هل جرَّبت التعامل مع شخص مزاجي؟

عزيز ملا هذال

2025-11-19 04:04

جميعنا تعاملنا في حياتنا مع إنسان مُتقلِّب السلوك في وقت قصير، فتارة تجده جديًّا إلى حد كبير، وتارة تجده متساهلًا وغير جدي إلى حد كبير، وتارة تجده ضاحكًا ومازحًا، وبعد دقائق تجده غاضبًا ومُتذمِّرًا. وهذا الانتقال من حالة إلى أخرى يُعرَف بالمزاجية. فما هي صفات الإنسان المزاجي؟ وما هي أسباب المزاجية؟ وماذا يجب أن يكون حيال هذا الأمر؟

تُعرَّف الشخصية المزاجية على أنها الشخصية الإنسانية التي تتغير بسرعة في المشاعر والعواطف، مما يؤثر على حالتهم النفسية وشعورهم تجاه أنفسهم ومن حولهم، مما يُحدِث تغيرًا سريعًا في المواقف والسلوكيات.

تقلب المزاج أصبح واحدًا من الأعراض الشائعة للقلق الذي يواجهه العديد من الأشخاص في الوقت الحالي، وإذا كان لديك شخصية مزاجية، فإن الأمور تصبح أصعب بكثير، مثل الحفاظ على عمل، بناء صداقات جديدة، وحتى الاستمرار في الحفاظ على العلاقات الحالية مع العائلة والأصدقاء.

كما أن الإنسان المزاجي يكون الآخرون منه في حَذَر شديد، وبالتالي لا يفضلون مجاملته أو حتى المزاح معه أو مناقشته؛ لكونه لا يتحكم بمسارات شخصيته، فهو يتصرف وفق ما تمليه عليه الدوافع النفسية التي تدفعه للقيام بهذه السلوكية أو تلك، وبالتالي هو شخص غير مُحبَّذ في التعاملات الإنسانية، وإن أُجبِرنا على التعامل معه، فالتعامل يكون محدودًا جدًا وعلى مستوى عالٍ من الحذر.

وقد يتمكن بعض الأشخاص من التعرف على العوامل التي تؤثر في مزاجهم، ولكن من الطبيعي أن تحدث تغييرات مزاجية دون سبب واضح. كذلك يمكن أن يواجه البعض تغيرات في مشاعرهم وحالتهم النفسية بسبب بعض الاضطرابات والمشاكل النفسية.

ما هي سمات الإنسان المزاجي؟

يتصف الإنسان المزاجي بعدة صفات من أهمها:

أول ما يتصف به صاحب الشخصية المزاجية أنه أقل صبرًا من غيرهم من الناس الأسوياء، وهو غير متسامح ويشعر بالقلق سريعًا حينما لا تسير الأمور وفقًا لمخططاته، فيبدو مُنزعجًا لأبسط الأسباب التي يمكن تلافيها بدون الظهور بمظهر المتذمر دائمًا.

كما يتصف المزاجي بكونه إنسانًا يصعب عليه قبول النقد، فإذا أخبرت شخصًا مزاجيًا أنه يقوم بشيء خاطئ، فمن المحتمل ألا يتقبل ملاحظتك بصورة جيدة، وسيشعر بالانزعاج الشديد ويعتقد أنه دائمًا تحت النقد وأن الآخرين يهاجمونه بصورة مقصودة ومُتعمَّدة.

ويتخذ الإنسان صاحب الشخصية المزاجية قرارات مندَفعة وسريعة طوال الوقت، ثم ما يلبث أن يشعر بالندم تجاه قراره، وفي غالب الأحيان نجد أنه لا يفكر عميقًا قبل اتخاذ قرار مهم أو مصيري.

ويتصف صاحب الشخصية المزاجية بأنه يُفكر كثيرًا، ولهذا السبب يتقلب مزاجه ويتغير باستمرار، مما يؤدي إلى إساءة الحُكم عليه في الغالب من قِبل أولئك الذين لا يعرفونه معرفة جيدة.

لماذا يصبح الإنسان مزاجيًا؟

لعدة أسباب يصبح الإنسان مزاجيًا من أهمها ما يلي:

قد يصبح الإنسان مزاجيًا بسبب سوء الحالة الصحية التي تؤثر عليه، وهذا شيء يمكن فهمه والتعامل معه، فكيف يمكنك أن تشعر بالسعادة والراحة عندما تعاني من الحُمّى، أو تشعر بانسداد في أنفك، أو تعاني من آلام قوية في جزء من جسمك؟ حتمًا سيتأثر المزاج بالوضع الصحي.

كما أن قلة النوم تؤثر على جسد الإنسان، حيث تؤثر على هرموناتك ومستويات المواد الكيميائية في عقله فتعطِّل تركيزه وتجعل من الصعب عليه تحديد ما هو مهم وما هو غير ذلك، مما قد يجعله يشعر أحيانًا بالغضب أو الحزن بسبب أمور لا تستحق الانزعاج.

كما أن الضغوط النفسية والإرهاق الجسدي وتحمل الإنسان لمسؤوليات كبيرة في حياته تجعله مُرهَقًا نفسيًا، وبالتالي لا يقوى على البقاء مستقرًا نفسيًا فيبدو مزاجيًا.

كيف نتعامل مع المزاجي؟

أول ما يجب الالتفات إليه هو مراعاة الحالة النفسية للمريض ومحاولة التغاضي عن مزاجيته؛ لكونه مُجبَرًا عليها وأنها مفروضة عليه. وحينها، يتعامل معه على كونه إنسانًا ليس طبيعيًا ولا يوجهه بغلظة أو سلوك خشن ممكن أن يؤذيه نفسيًا، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، على الإنسان أن يستقطع وقتًا كافيًا للنوم ووقتًا للراحة الجسمانية التي ينتج عنها الراحة النفسية. فعلى الإنسان مهما بلغ حجم مسؤولياته أن يرحم ذاته ولا يُرهقها، وبالتالي يجعل منها عُرضة للأمراض والعلل النفسية ومنها المزاجية. وبذا، يمكن أن يتم التعامل مع المزاجية وتخطيها.

ذات صلة

مركز المستقبل ناقش.. الانتخابات في العراق والاغتراب الوطنيقراءة في المخاطبات الحكومية: منظمات المجتمع المدني في العراق بين الحوكمة والقيودمن يقود الوعي الانتخابي؟كيف تهزم المعصية بخمس كلمات؟انتخابات غير عادية في العراق تتيح للولايات المتحدة فرصة غير عادية