من هو حاكم غزة الجديد؟
نوزاد حسن
2025-10-15 04:02
بعد عامين قاسيين وصلت حرب غزة إلى نهايتها، وقرأ العالم خطة ترامب التي تضم 20 نقطة، ومن بين نقاط هذه الخطة توجد نقطة واحدة مثلت ثلاث وجهات نظر متناقضة في ما بينها تناقضا واضحا. هذه النقطة تتعلق بمن سيحكم غزة، او بعبارة ادق من هو حاكم غزة الجديد بعد قرار استبعاد حماس من المعادلة وهي التي حكمت قطاع غزة منذ عام 2007.
وجهة النظر الاولى جاءت ضمن خطة ترامب وتنص على تكوين حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية وتكون تحت اشراف دولي مع وجود “مجلس سلام” برئاسة ترامب يشرف بدوره على حكومة التكنوقراط الفلسطينيةـ من اجل ادارة الشؤون اليومية في القطاع خلال هذه المرحلة.
أظن أن وجهة النظر هذه تفوح منها رائحة انتداب معروفة لدى الجميع. وقد تكون الصورة سريالية بالكامل. ترامب وهو يترأس فريقا يشرف على تسيير أمور قطاع مدمر ويفتقر إلى كل شيء تقريبا، ومهما يكن فان مسألة اختيار اعضاء حكومة التكنوقراط قد تكون محل نقد، ومع ذلك فمن غير المستحيل تعديل وجهة النظر هذه بعد اخذ ضمانات مطمئنة.
اما السلطة الفلسطينية فقد بادرت إلى اصدار بيان حمل اسم لأول مرة اسم دولة فلسطين، تضمن رسالتين الاولى هي العمل على الوصول لسلام عادل وحل الدولتين، اما رسالة البيان الثانية، فتؤكد المضي قدما إلى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد عام واحد من انتهاء الحرب، وفرض الامن في القطاع والضفة اضافة إلى اصلاحات اخرى تضمنتها وجهة نظر السلطة الفلسطينية.
وهناك وجهة نظر اسرائيل المتوجسة من فكرة قيام دولة فلسطينية بعد اعتراف اكثر من مئة دولة بفلسطين بينها دول غربية كانت تقف مع اسرائيل عقودا طويلة. وجاء رد الكيان الغاصب على لسان نتنياهو بعد نشر خطة ترامب أن لا وجود لحماس في ادارة غزة. وهنا بقي الباب مفتوحا أمام السلطة الفلسطينية.
بكل تأكيد ستحدد المفاوضات وضع غزة ومن سيحكمها في المستقبل القريب، ولعل وجود ضمانات دولية وعربية سيسهل فرض وجهة نظر السلطة الفلسطينية وتعديل مقترح ترامب بشأن مجلس السلام الذي يريد ان يترأسه.
غزة اذن تنتظر لحظة سلام طويلة يعاد فيها أعمارها بحيث تعود فيها الحياة إلى طبيعتها بعد كل هذه الخسائر، التي طالت حياة المدنيين وما يملكونه.