اكتشافات فضائية: اختراق علمي جديد والكون كاد أن يدمِّر نفسه بنفسه
مروة الاسدي
2017-10-26 05:09
على مر التاريخ، قدم لنا الفلكيون اكتشافات باهرة؛ كواكب جديدة، نجوم تنفجر، مجرات عند حافة الكون... أما الآن، فهم على وشك الوصول إلى الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة من أي اكتشاف آخر، أن هناك ان كائنات متطورة اكثر من البشر بكثير، قد لا ترى في سكان الارض سوى "حشرات مزعجة".
لطالما كان وجود كائنات ذكية خارج كوكب الارض مصدر الهام لقصص الخيال العلمي، لكنه كان دوما مصدر قلق للعلماء المتخوفين من ان يؤدي لقاء البشر مع كائنات اكثر تطورا الى اثار وخيمة على الحضارة البشرية.
فالقلق جدي حول امكانية ان تكون كائنات ذكية تعيش في كواكب اخرى، تمسح الفضاء بحثا عن كائنات حية اخرى، تماما كما يفعل اهل الارض.
ويبحث علماء الارض عن حضارات على كواكب اخرى من خلال مراقبة عدد كبير من الاجرام الفضائية، ففي الوقت الذي تكون هذه الاجرام واقعة على خط مستقيم مع شمسها ومع الارض، وتكون هي في موقع بين شمسها والارض، ينبغي ان تبدو بقعة داكنة، اما ان انبعث منها الضوء فان الامر يشي بما هو غير عادي.
ويراقب العلماء الكواكب التي تقع في منطقة قابلة للحياة، اي انها ليست قريبة جدا من شموسها بحيث يلتهب سطحها، ولا هي بعيدة جدا بحيث تتجمد، بل انها في مسافة معتدلة تسمح ببقاء المياه سائلة على سطحها وبالتالي تكون مناسبة لنشوء الحياة، وان صدقت مخاوف بعض العلماء من امكانية وجود كائنات ذكية متطورة تراقب الفضاء كما يفعل البشر، فان الارض قد تكون عرضة لما لا تحمد عقباه، ان تتعرض للغزو والاستعمار.
شاهد ذلك ما نشرته وكالة الفضاء الاميركية ناسا من تسجيل "لموسيقى غريبة" سمعها رواد الفضاء الذين حلقوا في المركبة "ابولو 10" في العاشر من ايار/مايو 1969 فوق الجانب المظلم من القمر الذي لا يظهر من الارض، دون ان يكونوا على اي اتصال مع الارض.
على صعيد مختلف، تلقت وكالة الفضاء الاميركية اكثر من 18300 طلب ترشيح ردا على اعلانها الاخير لتوظيف رواد فضاء وهو عدد قياسي على ما اعلنت الناسا، ويفوق هذا العدد بثلاث مرات عدد المرشحين في العام 2012.
العثور على الحياة لا يزال الحلم الأكبر بالنسبة لمعظم علماء الأحياء في جميع أنحاء العالم؛ وهو الحلم الذي لم يتم Astrobiologists الفلكية تحقيقه حتى الآن رغم العدد الكبير من المركبات الفضائية والتلسكوبات (الأرضية والمدارية) التي توجه أعينها وآذانها باتجاه مجموعتنا الشمسية والأنظمة النجمية الأخرى في مجرتنا... لكن هذا لا يعني، وفق العديد من العلماء، أن الحياة غير موجودة خارج الأرض؛ بل ما يعنيه ببساطة هو أننا لم نعثر عليها بعد... ولهذا السبب تحديداً، العمل جار الآن في عدد من وكالات الفضاء على تحضير مهمات جديدة هدفها الأساسي هو البحث عن كائنات حية (على الأغلب دقيقة) في عدد من المواقع ضمن نظامنا الشمسي.
وتبقى ابحاث العلماء عن كواكب اخرى قابلة للحياة ابحاثا نظرية، اذ انه لا يمكن للبشر حتى الآن السفر في الفضاء سوى للاجرام القريبة جدا من الارض، اما تلك التي تبعد سنوات ضوئية، ومنها ما يبعد ملايين السنوات الضوئية، فلا يمكن الذهاب اليها الا ان تمكن الانسان يوما ما من السفر عبر الزمن.
