فلسطينيون يعيدون زرع أشجار اقتلعتها اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة
وكالات
2021-02-04 07:56
زرع نشطاء فلسطينيون، مئات الأشجار في محمية بشمال الضفة الغربية المحتلة غداة عملية إسرائيلية تم خلالها اقتلاع آلاف الأشجار بحجة انها قريبة من منطقة عسكرية، وأفاد مراسل فرانس برس أن عشرات الناشطين والعاملين في وزارة الزراعة الفلسطينية قاموا بزرع أشجار صغيرة في محمية خربة عينون بشرق محافظة طوباس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مدير وزارة الزراعة جعفر صلاحات في منطقة طوباس قوله "إن عدد الأشجار التي تمت زراعتها اليوم بلغ 500 شجرة وسيتم خلال الأيام المقبلة استكمال زراعة المنطقة بأكملها". بحسب فرانس برس.
وصرح معتز بشارات وهو ناشط فلسطيني مناهض للاستيطان الإسرائيلي لفرانس برس أن الجيش اقتلع الأربعاء نحو 10 آلاف شجرة وفقا للسلطات الفلسطينية "بحجة أن القطاع منطقة عسكرية مغلقة"، وردا على أسئلة فرانس برس اعلن مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية انه "أخلى منطقة رماية" كانت تجري فيها نشاطات "زراعية غير مشروعة"، وأضاف المكتب أن "هذه العملية نفذت طبقا لإجراءات السلطات المحلية وفقا للقانون المطبق في يهودا والسامرة"، الاسم الذي تطلقه اسرائيل على الضفة الغربية المحتلة.
وغالبا ما تشهد طوباس صدامات بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين أو الجيش الإسرائيلي الذي يهدم فيها أحيانا مساكن يعتبرها غير مشروعة، وأكد الناشط الفلسطيني خيري حنون الذي ينظم بانتظام تظاهرات ضد الاستيطان الإسرائيلي "أتينا هنا لنبعث رسالة إلى المحتل (الاسرائيلي) الذي يحاول طردنا من هذه الأرض". وأضاف "هذه الأشجار جذورنا وتاريخنا وارثنا وهويتنا".
ويقيم اليوم أكثر من 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات هي غير شرعية في نظر القانون الدولي، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، حيث يقطن 2,8 مليون فلسطيني.
أشجار الزيتون تحترق في الضفة
تمثل شجرة الزيتون رمزا ثقافيا وضرورة اقتصادية لكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكنها أصبحت أيضا نقطة محورية في الصراع المحتدم بينهم وبين المستوطنين الإسرائيليين على أرض يطالب كل منهما بأحقيته فيها، وأفاد تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 1000 شجرة يملكها مزارعون فلسطينيون أُحرقت أو أُتلفت في القطاع الذي تحتله إسرائيل منذ بدء موسم الحصاد قبل ثلاثة أسابيع. بحسب رويترز.
كما سجل تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 23 أكتوبر تشرين الأول 19 حادثة تخللتها اضطرابات "سببها أشخاص يُعتقد أو يُعرف عنهم أنهم مستوطنون إسرائيليون"، أُصيب فيها 23 مزارعا فلسطينيا.
ويشكك المستوطنون في صحة هذه الأرقام. ويرافق مراقبو السلام في السنوات العادية المزارعين من أجل حماية المحصول. لكن جائحة فيروس كورونا زادت الأمر صعوبة، وما زال بعض النشطاء الإسرائيليين ينتشرون في هذه المناطق. وقال أحدهم ويدعى، جاي بوتافيا، "في ظل كوفيد-19، قدوم الأجانب مستحيل، وصعوبته كبيرة بالنسبة للإسرائيليين".
ويقول مزارعو الزيتون في المناطق القريبة من بعض المستوطنات الإسرائيلية إنهم يواجهون مشاكل في كل عام، وقال عدنان بركات رئيس مجلس قروي برقة قرب رام الله "عندما نحاول الوصول إلى حقولنا يقوم الجيش بحماية المستوطنين ويمنعنا من الوصول إلى الزيتون"، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المستوطنين الإسرائيليين في برقة "رشقوا الفلسطينيين الذين يقطفون ثمار الزيتون بالحجارة واعتدوا عليهم ثلاث مرات، مما أفضى إلى وقوع اشتباكات".
ودعا مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إسرائيل إلى ضمان سلامة المزارعين، وقال لمجلس الأمن يوم الاثنين "في كل عام، تتعرض قدرة الفلسطينيين على الحصاد للخطر بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى الحقول وبسبب الهجمات والتخويف"، وقال ييجال ديلموني رئيس مجلس المستوطنات "يشع"، وهو المنظمة الرئيسية للمستوطنين، إن معظم الاتهامات تأتي من مصادر "مشبوهة".
وأضاف "منذ سنوات طويلة حتى الآن ترتكب المنظمات المتطرفة... أعمالا استفزازية وتستغل موسم الحصاد للتحريض ضد المدنيين الإسرائيليين"، ومضى قائلا "أعيش هنا وأرى آلاف الفلسطينيين يقطفون زيتونهم كل يوم دون أي مشاكل".
يعيش حوالي 430 ألف مستوطن إسرائيلي وسط ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وتعرض المستوطنون أيضا لعمليات طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات نفذها فلسطينيون.
ويطالب الفلسطينيون بالضفة الغربية ضمن دولة مستقبلية لهم. لكن إسرائيل تتذرع باحتياجات أمنية وعلاقات تاريخية بالمنطقة.
