الدور الجديد لتركيا بعد الانقلاب العسكري الفاشل ملتقى النبأ الأسبوعي

عصام حاكم

2016-08-24 08:59

عقد مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية في كربلاء المقدسة، ضمن ملتقى النبأ الاسبوعي جلسة حوارية تناول فيها (الدور الجديد لتركيا في المنطقة بعد الانقلاب العسكري الفاشل)، التي اعدها الدكتور الباحث قحطان حسين طاهر، وبحضور عدد من مدراء المراكز البحثية والأكاديميين، وذلك بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في المحافظة.

وافتتح الحلقة الدكتور قحطان حسين طاهر "بإضاءة في المواقف التركية الاخيرة تجاه روسيا حيث بدأت الخطوات تتسارع في الآونة الاخيرة من اجل إعادة العلاقات فيما بينهما الى سابق عهدها، كذلك التصريحات المتبادلة بين مسؤولي الدولتين اخذت تتسم بالمزيد من الودية والغزل الدبلوماسي، لكن اعادة التطبيع الكامل في علاقات البلدين قد يحتاج الى جهود حثيثة وخطوات متتابعة في الاثر الذي تركته حادثة اسقاط تركيا لطائرة روسية لا يمكن ازالته بسهولة لأنه اخذ ابعادا سياسية وامنية واستراتيجية واعلامية وحتى نفسية لدى صناع القرار في الدولتين".

واضاف الباحث "لقد جاء الاعتذار التركي لروسيا ليفتح الباب امام عقد لقاءات بين الجانبين على مستوى زيارة اردوغان الاخيرة لموسكو، والتي جاءت لتؤكد عزم تركيا على طي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة من العلاقات بين البلدين ولأسباب سياسية واقتصادية واستراتيجية، حيث تريد انقرة تحسين العلاقات مع موسكو واعادتها لمستواها الطبيعي عندما كانت الخطوط السياسية مفتوحة على اعلى المستويات وكان حجم التبادل التجاري السنوي اكثر من (30 مليار دولار) ثلثيها تقريبا لصالح موسكو من عوائد بيع الغاز الطبيعي لأنقرة، ولابد من الاشارة الى ان التقارب مع روسيا يأتي في سياق اعادة ترتيب تركيا لعلاقاتها الخارجية مع دول الجوار الاقليمي والدولي.

ويضيف طاهر "ان تقليل العداوات وزيادة الصداقات وتصفير المشاكل نهج جديد في السياسية الخارجية التركية بشكل عام، حيث تشعر انقرة ان حلف الناتو تركها وحيدة في مواجهة روسيا في حادثة اسقاط الطائرة، بل ان العالم الامريكي والغربي تمادى أكثر حتى (اخطأ) انقرة بإسقاط الطائرة، وما كان يجب ان تصل الامور الى هذا المستوى من التصعيد، وطالب الحلف تركيا بحل المشكلة وديا وتحسين العلاقة وعدم توتير العلاقات مع روسيا في القضية السورية تحديدا، الناتو تخلى عن تركيا ايضا في القضية السورية".

واشار طاهر الى ان "انقرة مالت الى فكرة مواجهة التدخل الروسي وحصار موسكو وعقابها واقامت منطقة امنة للمعارضة وللاجئين في شمال سوريا وعدم الاعتراف او مكافأة موسكو، خاصة فيما يتعلق بتقوية النظام واعطاء الاولوية للحرب ضد داعش مع تجاهل جذور المشكلة المتمثل بالرئيس السوري بشار الاسد وممارسته من وجهة نظر تركيا بحق الشعب السوري وعلى عكس اوكرانيا التي تم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بعد تدخلها وثم احتلالها العسكري للقرم ومناطق شرق اوكرانيا، فقد بدأ الغرب متساهلا جدا مع روسيا بعدما فعلت الشيء نفسه في سوريا ووصل الامر الى حد اعتبار موسكو محاور وشريك".