كيف تنظر لنا الكائنات الفضائية ان وجدت؟
في الآونة الاخيرة، اقترح باحثان في جامعة كولومبيا في نيويورك طريقة لاخفاء كوكب الارض عن عيون الكائنات الفضائية، إن كانت موجودة فعلا، من خلال استخدام اشعة ليزر بشكل مكثف، ومع ان الامر قد يبدو ضربا من الخيال او الدعابة، الا ان الباحثين دايفيد كيبينغ واليكس تيتشي يشددان على جدية هذا الامر. بحسب فرانس برس.
وفي دراسة نشرها الباحثان كيبينغ وتيتشي في مجلة الجمعية الملكية لعلم الفلك، اقترحا ان تحجب الاضواء الصادرة من كوكب الارض بواسطة اشعة ليزر، في العام 2009، اطلقت وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" التلسكوب الفضائي "كيبلر" للبحث عن الكواكب التي تقع في مسافات معتدلة عن شموسها، وقد رصدت حتى الآن مئات الكواكب المرشحة لتكون قابلة للحياة، وبحسب الباحثين، فان التقنية المستخدمة لدى البشر للبحث عن كواكب قابلة للحياة لا بد وان تكون معروفة لمخلوقات ذكية متطورة تعيش في كواكب اخرى، في حال وجودها فعلا، وكتب الباحثان "هناك جدال حول ما ان كان ينبغي على البشر ان يعلنوا عن وجودهم في الكون او ان يخفوه عن حضارات متطورة قد تكون موجودة في مكان ما من الفضاء"، واضافا "تزود ابحاثنا البشر بخيار ان يخفوا وجودهم، ثم علينا ان نفكر في ما ينبغي فعلا ان نفعله".
موسيقى غريبة في اجواء القمر
نشرت وكالة الفضاء الاميركية ناسا تسجيلا "لموسيقى غريبة" سمعها رواد الفضاء الذين حلقوا في المركبة "ابولو 10" في العاشر من ايار/مايو 1969 فوق الجانب المظلم من القمر الذي لا يظهر من الارض، دون ان يكونوا على اي اتصال مع الارض.
والرواد الثلاثة هم توماس ستافورد وجون يونغ ويوجين كيرنان، وكانوا يحلقون في اجواء القمر قبل اسابيع من هبوط نيل ارمسترونغ على سطحه في الحادي والعشرين من تموز/يوليو، للمرة الاولى في تاريخ البشرية، وبثت هذه الاصوات على شاشة ديسكوفري في اطار مسلسل علمي عن الاحداث التي لم يجد العلماء لها تفسيرا.
واستمرت هذه الاصوات قرابة الساعة، وقد سجلها الرواد وارسلوها الى مركز التحكم في هيوستن في ولاية تكساس الاميركية، ويسمع في التسجيل صوت يوجين كيرنان يقول "هل تسمعون هذا الصوت؟ انه صوت صفير، انها فعلا موسيقى غريبة".
وكانت المركبة آنذاك على ارتفاع 1500 متر عن سطح القمر ويحجبها القمر تماما عن الارض فلم تكن تلتقط اي بث بشري، ومع ما في الامر من غرابة، شددت وكالة الفضاء الاميركية على ان هذه الاصوات ليست صادرة عن مخلوقات فضائية. بحسب فرانس برس.
وقال احد مهندسيها الذين عملوا في مهمة "ابولو 10" ان هذه الاصوات ناجمة عن تقاطع ترددات الموجات بين المركبة ابولو والمسبار المخصص للهبوط على سطح القمر، لكن رائد الفضاء ال وردن الذي قاد مهمة "ابولو 15" شكك بهذا التحليل، وقال "المنطق يقول ان رصد شيء هناك يعني وجود شيء ما".
ونفذ جون يونغ رحلة اخرى الى القمر هبط فيها على سطحه ضمن مهمة "ابولو 16"، اما يوجين كيرنان فقد كان آخر انسان يمشي على سطح القمر مع المهمة "ابولو 17" التي كان قائدها، ويبلغ عدد الرواد الذين هبطوا على سطح القمر اثني عشر، كلهم من وكالة الفضاء الاميركية ناسا، واولهم نيل ارمسترونغ في مهمة "ابولو 11".
عدد قياسي من الترشحيات لمنصب رائد فضاء
تلقت وكالة الفضاء الاميركية اكثر من 18300 طلب ترشيح ردا على اعلانها الاخير لتوظيف رواد فضاء وهو عدد قياسي على ما اعلنت الناسا، ويفوق هذا العدد بثلاث مرات عدد المرشحين في العام 2012، وقال رئيس الناسا تشارلي بولدن وهو رائد فضاء سابق "ليس من المستغرب ان يرغب هذا العدد من الاميركيين مع اختصاصات وتجارب مختلفة، في المساهمة في التحضير لرحلتنا الى المريخ"، وفتح باب الترشح في 14 كانون الاول/ديسمبر واغلق في 18 شباط/فبراير، وستعكف الناسا خلال الاشهر الثمانية عشر المقبلة على اختيار ثمانية رواد الى 14 رائدا سينضمون الى مجموعة رواد الفضاء لديها. وسيعلن عن اسماء المرشحين الذين تم اختيارهم في منتصف العام 2017.
وسيبدأ عندها المرشحون تدريبا من سنتين يتضمن خصوصا دروسا باللغة الروسية للعمل مع الرواد في محطة الفضاء الولية، وفي اعلانها شجعت الناسا الطيارين والمهندسين وعلماء اخرين على تقديم ترشيحهم.
اما الشروط فكانت ان يكون المرشح اميركيا ويحمل على الاقل شهادة جامعية من اربع سنوات في الهندسة او علم الاحياء والفيزياء او الرياضيات من جامعة معترف بها. لكن من الافضل ان يكون حاملا شهادة ماجيستير او دكتوراه، وينبغي على المرشح ان يتمتع بخبرة لا تقل عن ثلاث سنوات في هذه المجالات العلمية او الف ساعة طيران بالنسبة للطيارين، ويفترض ان ينجح في الفحص الطبي للناسا، ومنذ بدء النشاطات الفضائية في الخمسينات، اختارت الناسا اكثر من 300 رائد للقيام برحلات جوية. وتضم مجموعة الرواد راهنا 47 عضوا في مقابل 149 العام 2000 في ذروة برنامج المكوكات الفضائية الاميركية.
رحلات للفضاء في 2018
قال مؤسس موقع أمازون الشهير جيف بيزوس للصحفيين يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن تبدأ شركة (بلو اوريجن) التي يمتلكها اختبارات طيران مأهولة لمركبتها تحت المدارية القابلة لإعادة الاستخدام (نيوشيبرد) في العام القادم وستبدأ نقل ركاب بتذاكر مدفوعة في عام 2018، أدلى بيزوس بتصريحاته أثناء أول جولة إعلامية على الإطلاق في مصنع (بلو اوريجن) وتلك هي المرة الأولى التي يحدد فيها الملياردير موعدا لبدء رحلات الفضاء التجارية التي تنظمها شركته، ومن المتوقع أن تبني الشركة ست مركبات (نيوشيبرد) مصممة للطيران الذاتي وعلى متنها ستة ركاب لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض وهو ارتفاع كاف لتجربة دقائق من انعدام الجاذبية ومشاهدة الكوكب على خلفية الفضاء الأسود. بحسب رويترز.
وفقد أول صاروخ قابل لإعادة الاستخدام لشركة (بلو اوريجن) في اختبار طيران في أبريل نيسان 2015 رغم هبوط الكبسولة بسلام على الأرض. وأجرت سفينة ثانية اختبارين للطيران والشركة الآن بصدد تجميع مركبتيها المقبلتين المزودتين لأول مرة بنوافذ للركاب بتذاكر مدفوعة، ولم تحدد (بلو أوريجن) بعد سعرا لتذكرة الرحلة لكن بيزوس قال إنه سيكون تنافسيا بالنسبة للأسعار التي حددتها شركات أخرى مثل (فيرجن جالاكتيك) التي تبيع تذاكر لرحلات مماثلة، وتبيع (جالاكتيك) تذاكر طيران على مركبتها (سبيس شيب تو) التي تتسع لستة ركاب وطيارين اثنين مقابل 250 ألف دولار للتذكرة، وكشفت الشركة الشهر الماضي عن مركبتها الفضائية الثانية ومن المتوقع أن تبدأ اختبارات الطيران قريبا. وفقدت أول مركبة من طراز (سبيس شيب تو) في اختبار طيران فاشل في أكتوبر تشرين الأول 2014.
اعتماد قواعد الملاحة الفضائية
اعلنت منظمة الطيران المدني الدولي أنها تعد مجموعة من القواعد بغية تنظيم الملاحة الفضائية التي كانت في السابق حكرا على قلة من الدول وباتت اليوم تثير اهتمام عدة مجموعات خاصة، وجاء في بيان صادر عن المنظمة أن هذه الأخيرة "تدرك أن الرحلات دون المدارية والفضائية تحرك أسواقا جديدة للسياحة والنقل".
وتعقد هذه المنظمة الأممية مؤتمرا حول تطوير الرحلات إلى الفضاء على الصعيدين التكنولوجي والتجاري في أبو ظبي، بالتعاون مع مكتب شؤون الفضاء الخارجي التابع للأمم المتحدة، وهذا هو الاجتماع الثاني من هذا القبيل الذي ينظم برعاية الأمم المتحدة بعد اجتماع أول عقد في مونتريال سنة 2015. بحسب فرانس برس.
وقال برنار أليو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي إن "قطاع الرحلات الفضائية التجارية أحرز تقدما ملحوظا وسيتيح لنا هذا المؤتمر فرصة التطرق إلى المسائل المهمة"، ويشهد قطاع النقل الخاص للرحلات الفضائية ودون المدارية نموا منذ حوالى 15 عاما، بدفع خصوصا من شركة "فيرجن غالاكتيك" للسياحة الفضائية التابعة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون وشركة "سبايس اكس" المملوكة من إلون ماسك مؤسس "تيسلا موتورز"، وأكدت منظمة الطيران المدني الدولي أن "المراكز الفضائية التجارية باتت حقيقة"، مشيرة إلى ان "الابتكارات المتسارعة في هذا القطاع تتطلب تكييف الأطر التنظيمية المعمول بها"، ودعا برنار أليو إلى "التعاون مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وغيرها من الجهات الفاعلة" لضمان اعتماد قواعد خاصة بالملاحة الفضائية "في خلال السنوات الخمس المقبلة".
حريق في الفضاء
تجري وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) تجربة فريدة من نوعها وهي اشعال حريق في مركبة فضائية غير مأهولة، لدراسة حركة السنة اللهب وحجمها والحرارة والغازات المنبعثة في الفراغ، وقال غاري راف المهندس المسؤول في الوكالة الاميركية في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان المعلومات المستقاة من هذه التجربة ستكون شديدة الاهمية في مجال سلامة المهمات الفضائية المأهولة، ومن شأن هذه التجربة ان تساعد خبراء الفضاء الاميركيين على حسن اختيار مواقع وضع اجهزة الانذار من الحرائق والاجهزة المصممة لسلامة رواد الفضاء.
وستنفذ التجربة في مركبة غير مأهولة من طراز "سيغنس" تصممها شركة "اوربتيال اي تي كي" الاميركية الخاصة، ما ان تنجز مهمة نقل مواد ومعدات الى محطة الفضاء الدولية الاسبوع المقبل، وحين تنتهي مهمة النقل وتبتعد "سيغنس" عن المحطة الفضائية التي يقيم فيها ستة رواد في مدار الارض، سيشتعل الحريق بداخلها. وفي حال نجت المركبة من الاحتراق التام، فهي ستعود وتدخل الغلاف الجوي للارض بعد ذلك بأيام، حيث تحترق وتتفتت بفعل الاحتكاك مع الطبقات الجوية بسرعة عالية.
ويتطلع العلماء الى ان تساعدهم نتائج هذه التجربة في معرفة حدود مقاومة المواد المستخدمة في صنع المركبات الفضائية امام النيران وكيفية انتشار السنة اللهب فيها في ظل انعدام الجاذبية ووجود كميات محدودة من الاكسجين. وسيساعد ذلك الوكالة الفضائية الاميركية على حسن اختيار المواد المناسبة لصناعة المركبات والاجهزة الفضائية.
وقال غاري راف "ان دراسة النار في الفضاء كانت هدفا لتجارب علمية عدة اجريت في السنوات الماضية"، لكنها كانت ذات نطاق صغير ولم تتجاوز السنة اللهب فيها بضعة سنتيمترات، ومن المقرر ان تنطلق المركبة غير المأهولة "سيغنس" الى محطة الفضاء الدولية في الثالث والعشرين من اذار/مارس، حاملة معها مواد واجهزة تستخدم في التجارب العلمية، محمولة بصاروخ من طراز "اطلس 5" من تصميم "يونايتد لونش الاينس" الخاصة، من القاعدة العسكرية الجوية في كاب كانافيرال في فلوريدا.