تصاعدت التوترات هذا الصيف بسبب مخاوف الفلسطينيين من أن ينفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أُعيد انتخابه في الآونة الأخيرة، وعودا قدمها قبل الانتخابات بضم جزء من الضفة الغربية.
وفي قرية برقة في الأسبوع الماضي، شاهد صحفيو رويترز فلسطينيين وإسرائيليين في مواجهة بعضهم البعض. وتدخلت قوات الأمن الإسرائيلية وأطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على الفلسطينيين، الذين ردوا بإلقاء الحجارة.
واندلعت حرائق غابات وسط اشتباكات وإطلاق نار إسرائيلي، وامتدت الحرائق إلى أشجار الزيتون المجاورة، وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن كانت قد نسقت مع مالكي الأراضي لضمان قطاف آمن، لكن "مثيري الشغب" واجهوها بالحجارة.
وقال بيان للجيش "جرى التعرف على عدد قليل من محاولات الإحراق". وأضاف أن "القوات ردت باستخدام وسائل التفريق.. خلال الحادث اندلع حريق ولحقت أضرار ببعض الأشجار"، وقال الجيش إنه "لن يسمح باستخدام حصاد الزيتون لإلحاق الأذى بالمدنيين الإسرائيليين أو بقوات الأمن".
الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل صوت أحرقت أشجار الزيتون
قال مسؤول فلسطيني إن الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل صوت وقنابل غاز مسيل للدموع أحرقت أشجار الزيتون على تلة شمال غربي قرية برقة في الضفة الغربية بينما كان المزارعون الفلسطينيون يحاولون الوصول إليها لقطف ثمارها مع بدء موسم الحصاد.
وقال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال مشاركته المزارعين في محاولة الوصول إلى أراضيهم "جيش الاحتلال أشعل مجموعة من الحرائق في محاولة للسيطرة على الموقف بعد أن فشل في منع المزارعين والمتطوعين في الوصول إلى حقولهم". بحسب رويترز.
وكان عشرات المزارعين ومعهم عدد من المتطوعين والنشطاء يحاولون الوصول إلى أشجار الزيتون القريبة من بؤرة استيطانية مقامة منذ عام 2002 على أراضي قرية برقة، وقال عساف "جيش الاحتلال يريد أن يقتلع وجودنا هنا عبر النيران ولكننا نقول إننا سنبقى ندافع عن أرضنا"، ولم يجب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على طلب من رويترز للتعقيب على الأحداث التي شهدتها قرية برقة، وساعدت الرياح والأعشاب الجافة في سرعة انتشار النيران التي حاول المزارعون إخمادها بأيديهم.
وقال عدنان بركات رئيس مجلس قروي برقة لرويترز خلال مشاركته المزارعين في محاولة الوصول إلى أراضيهم "عندما نحاول الوصول إلى حقولنا يقوم الجيش بحماية المستوطنين ويمنعنا من الوصول إلى الزيتون".
وأضاف مشيرا إلى خيمة وضعها المستوطنون على تلة "هذه البؤرة الاستيطانية أقيمت منذ 18 عاما على أراضينا، وكل عام تحدث مشاكل ولكن هذا العام هو الأعنف لأنهم مستقوون بصفقة القرن"، ودعا بركات عبر مكبر صوت في مسجد بالقرية السكان إلى مساعدة بعضهم بعضا في قطف ثمار الزيتون.
ويمثل موسم قطف الزيتون، الذي يبدأ سنويا في شهر أكتوبر تشرين الأول، عرسا وطنيا عند الفلسطينيين الذين يفتخرون بجودة إنتاجهم من زيت الزيتون، وعمل عدد من النشطاء على إحياء التراث الفلسطيني من خلال تشكيل مجموعة تحت اسم (فزعة)، أي الهب للمساعدة، من أجل معاونة المزارعين في قطف ثمار الزيتون كما كان يحدث قبل عشرات السنين.
وقال محمد الخطيب الناشط الشبابي وأحد القائمين على فكرة إعادة إحياء العمل التطوعي "فزعة مجموعة شبابية فكرتها سهلة وبسيطة من التراث الوطني الفلسطيني، لما الواحد يكون في ضائقة يطلب من الناس فزعة.. واحنا بنلبي هذه الفزعة".
وأوضح الخطيب أن (فزعة)، التي تضم حوالي 200 متطوع مقسمين إلى مجموعات تضم بين 40 و50 فردا، تحاول إلى جانب مساعدة المزارعين في جني الثمار توفير الحماية لهم من هجمات المستوطنين.
قال "منذ السابع من الشهر الجاري حصل 15 اعتداء، تم الاعتداء على المجموعة من قبل المستوطنين والجيش في دير استيا ونعلين وفي برقة مرتين وحدثت إصابات بين المزارعين والنشطاء من مجموعة فزعة"، وتقدر عدد أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية بحوالي 11 مليون شجرة يعود عمر عدد منها لآلاف السنين.
وتنتج الأراضي الفلسطينية زيت الزيتون بمعدل نحو 40 طنا سنويا عادة، يستهلك السوق المحلي معظمه ويجري تصدير قسم منه إلى الأسواق الخارجية، وقال وزير الزراعة رياض عطاري على صفحة وزارة الزراعة "هذا الموسم إنتاجه سيكون نصف إنتاج العام الماضي، حيث كان لدينا العام الماضي 40 ألف طن ونتوقع أن يكون إنتاج هذا العام بين 15-20 ألف طن"، وأضاف "ولكن لدينا من العام الماضي نحو 10 آلاف طن لذلك سيكون السعر هذا العام عادلا للجميع".