الطاقة الشمسية.. ثروة عالمية تشرق على استثمارات واسعة الآفاق

عبد الامير رويح

2015-06-10 06:23

أصبح الاهتمام بالطاقة الشمسية التي تعد أهم مصادر الطاقة المتجددة، من أولويات العديد من الدول والحكومات، حيث اهتمت الكثير من الدول كما يقول بعض الخبراء بهذا النوع من الطاقة عن طريق وضع برنامج لتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية التي ستحل في السنوات القريبة محل الوقود الحفري، فالطاقة الشمسية تعتبر ثروة عالمية ذات فوائد اقتصادية كما أنها سوف تساعد في تخفيف التلوث البيئي الناتج عن احتراق الوقود الحفري، وتفيد بعض التقارير ان هناك سباق كبير بين دول العالم للاستفادة من الطاقة الشمسية، فالصين وكما تنقل بعض المصادر، أصبحت واحدة من الدول المتقدمة في استخدامات الطاقة الشمسية حيث أقامت ما يسمى "وادي الطاقة الشمسية" في مدينة دوجو شمال البلاد، وتعد أكبر قاعدة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم،

ويقام وادي الطاقة الشمسية على ما يزيد على 300 مليون متر مربع من أراضي مدينة دوجو الصينية، حيث تنتشر مشاريع بناء وحدات سكنية مزودة بأنظمة تستخدم الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أعمدة الإنارة في الشوارع والحدائق المجهزة بمصابيح حديثة تعمل بالطاقة الشمسية، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد شرعت في بناء محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية تقدر تكلفتها بنحو مليار ونصف المليار دولار وسوف تقام في ولاية اريزونا الأمريكية، ومن المتوقع أن تصبح هذه المحطة أكبر محطة في العالم.

اما أوربا وبحسب بعض المصادر الإعلامية فتخطط لأن تستفيد من الطاقة الشمسية المتوفرة في شمال إفريقيا في مشروع أطلق عليه ديزرتك “Desertec" "أي تكنولوجيا الصحراء"، ويهدف المشروع إلى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في صحراء شمال إفريقيا ونقلها إلى أوربا، ومن خلال هذا المشروع تهدف أوربا إلى أن تضيء شمس شمال إفريقيا ليالي أوربا، وأن تكون الشمس الساطعة في صحراء شمال إفريقيا مورد رئيسي للطاقة في أوربا، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذا المشروع عام ٢٠٥٠.

وقد أظهر تقرير تدعمه الأمم المتحدة أن الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة ارتفعت في العام 2014 بعد عامين من التراجع نظرا لازدهار الطاقة الشمسية في الصين واليابان وزيادة الاستثمارات في مزارع الرياح البحرية في أوروبا إلى مستوى قياسي. وقال التقرير الذي يدعمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الاستثمارات في الطاقة المتجددة بلغت 270.2 مليار دولار العام الماضي بزيادة قدرها 16.6 في المئة عن الاستثمارات في 2013 والتي بلغت 231.8 مليار دولار.

وجاءت الزيادة بعد عامين من تراجع الاستثمارات نظرا لانخفاض الأسعار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وجاءت الاستثمارات أقل بثلاثة في المئة فقط من أعلى مستوياتها على الإطلاق 279 مليار دولار في عام 2011. وشكلت الطاقة الشمسية 149.6 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات بينما شكلت طاقة الرياح 99.5 مليار دولار بحسب التقرير. وبسبب الازدهار غير المسبوق للطاقة الشمسية في الصين واليابان استثمرت الدولتان 74.9 مليار دولار إجمالا في مشروعات الطاقة الشمسية في 2014 وهو ما يشكل نحو نصف الاستثمارات العالمية بينما شكلت أوروبا 16.2 مليار دولار من الاستثمارات العالمية في مزارع الرياح البحرية والتي بلغت 18.6 مليار دولار. بحسب رويترز.

ومن حيث الكميات أضيفت 103 جيجاوات من كهرباء الطاقة المتجددة إلى الطاقة العالمية العام الماضي مقارنة مع 86 جيجاوات في 2013 وهو ما يعادل طاقة توليد الكهرباء لجميع المفاعلات النووية في الولايات المتحدة وعددها 158 مفاعلا. ورغم أن العام 2014 شهد تحولا في الطاقة المتجددة بعد عامين من الانكماش إلا أنه لا تزال هناك تحديات من بينها عدم التيقن بشأن السياسات والمشكلات الهيكلية في نظام الكهرباء الناجمة عن زيادة مساهمة الطاقة الشمسية والرياح في مزيج التوليد. وقد يضعف انخفاض أسعار خام النفط برنت - التي هوت بشدة في النصف الثاني من العام الماضي - معنويات المستثمرين في الطاقة الشمسية في بعض الدول المصدرة للنفط أو الوقود الحيوي لكن من المستبعد أن يؤثر ذلك كثيرا على الاستثمار في الطاقة المتجددة بوجه عام.

اليابان

وفي هذا الشأن فقد عمدت اليابان إلى إطفاء محطات الكهرباء العملاقة التي تعمل بالنفط الواحدة تلو الأخرى رغم أنها هي التي رفعتها إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى في العالم. ولأن الطاقة النووية دخلت مرحلة ركود بعد كارثة فوكوشيما أصبحت الطاقة الشمسية هي البديل المتاح. تقول مؤسسة اليابان للطاقة المتجددة إن الطاقة الشمسية ستصبح مصدر ربح في اليابان خلال الربع الحالي ما يحررها من ضرورة الحصول على الدعم الحكومي ويجعل اليابان آخر الدول الاعضاء في مجموعة السبعة للقوى الاقتصادية الكبرى التي أصبحت فيها هذه التكنولوجيا ذات جدوى اقتصادية.

وتعد اليابان واحدة من أكبر أربعة أسواق للألواح الشمسية في العالم الآن كما أن عددا كبيرا من محطات الكهرباء ستدخل الخدمة محطتان منها فوق المياه في مدينة كاتو ومحطة تبلغ استثماراتها 1.1 مليار دولار مقامة على حقل ملحي في أوكاياما وكلها غربي أوساكا. وقال توماس كابرجر رئيس المجلس التنفيذي لمؤسسة اليابان للطاقة المتجددة "الطاقة الشمسية بلغت مرحلة النضج في اليابان ومن الآن فصاعدا ستحل محل اليورانيوم المستورد والوقود الأحفوري."

وأضاف في إشارة إلى المؤسسات الاقليمية العشر التي تحتكر الكهرباء وهيمنت على انتاجها منذ الخمسينات "لا يمكن لشركات الكهرباء اليابانية سوى تأخير التطور هنا بمحاولة حماية (محطات) الوقود الأحفوري والنووي." وفي اطار تحولها إلى أنواع بديلة من الوقود، ستوقف اليابان بحلول مارس آذار من العام المقبل تشغيل محطات للكهرباء تعمل بالنفط المكلف والملوث للبيئة لانتاج ما يقرب من 2.4 جيجاوات.

وكانت اليابان أوقفت عن العمل محطاتها النووية البالغ عددها 43 محطة في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما للكهرباء عام 2011 التي أعقبت زلزالا وموجات مد عملاقة (تسونامي) ومنذ ذلك الحين ارتفعت طاقة توليد الكهرباء من مصادر متجددة لثلاثة أمثالها ليصل انتاجها إلى 25 جيجاوات تمثل الطاقة الشمسية منها أكثر من 80 في المئة. وما أن تتعادل الايرادات مع التكلفة في مجال الطاقة الشمسية باليابان سيعني ذلك أن هذه التكنولوجيا أصبحت قابلة للانتشار تجاريا في دول مجموعة السبعة وفي 14 دولة من أعضاء مجموعة العشرين وفقا لبيانات من الحكومات وصناعة الطاقة وجماعات حماية المستهلكين.

ويقول محللون إن انخفاضا كبيرا في أسعار الألواح الشمسية وتحسين تكنولوجيا توليد الكهرباء من الشمس وضع هذه التكنولوجيا على أبواب طفرة عالمية تشبه الطفرة التي شهدها النفط الصخري. وتقول شركة اكسون موبيل عملاق صناعة النفط إن من المتوقع أن تنمو قدرات الطاقة الشمسية لتصبح في 2040 أكبر بما يتجاوز 20 مرة مما كانت عليه في 2010. كذلك فإن المستثمرين يعيدون اكتشاف الطاقة الشمسية إذ ارتفع مؤشر الطاقة الشمسية العالمي 40 في المئة منذ بداية العام لتخرج من دائرة الركود التي سقطت فيها في أعقاب الأزمة المالية العالمية في2008-2009 وهو أداء يتجاوز بكثير أداء سلع أولية مثل خام الحديد والغاز الطبيعي والنحاس والفحم.

ويقول معهد فراونهوفر الألماني إن الصين أصبحت من خلال البدء في انتاج الألواح الشمسية على نطاق واسع القوة الدافعة وراء خفض تكاليف الطاقة الشمسية بنسبة 80 في المئة في السنوات العشر الأخيرة. ففي اليابان انخفضت كلفة انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية للأغراض المنزلية أكثر من النصف منذ عام 2010 لتصبح أقل من 30 ينا (0.25 دولار) للكيلووات/ساعة بما يجعلها مماثلة لمتوسط أسعار الكهرباء المستخدمة في المنازل.

وتتوقع شركة وود ماكنزي الاستشارية أن تواصل تكلفة الطاقة الشمسية انخفاضها. وقد ترسخت الطاقة الشمسية بالفعل في أوروبا وأمريكا الشمالية لكن الطفرة المتوقعة في اسيا هي التي ستحقق لها نقلة كبيرة. ومن العوامل الرئيسية في هذا الصدد السياسات الجديدة التي تتبعها الصين لمكافحة التلوث إذ تسعى بكين لايجاد بدائل للفحم الذي يمثل تقريبا ثلثي استهلاك الطاقة. بحسب رويترز.

وبلغت قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 26.52 جيجاوات في عام 2014 أي أقل من اثنين في المئة من اجمالي القدرات البالغة 1360 جيجاوات. لكن الحكومة تريد إضافة طاقة توليد شمسية تبلغ 17.8 جيجاوات هذا العام وقد أضافت خمسة جيجاوات في الربع الأول وحده. وتخطط الصين لزيادة انتاج الطاقة الشمسية إلى 100 جيجاوات بحلول عام 2020.

بريطانيا

الى جانب ذلك فمن المحتمل أن توفر الطاقة الشمسية 4 في المائة من الكهرباء في بريطانيا بنهاية العقد الحالي، وفقا لما أعلنته الحكومة البريطانية. وقال وزير الطاقة البريطاني، إد ديفي، إن انخفاض تكلفة الألواح الشمسية جعل الحكومة تراجع توقعاتها ذات الصلة باستخدام الطاقة الشمسية. وأضاف أن هذا الأمر لعب دورا في قرار الحكومة إنهاء معظم الدعم لمشروعات توليد الطاقة الشمسية واسعة النطاق.

لكن مؤسسات تعمل في قطاع الطاقة الشمسية ترى أن خفض الدعم خطأ، محذرة من أن هذه الخطوة قد تمثل عقبة أمام قدرتها على منافسة الوقود الأحفوري. وتراجعت أسعار ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 70 في المئة، خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك لأن الدعم في العديد من البلدان ساهم في إنشاء سوق كبيرة وجذب المصنعين الصينيين. وفي بريطانيا، شجع هذا الحكومة على سحب الدعم المخصص لمزارع توليد الطاقة الشمسية ذات النطاق الواسع، والتي تزيد قدرتها الإنتاجية عن 5 ميجاوات.

وقال اتحاد تجارة الطاقة الشمسية البريطاني إن الاشهر الاولى من العام الحالي شهد زيادة كبيرة في قدرات توليد الطاقة الشمسية تفوق كل ما تحقق خلال العام الماضي 2014. لكن من المتوقع تراجع الطاقة الإنتاجية بنسبة 80 في المئة لأن غالبية الشركات لن تستطيع الاستمرار في المنافسة. وقال ليوني جرين، المتحدث باسم الاتحاد :"نحتاج استمرار الدعم خلال الأعوام القليلة القادمة، ربما لخمسة أعوام، حتى نستطيع منافسة الوقود الأحفوري في بريطانيا." وأضاف :"يبلغ سعر الألواح 35 في المئة من تكلفة توليد الطاقة الشمسية، أما التكلفة الأكبر فتذهب إلى عملية التركيب التي لن تتراجع إلا في ظل منافسة كبيرة." بحسب بي بي سي.

لكن ديفي قال إن العروض الحالية لتعاقدات في مجال الطاقة لدى شركات الطاقة المتجددة بمختلف أنواعها تظهر أن الطاقة الشمسية جاهزة للمنافسة بالفعل. وقال وزير الطاقة البريطاني:" إنه سعيد بتراجع تكلفة الطاقة الشمسية، فهذا أمر رائع للبشرية." وأضاف :"هناك 300 مليون مواطن هندي يعيشون بدون كهرباء، كما أن تأثير ذلك على من يعيشون ففي منطقة جنوب الصحراء الكبري بأفريقيا سيكون فعلا، متوقعا أن يكون تأثير الطاقة الشمسية في قطاع الطاقة مثل تأثير الهاتف المحمول على قطاع الاتصال. وقال المسؤول البريطاني إن الطاقة الشمسية ستوفر أكثر من 14 جيجاوات من الكهرباء بحلول 2020، أي ما يقارب 4 في المئة من إجمالي إنتاج الكهرباء سنويا في بريطانيا، مقارنة بخمسة جيجاوات بنهاية 2014.

باكستان

على صعيد متصل يعتزم اقليم خيبر بختون خوا في شمال باكستان تزويد نحو 5800 منزل في 200 قرية غير متصلة بشبكة الكهرباء الرئيسية بالطاقة الشمسية بعد ان فكر المسؤولون في الطاقة النظيفة لتغطية نقص الطاقة الكهربائية التقليدية. وخصصت حكومة الاقليم 400 مليون روبية (3.94 مليون دولار) لمشروع توليد الطاقة الشمسية الذي يحتاج تسعة أشهر لتنفيذه يتم خلالها تزويد 29 منزلا في كل قرية بالمعدات اللازمة.

وهذه الخطة هي جزء من مبادرة (النمو النظيف) التي أطلقها في بيشاور قبل عام عمران خان لاعب الكريكيت السابق ورئيس حزب حركة الانصاف المعارضة التي ترأس حكومة الاقليم. وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز النمو الاقتصادي باستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام وزيادة نسبة استهلاك الطاقة من موارد الطاقة النظيفة.

وقال عاطف خان وزير التعليم والطاقة والكهرباء في اقليم خيبر بختون خوا إن الحكومة المحلية تخطط لتزويد 10 في المئة على الأقل من أصل أربعين في المئة من المنازل غير المتصلة بالشبكة الرئيسية بالطاقة الشمسية أو ربطها بمحطات صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية من مساقط المياه وذلك خلال الثلاث سنوات المقبلة. وستدفع الحكومة نحو 90 في المئة من تكلفة معدات الطاقة الشمسية والباقي سيدفعه أصحاب المنازل.

وسيولد المشروع 1.2 ميجاوات في المرحلة الأولى من خطة أكبر تسعى لتزويد جميع المنازل خارج الشبكة الكهربية في اقليم خيبر بختون خوا بالطاقة الشمسية. وتبلغ حاجة الاقليم الإجمالية من الطاقة الكهربائية للمناطق المربوطة بالشبكة العامة 2500 ميجاوات غير أنها تتلقى 1600 فقط من الشبكة الوطنية التي تدار من مدينة إسلام اباد العاصمة والمركز السياسي للبلاد.

ووفقا لأرقام البنك الدولي فإن ما يقرب من 44 في المئة من المنازل في باكستان غير مربوطة بشبكة الكهرباء الرئيسية منها 80 في المئة في الريف. وكشف مسح البنك الدولي أن بين 30 و45 في المئة من المنازل تستخدم الكيروسين كمصدر رئيسي أو ثانوي للإنارة في حين يستخدم قسم آخر الشموع بسبب التكلفة العالية للكيروسين.

وتعاني باكستان من نقص في الكهرباء على مدار العام يرتفع الى نحو 8000 ميجاوات في الصيف. كما تعاني المناطق الريفية من انقطاع في التيار الكهربائي يصل إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم ويتدنى إلى عشر ساعات في المدن. غير أن زاهد خان الذي ينتمي لحزب عوامي القومي وهو حزب المعارضة الرئيسي في برلمان الاقليم قال إن "مشاريع توليد الكهرباء خارج إطار الشبكة الرئيسية هي مضيعة للوقت والمال. إنها إجراءات مؤقتة وليست دائمة." بحسب رويترز.

وأوضح خان إن معظم المستفيدين من خطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية هم أشخاص قد يدفعهم فقرهم لبيع المعدات أو التسبب بتعطيلها بسبب عدم قدرتهم على صيانتها أو استبدال البطاريات. وأضاف "يتعين على الحكومة أن تبدأ ببناء سدود صغيرة في الاقليم وهذا لن يؤدي فقط إلى توليد ما يكفي من الطاقة الكهربائية بل سيوفر أيضا المياه للري والشرب."

برشلونة وكينيا

في السياق ذاته تتجمل الشوارع الساحلية في مدينة برشلونة الاسبانية بأعمدة اضاءة مبتكرة ذاتية الطاقة لتوليد الكهرباء من ألواح شمسية وطواحين للرياح مثبتة بها. ومواقع الاضاءة الست الصديقة للبيئة يمكنها ان تولد الكهرباء ليلا لمدة عشر ساعات. ويقول بيدرو مونتيس مدير الابحاث والتنمية في (يولو جرين) "بالمقارنة بنظم اضاءة الشوارع التقليدية اعمدة اضاءة الشوارع الست هذه التي أقمناها تنفث ثاني اكسيد الكربون اقل بمقدار طنين في العام مقارنة بفوانيس الاضاءة التقليدية." ويضيف انها أرخص بنسبة 20 في المئة مقارنة بالإضاءة التقليدية كما انها منفصلة عن شبكة الكهرباء الوطنية.

ويتميز نظام يولو جرين بان طواحين الهواء المستخدمة فيه تتحرك بأقل قدر من الرياح ويقول مونتيس "كان هذا تحديا كبيرا لان المولدات تحتاج عادة رياحا سريعة لتعمل." ويعتزم القائمون على التخطيط في مدينة برشلونة تعميم هذا النظام في كل شوارع المدينة الاسبانية لتحقيق اكتفاء ذاتي في الطاقة خلال الاربعين عاما القادمة.

من جهة اخرى ومنذ وقت ليس ببعيد كان الغروب يخلف شعورا غير مريح لدى سكان قرية ماجادي في مقاطعة كاجيادو بكينيا فالمزارعون يشعرون بالقلق على مواشيهم من ان تصبح فرائس سهلة للضباع والنمور والاطفال يشعلون النيران ليستذكروا على ضوئها دروسهم مما يملأ البيوت بالدخان. لكن الان حين يحل الليل تتلألأ الانوار في القرية الهادئة بفضل جهود اكثر من 200 امرأة من قبيلة الماساي يتصدرن ثورة للطاقة الشمسية.

وتلقت هذه المجموعة تدريبا على تثبيت الالواح الشمسية وهن ينقلنها من منزل إلى منزل على الحمير في هذه المنطقة النائية مما يوفر لأسرها لأول مرة طاقة نظيفة يمكن الاعتماد عليها. وقالت جاكلين نايبوتا التي ترأس مجموعة اوسوبوكو-إدونيناب وهي من بين خمس مجموعات نسائية تقدن عملية الطاقة البديلة في المنطقة "بالنسبة لنا تأثير التكنولوجيا الشمسية لا يضاهى." بحسب رويترز.

وتزود شركة جرين إنيرجي افريكا العاملة في الطاقة المتجددة المجموعة بالمعدات ومنها الواح الطاقة الشمية ومصابيح الانارة وبطاريات صغيرة قابلة لاعادة الشحن بسعر مخفض. وتبيع النسوة المنتجات بمكسب يصل إلى ثلاث دولارات عن المنتج الواحد وتذهب هذه الاموال الى صندوق خاص لشراء المزيد من المعدات. وقالت نايبوتا التي فقدت العام الماضي عشر من معيزها افترستها الحيوانات البرية ان ابنها كان يقضي ليال باردة في الحظيرة لحراسة المعيز. لكن الان تضئ الطاقة الشمية المكان وتقول "الضباع تخاف من الانوار ولم نعد نخشى ان نخسر حيواتنا في الليل."

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي