اغتيال العاروري.. المقاوم المتشدد الذي كان في قلب المفاوضات
شبكة النبأ
2024-01-04 05:51
قالت مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية إن إسرائيل اغتالت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ضربة بطائرة مسيرة في العاصمة اللبنانية بيروت ليل الثلاثاء، مما يذكي مخاطر امتداد الحرب في غزة إلى ما هو أبعد من القطاع الفلسطيني.
وقضى العاروري مع ستة آخرين، بينهم قياديان في الجناح العسكري لحماس، وفق ما أعلنت الأخيرة، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.
وكان العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأحد مؤسسي جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) في الضفة الغربية المحتلة التي يتحدر منها. واغتياله هو الأول الذي يطال قياديا في حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الحرب بين الحركة وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
والعاروري (57 عاما) هو أول قيادي سياسي بارز لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتم اغتياله منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا جوا وبرا وبحرا على الحركة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر إثر هجومها المباغت على بلدات إسرائيلية.
ووقع مقتل العاروري في منطقة تعدّ معقلا لحزب الله المرتبط بعلاقة وثيقة بحماس في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط. وأتى قتل العاروري في وقت تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ اندلاع حرب غزة، تبادلا يوميا للقصف بين الحزب والدولة العبرية ومخاوف وتهديدات من اتساعه الى حرب شاملة.
وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والمتحالفة مع حماس إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر حدود لبنان الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة في أوائل أكتوبر تشرين الأول.
وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من قبل إسرائيل من مغبة تنفيذ أي اغتيالات داخل لبنان وتوعد بالرد بقوة عليها.
وقال حزب الله في بيان إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين بصواريخ قرب منطقة مرج بعد اغتيال العاروري.
وقال "نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته... وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة".
وأضاف "نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد".
وسبق للأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي من المقرر أن يتحدث في وقت لاحق الأربعاء في مناسبة محددة مسبقا، أن حذّر اسرائيل من أن الحزب سيردّ على أي استهداف لقياديين في "محور المقاومة" على الأراضي اللبنانية.
ويقيم عدة قياديين من حماس في المنفى واستقروا في لبنان بحماية من حزب الله.
ويتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الساعة السادسة مساء الأربعاء في مناسبة معدة سلفا في ذكرى اغتيال الأميركيين قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد قبل أربع سنوات. وسيتناول على الأرجح عملية الثلاثاء.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية أن الحركة "لن تهزم".
وقال في كلمة من الدوحة حيث يقيم إن "حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين. هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، أنها تكون أشد قوة وإصراراً".
والعاروري من مؤسسي كتائب القسام، وأمضى أعواماً في السجون الإسرائيلية الى أن أفرج عنه في 2010 وتمّ إبعاده عن الأراضي الفلسطينية.
وكان يقيم منذ مدة في لبنان كعدد من قادة حماس وفصائل فلسطينية أخرى. وقد دمّر الجيش الإسرائيلي منزله في قرية عارورة في الضفة الغربية المحتلة في تشرين الأول/أكتوبر.
ونزل آلاف الفلسطينيين الى شوارع مناطق عدة في الضفة الغربية ليل الثلاثاء للتنديد بمقتل العاروري، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها" ومحذرا "من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة". واعتبرها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي محاولة "لتوريط" لبنان في حرب غزة.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى "تجنّب أيّ سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان".
وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي مع عضو مجلس الحرب الوزاري الإسرائيلي بيني غانتس إنّ ماكرون شدّد على وجوب "تجنّب أيّ سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأنّ فرنسا ستستمرّ في إيصال هذه الرسائل إلى كلّ الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة".
اشتعال جذوة المقاومة
ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بالمسؤولية عن هجمات دامية على إسرائيليين لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في "قلب المفاوضات" التي تجريها مصر وقطر بشأن تبعات الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تنفيذ الاغتيال لكن الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن القوات الإسرائيلية في حالة جاهزية مرتفعة ومستعدة لأي احتمالات وإنه "يستعد لكل السيناريوهات".
وقال ردا على سؤال من مراسل عن تقارير اغتيال العاروري "أهم شيء نقوله الليلة هو أننا في حالة تركيز ويبقى اهتمامنا منصبا على قتال حماس".
اتهمت إسرائيل العاروري، أحد من شاركوا في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بالإشراف على هجمات حماس وتوجيهها في الضفة الغربية المحتلة لسنوات.
وقال العاروري في أغسطس آب 2023 "باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت" في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة حماس سواء في قطاع غزة أو في الخارج.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "دماء الشهيد ستشعل بلا شك جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم". كما ندد كنعاني بانتهاك "النظام الصهيوني العدواني" سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع رام الله بالضفة الغربية للتنديد باغتيال العاروري، ورددوا هتافات مطالبة بالثأر.
وتعهد الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن بمواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر لحين وقف إسرائيل للحرب على قطاع غزة وحذروا من أنهم سيهاجمون سفنا حربية أمريكية إذا استهدفتهم.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر لكن لم يتم تسجيل أي أضرار.
وفي وقت سابق أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقارير عن وقوع ما يصل إلى ثلاثة انفجارات على بعد ميل إلى خمسة أميال بحرية من سفينة تجارية بمضيق باب المندب على مسافة 33 ميلا بحريا شرقي مدينة عصب الإريترية دون ورود تقارير عن أضرار.
وأعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة مهام بحرية دولية لحماية الشحن عبر البحر الأحمر وهو مسار يؤدي لقناة السويس وتمر منه نحو ثلث سفن حاويات الشحن في العالم.
قبل وقت قصير من مقتل العاروري، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي يعيش أيضا خارج قطاع غزة، إن الحركة سلمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المصري القطري.
وأكد مجددا أن شروط حماس تتضمن وقفا كاملا للهجوم الإسرائيلي مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
وقال "بعد دراسة الأفكار بإيجابية قدمت الحركة لقطر ومصر موقفها ورؤيتها التي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة".
وأضاف هنية "لن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة... قلنا ونكرر لن تمر مؤامرة التهجير".
وتعتقد إسرائيل بأن 129 لا يزالون محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة قصيرة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني ومقتل آخرين في ضربات جوية ومحاولات إنقاذ أو هروب.
وتعهدت إسرائيل بمواصلة القتال لحين القضاء على حماس لكن لم يتضح بعد ما الذي تخطط لفعله بالقطاع إذا نجحت في السيطرة عليه وما مدى تأثير ذلك على آفاق قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء بتصريحات الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ووصفتها بأنها "تحريضية وتفتقر للمسؤولية".
تصعيد عواقبه مدمرة
بدورها عبرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونفيل) الأربعاء عن قلقها إزاء "عواقب مدمرة" قد تترتب على تصعيد بين اسرائيل وحزب الله غداة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل كانديس ارديل "نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق"، بحسب ما أوردت الوكالة الوطنية للاعلام.
وأضافت "نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس".
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الموالي لإيران والداعم لحركة حماس، ما يثير مخاوف من توسع الحرب.
ستجري مراسم تشييع العاروري في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين الخميس في بيروت كما أعلنت حماس.
منذ بدء تبادل القصف على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية قتل أكثر من 165 شخصا في لبنان غالبيتهم من مقاتلي حزب الله لكن أيضا 20 مدنيا بينهم ثلاثة صحافيين بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
في شمال اسرائيل، قتل تسعة جنود وخمسة مدنيين بحسب السلطات.
قيادي حماس الذي ظل لاعبا رئيسيا حتى اغتياله
كان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يتوقع اغتياله منذ فترة طويلة، قبل أن تعلن مصادر أمنية مقتله يوم الثلاثاء في ضربة بطائرة مسيرة إسرائيلية في بيروت.
وجاء مقتله بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على هجوم مباغت شنته حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل مما أشعل فتيل الحرب المدمرة الدائرة في قطاع غزة.
وقال في أغسطس آب الماضي، بينما كان يحث الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل على حمل السلاح وسط تصاعد أعمال العنف، "باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت".
ويأتي مقتله في لحظة حاسمة بالنسبة للحركة، إذ تحاول إسرائيل القضاء عليها عقب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي اجتاح فيه مقاتلون من الحركة الحدود مما أدى بحسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
تتهم إسرائيل العاروري منذ فترة طويلة بشن هجمات دامية على مواطنيها، لكن مسؤولا في حماس قال إنه كان أيضا "في قلب المفاوضات" المتعلقة بنتائج حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن الذي تتوسط فيه قطر ومصر.
وقال مارك ريجيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أيا كان الفاعل فإنه ينبغي توضيح أنه لم يكن هجوما على دولة لبنان... من فعل ذلك يوجه ضربة دقيقة لقيادة حماس". ولا تؤكد إسرائيل عادة أو تنفي مسؤوليتها عن مثل هذه الهجمات.
وعلى الرغم من أنه أقل نفوذا من قادة حماس في غزة، كان يُنظر إلى العاروري على أنه شخصية رئيسية في الحركة، إذ أنه كان العقل المدبر لعملياتها في الضفة الغربية من المنفى في سوريا وتركيا وقطر وأخيرا لبنان بعد فترات طويلة في السجون الإسرائيلية.
وباعتباره مسؤولا كبيرا بالحركة في لبنان، فقد لعب دورا مهما في تعزيز علاقات حماس مع جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، ومن خلالها مع إيران، الداعم الرئيسي للحركة والجماعة.
والتقى العاروري عدة مرات مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وكذلك مع مسؤولين إيرانيين في لبنان. وقالت مصادر في حماس إنه عمل معهم لتنسيق المواقف بشأن الصراع في غزة.
وأكدت حماس اغتياله ونعاه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، وقال إن الحركة "لن تُهزم أبدا، وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين".
وتعهدت حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة متحالفة مع حماس، على الانتقام لمقتله في بيان يوم الثلاثاء قائلة إن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب.
عُرف العاروري داخل حماس بأنه من أبرز المدافعين عن المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة وتمتع بعلاقات جيدة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولها نفوذ كبير في الضفة الغربية.
وحماس وفتح على خلاف منذ سنوات وخاضتا حربا أهلية قصيرة في 2007 عندما استولت حماس على السلطة في غزة، غير أن الحركتين المتنافستين تجريان مفاوضات بشكل دوري.
لكن عندما يتعلق الأمر بالصراع مع إسرائيل، كان يُنظر إلى العاروري على أنه متشدد. وكان قد ساعد في تأسيس الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، واتهمته إسرائيل بتدبير هجمات أسقطت قتلى على مر السنين.
وتقول إسرائيل إنه كان وراء خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية في 2014، وهو العمل الذي أدى إلى هجوم إسرائيلي على غزة استمر لسبعة أسابيع مما أودى بحياة 2100 فلسطيني.
مع استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية وتوسع المستوطنات اليهودية وعدم وجود بصيص أمل في إقامة الدولة الفلسطينية، قال العاروري إنه "لا يوجد خيار آخر" سوى الانخراط فيما سماه المقاومة الشاملة.
وكان أحد كبار مسؤولي حماس الذين يقفون وراء التوسع القوي للجماعة في الضفة الغربية حيث نفذ مسلحوها سلسلة من الهجمات على المستوطنين الإسرائيليين على مدى 18 شهرا مضت.
ووقعت عدة حوادث إطلاق نار العام الماضي بعد وقت قصير من توجيه العاروري تهديدات لإسرائيل أذاعها التلفزيون.
ومع وجود قادة الحركة في غزة يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى في مخبأ عميق، شارك العاروري عن كثب في المفاوضات المتعلقة بالحرب. وقال في ديسمبر كانون الأول إنه لن يُطلق سراح المزيد من الرهائن حتى يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار.
وبصفته عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس تحت قيادة رئيسه والزعيم العام للحركة إسماعيل هنية، كان العاروري معتادا على الحوار، حتى ولو بشكل غير مباشر، مع أعدائه الإسرائيليين.
وبعد قليل من إطلاق سراحه من السجن في 2011، كان العاروري أحد مفاوضي حماس المشاركين في صفقة تبادل المحتجزين مع إسرائيل والتي تأمل الحركة تكرارها، بعد الحرب الحالية، من خلال مبادلة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين بالرهائن الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ولد العاروري بالقرب من رام الله في الضفة الغربية عام 1966، وكان من أوائل المنضمين للحركة عندما تشكلت عام 1987 عندما أطلق الفلسطينيون شرارة انتفاضتهم الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وسجن عام 1992، أي قبل عام واحد من موافقة قيادة فتح على اتفاقات أوسلو، والتي قبلت فيها بوجود إسرائيل وتخلت عن الكفاح المسلح من أجل الدفع باتجاه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
ورفضت حماس هذا النهج. وعندما أُطلق سراح العاروري في عام 2007، سرعان ما عاد إلى النضال. وسُجن مرة أخرى حتى عام 2010 عندما أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإبعاده.
وأمضى العاروري ثلاث سنوات في سوريا قبل أن ينتقل إلى تركيا إلى أن ضغطت إسرائيل على أنقرة لحمله على المغادرة في 2015. وأقام منذ ذلك الحين في قطر ولبنان، وعمل من مكتب حماس في ضاحية بيروت الجنوبية حتى الضربة المفاجئة يوم الثلاثاء.