خطة ترامب بغزة.. أما سلام بطعم الخنوع أو شرعية للتدمير الشامل

شبكة النبأ

2025-10-01 05:13

حصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اقتراح سلام في غزة ترعاه الولايات المتحدة ويهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني، لكن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ستقبل الخطة.

وفي تصريحات بمؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض إلى جانب نتنياهو، قال ترامب إنهم “قريبون للغاية” من التوصل إلى اتفاق سلام وإنه يأمل أن تقبل حماس المقترح أيضا. لكنه حذر حماس من أن إسرائيل ستحظى بدعم واشنطن الكامل لاتخاذ أي إجراء تعده ضروريا إذا رفضت الحركة المقترح.

وخلال اجتماع ترامب مع نتنياهو لإجراء محادثات هامة، نشر البيت الأبيض خطة ترامب المكونة من 20 بندا والتي تدعو إلى وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم حماس بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع الفلسطيني ونزع سلاح حماس وحكومة انتقالية بقيادة هيئة دولية.

وقال ترامب “أريد أيضا أن أشكر رئيس الوزراء نتنياهو على موافقته على الخطة وعلى ثقته بأننا إذا عملنا معا، يمكننا أن نضع حدا للموت والدمار الذي شهدناه لسنوات وعقود وحتى قرون عديدة، وأن نبدأ فصلا جديدا من الأمن والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها”.

رد نتنياهو، وهو واقف إلى جانب ترامب، “أدعم خطتك لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقق أهدافنا الحربية”.

وأضاف “ستعيد (الخطة) جميع رهائننا إلى إسرائيل، وستفكك قدرات حماس العسكرية، وستنهي حكمها السياسي، وستضمن ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى”.

لكن لا شك أيضا أن حماس لا تزال مفتاح نجاح مقترحات ترامب للسلام، وأثار غيابها الواضح عن المفاوضات، ورفضها المتكرر نزع سلاحها شكوكا بشأن نجاح الخطة.

وتقول إسرائيل إن حماس، التي أشعلت الحرب بهجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، لا تزال تحتجز 48 رهينة، 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

وقال مسؤول في حماس لرويترز إن الحركة لم تتسلم الخطة رسميا بعد، وإنها لا تعرف أكثر مما تنشره وسائل الإعلام.

لكن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال في وقت لاحق إن قطر ومصر أطلعتا حماس على الوثيقة مشيرا إلى أن الحركة أبلغت الوسطاء أنها ستراجعها “بنية حسنة” وستعود بالرد.

وفي رابع زيارة يقوم بها نتنياهو للبيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير كانون الثاني، كان الزعيم الإسرائيلي اليميني يتطلع إلى تعزيز علاقة بلاده بأهم حليف لها بعد أن اعترفت عدة دول غربية رسميا بدولة فلسطينية في الأسبوع الماضي في تحد للولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان ترامب، الذي انتقد بشدة خطوات الاعتراف ووصفها بأنها تقدم جائزة لحماس، يسعى للحصول على موافقة نتنياهو بالرغم من شكوك إسرائيل بشأن أجزاء من الخطة.

ومثل ذلك تكثيفا للجهود الدبلوماسية من الرئيس الأمريكي الذي تعهد خلال الحملة الرئاسية لعام 2024 بإنهاء الصراع بسرعة، ومنذ ذلك الحين يقول مرارا إن اتفاق السلام بات قريبا، وهو ما لم يتحول إلى واقع.

وقدمت واشنطن خطتها للسلام إلى دول عربية وإسلامية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

وعرض ترامب مجموعة مقترحاته بعبارات منمقة يوم الاثنين، لكنه أنهى ما وُصف بأنه مؤتمر صحفي دون أن يتلقى أسئلة.

وأشاد ترامب في السابق بصفقات دولية لم تحقق ما وعد به. فقد توجه إلى قمة أغسطس آب في ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا إلى وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية وخرج منها دون التوصل إلى اتفاق.

ومع ذلك، فقد منح الاجتماع درجة “10” على مقياس من واحد إلى 10.

ونأى نتنياهو بنفسه فيما يبدو، رغم الإشادة بترامب كصديق لإسرائيل، عن بعض البنود في خطة ترامب للسلام، بما في ذلك الإصلاحات المطلوبة من السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب وإسرائيل قد نجحتا في حل خلافاتهما.

ويتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من عائلات الرهائن، وأيضا من الجمهور الإسرائيلي المنهك من الحرب وفقا لاستطلاعات الرأي. لكنه يُخاطر أيضا بانهيار ائتلافه الحاكم إذا اعتقد وزراء اليمين المتطرف أنه قدم تنازلات كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال ستيفن كوك، الباحث البارز في مركز مجلس العلاقات الخارجية للأبحاث، إن نهاية الحرب قد تكون أقرب، لكنه نبه إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود.

وأضاف “على القطريين الآن الضغط على حماس، وعلى نتنياهو إقناع حكومته الأمنية”.

وتنص الخطة الأمريكية، التي وضعها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ومستشار ترامب إلى الشرق الأوسط في ولايته الأولى جاريد كوشنر، على وقف إطلاق النار يتبعه خلال 72 ساعة الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين لدى حماس مقابل مئات السجناء الفلسطينيين وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة.

وترسم الخطة مسارا غامضا نحو “دولة فلسطينية” بمجرد إعادة تنمية غزة وإجراء السلطة الفلسطينية إصلاحات، لكنها لم تقدم تفاصيل.

وقال مصدر مقرب من المحادثات إن مسألة إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، وهو أمر تعهد نتنياهو بعدم السماح بحدوثه أبدا، كانت من النقاط الشائكة الرئيسية التي تمنع تقبل نتنياهو لمبادرة ترامب.

وستعمل الولايات المتحدة أيضا بموجب الخطة مع الحلفاء العرب والأطراف الدولية الأخرى على تشكيل قوة استقرار مؤقتة للإشراف على الأمن في غزة.

وستُحكم غزة دون مشاركة حماس، على أن يكون دور “ممثل” السلطة الفلسطينية محدودا في البداية. ويقول نتنياهو إن السلطة الفلسطينية يجب ألا تسيطر على القطاع.

وقال البيت الأبيض إن الاقتراح يدعو إلى إنشاء لجنة فلسطينية من التكنوقراط تتولى مؤقتا مسؤولية الخدمات اليومية في غزة، يشرف عليها “مجلس سلام” دولي برئاسة ترامب ويضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وتسلمّت حماس من الوسيطين القطري والمصري نص الخطة، وفق ما ذكر مسؤول لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات العامة المصرية محمود رشاد “التقيا للتو مفاوضي حماس وسلّموهم خطة العشرين نقطة. وقال مفاوضو حماس إنهم سيدرسون الخطة بحسن نية ويردون عليها”.

إلا أن حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل الى جانب حماس، اعتبرت أن خطة ترامب “وصفة لاستمرار العدوان” على الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة في بيان “ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحافي بين ترامب ونتانياهو هو اتفاق أميركي-إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني… وصفة لتفجير المنطقة”.

لجنة فلسطينية غير سياسية

وأكّد ترامب أنه سيترأس “مجلس إدارة السلام” الذي سيشرف على المرحلة الانتقالية في قطاع غزة وسيضم بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي سارع إلى الترحيب بـ”الخطة الشجاعة والذكية” للرئيس الأميركي. 

وستتولّى خلال هذه المرحلة شؤون القطاع الفلسطيني لجنة فلسطينية “غير سياسية ومن التكنوقراط”.

وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع “شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تُنتشر فورا في غزة”. 

وشدّد ترامب على أهمية دور الملوك والزعماء العرب في تنفيذ الخطة، وشكرهم، ومنهم السعودية وقطر والأردن وغيرها.

وقال نتانياهو من جهته “أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقّق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكّك القدرات العسكرية لحماس، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجددا تهديدا لإسرائيل”.

وأضاف “سيتمّ نزع سلاح حماس. غزة ستكون خالية من السلاح. ستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية عن الأمن، بما يشمل منطقة أمنية في المستقبل المنظور. كذلك، ستكون لغزة إدارة مدنية سلمية لا تديرها حماس ولا السلطة الفلسطينية”. 

وأضاف “إذا رفضت حماس خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادّعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لمواجهتها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها. يمكن القيام بذلك في شكل سهل، أو يمكن القيام به في شكل صعب، ولكنه سيُنجز”.

وتنصّ الخطة على عفو عن أعضاء حماس “الذين يتعهّدون التعايش السلمي وتسليم أسلحتهم”، على أن “يتمّ توفير ممرّ آمن لأعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة إلى دول تريد استقبالهم.

دعم كامل

وقال ترامب لنتانياهو إنه سيحصل على “دعمه الكامل” في حال رفضت حماس الخطة.

ويتعرّض نتانياهو لضغوط كبيرة من داخل بلاده وخارجها لوقف الحرب.

وكان منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين حضّ الرئيس الأميركي على التمّسك بالخطة التي اقترحها لإنهاء حرب غزة.

وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها له “نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه”.

وبعد إعلان موافقة نتانياهو على الخطة، أصدر منتدى عائلات الرهائن بيانا اعتبر فيه خطة الرئيس الأميركي “تاريخية”.

وقال “هذا اتفاق تاريخي سيسمح لشعبنا بالتعافي، وإنهاء الحرب، ورسم مستقبل جديد للشرق الأوسط”، مشيدا بموافقة نتانياهو على الخطة.

وأضاف البيان “على العالم أن يمارس أقصى درجات الضغط لضمان التزام حماس بهذه الفرصة التاريخية للسلام”.

ورحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب”تعهّد” ترامب “وضع حدّ للحرب” في غزة وتحرير الرهائن.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه إذا رفض مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة، فإن إسرائيل “ستُنجز المهمة” وتُعيد جميع الرهائن المتبقين.

حكم مؤقت في غزة يشمل توني بلير وترامب

وتضمنت خطة السلام التي كشف عنها البيت الأبيض يوم الاثنين لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدوارا مفاجئة لشخصيتين سياسيتين معروفتين وهما رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يقول المقترح: “ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين”، على الرغم من أنه لا يذكر بالاسم أي فلسطيني أو مجموعة فلسطينية قد تشارك في المرحلة الانتقالية.

وستشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى “مجلس السلام” وسيرأسها ترامب وستضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم بلير.

وستتولى اللجنة مسؤولية الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة، وستتألف من “فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين” لم يتم تحديدهم. ولن يكون لحماس أي دور في حكم غزة.

في الأسابيع الأخيرة، أثارت تقارير تحدثت عن مشاركة بلير في الخطة دهشة بعض المدافعين عنها بسبب تاريخ الإمبريالية البريطانية في المنطقة، وخاصة مشاركة بلير في غزو العراق الذي استند إلى مزاعم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وثبت زيفها فيما بعد.

وقال الاقتراح إن الهيئة ستتولى تمويل إعادة تطوير غزة حتى يحين الوقت الذي “تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي”، دون أن يذكر جدولا زمنيا محددا. وجاء في الخطة أن بعض المقترحات والأفكار الاستثمارية قد تمت صياغتها من قبل مجموعات دولية، لم يتم تحديدها.

وقالت السلطة الفلسطينية وبيان مشترك لعدة دول إسلامية إنها ترحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

في أواخر الشهر الماضي، زار بلير البيت الأبيض للقاء ترامب. وقال معهد توني بلير للأبحاث إنه “أجرى عددا من الاتصالات مع مجموعات مختلفة بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب””.

وقال مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، لصحيفة واشنطن بوست “لقد كنا تحت الاستعمار البريطاني بالفعل. لديه سمعة سلبية هنا. إذا ذكرت توني بلير، فإن أول ما يذكره الناس هو حرب العراق.”

وقالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “توني بلير؟ بالطبع لا. ارفعوا أيديكم عن فلسطين.”

ووصف بيان بلير يوم الاثنين فكرة ترامب بأنها “خطة جريئة وذكية” كما عبر عن دعمه لاقتراح تولي ترامب رئاسة المجلس الذي سيشرف على لجنة الحكم الانتقالي في غزة.

وتتسم الخطة بالغموض فيما يتعلق بمسار إقامة الدولة الفلسطينية. فهي تقول إنه بينما تتقدم عملية إعادة تطوير غزة وعندما يتم إصلاح السلطة الفلسطينية، “قد تتوافر الظروف أخيرا لمسار موثوق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني”.

نص خطة ترامب لإنهاء حرب غزة

فيما يلي نص خطة السلام التي أصدرها البيت الأبيض أمس الاثنين لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة:

خطة الرئيس دونالد ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة

1- ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب لا تشكل تهديدا لجيرانها.

2- سيعاد تطوير غزة لصالح سكانها الذين عانوا بما فيه الكفاية.

3- إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، ستنتهي الحرب على الفور. وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه للتحضير لإطلاق سراح الرهائن. وستعلق في هذه الأثناء جميع العمليات العسكرية، بما يشمل القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة إلى أن تتحقق شروط الانسحاب الكامل الذي سيتم على مراحل.

4- في غضون 72 ساعة من موافقة إسرائيل العلنية على هذا المقترح، سيعاد جميع الرهائن أحياء وأمواتا.

5- بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكوما عليهم بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلون في هذا السياق. وفي مقابل كل رهينة إسرائيلي يُفرج عن رفاته، ستفرج إسرائيل عن رفات 15 قتيلا من سكان غزة.

6- فور إعادة جميع الرهائن، سيحصل عناصر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يتعهدون بالتعايش السلمي والتخلي عن أسلحتهم على عفو. أما من يرغب من أعضاء الحركة في مغادرة غزة إلى دول مستقبلة فسيتوفر لهم ممر آمن.

7- بمجرد الموافقة على هذا الاتفاق، ستُرسل مساعدات وافرة إلى قطاع غزة على الفور. وكحد أدنى، ستكون كميات المساعدات متوافقة مع ما ورد في اتفاق 19 يناير كانون الثاني 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما يشمل إعادة تأهيل البنية التحتية (من مياه وكهرباء وصرف صحي)، وكذلك المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.

8- إدخال المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة سيمضي دون تدخل من الطرفين، على أن يكون ذلك من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر بالإضافة إلى المؤسسات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي من الطرفين بأي شكل من الأشكال. وسيخضع فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين الآلية نفسها التي كانت مطبقة بموجب اتفاق 19 يناير كانون الثاني 2025.

9- ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين، وستكون مسؤولة عن الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة. وستتألف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "مجلس السلام" وسيرأسها الرئيس الأمريكي دونالد جيه. ترامب مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيُعلن عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وستضع هذه الهيئة إطار العمل وتتولى تمويل معاودة تطوير غزة إلى أن تستكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي، على النحو المبين في المقترحات المختلفة، ومنها خطة ترامب للسلام في 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، وتستطيع استعادة السيطرة على غزة على نحو آمن وفعال. وستطبق هذه الهيئة أفضل المعايير الدولية لإنشاء نظام حكم حديث وفعال يخدم سكان غزة ويساعد على جذب الاستثمارات.

10- سيتولى فريق من خبراء أسهموا في إنشاء مدن حديثة مزدهرة في الشرق الأوسط صياغة خطة اقترحها ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة.

 وصاغت مجموعات دولية كثيرا من المقترحات الاستثمارية المدروسة والأفكار التنموية المثيرة للاهتمام، وستخضع للبحث بغية استقاء أطر الأمن والحكم لجذب وتسهيل هذه الاستثمارات التي ستوفر فرص عمل وفرصة وأملا لغزة في المستقبل.

11- ستُنشأ منطقة اقتصادية خاصة برسوم جمركية تفضيلية ورسوم وصول سيجري التفاوض عليها مع الدول المشاركة.

12- لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون الراغب في المغادرة حرا في فعل ذلك وحرا في العودة. سنشجع الناس على البقاء ونقدم لهم الفرصة لبناء غزة أفضل.

13- توافق حماس والفصائل الأخرى على ألا يكون لها أي دور في حكم غزة بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال. وسيجري تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، ومنها الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يعاد بناؤها. ستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، وستشمل إخراج الأسلحة من الخدمة من خلال عملية متفق عليها. وستلقى هذه العملية الدعم من برنامج ممول دوليا لإعادة الشراء وإعادة الدمج سيخضع لتدقيق المراقبين المستقلين. ستلتزم غزة الجديدة التزاما كاملا ببناء اقتصاد مزدهر وبالتعايش السلمي مع جيرانها.

14- سيوفر الشركاء في المنطقة ضمانات لتقيد حماس والفصائل بالتزاماتها وعدم تشكيل غزة الجديدة أي تهديد لجيرانها أو شعبها.

15- ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة ونشرها على الفور في غزة. وستدرب القوة هذه قوات الشرطة الفلسطينية، التي سيخضع عناصرها لفحص دقيق، في غزة وستقدم الدعم لها، وستتشاور مع الأردن ومصر اللذين يتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال. وستكون هذه القوة هي الحل الأمني الداخلي طويل الأمد. وستعمل قوة الاستقرار الدولية مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثا. ومن المهم منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للبضائع لإعادة إعمار غزة وإنعاشها. سيجري الاتفاق على آلية لفض النزاع بين الطرفين.

16- لن تحتل إسرائيل غزة أو تضمها. ومع قيام القوة الدولية لتحقيق الاستقرار ببسط السيطرة وتحقيق الاستقرار، سينسحب الجيش الإسرائيلي بناء على معايير وجداول زمنية محددة مرتبطة بعملية نزع السلاح يتم الاتفاق عليها بين الجيش الإسرائيلي والقوة الدولية لتحقيق الاستقرار والجهات الضامنة والولايات المتحدة بهدف ضمان أمن غزة وعدم تهديدها لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها. وسيسلم الجيش الإسرائيلي الأراضي التي احتلها في غزة تدريجيا إلى القوة الدولية لتحقيق الاستقرار وفقا لاتفاق يتم التوصل إليه مع السلطة الانتقالية حتى الانسحاب الكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى قائما لحين التأكد من أن غزة باتت آمنة فعليا من أي تهديد إرهابي متجدد.

17- في حال تأخير حماس أو رفضها لهذا الاقتراح، فإن البنود المذكورة أعلاه بما فيها توسيع نطاق عملية المساعدات، ستُنفذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي سلمها الجيش الإسرائيلي للقوة الدولية لتحقيق الاستقرار.

18- ستُطلق عملية حوار بين الأديان تستند إلى قيم التسامح والتعايش السلمي بهدف تغيير فكر ورؤية الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال التأكيد على الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال السلام.

19- مع تقدم عملية إعادة إعمار غزة وعندما يجد برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية طريقه إلى التنفيذ الدقيق، ستتوفر أخيرا الظروف المواتية لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة وهو ما نعترف أنه طموح للشعب الفلسطيني.

20- ستُطلق الولايات المتحدة حوارا بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى أفق سياسي يضمن التعايش السلمي والمزدهر بين الطرفين.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

ذات صلة

العلاقة بين الدولة والشعب.. حدود السيادة وطبيعة الشرعيةشهادات من قلب العراق الممزقكيف تصنع التهيئة النفسية الفارق في نجاح الطلبة؟ الباحث عزيز ملا هذال يجيبكيف تتحكم في مستقبلك قبل أن يحدث؟الاستعمار الاستيطاني والصراع غير المتكافئ.. فلسطين نموذجاً