وسائل الاتصال ودورها في تطور ثقافة التسامح والتعايش السلمي

مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة

2018-09-04 07:07

م. د. حنان عباس خير الله/ كلية التربية للعلوم الإنسانية - جامعة ذي قار

بحث مقدم الى (المؤتمر الوطني حول الاعتدال في الدين والسياسة) يومي 22 و23 اذار 2017، الذي عقد من قبل مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ومركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء ومركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية

 

المقدمة

ان التعايش الذي أكدّ عليه الدين الاسلامي والذي يعني العيش والتعاون مع الآخر المختلف، تعني القبول بالتنوع والاختلاف والعمل على أساس القواعد المشتركة والمصالح المتبادلة، وقبل ذلك مصلحة البلد والامة والعمل على أساسها. وقد أكدت وثيقة الدين على أن التعايش هو التجسيد لمبدأ العدل والمساواة في الدين الاسلامي فالناس سواء في الحقوق والواجبات، لذا كانت وثيقة الدين مصدر يرجع اليه للنظر في حل الكثير من أزمات التعايش بشكل خاص والمشاكل الاخرى السياسية والاقتصادية بشكل عام.

إن الاتجاهات المتحركة لتغيير العالم اليوم هي تكنولوجيا الاتصالات وتطور المعارف والعلوم التقنية الجديدة، وهذه التغيرات المتسارعة والمستجدات الطارئة التي يشهدها العالم تثير كثيرا من علامات الاستفهام والتساؤلات، عما سيكون عليه مستقبل المجتمع الإنساني ومصير العلاقات الإنسانية، وإذا أردنا أن نستشرف المستقبل يجب النظر إلى دوافعنا وغاياتنا والقوى والغرائز الأساسية التي توجهنا، بالإضافة لكافة التأثيرات التي نتعرض لها نتيجة حياتنا الاجتماعية والثقافية والعقائدية.

فمجال تكنولوجيا والإعلام والتواصل اليوم هو أهم العوامل التي تتحكم في مصير الشعوب بحيث تتم عملية تكوين الرأي عند البشر من خلال برامج معمقة للمعتقدات والأفكار الدينية والسياسية والأخلاقية والاقتصادية، بما في ذلك العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية. وهذا التوجه الشبكي الاتصالي الجديد عن بُعد منح حرية واسعة جداً في التعبير الفكري والعقائدي والأدبي والسياسي والاجتماعي والفني، مما أتاح فرصة التواصل الثقافي والفكري والعقائدي العالمي، وبالتواصل تفعّل قدرة آليات الانفتاح والإطلاع المعرفي داخل الساحة الفكرية العالمية، فترتقي وسائل اختبار القدرات وتطوير مهارات الإبداع لدى أجيال ثورة تكنولوجيا الاتصال.

وتقوم الدراسة بتتبع مفهوم التسامح والتعايش السلمي، والوسائل التي تساهم في تطورهما لاسيما الاتصال والبيئة والوسائل التعليمية والمواد والمناهج في التعليم، كما تم التطرق الى وسائل الاتصال الحديثة التي تشمل الاذاعات السمعية والمرئية، وشبكة المعلومات الدولية الانترنيت، ودور الصحف والمجلات، فضلا عن دور المؤسسات الاعلامية في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي من خلال البرامج والمناقشات والحوار بين الاطراف المختلفة.

وسائل الاتصال ودورها في تطور ثقافة التسامح والتعايش السلمي

اولا: مفهوم التسامح والتعايش السلمي

هناك العديدة من المفاهيم المتداولة اليوم التي تحتاج الى تحديد دقيق لمعانيها ومدلولاته وذلك لان استخدام هذه المفاهيم بلا ضبط المعنى الحقيقي لها يساهم في تشويه هذا المفهوم على مستوى المضمون، كما انه يجعله عرضة للتوظيف الايديولوجي المتعسف، لذلك فان تحديد معنى المفاهيم المتداولة يساهم في خلق الوعي الاجتماعي السليم بها. ومن هذه المفاهيم التي تحتاج الى تحديد معناها الدقيق وضبط مضمونها الفلسفي والاخلاقي والاجتماعي، مفهوم التسامح حيث ان هذا المفهوم متداول اليوم في كل البيئات الايديولوجية، ويتم التعامل مع هذا المفهوم ولوازمه الثقافية والسياسية باعتباره ثابتة من ثوابت المجتمعات المتقدمة لذلك، وبعيداً عن المضاربات الفكرية والتوظيفات الايديولوجية المتعسفة، نحن بحاجة الى ضبط المعنى الجوهري لهذا المفهوم وتحديد مضمونه وجذوره الفلسفية والمعرفية وبيان موقعه في سلم القيم والمبادئ الاجتماعية(1).

تجمع قواميس اللغة ومعاجم الفلسفة والسياسة والتي تقدم مفهوم التسامح بمعناه الأخلاقي على انه- موقف فكري وعملي قوامه تقبل المواقف الفكرية والعملية التي تصدر من الغير، سواء كانت مواقفه مخالفة للأخر اي الاعتراف بالتعدد والاختلاف وتجنب اصدار احكام تقصي الاخر. بمعنى أخر التسامح هو احترام الموقف المخالف(2).

وظل المفهوم من حيث نشأته بوصفه مفهوما مقترنا بمحاولة تقريب المسافة بين المذاهب الدينية المتصارعة التي ترتب على تصارعها، والتعصب لكل منها، حروب دينية مدمرة، وأشكال اضطهاد غير انسانية، ظلت تعانيها اوروبا لوقت طويل. ولذلك بقي مفهوم التسامح دائراً في الدائرة الدينية بالدرجة الاولى، مقترنا بالنزعة العقلانية التي سعت الى وضع الافكار والمعتقدات والمسلمات القديمة موضع المساءلة، وذلك في نوع من اعادة الاعتبار الى العقل ومنحه المكانة الاولى في المعرفة وصياغة القيم الفكرية على السواء(3).

وعندما انتقل المفهوم الى الثقافة العربية مع اواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ظل دائراً في الافق نفسه، وظلت الصراعات الطائفية التي ادت الى حروب اهلية، هي الاصل في نقل المفهوم والدافع التكويني الى صياغة او اعادة انتاجه عربياً(4).

ولم تستخدم الثقافة العربية كلمة التسامح التي نستخدمها في هذه السنوات مقابل كلمة التعصب وانما استخدمت كلمة التساهل مقابلا لمفردتي Toleration و Tolerance، اللتين لا فارق كبيراً بينهما، وتدلان في سياقهما الثقافي الذي ينقل عنه على الكيفية التي تعامل بها المرء مع كل ما لا يوافق عليه، فلا يعاديه لمجرد اختلافه وانما يتقبله بوصفه لازمة من لوازم الحرية التي يقوم بها معنى المواطنة في الدولة المدنية الحديثة، ولكن الترجمة السابقة المستخدمة الآن لم تستمر طويلاً، فقد اثر عليها اللاحقون ترجمة الاصل الاجنبي المتحد في الانكليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات الاوروبية الحديثة بكلمة التسامح التي شاعت ترجمتها اليوم، واغلب الظن ان السبب في ذلك يرجع الى ان الجذر اللغوي للترجمة العربية (سمح) يقترب من الدلالة الاجنبية، ويرتبط بمعاني العطاء والرحابة والصفح ولين الجانب والتساهل على السواء(5).

ثانيا: الدلالة التاريخية للمفهوم

تؤكد دلالات مفهوم التسامح الشائعة والمعاصرة معاني اوسع بكثير من المعنى الديني المحدد الذي ارتبطت به في أصل نشأتها. وكان ذلك في موازاة انتقالها من الافق الدلالي الديني الى الافق المدني وارتباطها في الافق الاخير بالعديد من الدوائر المتشابكة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وابداعياً. والنتيجة ان اصبحت دلالات التسامح قرينة حق المغايرة والاختلاف بوصفه حقاً اساسياً من حقوق الانسان، وحقيقة راسخة من حقائق الوجود في كل مجاليه، واصبحت دلالات التسامح اكثر اتساعاً في مجالات ممارساتها واكثر تنوعاً في توازي دلالاتها، خصوصا تلك التي تشير الى تقبل وجود الآخر المختلف ومجادلته بالتي هي احسن، والانطلاق في المجادلة من مبدأ المساواة الذي لا يرى (الآخر) ادنى او اقل، لأنه (آخر) مختلف او مغاير(6).

لكن المفهوم تغيرت دلالته تغيراً تدريجياً وكان لابد ان يحدث ذلك مع شيوع الافكار الديمقراطية في موازاة شعارات الثورة الفرنسية التي رفعت ثالوث الحرية والمساواة والعدالة والتكافؤ. وكانت النتيجة ان تحولت ثنائية التراتب الى ثنائية التكافؤ في الصياغة التصورية للمفهوم واقترانه بعد توسيع دلالته واكتسابه دلالات جديدة (7).

كان العديد من مفكري التنوير العربي قد فهموا الكثير من الابعاد الايجابية للمفهوم، فأكدوا ضرورة الدولة المدنية بوصفها الفضاء الذي يعيش فيه التسامح ويتزايد، بل يجد من يصونه ويرعاه ويحميه داخل منظومة حقوق الانسان المعترف بها في الدولة المدنية. وترتبط بهذا التأكيد فكرتان متلازمتان في تفكيرهم:

اولاهما:- انه لا وجود للتسامح الا مع تقبل مبدأ الحرية وممارسته في كل مجالاتها وفي كل مستوياتها ومعانيها.

ثانيهما:- الايمان اللامحدود بقدرة العقل على الوصول الى المعرفة بذاته وقدرته النهائية على تطورها الى مدى لايحده حد والايمان بالعقل يعني الايمان بالعلم الذي يتبادل معه الوضع والمكانة فيغدو كلاهما وسيلة لقرينة ودعماً له في صعود سلم التقدم الذي لا نهاية له او حاجز، اعني التقدم الذي لا يمكن ان يتحقق الا بالخطوة الاولى التي تقترن فيها استنارة المجتمع بانوار العقل التي تقتضي على ظلمات الجهل، ويناقض فيها التسامح التعصب الى ان يقضي عليه فيحل الانفتاح محل الانغلاق، وقبول الاختلاف محل رفضه، وتستبدل ثقافة العلم بالخرافة، والعقل بالنقل، ومن ثم التقدم بالتخلف(8).

هكذا تباعد مفهوم التسامح عن الدائرة الدلالية التي تقترن بالتراتب وتمركز في الدائرة الدلالية المحيطة بمركز المساواة والتكافؤ، واصبح التسامح قرين التقبل الايجابي للاختلاف. والايمان بالحضور الطبيعي للمغايرة على مستوى الفرد والجماعة والمجتمعات على السواء. ويعني ذلك مجادلة الآخر بالحسنى في مدى الاختلاف الفردي دون تخل عن الايمان بالمساواة والتكافؤ، وانه ما من طرف على خطأ مطلق او على حق مطلق، كما يعني محاورة افراد الجماعة بعضهم بعضاً دون تعال من فئة او تمييز ضد اخرى على اي اساس او من اي منطلق. ويعني اخيراً الحوار الخلاق بين الثقافات والحضارات من المنظور الانساني القائم على ثراء التنوع البشري المقترن بالتعددية والمغايرة والاختلاف، وذلك من منظور يرد مستقبل البشرية الى الاعتماد المتبادل بين دولهما، خصوصا في المشكلات التي لا يمكن ان تنهض بها دولة واحدة مهما بلغت قوتها، او ثراؤها، واضف الى ذلك منظور احلال الحوار محل الصراع، والتعاون محل الانانية، وحوار الحضارات والمجتمعات محل تسامحها، بلا فارق في مدى القضاء على التعصب والاستغلال والتمييز، فذلك وحده هو السبيل الى مستقبل أفضل للبشرية(9).

ان فكرة التسامح، تعني القدرة على تحمل الرأي الاخر، والصبر على اشياء لا يحبها الانسان ولا يرغب فيها بل يعدها احيانا مناقضة لمنظومته الفكرية والأخلاقية، وذلك ان قبول مبدأ التسامح وفكرة التعايش يعني تجاوز سبل الانقسام الذي يقوم على اساس الدم او الرابطة القومية او الدين او الطائفة او العشيرة او غيرها من الناحيتين النظرية والأخلاقية على اقل تقدير(10).

ومبدأ التسامح يعني التعايش على نحو مختلف، سواء بممارسة حق التعبير عن الرأي او حق الاعتقاد او حق التنظيم او الحق في المشاركة السياسية، وهي المحور في فكرة حقوق الانسان التي تطورت منذ الثورة الفرنسية عام 1789، وقبلها الدستور الامريكي عام 1776، وذلك بتأكيد حق كل فرد بان لا يكون هناك قيد حريته اذا احترم حريات الآخرين وحقوقهم ولم يعتد عليها(11).

ان قبول التعايش والتسامح يعني الموافقة على ما هو مشترك حتى وان كان في نظر الآخر غير اخلاقي او ربما اقرب الى فكر الشر ان لم يكن شراً بالفعل. وبهذا المعنى فان مبدأ التسامح هو فكرة اخلاقية ذات بعد سياسي وفكري ازاء المعتقدات والأفعال والممارسات، ونقيض فكرة التسامح هو اللاتسامح، اي التعصب والعنف ومحاولة فرض الرأي ولو بالقوة(12).

ان التعايش يعني التعلم للعيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر. فلقد عرَفت هوياتنا العلاقة مع الآخر، فعندما تكون العلاقات إيجابية وعلى قدم المساواة معه، فإن ذلك سوف يعزز الكرامة والحرية والاستقلال، وعندما تكون العلاقات سلبية ومدمرة فإن ذلك سيقوّض الكرامة الإنسانية وقيمتنا الذاتية. وهذا ينطبق على الفرد والجماعة والعلاقات بين الدول، فبعد أن شهدنا حربين عالميتين وحروباً لا حصر لها من الدمار والإبادة الجماعية، صارت مسألة تعزيز التعايش على جميع المستويات أمراً ملحاً للقرن الواحد والعشرين(13).

وبما ان الحاجة تدعو اليوم لمواجهة ما يتصف به عصرنا من مواقف وسلوكيات تميل الى التطرف وتمارس العنف - كما فترات عديدة من التاريخ البشري - الى بعث الحياة في القيم الانسانية السامية واخصابها ونشرها، فقد يكون من المناسب التدقيق في مفهوم التسامح الذي ينتمي اصلاً الى سجل الفضائل ومكارم الاخلاق التي تمتدح في سلوك الشخص وينصح بالتحلي بها، وذلك بطرح العلاقة بين التسامح وكل من الدين والايديولوجيا والسياسة والفلسفة.

ثالثا: وسائل تطور التسامح والتعايش السلمي

1- بيئة الاتصال التوعوي

ان الفرد حتى یتصل بفرد اخر فإنه یستهدف عادة الوصول الى اتفاق عام او وحدة فكر بصدد موضوع الاتصال ویرى ارسطو ان الاتصال هو محاولة جذب الآخرین لتأیید وجهة نظر المتحدث (في حين یرى جون دیوي الاتصال على انه عنصر لازم للحياة الاجتماعية لاتقوم بدونه ولایتم نقل التراث الثقافي او تنمیته الا به ویعرف دوركايم الاتصال على انه نشاط اجتماعي یتسم بأنه تلقائي النشأة وانه ظاهرة عامة منتشرة ويمتاز بأ نه ذو طبيعة تاريخية ومزود بالجبر والالزام وانه یتسم بالجاذبیة وعرف الاتصال بأنه العملیة التي یقوم شخص ما بإرسال رسالة الى شخص اخر ويحصل منه على نوع من الاستجابة، اما التعريف الاجرائي للاتصال هو عملیة اجتماعیة الهدف منها احداث تفاعل بين الافراد او تبادل للأفكار والمعلومات بطریقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق وسائل الاتصال بمختلف انواعها(14).

إن فاعلية الاتصال الإنساني، تعد من الأمور الأكثر تعقيدا في بيئة الاتصال التي يصعب أحيانا التحكم فيها أو ضبطها، وذلك على تطورات مع مهارات الناس في التعاطي مع أي مصدر اتصالي، بشريا كان أو تقنيا. ودور التطور الذي يفرض على أي جهد اتصالي في العملية الاتصالية، أو "من يتم التعهد الاتصالي لوقايته من شيء ما، ويشمل بذلك كافة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي توجد وقت مزاولة التعهد الاتصالي. إن إدراك القائمين بالعملية الاتصالية لتلك الظروف ووعيهم بردود الفعل المتوقعة بذاتها" شرط أساس لنجاح نسبي في أداء النشاط التعليمي والاتصالي(15).

فمثلا لا يمكن للطالب أن يتلقى التعلّم بشكل جيد ويستفيد منه ما لم يتواجد في بيئة تشجّع على الإبداع وتحفز التفكير وتدفع بالفرد إلى آفاق من التعلم القائم على التفكير الإبداعي والبعيد عن القوالب الجاهزة والمعلبة، ولتوفير بيئة تعليمية جيدة فلا بدّ من وجود مجموعة من العناصر الأساسية التي تحفز على التعلم ومنها(16):

1- وجود وسائل متعددة للتعليم تساعد على الحوار والمناقشة.

2- وجود مكتبة متخصصة تحفز على البحث وتشجع على الدراسة.

3- وجود قاعات دراسية تساعد على شيوع روح المناقشة والإبداع.

4- إعطاء الفرصة للطلاب للمناقشة والحوار والإبداع والاختلاف، فالإبداع ينمو في أجواء الحوار ويموت في مهده في أجواء الدكتاتورية الصارمة.

ويعد التسامح القيمة الأساس التي يجب مراعاتها وتعلمها في البيئة التعليمية، الأمر الذي يدعو إلى نوع من التفكير في مبادئ جديدة لمضمون العملية التربوية، التي تأخذ بعين الاعتبار التعدد الثقافي واللغوي والعرقي. وتدفع بالعامل السياسي إلى التفكير النقدي وإرساء ثقافة الحوار.

فالبيئة التعليمية هي مجال للاختيار وتقوية الحس النقدي والإبداعي لدى الشاب، وليس لتعلم جميع الأفكار والنظريات حتى في المجتمعات الديمقراطية، ففي ظل هذه الأخيرة فأن التعبير السائد بأن جميع الآراء تحترم غير صحيحة، فما يتم هو التعبير عن الآراء والأفكار والدفاع عنها والتصويت لها أو ضدها، فالجميع يتمتع بضمانات الحماية نفسها، غير أنه لا يعني هذا أن جميع الأفكار يتم احترامها إذا كان المقصود هنا قبول الآراء من دون نقدها أو رفضها، ففي الديمقراطية جميع الأشخاص يتم احترامهم على قدم المساواة ولكن ليس جميع الآراء(17).

إن المشروع المجتمعي الذي يجب أن تراهن عليه البيئة التعليمية هو مشروع يهدف إلى ترسيخ حق الاختلاف في الناشئة، وليس اختلاف الحقوق، وهذه النظرة للتسامح تتطلب قبول بعض الثقافات والمعتقدات التي يمكن ممارستها والتعايش معها شريطة أن لا تتعارض مع القوانين أو حقوق الإنسان، وأن تكون لدى الناشئة القدرة على قبول رفض الآخر لأفكارهم ومعتقداتهم، وان يكون الإنسان متسامحا يعني القدرة على العيش مع الذين ننتقدهم ومع الذين ينتقدوننا(18).

2- المناهج التعليمية

تعتبر المناهج الدراسية عماد العملية التعليمية وهي الوعاء الذي تقدّم من خلاله المعلومة للطالب لكي يستوعبها ويستفيد منها مما يساعده في مسيرته العلمية، ويجب أن تكون المناهج الدراسية مصاغة بشكل يساعد الطلاب على الحوار والمناقشة وتحفيزه على إيجاد بيئة تساعد على الحوار وتشجع على ثقافة الحوار وقبول الآخر(19).

3- بيئة العمل

الحديث يمتد ليشمل مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية، إذ يجب أن تشجّع على الحوار وسيادة ثقافة الحوار والمناقشة بين منتسبيها، ولا شك أن عقد المؤتمرات العلمية لمناقشة المواضيع الهامة هو أحد المحاور الأساسية لإشاعة أجواء الحوار ونشر ثقافة الحوار في المجتمع، ولعل إقامة تلك المؤسسات للمؤتمرات العلمية والندوات وورش العمل واللقاءات العلمية والمهرجانات والاحتفالات ومختلف الأنشطة الثقافية والحوارية يعد استشعاراَ رائداَ في إشاعة أجواء الحوار وثقافة التسامح في المجتمع. فالحوار وثقافته لا يمكن أن ينموا إلا بالمناقشات والمؤتمرات واللقاءات العلمية(20).

رابعا: وسائل الاتصال الحديثة ودورها في نشر التسامح والتعايش السلمي

‌أ. الاذاعات المسموعة والمرئية

ان التطور السریع الذي حدث في وسائل الاتصال جعلها من اهم الوسائل في العصر الحدیث لاكتساب المعلومات والاتجاهات والمعارف والمساهمة فيتقدم المجتمعات ورفاهیة حیاة الناس. ونحن نعیش عصر السرعة في كل مجالات الحیاة، وشملت السرعة في مظاهر التغیير الاجتماعي في التمع التي فاقت مظاهر التغیير في العصور السابقة، إذ أدى التطور السریع في وسائل الاتصال الذي ساهم في انتشار هذه الوسائل ودخولها في كل مفاصل الحیاة الانسانیة، اذ لايخلو أي منزل او مؤسسة اجتماعیة من وسائل الاتصال سواء على مستوى (التلفاز) او اجهزة الاستقبال (الصحون اللاقطة) او استعمال الانترنت لذا إن معرفة الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال (قنوات البث الفضائي، شبكة الانترنت) في المجتمع اصبح من الضروریات الذي یتیح لنا معرفة مایترتب على هذا الدور من سلبیات او ايجابیات وبالتالي يمكننا من الاستفادة في عملیات التخطیط للبرامج التي تبثها هذه الوسائل وفي نوعیتها وكیفیة توجیهها للتأثير في المجتمع بصورة تلائم مع الخطط الموضوعة(21).

لقد تطورت أدوات الإعلام السمعية والبصرية تطوراً واسعاً و سريعاً ليس على مستوى الإمكانيات المادية بل على مستوى المحتوى الإعلامي الذي تقدمه. و قد ازدادت تطوراً مع التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية في عصرنا الحاضر، وازداد بالمقابل تأثيرها على الفرد والأسرة و المجتمع(22).

ولا شك أن للتلفزيون آثاراً إيجابية لعل من أبرزها دوره في زيادة مدركات المشاهد خاصة الشباب حيث يتعرف هؤلاء على كم كبير من المعلومات و الأفكار والآراء مما يوسع من إدراكهم، فالفضائيات تقدم كثيراً من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها، هذا إضافة إلى أن مشاهدة التلفزيون تزيد من قدرة الشباب على التذكر والاستيعاب وتنمي لديهم الخيال والابتكار كما تسهم في بناء شخصيتهم من خلال إعطائهم حرية الاختيار والرقابة الذاتية وتعزز لديهم الاستقلالية والقدرة على إبداء الرأي والرغبة في الحوار من خلال محاكاة ما يقدم في التلفزيون. إن للإعلام دور هام فيتغير السلوك الإنساني وذلك بتغير المعارف والقيم عن طريق المناقشة والإقناع. ويفترض على سبيل المثال، أنه في برامج الإعلام، تؤدي المعرفة إلى تغيير المواقف التي تؤدى بدورها إلى تغييرات سلوكية. والشاب عندما يستخدم الوسيلة الإعلامية ويعتمد عليها في مجال إشاعة ثقافة الحوار والتسامح يعكس حاجاته المعرفية والشخصية للمعلومة خاصة في ضوء تطور المستجدات الثقافية و الاجتماعية مما يعني أن أسباب وجود تأثيرٍ واتجاهٍ إيجابي نحو الوسيلة الإعلامية في مجال إشاعة ثقافة الحوار والتسامح إنما يعبر عما تشبعه من حاجات لدى الشاب وتؤكد دور الوسيلة الإعلامية الرئيس في حياته بعيدا عن الترفيه وقضاء وقت الفراغ بحيث يتوقع الشاب من خلال متابعة وسائل الإعلام يعود للعائد المتوقع منها في مجال إشاعة ثقافة الحوار و التسامح، وهذا ما يفسر لنا وجود عدد من الشباب في المجتمع العراقي يخسر ماديا مقابل متابعة الوسيلة الإعلامية (الإنترنت) نتيجة لما يتوقعه من عائدٍ من جراء اهتمامه بمتابعة هذا النوع من الوسائل الإعلامية في مجال زيادة وعيه الثقافي و الفكري والاجتماعي(23).

‌ب. الانترنيت

تعدّ شبكة المعلومات الدولية Internet من أبرز المستحدثات التكنولوجية التي فرضت نفسها على المستوى العالمي خلال السنوات القليلة الماضية، حتى أصبحت أسلوباً للتعامل اليومي، ونمطاً للتبادل المعرفي بين شعوب العالم، كما أن الانتشار السريع لهذه الشبكة جعلها من أهم معالم العصر الحديث، حتى إن البعض أطلق على هذا العصر (عصر الإنترنت)؛ لما أحدثته هذه الشبكة من آثار عميقة، وتغيرات جذرية في أساليب وأشكال التواصل في شتى مناحي الحياة. كما تعد الإنترنت ثورة علمية في مجالات الاتصالات البشرية ؛ لكونها توفر سهولة الاتصال الفكري بين مستخدميها مقارنة بوسائط نشر المعلومات الأخرى التي تعدّ عالية الكلفة ومحدودة النطاق، وتستغرق وقتاً أكبر لإتمام الاتصالات. وشبكة الإنترنت أحد مصادر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، وأوسعها انتشاراً، فضلاً عن كونها جامعة مفتوحة يستفيد منها طلاب العلم والمعرفة، وتعقد من خلالها لقاءات وندوات ومؤتمرات في جميع أنحاء العالم، ومن خلالها تنمو العلاقات الإنسانية بشتى أنواعها بلا حدود أو قيود مفروضة(24).

أن ثورة الإنترنت غيرت من الفكر الإنساني، وفرضت على المهتمين بالحوار محاولة توظيف تكنولوجيا الاتصال بواسطة الإنترنت في المناظرة عن بعد، كمنهج حواري فريد يساعد على تغيير الفكر والعقلية والإبداع في المهارات الذاتية. ان تدفق المعلومات والاتصال يفسح المجال أمام وسائط الاتصال لترسيخ أسس التفاهم والحوار بين مختلف الثقافات للتعبير عن نفسها بكل حرية، فهل استطاعت ثورة الاتصال بآلياتها المختلفة تعزيز قيم الحوار وعقد ميثاق شرف عالمي يتم التأكيد من خلاله على التكافل والتداخل بين حرية التعبير واحترام العقائد والرموز الدينية، هل تمكنت ثورة تكنولوجيا الاتصال من التصدي للمواقف السائدة والمزاعم فيما يتعلق بـالمتعصبين لعقائدهم وأفكارهم وهم كثر، ألا يمكن لوسائط الاتصال الجديدة أن تتجاوز التصورات النمطية الموروثة بين الأديان والمذاهب والثقافات والحضارات، وتبدد الجهل الذي يغذي سوء الظن بالآخرين وينمي الحقد ضدهم، وبالتالي هل هناك من أمل في ترشيد وسائل الاتصال وتوجيهها لتعزيز روح التسامح والقبول بالاختلاف بحيث يصبح التنوع فضيلة وفرصة للتفاهم(25).

لقد أسهمت شبكة الإنترنت في توسيع دائرة الجدل حول موضوع القيم، بما تتيحه للباحث من فرص كبرى لاقتصاد الجهد وتركيز بؤر البحث والاستطلاع، اذ من خلال البحث بالانترنيت، يتوصل الباحث لمعلومات بحثه، وينطلق الغوص الفكري بين دروب المعرفة، وزيارة المكتبات الكبرى والاطلاع على أحدث النتائج العلمية في حقل تخصصه، الذي يحيله في كثير من الأحيان بالمنهج الترابطي على تخصصات أخرى، يتخطى معها كل الحواجز الجغرافية والثقافية والعقائدية التي حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار الأفكار، وتلاقح الثقافات، وتبادل المعارف حول الأديان والمذاهب. فاليوم تمر مقادير هائلة من المعلومات عبر هذه الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف في وجهها شيء، وفي ذلك الكثير من نواح إيجابية وأخرى سلبية.(26)

‌ج. الصحف والمجلات

تلعب الصحافة بأنواعها المختلفة دورا كبير في صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام، التلفزيون والاذاعة والصحف والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي هي اليوم من يقود العالم عبر توجيه الجماهير ودفعهم الي تبني سياسات محددة تجاه قضايا معينة.

ان كبريات الصحف والقنوات العالمية لها تأثيرها الأكبر في القرارات الدولية وسياسات الدول المؤثرة، كما أن لها دور كبير في توجهات الشعوب ومواقفهم ازاء الأحداث التي يشهدها العالم. وبناء على ذلك فالإعلام لابد ان يتحمل مسؤولياته تجاه الوطن من خلال توعية المواطنين في بناء بلدهم ورفع مستوى وعيهم تجاه المصالحة ونشر ثقافة السلام المبنية على الحوار والنقد البناء والتسامح لما لها من أثر كبير على تنمية الأفراد ونهضة البلاد. وتتجلى مسؤولية الصحافة تجاه الوطن والمواطن في أوضح صورها من خلال اعداد النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وكيفية توجيه الأسئلة وتوزيعها على الحضور(27).

لا يعني ذلك اننا نطالب اخفاء المعلومات واللعب بوتر الانتقاء بحجة الخطر على الأمن القومي. بالعكس نعتقد ان كل موضوع قابل للنشر وطرحه للنقاش ما لم يجرمه القانون لكن فقط ينبغي على المذيعين ومقدمي البرامج الحوارية الإلتزام بالمنهية وقواعد الحوار وآدابه حتى يكونوا قدوة للآخرين وبهدف ان تترسخ قيم الحوار وقبول التنوع الفكري في اذهان المواطنين كإسلوب لإنهاء خلافاتهم سياسية والاجتماعية. ويجب على مقدمي البرامج الحوارية ان يحثوا ضيوفهم على استخدام فن الحوار والاقناع وسيلة لهزيمة الخصم وليس بالمصارعة واستخدام الألفاظ النابئة، وقال رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم: ” ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء “(28).

خامسا: دور المؤسسات الإعلامية في نشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرف

تعد المؤسسات الإعلامية من أكبر المؤسسات الاجتماعية والثقافية تأثيراً في نشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف أو العكس، فالمؤسسات الإعلامية أصبحت أكثر وسائل التواصل البشري تأثيراً في صناعة الثقافة، وتشكيل الوعي، وتحديد توجهات البشر في مختلف المجتمعات، وذلك بحكم قدراتها الواسعة والمؤثرة في نشر المعلومات بكافة أشكالها إلى جماهير واسعة من الناس بسرعة فائقة، من خلال البرامج الإخبارية والترفيهية والتسويقية والدينية والثقافية المختلفة، ولكي تحقق وسائل الإعلام دورها المنشود في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، فلا بد من استنادها لاستراتيجية شاملة وبعيدة المدى تحدد من خلالها مجموعة أهداف تعمل جميع الأطراف الإعلامية والمجتمعية على تحقيقها بشكل مشترك، وقد دلت الدراسات على أن وسائل الإعلام تعلب دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام وفي التنشئة الاجتماعية وفي غرس القيم الثقافية ونشر الوعي بالآخر، وبالتالي فهي محرك رئيس لتعزيز قيم التسامح ومحاربة التطرف(29).

المبادرات الإعلامية المقترحة

1- إطلاق قنوات ومؤسسات صحفية وإلكترونية متخصصة في بناء ثقافة التسامح ومكافحة للفكر الإرهابي والمتطرف، باللغة العربية وتكون موجهة لجميع شرائح المجتمع.

2- إطلاق برامج تأهيل وتدريب إعلامي فكري للإعلاميين لتمكينهم من التفاعل الناجح مع قضايا الفكر المتطرف، من خلال تبني خطاب إعلامي يدافع عن قيم التسامح والعيش المشترك ويحارب الفكر الإرهابي المتطرف.

3- إطلاق برامج استقطاب الصحفيين والمؤثرين العالميين للحضور إلى المنطقة العربية، والإطلاع على واقع التسامح والتعايش المشترك في بعض النماذج المشرفة في المنطقة.

4- تعديل المناهج الجامعية في الإعلام والاتصال لتتضمن مفردات مهمة في نشر التسامح، ومكافحة التطرف عبر وسائل الإعلام.

5- إنشاء مراصد إعلامية لمتابعة التغطيات الإعلامية العربية والعالمية للفكر المتطرف واتجاهات أي العام بناء على منهجيات تحليلية حديثة.

6- بناء علاقات تشاركية بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية، لتوفير دفق فكري من تلك المؤسسات إلى الفضاء الإعلامي.

7- إطلاق حملات إعلامية مركزة عبر وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية والإلكترونية، للتوعية بقيم التسامح والتحذير من الفكر المتطرف.

8- الاستفادة من المؤسسات والمنتديات التي تتبنى المبادئ المشار إليها ونشر ما يصدر عنها، بما في ذلك اعداد برامج حوارية ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية، وتشجيع الكتاب والمفكرين لتناولها في كتاباتهم.

9- تشجيع المؤسسات الإنتاجية والأفراد على إنتاج برامج ثقافية تركز على التسامح والاعتدال وتقبل الآخر وتشجع حوار الحضارات.

........................................
(1) محمد محفوظ، في معنى التسامح، التسامح وافاق السلم الاصلي، بحث ضمن كتاب التسامح وجذور اللاتسامح، ط1، مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد، 2005، ص 183.
(2) محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1997، ص20.
(3) جابر عصفور، عن التسامح، مجلة دبي الثقافية (دبي)، العدد 25 (تموز / 2007).
(4) المصدر نفسه
(5) المصدر نفسه.
(6) محمد محفوظ، المصدر السابق، ص184-185.
(7) محمد عابد الجابري، المصدر السابق، ص23-25.
(8) محمد احمد حسونة بك ومحمد خليفة التونسي، التسامح في الاسلام، دار الكتاب العربي، مصر، 1968، ص64-66.
(9) جابر عصفور، اتساع مفهوم التسامح، مجلة دبي الثقافية (دبي)، العدد 26 (تموز/ 2007).
(10) محمد احمد حسونة بك ومحمد خليفة التونسي، المصدر السابق، ص 68-70.
(11) محمد عابد الجابري، المصدر السابق، ص32.
(12) عبد الحسين شعبان، فقه التسامح في الفكر العربي الاسلامي، ط1، دار النهار للنشر، بيروت، 2005، ص55.
(13) محمد احمد حسونة بك ومحمد خليفة التونسي، المصدر السابق، ص65.
(14) هادي نعمان الهیتي، الاتصال الجماهيري، المنظور الجدید، الموسوعة الصغيرة، العدد ٤١٢، دار الشؤون العامة، بغداد، 1998، ص32.
(15) المصدر نفسه.
(16) فتح الباب عبد الحليم، وسائل الاعلام والتعليم، القاهرة، 1998، ص 8.
(17) ربحي مصطفى ومحمد عبد الديس، وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم، دار الصفاء، 1995، ص56.
(18) المصدر نفسه.
(19) المصدر نفسه.
(20) فتح الباب عبد الحليم، المصدر السابق، ص9-11.
(21) مازن مرسول، خطاب الفضائيات والتغيير الاجتماعي، بحث منشور على شبكة الانترنيت، 2006.
(22) محمود شمال حسن، المشاهدة التلفزیونیة واشكالیة استشارة السلوك العدواني، مجلة افاق عربیة، دار الشؤون الثقافیة، 1988، ص93-59.
(23) المصدر نفسه.
(24) عبد الله عمر خليل، شبكات المعلومات في التعليم العالي (التدريس والبحث)، في تكنولوجيا التعليم - دراسات عربية، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، 1999، ص85- 88.
(25) أحمد حسن خميس، كل شيء عن استخدام الإنترنت، مكتبة خوارزم للنشر والتوزيع، القاهرة، 2003، ص35.
(26) عبد الله عمر خليل، المصدر السابق، ص89-93.
(27) كيف ترسخ أدب الحوار والنقد- مجلة الفرقان
WWW.al.forqan.net
(28) المصدر نفسه.
(29) ربحي مصطفى ومحمد عبد الديس، المصدر السابق، ص56-57.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي