والإبهام.

5. اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون (ارتفاع نسبة الدهون في الدم) تظهر على شكل نتوءات صغيرة على الجفون وأحياناً على شكل هالات سوداء حول العين.

6. الشواك الأسود وهي بقع بنية على الرقبة والحلق تؤشر إلى علة في مستوى السكر في الدم.

7. تلون الخدين والأنف باللون الأحمر-الأرجواني تؤشر إلى مرض المناعة الذاتية المعروف بالذئبة الحمامية.

8. نقاط دموية صغيرة في أسفل الساق تؤشر لوجود التهاب وعائي.

وينصح الطبيب الألماني ينس تِسمان بضرورة مراجعة طبيب الجلد عند ملاحظة أي تغير في الجلد لتشخيص الحالة فيما إذا كانت جلدية أو تحويل المريض للطبيب المختص عند الشك بمرض غير جلدي.

هذه أسوأ الأطعمة وأفضلها للكبد

تساعد الأطعمة الغنية بالألياف الكبد على العمل بشكل أفضل. علماً أن للكبد وظائف أساسية على رأسها المساهمة في التخلص من السموم في الجسم. من هنا أهمية التركيز على الأطعمة التي تساعد على تحسين وظائفه وتجنب قدر الإمكان تلك التي تؤثر سلباً عليه، بحسب ما ورد في webmd.

ما الأطعمة الفضلى للكبد؟ الشوفان: أظهرت الدراسات أن التركيز على تناول الشوفان يساعد على التخلص من الكيلوغرامات الزائدة ومن الدهون المكدسة في البطن في الوقت نفسه، ما يساعد أيضاً على الوقاية من أمراض الكبد.

البروكولي: تساهم الخضر عادةً في الحفاظ على صحة الكبد والبروكولي إحدى هذه الخضر التي تعتبر من الأغذية المثلى في هذه الحالة.

القهوة: بعكس ما يمكن تصوّره، للقهوة فوائد لصحة الكبد. فبحسب إحدى الدراسات، يساعد تناول القهوة يومياً على تجنب الأضرار التي يمكن أن تحصل في الكبد نتيجة تناول الكحول بكثرة والأطعمة غير الصحية. وأظهرت دراسات أنها قد تساعد على خفض خطر الإصابة بسرطان الكبد.

الشاي الأخضر: تظهر الدراسات أن الشاي الأخضر قد يساعد على الوقاية من بعض أنواع السرطان، منها سرطان الكبد، بفضل مضادات أكسدة يحتوي عليها. علماً أن غلي الشاي الأخضر يساعد في الحصول على المزيد من مضادات الأكسدة الموجودة فيه.

الماء: إحدى أفضل الخطوات التي يمكن القيام بها حفاظاً على صحة الكبد هي الحفاظ على وزن صحي. ولتحقيق ذلك يُنصح بالتركيز على تناول الماء باستمرار خلال النهار بدلاً من المشروبات المحلاّة، فبهذه الطريقة تعتبر كمية الوحدات الحرارية التي يمكن تجنبها، مفاجئة فعلاً.

اللوز: تعتبر المكسرات مصادر ممتازة للفيتامين E الذي يساعد على الوقاية من مرض الكبد الدهني. كما يعتبر اللوز غذاءً أمثل للقلب لذلك ينصح بتناول حفنة منه عند الرغبة باللقمشة. كما يمكن إضافته إلى السلطة.

السبانخ: تعتبر الخضر الورقية الخضراء مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين وظائف الكبد.

توت العلّيق: يحتوي على مضادات أكسدة تساعد على الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي الذي يترافق مع السمنة ومع ارتفاع مستويات الكوليسترول. كما أن ثمة أطعمة تحتوي على مضادات الأكسدة نفسها كالشوكولا المر والزيتون.

التوابل: ليستفيد القلب والكبد في الوقت نفسه، ينصح بإضافة بعض التوابل كالصعتر البري وإكليل الجبل بشكل خاص. فهي مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة. كما أن تناولها يساعد على الحد من تناول الملح في العديد من الوجبات التي يمكن تناولها. كما ينصح بتناول الكمون والقرفة.

ما هي الأطعمة المضرة بالكبد التي يجب تجنبها؟

الأطعمة الغنية بالدهون: تعتبر المقليات ومنها البطاطا المقلية والبرغر من الأطعمة التي لا ينصح بتناولها لاعتبارها تؤثر سلباً على صحة الكبد. فبقدر ما يتم تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تزيد صعوبة قيام الكبد بوظائفه الطبيعية. قد يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى زيادة الالتهابات ما قد يسبب أيضاً أضراراً في الكبد ومنها التشمع في الكبد. لذلك يفضّل التركيز على الاطعمة الصحية.

السكر: يعتبر الإفراط في تناول السكر مضراً. إذ إن من وظائف الكبد تحويل السكر إلى دهون وفي حال تناول السكر بكثرة تزيد معدلات الدهون وبشكل خاص يزيد ذلك من خطر الإصابة بمشكلة الدهون على الكبد. لذلك يفضل تناول الحلويات وغيرها من مصادر السكر استثنائياً.

الوجبات المصنّعة الجاهزة: من الأفضل اختيار الوجبات الصحية دائماً لا تلك الجاهزة المصنعة فهي غنية بالملح والسكر والدهون ومن الافضل تجنبها.

كيف نحافظ على صحة الكبد؟

لكي نحافظ على صحة الكبد، من الضروري الاهتمام في نوعية المواد الغذائية التي نتناولها وممارسة النشاط البدني يوميا، وتفيد صحيفة La Vanguardia، بأن الأطباء يؤكدون، على أن قيام الكبد بوظائفه بصورة طبيعية، أمر مهم جدا للجسم: لأنه يفرز الصفراء، ويطرد السموم، ويركب الإنزيمات والبروتينات والغلوكوز، ويحافظ على الفيتامينات والمعادن الضرورية ووظائف أخرى.

ويشير الأطباء، إلى أن المشروبات الكحولية لها تأثير سلبي وسيء على صحة هذا العضو المهم للجسم، ويعتبرون الكحول "العدو الرئيسي للكبد". لأنه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الكبد الدهني، الذي يسبب زيادة حمض يوريك الدم ونقص السكر في الدم.

وتضيف خبيرة التغذية، الدكتورة إيفا رودريغيز، ، كما يجب تجنب تناول المواد الغذائية التي خضعت لمعالجة صناعية فائقة، وخصوصا المعجنات والسكاكر. لأنها تسبب تراكم الدهون الحشوية في الكبد. كما لا تنصح الخبيرة بالإفراط في تناول المأكولات السريعة والمواد الغذائية نصف المصنعة والتقليل من الوجبات الخفيفة المختلفة والانتباه إلى كمية السكر والملح المستهلكة.

وتشير الخبيرة، إلى ضرورة تقليل كمية اللحوم الحمراء والزبدة والقشطة والمواد الغذائية الدهنية في النظام الغذائي، والامتناع عن تناول الهامبورغر والسجق والنقانق، وتضيف رودريغيز، إذا حصل خلل في عمل الكبد فإن الإنسان يشعر بالتعب وفقدان الشهية والتورم وآلام في البطن والغثيان والتقيؤ ويتغير لون البول والبراز.

ومن أجل الحفاظ على صحة الكبد، يجب الإقلاع عن التدخين والمخدرات، وممارسة الرياضة والحفاظ على وزن طبيعي، وإضافة خضروات مثل الباذنجان والفجل والزنجبيل وغيرها إلى النظام الغذائي.

التهاب الكبد.. الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد هو أكبر غدة في جسم الإنسان، وهو يساعد على هضم الطعام وتخزين الطاقة وإزالة السموم، وقد يصاب بالالتهاب، فما أسباب التهاب الكبد؟ وما أنواعه؟ وما أعراضه؟ وما العلاجات؟ الأجوبة في هذ التقرير الشامل.

ووفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، تسبب الفيروسات معظم حالات التهاب الكبد، كما يمكن أن يحدث التهاب الكبد نتيجة تعاطي المخدرات أو الخمر، وأيضا قد يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة بالخطأ الخلايا السليمة في الكبد.

وتضيف المكتبة الوطنية أنه قد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد من أعراض، في حين قد تظهر أعراض لدى الآخرين، مثل: فقدان الشهية، تقيؤ، غثيان، إسهال، بول داكن، آلام في المعدة، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، وبعض أشكال التهاب الكبد تكون خفيفة، وبعضها الآخر يمكن أن يكون خطيرا، وقد يؤدي إلى ندوب في الكبد تؤدي إلى تليف الكبد، كما قد تلعب بعض أنواع التهاب الكبد دورا في تطور سرطان الكبد.

في بعض الأحيان يختفي التهاب الكبد من تلقاء نفسه. إذا لم يحدث ذلك فيمكن علاجه بالأدوية. في بعض الأحيان يستمر التهاب الكبد مدى الحياة.

والتالي معلومات مفصلة عن كل نوع من أنواع التهاب الكبد من منظمة الصحة العالمية:

التهاب الكبد إيه A

يسببه فيروس التهاب الكبد إيه الذي ينتشر في المقام الأول عندما يتناول شخص غير مصاب بعدواه (وغير مطعم ضده) أغذية أو مياه ملوثة ببراز شخص مصاب بعدوى المرض. ومن العوامل التي يرتبط بها تلوث المياه والطعام، وقصور خدمات الإصحاح (خدمات الصرف الصحي والنظافة العامة) وتدني مستوى النظافة العامة الشخصية.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه بخلاف التهاب الكبد بي B والتهاب الكبد سي C، فإن عدوى التهاب الكبد إيه لا تسبب مرض الكبد المزمن ونادرا ما تكون قاتلة، غير أنها يمكن أن تسبب الإصابة بالوهن والتهاب الكبد الخاطف (العجز الكبدي الحاد) الذي غالبا ما يكون مميتا، وفي المجمل، تشير تقديرات المنظمة إلى أن التهاب الكبد إيه تسبب عام 2016 في نحو 7134 حالة وفاة على مستوى العالم (شكلت 0.5% من مجموع الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي).

من طرق الوقاية من المرض تحسين خدمات الإصحاح والسلامة الغذائية، واتباع ممارسات النظافة العامة الشخصية، من قبيل الانتظام في غسل اليدين قبل الوجبات وبعد دخول الحمام، والتطعيم لفيروس التهاب الكبد إيه، إذ يتوفر على الصعيد العالمي العديد من لقاحات التهاب الكبد إيه.

التهاب الكبد بي B

يسببه فيروس التهاب الكبد بي، ويمكن أن يسبب أمراضا حادة ومزمنة على حد سواء. وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ويمثل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية رئيسية، ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة ويزيد خطر تعرض الناس للوفاة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد.

وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2015 إلى إصابة 257 مليون شخص بالعدوى بالتهاب الكبد بي المزمن، وسبب التهاب الكبد بي في عام 2015 حسب التقديرات 887 ألف حالة وفاة نجم معظمها عن تليف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي)، ويمكن الوقاية من التهاب الكبد بي عن طريق لقاحات مأمونة ومتوفرة وناجعة بنسبة 98% إلى 100%. وتحول الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد بي دون الإصابة بمضاعفات المرض التي تشمل الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الكبد.

ويمكن أن يبقى فيروس التهاب الكبد بي على قيد الحياة خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل. وقد يظل خلال هذه الفترة يسبب العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح. وفترة حضانة فيروس التهاب الكبد بي هي 75 يوما في المتوسط لكنها قد تتراوح بين 30 يوما و180 يوما، وقد يسبب فيروس التهاب الكبد بي الإصابة بعدوى كبدية مزمنة يمكن أن تتحول لاحقا إلى تليف الكبد (تندب الكبد) أو إلى سرطان الكبد.

لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد بي الحاد، ولذلك تهدف الرعاية إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن غذائي مناسب، بما يشمل التعويض عن السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال. والجانب الأهم هو تحاشي إعطاء أدوية بلا داع. ولا ينبغي إعطاء المرضى الدواء المركب أسيتامينوفين/باراسيتامول وأدوية مضادة للقيء.

ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد بي المزمن بالأدوية، بما فيها الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ تفاقم تليف الكبد ويحد من معدلات الإصابة بسرطان الكبد ويعزز بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل، ويعد اللقاح المضاد لالتهاب الكبد بي الركيزة الأساسية للوقاية من هذا المرض.

التهاب الكبد سي C

يسببه فيروس التهاب الكبد سي، ويمكن أن يؤدي لالتهاب كبد حاد ومزمن على حد سواء، يتراوح في الوخامة بين المرض الخفيف الذي يستمر أسابيع قليلة إلى المرض الخطير طيلة العمر. والتهاب الكبد سي سبب رئيسي في الإصابة بسرطان الكبد، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وفيروس التهاب الكبد سي فيروس منقول بالدم، وطرق العدوى الأكثر شيوعا تحدث عبر التعرض لكميات صغيرة من الدم. وقد تحدث الإصابة به من خلال تعاطي المخدرات بالحقن، وممارسات الحقن غير المأمونة، والرعاية الصحية غير المأمونة، ونقل الدم ومنتجات الدم دون فحص، والممارسات الجنسية التي تقود إلى التعرض للدم.

على مستوى العالم، يتعايش ما يقدر بنحو 71 مليون شخص مع عدوى التهاب الكبد سي المزمنة. وتتطور حالة عدد كبير من الأشخاص المصابين بعدوى مزمنة ليصابوا بتشمع الكبد أو سرطان الكبد.

وأشارت تقديرات المنظمة في عام 2016 إلى أن حوالي 399 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب التهاب الكبد سي، حيث نجم معظم هذه الوفيات عن تشمع الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).

ومن الممكن أن تشفي الأدوية المضادة للفيروسات أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد سي، مما يحد بالتالي من مخاطر الوفاة بسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد، ولا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد سي، من ثم تعتمد الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد سي على الحد من مخاطر التعرض للفيروس في أماكن الرعاية الصحية وفي صفوف الفئات السكانية المعرضين لمخاطر أكبر، مثل متعاطي المخدرات بالحقن.

التهاب الكبد دي D

يسببه فيروس التهاب الكبد دي، وهو فيروس يستلزم وجوده وجود فيروس التهاب الكبد بي، ولا تحدث العدوى بفيروس التهاب الكبد دي إلا بطريقة متزامنة أو بوصفها عدوى إضافية إلى جانب فيروس التهاب الكبد بي، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى.

هناك ما لا يقل عن 5% من المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد بي المزمن هم من المصابين أيضا بعدوى فيروس التهاب الكبد دي المصاحبة لهذه العدوى، مما يسفر عن إصابة عدد يتراوح مجموعه بين 15 و20 مليون شخص بفيروس التهاب الكبد دي في جميع أنحاء العالم، ويمكن الوقاية من الإصابة بعدوى التهاب الكبد دي عن طريق التطعيم المضاد لالتهاب الكبد بي.

التهاب الكبد إي E

يسببه فيروس التهاب الكبد إي، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى حدوث نحو 20 مليون حالة عدوى بفيروس التهاب الكبد إي سنويا في أنحاء العالم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بما يقدر بنحو 3.3 ملايين حالة مصحوبة بأعراض لالتهاب الكبد إي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتشير تقديرات المنظمة إلى أن التهاب الكبد إي تسبب في حوالي 44 ألف حالة وفاة في عام 2015 (شكلت 3.3% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي، وينقل الفيروس عن طريق البراز من خلال شرب المياه الملوثة في المقام الأول. ويطرح الفيروس في براز الأشخاص المصابين بعدواه. وعادة ما تشفى العدوى به من دون علاج وتنحل ذاتيا في غضون مدة تتراوح بين أسبوعين و٦ أسابيع. ويصاب الأفراد أحيانا بنوع خطير من المرض يعرف باسم التهاب الكبد الخاطف (فشل الكبد الحاد) الذي يمكن أن يودي بحياة نسبة من المصابين به، ويمكن في حالات نادرة أن يكون التهاب الكبد الحاد إي وخيما وأن يسبب التهاب الكبد الخاطف (فشل الكبد الحاد)؛ ويكون المرضى المصابون به عرضة للموت.

ولا يوجد علاج محدد قادر على تغيير مسار التهاب الكبد إي الحاد. وبالنظر إلى أن المصاب بالتهاب الكبد إي يشفى في العادة ذاتيا من دون علاج فإن إدخاله إلى المستشفى لا داعي له بوجه عام. غير أنه يلزم إدخال المصابين بالتهاب الكبد الخاطف إلى المستشفى، كما ينبغي أن ينظر في إدخال من يصبن من الحوامل بعدواه المصحوبة بأعراض إلى المستشفى.

التهاب الكبد المناعي الذاتي هو سبب نادر لالتهاب الكبد على المدى الطويل حيث يهاجم الجهاز المناعي الكبد ويضر به، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة United Kingdom National Health Service.

وليس من الواضح ما الذي يسبب التهاب الكبد المناعي الذاتي وليس من المعروف ما إذا كان يمكن فعل أي شيء لمنعه. ومع استمرار الالتهاب يمكن أن يتضرر الكبد لدرجة أنه يتوقف عن العمل بشكل صحيح، ويتضمن علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي أدوية تثبط جهاز المناعة وتقلل الالتهاب.

ذات صلة

مستقبل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وآثارهاالتعليم العالي: المشهد المحذوفضرورة الشراكة العراقية التركيةالخواطر النفسانية والوساوس الشيطانيةالسياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة