دور القنوات الفضائية في نشر النهضة الحسينية

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

شبكة النبأ

2015-11-05 03:49

الأهداف السامية للنهضة الحسينية، ينبغي أن تصل الى أبعد نقط في الأرض، وهذه هي مهمة المسلمين عموما، والشيعة في المقدمة منهم مسؤولية وعملا وتنظيما لتحقيق هذا الهدف العظيم، لأن الفكر الحسيني بما ينطوي عليه من مضامين انسانية ودينية واخلاقية، يقدم نصائح مثلى للانسان، لدرجة أنه لا حجة لديه بعد ذلك، اذا لم يستفد من هذا النبع الفكري الخالد، ولا حجة له لو انه انحرف او تخلف عن استثمار هذا الفكر في حياته.

لذلك يجب أن تلقى الحجة على المسلمين جميعا بإيصال الفكر الحسيني لهم، بل البشرية جمعاء ينبغي أن يصل إليها هذا الفكر، كي يعملو به، حتى يتحقق السلام والوئام العالمي فيما لو تم الالتزام بمضامينه والعمل بها، فهذه اذن مهمة شباب الشيعة وكبار السن ايضا، أما وسيلة التوصيل فهي تعد من وسائل الاعلام الحديثة التي ينبغي استخدامها على الوجه الأمثل، ونعني بها القنوات الفضائية التي صار بمقدورها نقل الافكار والاقوال والصور الى أبعد نقطة في العالم.

لذلك حتى نلقي الحجة على الآخرين علينا تأسيس قنوات فضائية تتسق مع نسبة أعداد الشيعة من بين سكان العالم، إذ يوجد في العالم أكثر من عشرين ألف قناة فضائية واذا تم تقسيمها على سكان الارض، تكون حصة الشيعة منها بحدود 1200 فضائية.

من هنا يطالب سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، بأن يكون للشيعة هذا العدد من القنوات الفضائية، حتى يكون بمقدورهم إلقاء الحجة على الجميع، بعد أن يتم توصيل صوت الحق والفضيلة والسلام ومنهج الحياة المستقرة المتطورة، وهذا الصوت يتمثل بأئمة أهل البيت عليهم السلام.

فقد قال سماحة المرجع الشيرازي في احدى كلماته التوجيهية للمسلمين حول هذا الموضوع: )هنالك طرق مختلفة لإتمام الحجّة على العالمين وإيصالها لهم، ومنها تأسيس القنوات الفضائية، فعبرها يمكن إيصال الأهداف السامية للنهضة الحسينية المقدّسة للناس كافّة(. ويضيف سماحته قائلا: (كما أن الآخرون يقومون بنشر وترويج أهدافهم السليمة والسقيمة عبر القنوات الفضائية، علينا نحن أن نستفيد من هذه الظاهرة الحديثة أيضاً، في نشر وتعريف أهداف الإمام الحسين صلوات الله عليه إلى العالمين).

قروض المصارف الإسلامية

قد يقدم بعض الاشخاص أعذارا حول عدم إمكانية تأسيس وتشييد هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية التي تعمل على بث الفكر الحسيني، وما خلّفه لنا أهل البيت عليهم السلام من سيرة تجعل من حياتنا أسهل وأفضل وأرقى بكثير فيما لو التزمنا بتلك الأفكار، فضلا عن الفوز الكبير بالدار الثانية، لذلك ينبغي أن يبذلك الجميع كل ما في وسعه لإكمال هذا الهدف، وعدم التعذّر بأسباب لا تصمد أما الوقائع وإصرار المؤمنين.

ولا شك أننا كشيعة من الشباب وغيرهم، مطالبون بالبحث عن الطرق الكثيرة التي نستطيع من خلالها توفير الأموال اللازمة لتأسيس القنوات الفضائية على نحو متزايد يوما بعد آخر، فهناك مثلا طريقة الحصول على قروض اسلامية ميسرة من دون فوائد، وهنالك من يقدمها، لكن لابد أن يكون هناك سعي حثيث في هذا المجال.

كما يدعو لذلك سماحة المرجع الشيرازي بقوله: (في عالم اليوم تقدّم ديون كثيرة للناس، وكما تستدينون لاحتياجاتكم الشخصية، يجدر بكم أن تستدينوا في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه لنشر وترويج الثقافة الحسينية، واعلموا أن الأجر مدّخر لكم في الآخرة لكل ما قمتم به للإمام الحسين صلوات الله عليه).

ان ترويج الثقافة الحسينية تستدعي بذل قصارى الجهود، بما في ذلك استدانة الاموال والحصول عليها لغرض تمويل الفضائيات بدءً من تأسيها وتشغيلها، وتوظيفها لبث وتوصيل افكار أئمة أهل البيت (ع) الى أبعد نقطة في العالم، وهذه بالضبط مسؤولية الشباب الشيعة، ولا يصح لهم أن يتوانوا أو يتأخروا عن انجاز هذا الهدف.

لأنهم مطالبون بتحقيق الرقم المذكور من القنوات الفضائية، ولذلك عليهم أن يخططوا ويعملوا منذ الآن وحتى نصل الى عاشوراء في السنة القادمة، لنجد أن جهودهم في تأسيس القنوات الفضائية قد أثمرت فعلا، وأن عدد الفضائيات وصل الى ما يتناسب مع نسبة الشيعة الى سكان العالم، عند ذاك يمكننا أن نطمئن الى أننا أنجزنا ما خططنا له وما نريده في هذا المجال.

ومن ثم السعي المتواصل لتوصيل النهضة الحسينية الى أرجاء المعمورة، كما يؤكد ذلك سماحة المرجع الشيرازي في قوله بكلمته المذكورة نفسها: (على شباب الشيعة كافّة، وفي المدة الزمنية لعاشوراء السنة القادمة، أن لا يتوانوا في هذا الأمر، أو أن لا يخطون خطوة في هذا المسير، أي في تأسيس قناة فضائية، حتى يصلّ عدد القنوات الشيعية المناسبة لنفوس الشيعة، إلى الحدّ المطلوب والمناسب لهم، أي (1200) قناة فضائية).

إدارة الفضائيات ودور الحوزات والجامعات

وحتما سوف تظهر تحديات كثيرة في هذا المجال، تتعلق بإدارة وتشغيل تلك الفضائيات، وهو أمر ينبغي التصدي له بجدارة من لدن الشباب الشيعة والكفاءات الفنية الكثيرة المتخصصة في هذا المجال، ولا شك أن الحوزات العلمية والمؤسسات الجامعية الشيعية سوف يكون لها قصب السبق في هذا المجال.

فإدارة الفضائيات ينبغي أن يقودها هؤلاء الشباب الفنيون المتدربون على العمل الفني كالاخراج والتصوير والاضاءة وما شابه، بالاضافة الى الجوانب الاخرى مثل إعداد البرامج وتقديمها بمضامين تبث النهضة الحسينية وتوصلها الى العالم على أفضل وجه، لذلك يجب الاستفادة من الاشخاص الموجودين في الجامعات والحوزات، لغرض الاستفادة من خبراتهم العملية في تشغيل الفضائيات وادارتها بصورة ناجحة ومثمرة.

كما اكد على ذلك سماحة المرجع الشيرازي في قوله: (أما بالنسبة لقضية الإدارة، فنحن لدينا في العالم، العشرات والعشرات من الحوزات العلمية الشيعية والجامعات الشيعية التي يدرس فيها الشباب الشيعة، وفيها الكثير من العلماء الشيعة. فيجب الاستفادة من الأشخاص الفاعلين في هذين المركزين المهمّين، ممن هو حريص ويحترق قلبه على الإسلام).

وهنالك هدف أساسي يقع في صلب مهماتنا واهدافنا، فثمة الكثير من أمم وشعوب العالم، بل هنالك الكثير من المسلمين، يلفهم الغموض حول الهدف الأساس الذي حدا بالامام الحسين عليه السلام التوجّه الى كربلاء، لكي تكون منطلقا فكريا وعمليا للحد من انحراف الطاغية الأموي يزيد، ومقارعة ظلمه، وتدمير كبريائه الفارغ، وإعادة هيبة الاسلام، وبث الروح الأصيلة في القيم الاسلامية التي سعى يزيد الى وأدها.

وقد انحرف يزيد بالاسلام عن الجادة الصواب التي بدأ بها الاسلام، عندما أعلن النبي (ص) رسالته على الملأ، وبدأ رحلة الاسلام الشاقة والطويلة لتصحيح الواقع المزري لمجتمع الجزيرة العربية، ولكن ما قام به يزيد المنحرف، أجهض كل شيء، الامر الذي جعل الامام الحسين يطلق صرخته المدوية ويعلن التصدي لهذا العمل المنكر من خلال الاصلاح.

كما نقرأ ذلك في قول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الأمر: (يجب أن نوصل للدنيا كلّها بأنه كان هدف الإمام الحسين صلوات الله عليه من الذهاب إلى كربلاء، هو ما بيّنه هو صلوات الله عليه، بقوله: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي محمّد وأبي علي بن أبي طالب»).

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي