تطورات العملية السياسية في العراق على ضوء خطاب المرجعية في ملتقى النبأ الاسبوعي

حيدر الاجودي

2015-10-04 05:27

على خلفية تصاعد الخطاب الديني السياسي الذي تتبناه المرجعية الدينية على لسان معتمدها في كربلاء المقدسة خلال خطبة الجمعة التي تقام في الصحن الحسيني المقدس، ناقش مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية ورقة في ملتقى النبأ الأسبوعي الذي يعقد في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، وطرح خلالها (مستقبل معركة الاصلاحات في العراق والقادم من الايام)، بمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين والاعلاميين، وقد ادار الجلسة الفكرية مدير المركز الباحث عدنان الصالحي.

حيث تطرق مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية عدنان الصالحي الى ادارة الدولة العراقية في الوضع الراهن وما تميز هذه الادارة عن سابقتها في الحكومات المتعاقبة عليها، محاولا تسليط الضوء على المرجعية الدينية وما تقوم به من دور بارز في قيادة الشارع العراقي وتشجيعها على التظاهرات الشعبية من اجل انقاذ البلد من مسلسل الفساد الإداري والمالي، والوقوف بوجه من يحاول عرقلة مسيرة التغيير والاصلاح من السياسيين الذين يريدون إيقاف هذه العجلة كونها ستخسرهم مواقعهم ومصالحهم وقد تطيح بهم الى الأبد ان لم تزج بهم في السجون.

هذا وقد اشار الصالحي الى ان خطب الجمعة التي تقام في الصحن الحسيني الشريف تحمل معاني التحذير من المماطلة في قضية الاصلاحات الحكومية والتشديد على الاسراع في هذه الاصلاحات والتركيز على ابعاد المفسدين عن دائرة صنع القرار من اجل حصد أفضل النتائج، مضيفا الى ان هناك تناغم مرجعي كبير في الحوزة العلمية في النجف الاشرف يؤكد على ضرورة الاستمرار في التظاهرات للحصول على المطالب المشروعة وتنفيذ حزمة الاصلاحات.

موضحا ان المرجعية الدينية تؤكد على قضية التغيير وضرورة اجراءه، بالمقابل هناك جهات سياسية ودينية لا ترغب بخطاب المرجعية الذي يطالب بالتغيير لأنه سيؤدي بهم الى طريق المحاكم وفتح ملفات الفساد التي لطالما قد اغلقت بسبب المحسوبية والمصالح الشخصية.

ثم طرح مدير الجلسة سؤالين على الحاضرين الذين شاركوا ملتقى النبأ الفكري الاسبوعي:

السؤال الاول: ماذا ينتظر العراق في قادم الايام؟

اشار الكاتب والاعلامي الدكتور لطيف القصاب الى ان الخطاب المرجعي في الفترة الاخيرة ركز على ضرورة الاستمرار في التظاهرات الشعبية، وان لا تكون مصداقا للأصوات التي تدعي ان التظاهرات بدأت بالتلاشي والانهيار، مضيفا الى ان وقود التظاهرات قد جدد على خلفية الخطاب المرجعي والتناغم الحاصل لباقي المراجع الدينيين.

واوضح مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات احمد جويد الى ان المرجعية الدينية اليوم تعيش وسط معركتين اساسيتين، الاولى معركة فتوى الجهاد الكفائي والمحافظة عليها وضرورة الانتصار فيها على تنظيم داعش الارهابي، اما المعركة الثانية والتي هي محور الحديث فتتمثل بالتغيير وتنفيذ الاصلاحات الحكومية السريعة وابعاد السراق والفاسدين عن سدة الحكم والقضاء.

معتقدا ان المرجعية الدينية وخلال خطابها الاخير بدأت تشعر بخيبة امل كبيرة تجاه شخص رئيس الوزراء العراقي، لمنحه تفويض مرجعي من قبلها ومن قبل الشعب في تنفيذ الاصلاحات الحكومية المزمع تنفيذها.

اما الدكتور حازم البارز فقد اعتقد ان هناك صراعات كبيرة بين ان تصل التظاهرات الى النضوج وممارسة الضغط الشعبي على الحكومة في تنفيذ الاصلاحات وبين مرحلة الخمول والتلاشي، مؤكدا على ان خطب الجمعة ارادت ان تثير الشارع العراقي بعد ان تعرض الى الخمول وتحاول الوصول به الى مرحلة النضوج والضغط على الحكومة بالوسائل القانونية لإبعاد شبح الفساد عن البلد.

فيما اشار الشيخ مرتضى معاش الى ان التظاهرات بدأت بفقدان وقودها وجاءت خطب الجمعة من اجل اعطاء الحافز والزخم الشعبي واعادة كثافة الجماهير الشعبية وحضورهم خلال التظاهرات، مضيفا بالقول ان خطب الجمعة تركز ايضا على الازمة المالية والتي من خلالها يمكن ان ترسم سياسة اي بلد، مؤكدا على تضمين خطب الجمعة بتحجيم الدور الإقليمي في العراق ودعم الدور المحلي وحل الازمات بعيدا عن التدخل الدولي.

اما الكاتب علي حسين فقد اوضح خلال مداخلته الى ان المرجعية عندما تصل الى مرحلة حاسمة وقوية ستكون هناك نقاط حساسة وحاسمة جدا وقد تكون هناك ثورة عارمة ضد الفساد، معتقدا ان هذا الموقف سيكون بعد محاولة انطفاء واخفات التظاهرات الشعبية، فلا يمكن للمرجعية ان تعلن حالة الانهزام لأنها صاحبة الموقف في الشارع العراقي.

واكد كمال عبيد على ان المرجعية هي اللاعب الرئيس والاساسي في الشارع العراقي، وهي المحافظة والمساندة على التظاهرات الشعبية منذ بداياتها وستبقى مستمرة على ديمومتها لقاعدتها الكبيرة، مضيفا ان مستقبل التظاهرات يسير باتجاهين، الاول هو الحصول على تنفيذ المطالب والحل السلمي، والآخر هو السير بالعراق نحو الفوضى وعدم الاستقرار بسبب المشادات الداخلية التي ربما ستكون بين الحكومة والمرجعيات الدينية.

السؤال الثاني: ما هو دور الامريكان في العراق فيما يخص التغيير المستقبلي؟

يعتقد الكاتب والاعلامي الدكتور لطيف القصاب ان الطبقة السياسية الموجودة الحالية هي ربيبة الولايات المتحدة، ولا يمكن للمربي ان يترك ربيبه وحيدا خلال الازمات، مشيرا الى ان امريكا مشروعها يتناغم مع وجود بعض الشخصيات السياسية الموجودة حاليا لتنفيذ مشروعها.

واوضح كمال عبيد على ان السياسة الامريكية تلعب دورا اساسيا في الملف العراقي وهذا واضح من خلال تدخلها في اختيار رئيس الوزراء على مدى تعاقب الحكومات العراقية.

اما الكاتب علي حسين فقد اعتقد ان دور الجانب الامريكي غير واضح وغير مباشر، فهم يقفون على التل وبيدهم خيوط التحريك السياسي على المستوى الاقليمي، مضيفا بالقول ان الامريكان يستثمرون الجوانب الايجابية التي تصب في صالحهم من اجل التمسك بها وجعلها سبيل للتدخل المباشر.

وتساءل احمد جويد عن ماهية المشروع الامريكي في العراق وكيفية التعامل معه، مؤكدا على ان الجانب الامريكي لا يتدخل في قضية التظاهرات وغيرها من الامور المحلية، فهم يتدخلون في القضايا الاقتصادية والامنية التي تخص مصالحهم وتخدم اجندتهم الفئوية.

اما الدكتور حازم البارز فقد اشار الى ان الموقف الامريكي هو موقف مراقب للوضع السياسي عموما في العراق، ولا تقف مع تظاهرات محلية مطالبة بإصلاحات حكومية.

وختم مدير الجلسة الفكرية عدنان الصالحي مطبخه الثقافي بشكره الى جميع الحاضرين والمشاركين معه على امل ان تكون هذه الجلسة الفكرية قد تناغمت وتلاقحت افكار جميع الحاضرين.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي