التنوع البيئي: بين التمدد العمراني وتوسع الانشطة الصناعية

مروة الاسدي

2016-09-19 11:45

تصاعد الاهتمام العالمي بقضية التنوع البيئي والحيوي كونه الذي يدعم الحياة على كوكب الأرض، ويعني التنوع الموجود في الكائنات الحية والذي يتراوح بين التركيب الجيني للنباتات والحيوانات وبين التنوع الثقافي.

لكن هذا التنوع المهم لاستمرار الحياة على كوكبنا في خطر بسبب الانقراض نتيجة الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية واستخدام المواد الكيماوية من مبيدات وغيرها في مكافحة الآفات الزراعية وتلوث المياه في الأنهار والبحار الى جانب التمدد العمراني وتوسع الانشطة الصناعية، ففي الآونة الاخيرة حذر علماء من ان واحدا من عشرة من الانظمة البيئية البرية الخام في العال، اختفت في الاعوام العشرين الماضية، مطالبين باعتماد سياسات دولية للحد من هذا التدهور، وكانت هذه المساحات الطبيعية الخام تشكل ما يوازي في مجموعه ضعف مساحة الاسكا، وهي عامل ضروري في التنوع البيئي على كوكب الارض، وايضا في مواجهة اثار الاحترار المناخي، ويرى المختصون ان الجهات المعنية وحكومات العالم اهملت اهمية المساحات الخام في اتفاقياتها حول حماية الطبيعة.

فيما قال علماء آخرون إن التوسع في أراضي المزارع ألحق أضرارا بالطبيعة تفوق الحد "الآمن" في 58 بالمئة من مسطحات اليابسة في العالم بما يهدد وظائف طبيعية في البيئة مثل تلقيح الحشرات للمحاصيل، وكتب الباحثون في دول مثل الولايات المتحدة والأرجنتين وجنوب أفريقيا أو في وسط آسيا من بين الأنظمة الطبيعية الأشد تأثرا بتناقص أعداد الحيوانات والنباتات بسبب الأنشطة البشرية، وأضافوا أن الغابات الصنوبرية الشمالية والسهول الجليدية هي الأقل تأثرا، لكن بشكل عام قالت الدراسة إن تنوع الحيوانات والنباتات في 58 بالمئة من اليابسة حول العالم- والتي يقطنها 71 بالمئة من كل سكان المعمورة- انخفض لما دون الحد الآمن فيما يرجع أساسا إلى التوسع في المزارع وأيضا بسبب الطرق وزحف المدن الكبرى.

ويزيد هذا الانخفاض من مخاطر فقدان وظائف بيئية طبيعية مثل تلقيح الحشرات للمحاصيل الغذائية وقدرة التربة على إنتاج العناصر المغذية وقدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون كوسيلة طبيعية لمقاومة التغير المناخي.

على صعيد ذي صلة، اظهرت دراسة اجراها مركز ابحاث متخصص ان نصف الانظمة البيئية في كولومبيا بخطر او في وضع حرج بسبب توسع المناطق الزراعية خصوصا، ما يهدد التنوع الحيوي، ويفيد مركز المعلومات حول التنوع البيئي في كولومبيا ان هذا البلد هو الاغنى عالميا في تنوع الطيور والثاني على صعيد النبات والبرمئيات والفراشات والثالث بالنسبة للزواحف واشجار النخيل والرابع على صعيد الثدييات.

من جهة أخرى تمكن باحثون اميركيون من انتاج اصغر مجين موجود في الطبيعة، يحتوي على اصغر عدد من الجينات الضرورية لعمل الاجسام الحية، في تقدم علمي كبير على طريق كشف اسرار الخلق والحياة.

الى ذلك اكتشف علماء وجود ستة انواع من الضفادع لم تكن معروفة من قبل، في خطوة من شأنها ان تفتح آفاقا في مجال البحث في الامراض التي تصيب البشر، في وقت لاحق قال الصندوق العالمي للحياة البرية المعني بالحفاظ على البيئة إن الأنشطة الصناعية مثل التعدين وقطع الأشجار تهدد نحو نصف المواقع الطبيعية في التراث العالمي، فيما يلي ادناه احدث واهم الاخبار التي تعنى بالتنوع البيئي والتوازن الطبيعي للحياة في الكرة الارضية.

المساحات الخام في العالم تختفي بوتيرة مقلقة

قال جيمس واتسون الباحث في جامعة كوينزلاند الاسترالية والعضو في منظمة "وايلد لايف كونسرفايشن" (الحفاظ على الحياة البرية) ان "البراري التي تشكل اهمية لكوكب الارض، لا تحظى بأي اهتمام في السياسات البيئية، علما انها معاقل للتنوع البيئي المهدد، وتؤدي دورا اساسيا في تعديل المناخ، وتؤمن المعيشة لجماعات هي من الاكثر تهميشا سياسيا واقتصاديا" في العالم، وفي حال لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية هذه المساحات الخام، فانها توشك ان تتداعى امام التمدد العمراني وتوسع الانشطة الصناعية. بحسب فرانس برس.

ورأى واتسون ان العالم امامه عقد الى عقدين لمعالجة هذا الامر وحماية ما تبقى، مشددا على ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه، ولفت العلماء الى ان معظم السياسات البيئية الحالية تتركز على الانواع المهددة، ولكن ليس هناك اهتمام كاف بالفقدان الواسع النطاق لانظمة بيئية كاملة، ولاسيما الانظمة البيئية الخام.

واشار العلماء الى ان هذه المساحات الطبيعية قلما حظيت باهتمام الدارسين، ولذلك عمدوا الى وضع خرائط للبراري الخام، وهي الانظمة البيئية البرية التي لم يصبها النشاط البشري باي ضرر، وقارن العلماء بين خرائطهم وبين تلك التي رسمت في التسعينات من القرن الماضي، وتبين ان الارض ما زالت تضم ثلاثين مليون كيلومتر مربع من المساحات الطبيعية الخام، اي ما يعادل 20 % من مجموع مساحة اليابسة على كوكب الارض، ومعظم هذه المساحات تقع في اميركا الشمالية وشمال آسيا والقارة الافريقية واستراليا.

واظهرت المقارنة ان ثلاثة ملايين و300 الف كيلومتر مربع، اي ما يوازي 10 % من اجمالي هذه المساحات، قد اختفت في الاعوام العشرين الماضية، وخصوصا في اميركا الجنوبية حيث نسبة الانحسار 30 %، وفي افريقيا مع 14 %، ورأى اوسكار فنتر الاستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا وأحد معدي الدراسة ان "حجم الخسارة المسجل في عقدين مروع"، وقال "علينا ان نقر ان المساحات الخام التي كنا نظن انها محمية لكونها نائية، في طريقها الى الزوال السريع في كل العالم"، واضاف "في حال لم تتخذ اجراءات شاملة وحاسمة سنفقد آخر هذه الكنوز الطبيعية"، مشددا على ان "الخيار الوحيد هو حماية ما تبقى منها".

الفردوس المفقود.. دراسة توثق انحسارا شديدا للحياة البرية على الأرض

في دراسة حديثة قال الباحثون إن أمريكا الجنوبية فقدت 30 في المئة من مناطقها البرية خلال تلك الفترة بينما فقدت أفريقيا 14 في المئة وإن القارتين هما الأكثر تضررا. والسبب الرئيسي لفقد المساحات البرية هو تدميرها لصالح الزراعة أو الاستفادة من الأخشاب أو استخراج المعادن، والدراسة التي نشرتها دورية (كارنت بايولوجي) هي الأحدث التي توثق أثر أنشطة الإنسان على مستوى العالم بما يؤثر على مناخ الكوكب ومساحاته وموارده الطبيعية وعلى المحيطات والحياة البرية، ورسم الباحثون خرائط لمناطق البرية في العالم باستبعاد القارة القطبية الجنوبية وقارنوا بين خرائطهم وخريطة وضعت عام 1993 باستخدام نفس الأساليب. بحسب رويترز.

ووجدوا أن 30.1 مليون كيلومتر مربع بالعالم لا تزال مساحات برية أي أنها مناطق لم يترك الإنسان أثرا ملحوظا على تركيبتها البيولوجية والبيئية. وقالوا إنه منذ عام 1993 فقد الكوكب 3.3 مليون كيلومتر مربع من مساحات البرية.

وقال جيمس واتسون من جامعة كوينزلاند في استراليا والعضو بجمعية الحفاظ على الحياة البرية في نيويورك "هذا أمر محزن يصعب وصفه لأنه ما من سبيل لاستعادة هذه الأماكن. فإن هي ذهبت.. فقد ذهبت. ولهذا أثر صادم على التنوع البيولوجي وعلى تغير المناخ وعلى الجوانب البيولوجية الأكثر عرضة للخطر على الكوكب"، وقال واتسون الذي قاد فريق البحث إن حوالي ربع أراضي الكوكب ما زال يندرج تحت بند البرية وبخاصة في وسط أفريقيا ومنطقة الأمازون وشمال استراليا وفي الولايات المتحدة وكندا وروسيا. وكانت أبلغ الخسائر خلال العشرين عاما الماضية في منطقة الأمازون ووسط أفريقيا، وأضاف واتسون "الوقت ينفد من أمامنا وتنفد المساحات. وإن تساءل المجتمع ‘ما الذي تحتاجه الطبيعة؟‘ ستصبح هذه الأماكن في صدارة العمل البيئي العالمي".

توسيع المزارع يضر بالطبيعة في 58% من اليابسة في العالم

فيما قالت دراسة أخرى إن تنوع الحيوانات والنباتات في 58 بالمئة من اليابسة حول العالم- والتي يقطنها 71 بالمئة من كل سكان المعمورة- انخفض لما دون الحد الآمن فيما يرجع أساسا إلى التوسع في المزارع وأيضا بسبب الطرق وزحف المدن الكبرى، وعرف العلماء المناطق ذات الحد "الآمن" بأنها الأماكن التي بها وفرة في الأنواع تشكل على الأقل 90 بالمئة مقارنة بمستويات التنوع في مناطق لم تمسها الأنشطة البشرية، واستندت الدراسة في نتائجها إلى فحص 2.38 مليون سجل عن 39123 نوعا من الكائنات الحية في 18659 موقعا.

وقال كبير الباحثين في الدراسة تيم نيوبولد من جامعة كوليدج لندن لرويترز "إذا واصلنا استنزاف التنوع البيولوجي سنصل إلى حد يكون من الصعب جدا فيه دعم القطاع الزراعي"، لكن الدراسة قالت إن هناك غموضا حول الحد الموضوع عند 90 بالمئة بالنسبة لقياس الأضرار حيث يعتقد بعض العلماء الآخرين أن الطبيعة يمكن أن تتحمل نسب انخفاض أكبر من ذلك في التنوع البيئي.

نصف الانظمة البيئية في كولومبيا في خطر

اظهرت دراسة اجراها مركز ابحاث متخصص ان نصف الانظمة البيئية في كولومبيا بخطر او في وضع حرج بسبب توسع المناطق الزراعية خصوصا، ما يهدد التنوع الحيوي، وجاء في الدراسة وهي بعنوان "تنوع حيوي 2015" التي اجراها معهد هامبولت ان "الاسباب الاكبر لتقلص المساحات هي توسع الزراعة وسوء حفظ الانظمة البيئية في المناطق الريفية والحضرية في البلاد"، واشارت الدراسة الى ان كولومبيا تتمتع ب81 نظاما بيئيا على مساحة اجمالية قدرها 75 مليون هكتار اي مساحة تركيا. الا ان 18 من بينها تعاني من خطر شديد و17 اخرى من الخطر فيما 15 منها في وضع هش و31 في وضع مقلق قليلا. بحسب فرانس برس.

واوضح تقرير الباحثين "عندما تشهد الانظمة البيئية تحولا او تدهورا كبيرين، تتأثر ظروف عيش الجماعات المستفيدة منها وكذلك اهداف التنمية في لبلاد"، واضاف التقرير ان 34 % من الانظمة البيئية الكولومبية "شهدت تحولات" بسبب النشاطات البشرية من زراعية ومنجمية لاسيما في منطقة الكاريبي وجبال الانديس (وسط)، وبين عامي 1970 و2014، خسرت كولومبيا 37,5 % من غطائها الحرجي و24,9 % من حقول السافانا و15,9 % من البارامو وهي مناطق رطبة في منطقة الانديس توفر 70 % من مياه البلاد، وشددت الدراسة على غنى الطبيعة في البلاد داعية الى حفظها.

علماء اميركيون ينتجون اصغر مجين حي موجود في الطبيعة

تمكن باحثون اميركيون من انتاج اصغر مجين موجود في الطبيعة، يحتوي على اصغر عدد من الجينات الضرورية لعمل الاجسام الحية، في تقدم علمي كبير على طريق كشف اسرار الخلق والحياة، واطلق على هذا المجين المنتج في المختبر اسم "سين 3.0"، وهو يحتوي على 473 جينة فقط، علما ان جسم الانسان يحتوي على عشرين الفا.

وحقق هذا الانجاز فريق من الباحثين تحت اشراف كريغ فنتر، الرائد في مجال تسلسل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) والذي كان اول من صمم جسما يتحكم به مجين اصطناعي، وذلك في العام 2010، ولم يتمكن هؤلاء العلماء بعد من تحديد وظائف 149 جينة من اصل الجينات البالغ عددها 473 والتي تشكل المجين، على ما جاء في تقرير نشروه في مجلة "ساينس" الاميركية، ومن شأن انتاج هذه الخلية ان يساعد العلماء في فهم وظيفة كل الجينات الضرورية للحياة، بحسب الباحثين.

وقال كريغ فنتر في مؤتمر صحافي عقد عبر الهاتف "افضل طريقة لفهم الحياة هي انتاج مجين بسيط، فإن كنا مثلا لا نفهم كيف تعمل طائرة بوينغ علينا ان نحذف منها اجزاء الى ان تصبح غير قادرة على الطيران"، واستند الباحثون الى هذا المبدأ، مع مجين بكتيريا المفطومة (ميكوبلازما) المعروف عنها انها تملك اصغر مجين بين كل الخلايا الحية القادرة على انتاج ذاتها، وصمم الباحثون انطلاقا منها، مجينات اصطناعية دقيقة جدا في مسعى لتحديد الجينات الاساسية وتلك غير الاساسية.

غياب الثدييات الضخمة أدى الى تراجع التسميد الطبيعي للتربة

الناس العاديون يطلقون عليه اسم توقف التسميد الطبيعي أما العلماء فيقولون إنه كانت له آثار مدمرة على المنظومة البيئية في شتى أرجاء العالم، كشفت دراسة نشرت نتائجها عن أن الانقراض أو التراجع الشديد في أعداد الثدييات البرية والبحرية الكبيرة الحجم بدءا من نهاية آخر عصر جليدي وحتى يومنا هذا حرم المنظومة البيئية من مصدر حيوي للتسميد الطبيعي للارض وذلك من خلال روثها وبولها وحتى جيفها المتحللة بعد نفوقها.

وقال العلماء إن هذه الثدييات الكبيرة -ومنها الحيتان وحيوان الماموث وحيوان الماستودون المنقرض وحيوان الكسلان البري ووحيد القرن وحيوان المدرع الضخم (ارماديلو) فضلا عن الطيور البحرية والأسماك المهاجرة مثل السلمون- لعبت دورا رئيسيا في الحفاظ على خصوبة التربة على كوكب الأرض من خلال نشر المواد المغذية عبر المحيطات ومنابع الأنهار وفي عمق التربة، وقال كريستوفر داوتي استاذ البيئة بجامعة اكسفورد "في الماضي كانت الأعداد الوفيرة من الحيوانات التي ترعى في كل مكان تنشر المواد المغذية بصورة متساوية ما زاد من خصوبة التربة في العالم". بحسب رويترز.

ووجدت الدراسة ان هذه الثدييات الضخمة -من خلال سيرها مسافات طويلة- نقلت وأعادت تدوير المواد المغذية مثل المواد الفوسفاتية والنيتروجينية الى منظومات بيئية نائية الأمر الذي ضاعف من خصوبتها وانتاجيتها، وقالت الدراسة إن هذه القدرة على نشر المواد المغذية من مصادرها ذات التركيز العالي في البر والبحر الى منظومات بيئية أخرى تراجعت الى ستة في المئة عن المستويات السابقة.

وقالت جو رومان خبيرة الحفاظ على الكائنات الحية بجامعة فيرمونت "كانت الأرض مرتعا للعمالقة على نحو ما قبل ان يستعمر الانسان الكوكب"، وقالت رومان إن نحو 150 نوعا من الثدييات الكبيرة انقرض منذ نحو عشرة آلاف عام ويرجع ذلك في معظمه الى مجموعة من عوامل الصيد وتغير المناخ.

وقال داوتي إنه من بين 48 نوعا من الثدييات الكبيرة الحجم البرية آكلة العشب التي عاشت خلال العصر الجليدي -منها 16 نوعا من الفيلة وأقاربها- لم يتبق سوى عدد قليل من أنواع وحيد القرن وحيوان الكسلان فيما لم يتبق شيء في الأمريكتين.

وأشارت تقديرات الباحثين الى انه قبل ان يؤدي صيد الحيتان على المستوى التجاري الى تراجع أعدادها عالميا بنسبة وصلت الى 90 في المئة خلال القرون الأخيرة نقلت الحيتان والثدييات البحرية الأخرى نحو 340 ألف طن سنويا من المواد الفوسفورية من اعماق تصل الى نحو 100 متر حيث تتغذى وتراجع ذلك الى 23 في المئة عن مستواه السابق، وقالت رومان في البحث الذي نشرت نتائجه في دورية الأكاديمية القومية للعلوم "غالبا ما تغوص الحيتان الضخمة -مثل الحوت محدودب الظهر والحوت الأزرق وحوت العنبر- الى أعماق المحيط للتغذية ثم تطفو على السطح للتنفس والهضم. كما كانت هذه الكائنات تتغوط آنئذ ما يطلق مواد مغذية مهمة مثل النيتروجين والفوسفور وهي مغذيات يمكن ان تضاعف من نمو الطحالب واللافقاريات وحتى الأسماك".

اكتشاف ستة انواع جديدة من الضفادع

اكتشف علماء وجود ستة انواع من الضفادع لم تكن معروفة من قبل، في خطوة من شأنها ان تفتح آفاقا في مجال البحث في الامراض التي تصيب البشر، بحسب ما جاء في دراسة علمية جديدة.وهذه الكائنات هي "البرمائيات الاكثر دراسة من العلماء في العالم"، على ما جاء في مجلة "بلوس وان" الاميركية، فهذه الضفادع الافريقية عرفت في تاريخها تطورا يشبه تطور الانسان، وغالبا ما تستخدم هذه الضفادع في الابحاث الطبية، بما في ذلك ابحاث وراثية وابحاث حول السرطان، وتتميز هذه الضفادع التي تعيش في مناطق المستنقعات في غرب افريقيا وافريقيا الوسطى، بانها لا لسان لها ولا اسنان. بحسب فرانس برس.

لكن لديها اعضاء صوتية تتيح لها اطلاق اصوات وهي تحت الماء، ولم يعثر على هذه الضفادع بفضل ابحاث ميدانية، بل بتحليل ضفادع موجودة اصلا في مجموعات 168 متحفا "بالاعتماد على تقنيات بحثية تستخدم الحمض الريبي النووي وتسجيلات الصوت وتصوير الاعضاء الداخلية، وتحليل الصبغيات وغير ذلك"، بحسب الدراسة، ومن شأن دراسة هذه الانواع الجديدة ان يساعد العلماء في التعمق في فهم الاليات الوراثية.

نصف المواقع الطبيعية المدرجة على قائمة يونسكو مهددة

اظهر تقرير نشره الصندوق العالمي للطبيعة ان نصف المواقع الطبيعية المدرجة على قائمة التراث العالمي مهددة بسبب الانشطة الصناعية، فمن غابات مدغشقر والمحمية الطبيعية في تنزانيا والحديقة الوطنية في موريتانيا، الى الحاجز المرجاني في بيليز وصولا الى المتنزه الوطني في اسبانيا، تطرح الانشطة الصناعية خطرا على 114 موقعا من اصل المواقع المئة والثمانية والعشرين المدرجة على قائمة منظمة يونسكو للتراث العالمي.

ويبدو ان ادراج هذه المواقع على قائمة يونسكو لا يعني بالضرورة انها تحظى بحماية نموذجية، بحسب التقرير المنشور بعنوان "حماية البشر من خلال حماية الطبيعة"، وجاء في التقرير "من بين الانشطة الضارة التي تقوم بها غالبا شركات متعددة الجنسيات، يمكن ان نذكر البحث عن النفط والغاز واستخراجهما، واستغلال الغابات بشكل مخالف للقوانين، وانشاء البنى التحتية الكبيرة، والافراط في الصيد واستغلال الموارد الطبيعية".

ولا يستثني التقرير اي قارة، وهو يدعو الحكومات والشركات الى التحرك للحفاظ على هذه المواقع الفريدة للمستقبل، وتدرج منظمة يونسكو هذه المواقع على قائمتها لجذب الانتباه اليها، لكنها لا تملك السلطة لالزام الحكومات على حمايتها.

واقصى ما يمكن ان تفعله المنظمة هو ان تسحب الموقع من القائمة، ولم يحصل هذا الامر سوى مرة واحدة مع محمية المها العربي في عمان التي اصابها التنقيب عن النفط والصيد باضرار كبيرة، ويحذر التقرير من ان الضرر لا يأتي فقط على "القيمة العالمية الفريدة" لهذه المواقع فحسب، بل انه يأتي ايضا على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الناجمة عنها، علما انها تشكل مصدر عيش لاحد عشر مليون شخص.

ويعيش مليون شخص داخل 119 من هذه المواقع، ويبلغ عدد المقيمين في جوارها عشرة ملايين، ومن الامثلة المثيرة للقلق الغابات الاستوائية المطيرة في جزيرة سومطرة، حيث تقع ثلاث محميات وطنية تضم احواضا كبيرة تجمع المياه لتزويد ملايين الاشخاص بها، لكن هذه الغابات واحواضها باتت مهددة بسبب الانشطة الصناعية والتنقيب عن النفط والغاز.

وفي اسبانيا، تقع حديقة دونانا التي تجذب كل سنة ملايين الطيور المهاجرة، وهي كانت في العام 1998 عرضة لتلوث واسع بالنفايات المعدنية، وفي العام 2015 منحت الحكومة اجازة جديدة لشركة "غروبو مكسيكو" المكسيكية لاستخراج النفط.

وفي تنزانيا، تواجه محمية سيلوس في تنزانيا مخاطر عدة ناجمة عن الانشطة المعدنية والنفطية الآخذة بالتزايد ومشاريع شق الطريق وتوسيعها ومشروع انشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومن بين المواقع البحرية الرصيف المرجاني في بيليز الذي يضم سبعة مناطق محمية ومدرجة في اطول حاجز مرجاني في القارة الاميركية، والذي يعتبر مهددا منذ العام 2009، بسبب انشاء المنتجعات السياحية ومشاريع التنقيب عن النفط التي اضرت بتنوعه البيئي.

الصناعة تهدد نصف التراث العالمي من الطبيعة

قال الصندوق العالمي للحياة البرية المعني بالحفاظ على البيئة إن الأنشطة الصناعية مثل التعدين وقطع الأشجار تهدد نحو نصف المواقع الطبيعية في التراث العالمي من الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا إلى قلعة إمبراطورية الإنكا القديمة في بيرو، وحث الصندوق الشركات العالمية على الاستجابة لمناشدة الأمم المتحدة لإعلان كل مواقع التراث مناطق "محظورة" أمام عمليات التعدين والتنقيب عن النفط والغاز وإنتاج الأخشاب وصيد الأسماك الجائر، وقال الصندوق العالمي للحياة البرية وشركة دالبرج جلوبال ديفيلوبمنت آدفايزرز الاستشارية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إن 114 موقعا للتراث العالمي من بين 229 موقعا على مستوى العالم تعتبر مواقع طبيعية نادرة أو مواقع تمزج بين الطبيعة والثقافة هي معرضة للخطر. بحسب رويترز.

وقال ماركو لامبرتيني المدير العام للصندوق العالمي للحياة البرية لرويترز "هذا شيء صادم. نحاول إطلاق إنذار. لسنا ضد التطوير بل ضد التخطيط السيء للتطوير"، وجاءت تقديرات الصندوق أعلى بكثير من 18 موقعا طبيعيا قالت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها معرضة "للخطر".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي