محمد صلاح في العراق: هل سيذهب الى كأس العالم؟
وكالات
2018-06-12 04:42
(أ ف ب) - لاعب كرة قدم، نشأ في منطقة شعبية وسط أسرة متواضعة، نحيل، ذو لحية خفيفة وشعر أشعث أسود اللون، ويرتدي قميص نادي ليفربول الانكليزي... هو العراقي حسين علي، لكن لا يهم: في بلاده، ينادونه محمد صلاح.
قلبت النجومية المتصاعدة للاعب المصري حياة الشاب العراقي البالغ من العمر 20 عاما رأسا على عقب. لاعب الفريق الرديف في نادي الزوراء، يجد نفسه تحت أضواء "الشهرة" في بغداد، حيث بات الناس يستوقفونه لسؤاله عما اذا كان هو صلاح، أو لالتقاط الصور معه، حتى ان نجاح صلاح الذي اختير في الموسم المنصرم أفضل لاعب في الدوري الانكليزي الممتاز، بات يدغدغ أحلام علي الذي يأمل في ان يتدرج في كرة القدم وصولا الى نجومية لاعب منتخب "الفراعنة"، ويقول مدربه في الزوراء عدنان محمد لوكالة فرانس برس "عندما أتى هذا اللاعب الى الفرق أول مرة لينضم اليه (قبل نحو شهرين) لكونه يمتلك مهارات فنية طيبة، سألته عن اسمه فقال حسين علي".
يضيف "قلت له لا انت، اسمك محمد صلاح"، يحرص "محمد صلاح العراق" على التمثل بحركات النجم المصري خلال التمارين، بطريقة الجري خلف الكرة او الاختراق على الأجنحة، حسين علي نفسه بدأ يسعى الى ان يكون "شبيها" لصلاح، وابتاع حديثا القميص الأحمر لنادي ليفربول الذي يرتديه بشكل منتظم.
ويوضح اللاعب الشاب لفرانس برس، ان تشبيهه بصلاح لم يبدأ منذ بروز المصري مع ليفربول، بل أيضا عندما كان في ناديه السابق روما الإيطالي، ويقول "منذ ان كان يلعب (...) في روما بدأ الجميع يناديني بمحمد صلاح، لكنني لم أعر الأمر اهتماما"، مضيفا "تغير الحال تدريجيا بعد انتقاله الى ليفربول (صيف 2017)" وبدأ الناس يتعاملون معه "كأني اللاعب الحقيقي".
في الموسم المنصرم، تحول صلاح الذي اختير أفضل لاعب افريقي لعام 2017، الى أحد أبرز نجوم كرة القدم عالميا، وطرح معلقون اسمه كأحد المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
وكلما ازدادت نجومية اللاعب الذي تحول الى معبود للجماهير في بلاده، ومعشوق لجماهير ناديه الانكليزي التي تهتف دائما باسمه في ملعب أنفيلد، زادت "معاناة" حسين علي مع الشهرة في بغداد، ويقول علي الذي يحمل ابتسامة عريضة تذكر بابتسامة صلاح، انه بات يجد صعوبة في الخروج من منزله دون ان يطلب منه أحد التقاط صورة.
ويوضح "قبل أيام، ذهبت الى مركز تجاري، فتجمع حولي حراس ورجال أمن وموظفو المتاجر والزبائن وأراد الجميع التقاط الصور معي... حتى الفتيات!".
وفي ختام المباراة التي أقيمت بين فريق الزوراء العراقي والعهد اللبناني ضمن كأس الاتحاد الآسيوي في نيسان/أبريل الماضي، "أمضيت ساعة ونصف ساعة في التقاط الصور مع الجمهور"، بات عارفوه "يتضامنون" معه حتى في كل شأن يتعلق صلاح، ومنها إصابته في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الاسباني.
ويقول حسين علي "كنت أتابع مباراة نهائي دوري الابطال في النادي اللبناني في العاصمة بغداد مع مجموعة من مشجعي الفريق الانكليزي وما حصل بعد الاصابة كان صدمة لي (...) أخذ الجميع يواسيني لانهم يعلمون انني أتأثر بإصابة صلاح".
دعوة الى كأس العالم؟
ولد حسين علي في حي الحرية الشعبي في بغداد عام 1998، في أسرة تضم شقيقين وأربع شقيقات. تعلق منذ صغره بكرة القدم، وبات يجد في صلاح مثالا أعلى لطموحه في اللعبة التي تتمتع بشعبية هائلة في العراق.
ولا تقتصر "المقارنة" بين علي وصلاح على تشابه الشكل أو قصة الشعر أو الابتسامة، بل تتعداها الى ما هو أهم: تَمثل شاب متواضع من العراق، بمسيرة شاب متواضع من قرية نجريج في عمق دلتا النيل، كافح وتعب وبذل جهدا ليصل الى المراكز العليا في كرة القدم العالمية، ويوضح حسين علي لفرانس برس "أسعى لكي أسير على خطى صلاح في كل شيء، وليس في كرة القدم فقط"، يضيف "هو إنسان مؤمن ويتلو القرآن قبل المباريات وأنا أفعل ذلك. هو يطلب من الله سبحانه وتعالى ان يوفقه والشيء ذاته أفعله مثلما يفعل أبو مكة"، اشارة الى كنية صلاح نسبه الى ابنته الوحيدة مكة.
ويتحدث علي عن وجود "قاسم مشترك" بين التجربتين "هو قدم من الصعيد واقتحم عالم اضواء كرة القدم وانا قادم من حي شعبي فقير ايضا، وربما يكون ذلك دافعا لي لاكتساب المزيد".
في منزله المتواضع حيث أسدلت ستائر النوافذ لرد الشمس الحارقة في بغداد، يتحدث حسين علي عن أمنيتين في حياته لا تحيدان عن درب كرة القدم، الأولى ان يشق طريقه الى المنتخب الوطني العراقي، والثانية "ان ألتقي بالنجم العالمي محمد صلاح".
ويسأل "ربما يدعوني الى كأس العالم في روسيا؟" التي تقام بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو.