ماذا يفعل الحزن في جسم الانسان؟
عزيز ملا هذال
2024-05-15 05:40
في حياتنا نتعرف على الكثير من البشر فمنهم الكئيب ومنهم المتفائل ومنهم المرح ومنهم الحزين على الدوام، فصحاب هذه الشخصية (الحزين) هو الذي سنضعه تحت مجهر علم النفس لنرى اسباب حزنه واثار ذلك الحزن على شخصيته وكيف يمكن ان نتخطى الاثار الحزينة التي تؤثر على حياة الانسان القابع تحت اثارها المزعجة.
يعرف الحزن في بعض الأحيان بأنه الشعور بعدم الرضى عمّا يحدث إما لمشاكل أو ظروف خارجة عن إرادة الإنسان تجعله تحت ضغط نفسي، فلا يشعر معه بالراحة ولا بالطمأنينة.
ويعرف الحزن بأنه ألم نفسي بمداد الشعور بالبؤس والعجز، وهو شبيه بالهم، الأسى، الكآبة، اليأس، وهذه المشاعر بالعادة هي مشاعر سلبية عندما يشعر بها الإنسان فأنها تخفض من مستواه سعادته وراحته النفسية مما يؤثر على اغلب العمليات العقلية والمعرفية وحتى الجسمانية للانسان.
يمر الانسان بحالات عديدة في حياته فيستجيب لها جميعاً كل حسب نوعها، ومن هذه الحالات التي يمر بها حالة الحزن التي تعد من المشاعر الطبيعية لدى الانسان والتي لا تمثل أي تهديد لصحته النفسية، لكن المخيف هو الافراط في الحزن الى الحد الذي يجعل منه اسلوب حياة وطريقة عيش ولها من طريقة عيش مؤذية ومدمرة للانسان وقواه النفسية.
دلالات وصفات الشخص الحزين في تحليل الشخصية
خبراء النفس يقولون ان الانسان الحزين تظهر عليه السمات والتي يمكن لاي انسان بموجبها ان الحكم على كونه حزين، وهذه السمات هي:
الحزين في العادة تختفي ابتسامته فترى الكدر يخيم عليه وحتى مع وجود موقف مضحك فأن لا يتفاعل معه مطلقاً او يتفاعل معه بقدر قليل لا يناسب الموقف، كما ان الفرد الحزين يصاب بالشرود الذهني وعدم التركيز فقد تجد حاضراً جسداً وغائباً روحاً وهذه اكبر دلائل الحزنوادلها على صاحبه.
يصاب الانسان بأضطراب النوم فقد لايقدر على النوم الا لساعات قليلة وبصورة غير منتظمة حتى في حالة كون مرهق ومحتاج الى النوم، كما انه تتأثر شهيته فيتوقف عن الطعام ويكتفي بما يبقيه على قيد الحياة فقط، والشخص الحزين سريع الغضب ويثار على مواقف بسيطة لا تحتاج الى كل هذه الاثارة، هذه العلامات وغيرها هي علامات الحزن في الانسان.
ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
الحزن هو الموقف الذي يعقب الصدمة او الفراق او غيرها من المؤديات اليه ويكون لفترة مؤقته او قصيرة وفي حالات تكون طويلة نسبياً وفي النهاية سيكون لها حد زمني، اما الاكتئاب فهو النتيجة التي تترتب على الحزن الطويل للانسان والذي يموجبه يعتزل الانسان المجتمع ويبدأ بجلد ذاته وتسيطر عليه افكار انتحارية علاوة على الميول العدوانية والرغبة في تناول المخدرات وغيرها من السلوكيات غير السوية.
تأثير الحزن على جسم الانسان
مثلما يعلم الكثير من الناس ان الاعتلالات النفسية وما ينتج من الالم النفسي ينعكس على اعضاء الجسم بالسلب وهو ما يؤثر على حياة الانسان بأكملها نتيجة لركونه الى العزلة والاحباط والاكتئاب والقلق وهذه المشاعر من شأنها ان تجعل من جسم الانسان خاوياً غير قادر على القيام بعلميته الحيوية فيؤثر الحزن على مسار حياة المرء إن استسلم له بالطبع، وصار واقعاً تحت تأثيره فيصبح ضعيفاً واهناً وهو ما يؤثر على حياته في كافة المجالات سيما الوضع الاقتصادي له.
كيف نتعامل مع الحزن؟
على الانسان اذا اراد ان يتخطى الحزن عليه ان يتعامل معه بكونه سمة اساسية من سمات الانسان التي يتعرض لها الجميع وان الله يعرضه لمواقف الحزن والالم ليختبر صبره وقدرته على مواجهة الصعاب وليختبر ايمانه به والابتعاد عن الجزع الذي يدمر الانسان، وحين يؤمن الانسان بحقيقة صوابية تقديرات الله سيساعده ذلك على الصبر والتخطي.