كيف عاش البشر في العصور القديمة؟
مروة الاسدي
2016-09-14 09:58
يدأب العلماء والباحثون في مجال علم الانسان على مواصلة اكتشاف اسرار تطور حياة الانسان عبر العصور من خلال الحفريات والاثار التي يعثرون عليها ويحالون تفسير الغازها، ويوما بعد يوم تظهر لنا اكتشافات علم الحفريات حقائق جديدة عن بدايات حياة الانسان البدائي، فالحفريات القديمة تكشف نوعا جديدا في مسيرة تطور الإنسان، حيث تظهر الدراسات والبحوث في علم الحفريات ونشوء الانسان، ملامح الحياة البشرية في عصور ما قبل التأريخ، منها مؤشرات حول كيف كانت حياة الانسان في كوكبنا آنذاك، وكيف تطورات عبر العصور حتى عصرنا الراهن؟، يقول الخبراء ان هذه الاكتشافات بالغة الاهمية حيث تعكس مراحل نمو الانسان وتغيره الفسيولوجي عبر العصور، كما انها حلت كثير من الالغاز الاثرية حول الحياة البشرية البدائية وما اعقباها من تطورات، فما زال الطريق الذي سلكه الانسان القديم ليصل الى اميركا محل نقاش وخلاف بين العلماء، وقد اثير هذا الموضوع مجددا مع باحثين يرفضون الفرضية السائدة حتى الآن، في حين تم العثور على متحجرات عمرها 700 الف سنة لاسلاف انسان "فلوريس" في اندونيسيا، على صعيد ذي صلة، قال باحثون بجامعة تكساس إن لوسي إحدى أشهر أسلاف الإنسان الذين جابوا الأرض على الإطلاق ربما توفيت بعد سقوطها من على شجرة وذلك بعد دراسة بقايا حفريتها التي يرجع عهدها إلى 3.18 مليون عام.
من جهة أخرى حدد باحثون للمرة الاولى التسلسل الوراثي لمجين كامل عائد لفينيقي عاش قبل 2500 عام، ما يكشف معلومات اضافية عن خفايا هذه الحضارة القديمة التي ازدهرت في منطقة شرق المتوسط خصوصا عند السواحل اللبنانية، على صعيد مختلف، تظهر هياكل انشائية غامضة دائرية الشكل شيدها الإنسان البدائي قبل حوالي 176 ألف عام باستخدام اجزاء من صواعد رسوبية داخل كهف في جنوب غرب فرنسا أن أقرب اقربائنا المنقرضين كانوا أكثر مهارة مما كان معروفا عنهم في السابق،
يلقي العثور على ما يعتقد أنه جزء من أقدم فأس في العالم الضوء على الابتكار والتأقلم لدي سكان غرب أستراليا في العصر الحجري، الى ذلك أظهرت أكبر دراسة على الإطلاق تجرى على طول الإنسان في مختلف أنحاء العالم أن رجال هولندا ونساء لاتفيا هم الأطول على مستوى العالم لكن الرجال الإيرانيين ونساء كوريا الجنوبية كانوا الأسرع نموا فيما يتعلق بطول القامة على مدار العقد الماضي، وتتواصل الدراسات والأبحاث حول فك اللغز الخاص بنشوء الإنسان وتطوره وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
خريطة الطرق الذي سلكه الانسان القديم في رحلته الى اميركا
معظم العلماء يميلون الى القول ان الانسان الاول وصل الى اميركا عابرا سيرا على الاقدام ما يعرف اليوم بمضيق بيرينغ بين اقصى الشرق الروسي والاسكا، وبحسب الفرضية، سلك الانسان ممرا ظهر بطول 1500 كيلومتر لدى انحسار كتلتين جليديتين، ثم غرق الممر وتكون المضيق البحري، لكن رأيا آخر يذهب الى القول ان الانسان عبر المحيط الهادئ ليصل الى السواحل الغربية للقارة الاميركية. بحسب فرانس برس.
وما زال الانقسام حول هذا الامر سائدا بين علماء الانتروبولوجيا والاثار، وحول تاريخ استيطان الانسان لاميركا اول مرة، لكن دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية شككت في الفرضية الاكثر شيوعا، وذهب فريق العلماء الدوليين المعدين لهذه الدراسة الى ان طلائع البشر الذين استوطنوا القارة الاميركية قبل اكثر من 13 الف عام، لم يسلكوا هذا الطريق، الى ذلك رجح عدد من علماء الاثار ان يكون البشر وصلوا الى اميركا قبل هذا التاريخ، فصحيح ان الممر ظهر قبل 13 الف سنة حين انحسر الجليد، لكنه لم يكن يضم ايا من الموارد اللازمة للانسان الذي كان آنذاك صيادا وجامعا للثمار.
فقد كان الممر خاليا من الحيوانات والنبات والخشب اللازم لاضرام النار، وفقا للباحثين، وقال ايسكي فيلرسليف المشارك في اعداد الدراسة في بيان "حتى لو كان ممر بيرينغ فتح قبل 13 الف عام، كان الامر يتطلب مئات السنين قبل ان يصبح صالحا لعبور الانسان"، وللوصول الى هذه الخلاصة، درس الباحثون عينات من الحمض النووي "دي ان آيه" لعناصر ما زالت محفوظة في الطبقات الرسوبية للممر، وتوصلوا من خلال ذلك الى تكوين تصور لما كان عليه شكل الحياة هناك في ذلك الزمن، والى تحديد الوقت الذي غرق فيه النظام البيئي هناك في مياه ما يعرف اليوم بمضيق بيرينغ.
ويرى الباحثون ان الممر بدأ يتشكل قبل 12 الف و600 عام، ثم تلى ذلك ظهور سريع للانواع الحية مثل البيسون والماموث وفئران الحقل، اي انه قبل ذلك لم يكن ممكنا للبشر ان يسلكوا فيه رحلات طويلة من دون موارد،وتتوافق خلاصات هذه الدراسة مع فرضيات اخرى تستبعد ان يكون الانسان سلك ممر بيريغ، بل ترجح ان يكون عبر المحيط الهادئ وصولا الى الاسكا، ويقول ايسكي فيلرسليف "يبدو ان هذا الرأي أرجح".
وهذه الرحلات لا شك انها اقصر من سلوك ممر بيرينغ سيرا على الاقدام، وخلالها كان يمكن الاقتيات على السمك، وهو ما كان يعرفه الانسان القديم، الا ان هذه الفرضية ما زالت تحتاج الى اثباتات بحسب الباحثين، وليس من السهل الحصول على مؤشرات لاثبات هذه الفرضية، اذ ان مستوى المحيط ارتفع 66 مترا منذ ذلك الزمن، واغرق معظم المناطق الساحلية التي كانت المواطن الاولى للبشر المهاجرين الى اميركا.
العثور على متحجرات عمرها 700 الف سنة
رجح علماء ان تكون كائنات بشرية صغيرة عاشت قبل 700 الف سنة، هي اسلاف ما يعرف بانسان "فلوريس" وهو نوع من البشر الاقزام عاش في اندونيسيا قبل خمسين الف عام، وبعد خلاف طويل امتد سنوات بين العلماء حول اصل انسان "فلوريس" القزم، اتت دراستان حديثتان نشرتا في مجلة "نيتشر" البريطانية لحسم النقاش، وقال يوسوكي كيفو الباحث في المتحف الوطني للعلوم في اليابان "كانت هذه الكائنات الغريبة موجودة على جزيرة اندونيسيا قبل 700 الف سنة"، واضاف "لقد دهشت حين رأيت هذه المتحجرات الجديدة". بحسب فرانس برس.
واكتشفت بقايا انسان "فلوريس" لاول مرة في ايلول/سبتمبر من العام 2003، في مغارة ليانغ بوا في الجزيرة التي تحمل الاسم عينه في اندونيسيا،وتبين ان هذا الانسان الذي عاش قبل خمسين الف عام، كان بطول متر واحد فقط ووزن 25 كيلوغراما، وكان رأسه اصغر بكثير من جسمه، ومنذ ذلك الاكتشاف، يحاول العلماء معرفة اصل هذه الكائنات، وسر حجمها الصغير، ولماذا لم يعثر على أثار لها سوى على هذه الجزيرة.
وكان بعض العلماء يقولون ان انسان "فلوريس" هو سلالة "هومو هابيليس"، او "الانسان الماهر"، وهو نوع بشري عاش في الشرق الافريقي وانقرض قبل اكثر من مليون عام، او من نوع من اشباه البشر يطلق عليه اسم القردة الجنوبية انقرض قبل اكثر من مليون عام، لكن رأيا آخر كان يقول ان انسان "فلوريس" هو من سلالة "هومو اريكتوس" او الانسان المنتصب، وقد تغير شكله ليلبي حاجات البيئة الجديدة التي عاش فيها، وخصوصا ليتكيف مع قلة الموارد، اما دراسة يوسوكي كيفو وفريقه المنشورة الاربعاء في مجلة "نيتشر" فقد حسمت هذا الخلاف من خلال دراسة متحجرات عثر عليها في العام 2014.
ما سبب وفاة "لوسي" إحدى أشهر أسلاف الإنسان؟
توضح دراسة بالأشعة المقطعية والأشعة السينية عالية الدقة للوسي وهي من أسلاف الإنسان الأوائل الإناث أنها أصيبت بكسر في عظم عضدها الأيمن لا يرى عادة في الحفريات. وقالوا إن هناك أيضا كسورا أقل شدة في الكتف الأيسر وغيرها من الكسور الانضغاطية في أنحاء الهيكل العظمي. بحسب رويترز.
وجاء في بحث لجون كابلمان وهو أستاذ لعلوم الإنسان والعلوم الجيولوجية بجامعة تكساس استشار ستيفن بيرس جراح عظام في أوستن بون آند جوينت كلينيك أن الإصابات تتسق مع تلك "الناجمة عن سقوط من ارتفاع كبير عندما يكون الضحية الواعي يمد ذراعا في محاولة لمنع السقوط"، وقال كابلمان في بيان "هذا الكسر الانضغاطي نتج عندما اصطدمت اليد بالأرض خلال سقوط مؤثرا على مكونات الكتف ضد بعضها بعضا لتوجد علامة مميزة على عظم العضد"، واكتشف الهيكل العظمي للوسي عام 1974 في إثيوبيا ويجري الباحثون في مختلف أنحاء العالم دراسات منذ ذلك الحين على حفرية لوسي للوقوف على صلاتها بالإنسان الحديث، وتوقع كابلمان أن لوسي التي كان طولها نحو 107 سنتيمترات كانت تأكل العشب وتلتمس المأوى في الأشجار أثناء الليل. وتوضح إصاباتها أنها سقطت من ارتفاع يزيد على 12 مترا، وأكمل الباحثون في جامعة تكساس ومن بينهم كابلمان في 2009 أول فحص عالي الدقة بالأشعة المقطعية للوسي عندما جابت الحفرية الولايات المتحدة. وتمخضت الدراسة عن نحو 35 ألف شريحة إلكترونية بالأشعة المقطعية والتي درسها باحثو الجامعة في ذلك الحين.
وقال كابلمان "عندما جرى التركيز للمرة الأولى على مدى الإصابات المتعددة للوسي برزت صورتها في ذهني وشعرت بقفزة في الفهم عبر الزمان والمكان، "لم تعد لوسي مجرد صندوق عظام لكن أصبحت بموتها فردا حقيقيا: جسم صغير مكسور يرقد عاجزا أسفل شجرة".
نسب كائن "الهوبيت" الشبيه بالبشر
قد تساعد حفريات عثر عليها في جزيرة فلوريس الإندونيسية في حل أحد الألغاز المستعصية في علم الإنسان والمتعلق بنسب كائن "الهوبيت" الشبيه بالبشر وهو كائن قصير القامة بشكل غير عادي، وقدم العلماء يوم الأربعاء وصفا لمجموعة من العظام والأسنان يعود تاريخها لنحو 700 ألف عام استخرجت من قاع نهر قديم يبدو أنها تخص كائنات الهوبيت التي لم تعرف في السابق إلا من خلال حفريات وأدوات حجرية عثر عليها في كهف بفلوريس يعود تاريخه لفترة تتراوح بين 190 و50 ألف سنة، ويبلغ طول هذا الكائن واسمه العلمي (هومو فلورسينسيز) نحو 106 سنتيمترات ودماغه صغير في حجم دماغ الشمبانزي. بحسب رويترز.
وقال يوسوكي كايفو من المتحف الوطني للطبيعة والعلوم في طوكيو إن الحفريات المكتشفة حديثا "تشير بقوة" إلى أن كائن الهوبيت تطور من كائنات كبيرة الجسم والدماغ من سلالة "هومو اريكتوس" البشرية المنقرضة والتي كانت تعيش في آسيا، وعرفت أنواع هومو اريكتوس التي ظهرت للمرة الأولى في أفريقيا قبل نحو 1.9 مليون سنة من خلال حفريات عديدة يبلغ عمرها ما بين 1.5 مليون و150 ألف سنة من جزيرة جاوة الإندونيسية إلى الغرب من فلوريس. وقال جريت فان دين بيرج من جامعة وولونجونج الأسترالية إن الحفريات الجديدة التي عثر عليها في فلوريس تحمل أوجه شبه بتلك الحفريات القديمة.
وتشمل الحفريات أسنان أربعة بالغين ورضيعين وقطعة من عظام فك وجزء من جمجمة طفل وأخرى لشخصين بالغين قد يكونوا توفوا في ثوران بركان، وقال آدم بروم من جامعة جريفيث الأسترالية "يبدو الآن أن كائنات الهوبيت (التي عثر على حفرياتها) في فلوريس هي في الحقيقة كائنات هومو اركتوس متقزمة"، ونشر البحث في دورية نيتشر.
تحديد اول تسلسل وراثي لمجين فينيقي يعود الى 2500 عام
حدد باحثون للمرة الاولى التسلسل الوراثي لمجين كامل عائد لفينيقي عاش قبل 2500 عام، ما يكشف معلومات اضافية عن خفايا هذه الحضارة القديمة التي ازدهرت في منطقة شرق المتوسط خصوصا عند السواحل اللبنانية، وأوضح هؤلاء الباحثون الذين نشرت نتائج اعمالهم في مجلة "بلوس وان" الاميركية أن هذا التسلسل الوراثي اجري على اقدم حمض نووي فينيقي معروف تم الحصول عليه من شاب سمي "اريش" او "شاب بيرصا"، ويعني اسم "اريش" باللغة الفينيقية الفتى العزيز والمحبوب. بحسب فرانس برس.
وقد اجري هذا البحث على ما يعرف ب"الحمض النووي للمتقدرات" (دي ان ايه الميتوكوندريا) الذي ينتقل عبر الوالدة، وكشف التسلسل أن هذا الرجل كان ينتمي الى مجموعة وراثية نادرة معروفة ب"يو 5 بي 2 سي 1" كان السلف المشترك لجهة الأم متحدرا من منطقة ساحلية في شمال المتوسط، على الارجح في شبه الجزيرة الايبيرية، بحسب البروفسور ليزا ماتيسو سميث من جامعة اوتاغو في نيوزيلندا وهي من المعدين الرئيسيين لهذه الدراسة.
وقالت إن هذا الاكتشاف يشير الى وجود اقدم مجموعة جينية اوروبية "يو 5 بي 2 سي 1" في شمال افريقيا، وقد أعاد الباحثون تاريخها الى نهاية القرن السادس قبل الميلاد على الاقل، واشارت ماتيسو سميث الى ان "المجموعة الوراثية +يو 5 بي 2 سي 1+ تعتبر من الاقدم في اوروبا ولها صلة بشعوب حقبة الصيد وجمع الثمار"، مضيفة ان "هذه المجموعة الوراثية نادرة جدا لدى الشعوب المعاصرة الاوروبية اذ تقل نسبتها عن واحد في المئة"، وتظهر سمات الحمض النووي للمتقدرات لدى شاب بيرصا تشابها مع تلك العائدة للبرتغاليين اليوم وفق هذه العالمة.
وقد حلل الباحثون الحمض النووي للمتقدرات العائد ل47 شخصا من اللبنانيين المعاصرين ولم يجدوا في المقابل اي اثر للسلالة الوراثية "يو 5 بي 2 سي 1"، وتعود اصول الفينيقيين الى منطقة موجودة حاليا بشكل رئيسي في لبنان. وقد كان لهذه الحضارة انتشار على كامل مناطق حوض المتوسط حيث انشأت مدنا ومواقع لها كما في مدينة قرطاجة التونسية التي تحولت الميناء التجاري الرئيسي للحضارة القرطاجية، وقرطاجة التي تقع في تونس على الشاطئ الشمالي لافريقيا، شيدتها اليسار ابنة ملك صور (جنوب لبنان حاليا) في العام 814 قبل الميلاد، وعرف سكانها بالتجارة والزراعة.
وكانت بحوث سابقة اكتشفت هذه المجموعة الجينية في الحمض النووي لشخصين من حقبة الصيد وجمع الثمار عثر عليه في موقع اثري في شمال غرب اسبانيا بحسب العلماء، وأضافت ماتيسو سميث "في حين حلت موجة من شعوب المزارعين الاتين من الشرق الادنى محل المنتمين الى مجموعات الصيد وقطف الثمار الذين كانوا في اوروبا، وقد صمدت بعض السلالات الوراثية لهؤلاء لفترة اطول في اقصى جنوب شبه الجزيرة الايبيرية وعلى جزر مجاورة قبل الانتقال الى نقطة الالتقاء في قرطاجة بفعل الانشطة التجارية للحضارة القرطاجية".
ولفتت الباحثة الى ان الثقافة والتجارة الفينيقيتين كان لهما اثر كبير على الحضارة الغربية، مذكرة بأن الفضل يعود للفينيقيين في اختراع الابجدية، غير أن ماتيسو سميث لفتت الى ان "المعلومات المتوافرة قليلة في شأن الفينيقيين انفسهم باستثناء نصوص تفتقر على الارجح الى الموضوع اعدها خصومهم الرومان والاغريق"، مبدية املها في ان يسمح هذا الاكتشاف الوراثي الاخير وغيره من الاعمال العلمية في كشف معلومات اضافية عن اصول الفينيقيين وثقافتهم وتأثيرهم.
مهارات الإنسان البدائي
تظهر هياكل انشائية غامضة دائرية الشكل شيدها الإنسان البدائي قبل حوالي 176 ألف عام باستخدام اجزاء من صواعد رسوبية داخل كهف في جنوب غرب فرنسا أن أقرب اقربائنا المنقرضين كانوا أكثر مهارة مما كان معروفا عنهم في السابق، ووصف علماء ستة هياكل صخرية اكتشفت على بعد 336 مترا داخل كهف برونيكل في منطقة افيرون بفرنسا. وفي حين ان الغرض من هذه البنيات غير معلوم إلا أنها واحدة من أقدم الانشاءات المعروفة للجنس البشري، وأرجع العلماء هذا العمل إلى الإنسان البدائي الذي عاش في أوروبا في ذلك الوقت لكنه اختفى قبل حوالي 40 ألف عام بعدما رحل إنسان الهومو سابينس -الذي ظهر أولا في افريقيا قبل قرابة 200 ألف سنة- إلى أوروبا. بحسب رويترز.
وشيدت الهياكل الستة القصيرة بأجزاء من صواعد رسوبية وهي تكوينات صخرية نشأت عن رواسب معدنية جراء تساقط الماء في فناء الكهف. وتوجد آثار نار على الهياكل الستة، وقال دومينيك جنتي استاذ المناخ القديم بمرصد علوم المناخ والبيئة في فرنسا "نقلوا أكثر من طنين من الصواعد الرسوبية المكسرة"، وقال جاك جوبر استاذ علم ما قبل التاريخ بجامعة بوردو إن الغرض من تشييد هذه الهياكل تحت الأرض يبقى لغزا، واضاف ان الموقع لم يكن على الارجح مكانا للعيش أو الطهي لبعده عن ضوء النهار، وقال جوبر "ربما كان لاستخدام منزلي أو ثقافي خاص"، ونشرت نتائج البحث في مجلة "نيتشر".
فأس العصر الحجري في أستراليا
عثر على القطعة المصنوعة من حجر البازلت وهي في حجم عقلة الأصبع ومصقولة من أحد طرفيها في بداية التسعينيات في منطقة كمبرلي بشمال غرب أستراليا، وفي 2014 تبين أن القطعة الأثرية جزء من شفرة فأس متصلة بمقبض ويرجع تاريخها إلى ما بين 45 ألفا و49 ألف سنة وهي ما يعني أن هذه المنطقة عرفت الفؤوس قبل أي منطقة أخرى من العالم بعشرة آلاف سنة، ويعتقد الأستاذ سو أوكونور من الجامعة الأسترالية الوطنية الذي عثر فريقه على القطعة أن أهميتها تكمن في توضيح أن المستوطنات الأولى للسكان الأصليين لم تكن بدائية كما كان يعتقد من قبل. بحسب رويترز.
ويتفق الأستاذ بيتر هيسكوك من جامعة سيدني الذي قاد عملية تحليل القطعة الأثرية في 2014 مع هذا الرأي، ويقول "الشيء الواضح تماما هو أنه مع هجرة الناس من أفريقيا وسعيهم للتأقلم مع الطبيعة في شتى الأماكن كان عليهم دائما أن يبتكروا طرقا جديدة لكسب العيش والتعامل بعضهم مع بعض. لذا فالإبداع هو القاسم المشترك الذي يعزز نجاح الإنسانية وإعمار الأرض"، ويعتقد علماء الآثار أن القطعة ربما انكسرت من الفأس خلال إعادة تشكيل الشفرة، وحدد هيسكوك تاريخ صنع القطعة باستخدام تحليل الكربون المشع لقطعة من الفحم كانت مدفونة على نفس المستوى تحت الأرض في الموقع الأثري.