واكمل طاهر "ان واشنطن ذهبت خلف التنسيق مع روسيا وحتى التماهي مع خططها العسكرية والسياسية خاصة فيما يتعلق بتجاهل اتفاق جنيف نصا وروحا ومحاولة فرض تسوية جديدة تعيد تعويم اكمال النظام على الطريقة الشيشانية من هنا تريد انقرة تحسين العلاقات مع موسكو لتتفاهم معها مباشرة فيما يخص سوريا وملفات اقليمية اخرى، وتركيا تعتقد ان عودة العلاقات الى طبيعتها واستئناف التبادل الاقتصادي سيخفف حتما حدة العداء ويلطف من مواقف موسكو الثأرية تحديدا فيما يتعلق بالكيان الكردي شمال سوريا الذي لن تقبل به انقرة باي حال من الاحوال كما لن تقبل ايضا بفكرة تعويم النظام او الالتفاف على بيان جنيف نصا وروحا مع الانفتاح طبعا على جدول او عملية سياسية مرنة ولكن دون التنازل عن الثوابت او الخطوط المتمثلة برفض تقسيم سوريا وكسر المعارضة والاستعانة بالإرهابيين لمواجهة تنظيم داعش الارهابي او اعادة تأهيل النظام وكأن شيئا لم يكن".

ورأى طاهر "ان انقرة تريد الاطمئنان على واردات الغاز الروسي اليها بسعره الحالي المخفض وتعرف انها لن تستطيع الاستغناء التام عن الغاز الروسي وتأمن ان ملف الغاز سيكون قاعدة او اساس متين لعلاقة اقتصادية راسخة تميل في مصلحتها بمعنى ان خارج حصة الغاز يميل الميزان التجاري لصالح تركيا اقتصاديا التي تصدر الخضروات والفواكه والمواد الغذائية ومواد التصنيع الاولية وتعمل شركات المقاولات والخدمات التركية ايضا على نطاق واسع في روسيا، اقتصاديا ايضا تسعى انقرة ايضا الى استعادة السواح الروسي البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونص تقريبا سنويا بمعزل عن السعي لاستقطاب العرب والإيرانيين ايضا والاقتناء من السواح الروس مهمة اقتصاديا واستراتيجيا لجهة تمتين العلاقات وتخفيف حدة العداء بين الجانبين".

كما اكد طاهر على "ان واشنطن ستمضي قدما بسياسة الانكفاء عن المنطقة او حل مشكلاتها حسب تحليلات الجانب التركي اي كان الرئيس الامريكي القادم حتى لو تم ذلك بوتيرة منخفضة مما فعله وسيفعله الرئيس اوباما وهي ترى ان حالة الفراغ الامريكي ادت الى عودة روسيا كلاعب اقليمي ودولي مهم ولا مصلحة لها في القطيعة بل في افضل العلاقات معها، تريد روسيا من جهتها ولأسباب سياسية واقتصادية واستراتيجية ايضا تحسين العلاقات مع تركيا حيث تشعر القيادة الروسية انها تورطت او لا تريد التورط اكثر وتسعى من اجل التسوية في السورية مع حفظ مصالحها قدر الامكان".

في السياق ذاته موسكو تدرك ان حلف الناتو بصدد تشديد الضغوط عليها ومحاصرتها ومنعها من التمدد غربا خاصة بعد قراره بنشر قوات في جمهوريات البلطيق بالتزامن مع تشغيل مشروع الدرع الصاروخي شرق أوربا في رومانيا وبولنده، وتبدو على يقين من استمرار الحصار والعقوبات الاقتصادية ضدها في الملف الاوكراني، الى جانب ذلك روسيا تعرف ان تركيا تتمتع بموقع جيوسياسي مهم ولا تريد الانخراط الجدي في السياسة الغربية ضدها، وهي تأخذ مسافة واضحة منها تحديدا فيما يخص العقوبات الاقتصادية، وروسيا من الناحية الاقتصادية تريد الاطمئنان الى حصتها من السوق التركية خاصة مع تحسين العلاقات بين انقرة وطهران والتطبيع المنتظر مع تل ابيب".

واشار الباحث الى "ان العقوبات الاقتصادية الروسية على تركيا لها ارتدادات سلبية على الاقتصاد الروسي نفسه وتحاول روسيا معالجة هذه الاثار خصوصا وان مستوى التضخم ارتفع الى مستويات كبيرة وحصل ارتفاع في اسعار الخضروات والفاكهة واصبحت صناعة السيارات الروسية على اعتاب الانهيار لان قطع الغيار والمواد الاولية يتم تغطيتها من السوق التركية كما تأثر سوق المقاولات والانشاءات في روسيا بهذه العقوبات، في الاخير يبدو ان الرغبات الروسية التركية في التقارب تتلاقى والفرص والمصالح الاقتصادية السياسية الاستراتيجية تتقاطع والتطبيع يبدو مسالة وقت فقط كون العمل جاري على مواجهة التحدي الاساس لتجاوز تداعيات واثار حادثة اسقاط الطائرة الروسية وتحديد نقطة البداية المناسبة للانطلاق نحو تحسين العلاقات واعادتها الى سابق عهدها".

بعد إتمام قراءة الورقة البحثية طرح مدير الجلسة سؤالين لمناقشة ما تضمنتها هذه الورقة.

السؤال الاول: ما هي الاسباب الحقيقة التي دفعت تركيا الى محاولة تطبيع العلاقات بينها وبين روسيا بعد ان مرت تلك العلاقة بأزمة سياسية وامنية ضاربة؟

وجاءت المداخلات على النحو الآتي:

الأستاذ الدكتور علاء الحسيني التدريسي وأستاذ القانون الإداري في جامعة كربلاء- كلية القانون، اكد على ان تركيا آمنت بانها وصلت الى ابواب مؤصدة في سياسة التعنت وسياسة فرض الامر الواقع في سوريا والمنطقة، وعلى هذا الاساس فالعالم وقف بالضد من مخططات اردوغان ومحاولة الوصايا على بعض الدول، خاصة وان حلف الشمال الاطلسي وامريكا لم يؤيد فكرة اقامة منطقة امنة في شمال سوريا وايضا القرار الدولي كان معارضا لتحركات الجيش التركي داخل الارض العراقية وفي سياق هذا المعنى سعى الرئيس التركي ايضا الى تعزيز سلطته واقترح قبل عملية الانقلاب الفاشلة تعديل الدستور والسير باتجاه الحكم الرئاسي بخطوات اوسع.

واضاف الحسيني "كانت هناك معارضة حتى في الداخل اضف الى ذلك الجانب الاقتصادي والعقوبات التي حصلت بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية ومردوداتها السلبية على مجمل الوضع في تركيا لاسيما الوضع الاقتصادي والسياسي وارتداداتها الداخلية قبل الخارجية التي حصلت في تركيا وما رافق ذلك من اثار سلبية هذه بعض الاسباب السياسية الدولية فبالتالي كلها اسباب تضافرت من اجل ان تجعل تركيا تعيد حساباتها ولا تعتمد على شريكها الاستراتيجي الامريكي لان الامريكان انفسهم لا يعتمدون على الاتراك اضف الى ذلك العلاقة التركية الامريكية متوترة بسبب المعارض غولن المتهم بعملية الانقلاب".

من جهته الحقوقي احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، تحدث عن العودة الى الوراء ومعاينة مسيرة حزب العدالة والتنمية التركي حيث استطاع ان يقفز قفزة جديدة بالاقتصاد التركي فأسس كل مشاريعه الانتخابية والسلطوية على المنجز الاقتصادي الى ان جاء عام (2010) حتى تغيرت طموحات حزب العدالة من الداخل التركي باتجاه الخارج ومحاولة كسب مشاعر المسلمين في قضايا معينة حتى يكون هو الممثل للمسلمين السنة وهذا ترتب عليه اثار صراع بين السعودية وتركيا بحادثة الباخرة مرمرة التي ارسلها الى غزه ومواجهة اسرائيل في ذلك الوقت كانت تدغدغ مشاعر العرب والمسلمين على اعتبار ان اردوغان هو رجل المرحلة".

واضاف جويد "فبالتالي اصبحت طموحاتهم حول الساحة العربية تكبر خصوصا بعد فوز الاخوان المسلمين في مصر عام (2012) ايضا شجعوا الاخوان المسلمين في سوريا ارادوا ضرب الاقتصاد السوري الناشئ فكل هذه الطموحات ادخلت تركيا في مازق استعداء الجميع ابتداءا من مصر والسعودية والامارات والعراق وسوريا واسرائيل وروسيا وايران، تفاقمت الامور وحتى في الداخل التركي والمعضلة الكردية اصبحت الدولة التركية لا تتحمل هذه الاعباء ومنها ازمة اللاجئين وعدم التوافق مع الاتحاد الاوربي والتعارض مع السياسة الامريكية".

واكمل جويد "ناهيك عن محاولة الانقلاب الفاشلة هذا مما جعل حزب العدالة والتنمية اكثر برغماتية في تصيير علاقاته بمحيطه الاقليمي وخصوصا العلاقة مع روسيا للضغط على المواقف الغربية وتقليص حجم الاضرار التي سببتها العقوبات الاقتصادية الروسية ناهيك عن الازمة الامنية ولأجل تعزيز سلطة حزب العدالة والتنمية كل هذه الاشكالات حتمت على تركيا ان تعيد رسم سياستها الخارجية".

من جانبه الباحث الاقتصادي الحاصل على شهادة الماجستير الاستاذ حامد عبد الحسين خضير، اعتقد ان نتيجة المشاكل التي حصلت في الداخل والخارج التركي وعدم قبول الاتحاد الاوربي تركيا كعضو فيه بسبب المشاكل التي تصدرها ومنها ازمة اللاجئين، فالاتحاد الاوربي بالتأكيد لا يدعم فكرة ان تشكل تركيا ضرر على مصالحه، ايضا تركيا اليوم تكاد ان تنتهج سياسة مدروسة فهي تتوقع بروز نجم تكتل بركس الاقتصادي وهي تسعى الى الانضمام اليه من خلال تلك الخطوة".

الباحث حمد جاسم التدريسي في جامعة كربلاء والباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات، رأى ان العلاقات بين الدول تبنى على اساس المصالح وليس على اساس النوايا وان عملية اسقاط الطائرة لن يكون هو الاول ولا الاخير وان تركيا تحتل مركز متقدم في انتاج المحاصيل الزراعية كذلك الغاز الروسي هو عامل ثاني والعامل الثالث تركيا لا تبحث عن زيادة في المشاكل اما ما يتعلق بالعلاقات الامريكية التركية فهي امتن من ان تتأثر".

الاستاذ حيدر الجراح مدير مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث، تساءل عن تأثير ذلك التقارب على العراق الامريكي.

في السياق ذاته قال علي حسين عبيد قاص وروائي وكاتب يعمل في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، "ان السياسة الاردوغانية تسير بمسارين الاول تعزيز سلطته الدكتاتورية والثاني الدعم الدولي وكلاهما يصب في مصلحة الرئيس التركي وتعزيز سلطته في الداخل، لكن المستغرب واقعا والطامة الكبرى هو كيف استجابت روسيا للسياسة التركية من اجل اعادة العلاقات ورغم ان المصالح التركية هي بحاجة اكبر للدعم الروسي وليس العكس.

السؤال الثاني: هل المستقبل القريب متجه نحو تشكيل تحالف ثلاثي ايراني تركي روسي؟

تصور الدكتور علاء الحسيني "ان التحالف في طريقة ان يرى النور لعدة اسباب لعل السبب الرئيس هو ان سياسة حزب العدالة والتنمية خصوصا في السنوات الاخيرة نوع من التقارب مع اكراد العراق ومشاكسة الحكومة العراقية وقد سمح لإقليم كردستان تصدير النفط بمعزل عن الحكومة واستيراد وتصدير البضائع عن طريق تركيا هذا مما اسهم في تمرد الاكراد على حكومة بغداد وايضا افضت الى تقارب وهدنة مع حزب العمال التركي لفترة ما وبالتالي اردوغان حقق المحذور الذي كان من المفترض ان هو يتجاوزه، الى جانب ذلك فان التقارب الايراني التركي وارد خصوصا وان اكراد ايران عمدوا الى بعض العمليات ضد الحرس الثوري لذا اليوم الاتراك امام اشكالية وجود المعارضة التركية ناهيك عن وجود تنظيم داعش في الداخل التركي وعلى هذا الاساس نجد بهذا التقارب حالة صحية لأنها تخدم جميع اطراف ذلك التحالف".

الحقوقي احمد جويد "وجد بالتحالف التركي الايراني الروسي هو تحالف تكتيكي مرحلي وليس استراتيجي وهو يهدف الى خدمة مصالح محددة فرؤية ايران في المنطقة ليست كرؤية تركيا ورؤية روسيا تختلف عن رؤية ايران وتركيا وبالتالي لا يمكن لتركيا في اي عهد من العهود ان تتخلى عن مصالحها مع الولايات المتحدة أو مع حلف الناتو لا يمكن لتركيا ان تتخلى عن مصالحها مع دول الخليج على حساب تحالفها مع ايران، شيء اخر هل هذا التحالف تحالف عسكري اقتصادي فكل هذه القضايا هي عبارة عن ضغوطات سياسية بغية انتزاع بعض الفرص".

الباحث حمد جاسم من جهته استبعد وجود تحالف ثلاثي والامر لا يتعدى فكرة ادارة الازمة في سوريا.

الاستاذ علي حسين عبيد اعتبر ان تركيا هو العنصر الغريب في هذا التحالف ان وجد خصوصا وان تركيا ذات ميول غربية وهي تماما عكس توجهات المواقف الايرانية والروسية وان هذا التحالف هو تحالف تكتيكي وليس استراتيجي.

الدكتور خالد عليوي العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية وصف ملف تركيا من الملفات المهمة جدا خصوصا فيما يتعلق بعلاقتها بالغرب وبالمنطقة وهذا المحور خصص له مجموعة من المحاضرات والمقالات دعا فيها السيد وزير الخارجية الى اقامة علاقات جديدة مع تركيا مبنية على تحقيق مصالح الطرفين، لاسيما وان سبب من اسباب التقارب التركي الروسي وحتى الروسي يقوم على ذلك النهج خصوصا وان التحول التركي سبق الانقلاب الفاشل على صعيد التقارب مع الامارات والتطبيع من اسرائيل وروسيا وحتى تحميل حادثة اسقاط الطائرة على اتباع غولن.

واضاف العرداوي اما عن مدى عمق ذلك التحالف فالمصالح هي التي ستحدد الاحلاف الاستراتيجية فخير مثال على ذلك روسيا امبراطورية وايران اسلامية وسورية علمانية بعثية ولا يوجد تشابه بين هذه الانظمة، الى جانب ذلك فان قطبي العالم يبحثون عن حلفاء اقليميين يوثق بهم، فروسيا على استعداد كامل للدفاع عن حلفائها بالمنطقة كإيران وسوريا، لذا تركيا واجهت خطر كبير بعلاقتها مع اوربا وامريكا وبعلاقتها مع المجموعة الخليجية اثناء تعرضها لخطر المساس بوحدة وسيادة تركيا فضلا عن ذلك قضية الارمن وكيفية التعاطي مع القضية الكردية في سوريا الانتماء الى الاتحاد الاوربي وحتى في عملية اسقاط الطائرة امريكا واوربا كانت مستعده للتخلي عن تركيا والانقلاب نفسه يحمل بصمات امريكية، اذا نحن مقبلين على تحول في العلاقات وبالمنطقة وهناك ملامح تشكل جديد يصب بمصلحة ضرب المشاريع الغربية في سوريا والعراق واليمن.

الاستاذ جواد العطار القيادي في المجلس السياسي للعمل العراقي وعضو سابق في البرلمان، اعتقد ان التغيير فعلا سبق الانقلاب وهذا ما دل عليه التغيير الوزاري بسبب يأس تركيا من الموقف الاوربي، الشيء الاخر هو تبدل الموقف الغربي والامريكي تحديدا ما يرتبط بسوريا ومن الطبيعي الاتراك ايضا يتراجعون لاسيما وان التهديدات الارهابية التي كانت تطال سوريا والعراق باتت تضرب بالعمق التركي، ايضا نكث العهود فيما يتعلق بأزمة اللاجئين وحتى مساءلة رفع الفيزا عن الاتراك، والانقلاب الفاشل هو الاخر كرس هذا المعنى خاصة وان المتهم الاول بالانقلاب موجود في امريكا وان المواقف والتصريحات الامريكية يفهم منها بانها اما ان تكون مؤيدة او داعمة للانقلاب.

وختم مدير الجلسة الفكرية الباحث في مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية الدكتور قحطان حسين طاهر، بشكره إلى جميع الحاضرين والمشاركين معه على آمل أن تكون هذه الجلسة الفكرية قد تناغمت وتلاقحت أفكار جميع الحاضرين.

ذات صلة

القائد الجماهيريمرويات السيدة الزهراء (ع) في تفسير القرآن الكريمالإسلام دين التوازنالجيل الجديد: قضايا الهويَّة والوعي السياسيعودة ترامب المحتملة للسلطة.. قلق ايراني وأمل اسرائيلي