كيف نواجه الاستفزاز؟
عزيز ملا هذال
2022-11-26 07:37
في كلماتهم وفي حركات اجسادهم يحاول بعض الناس استفزاز اناس معهم في المحيط الاجتماعي الى الحد الذي يجعل الانسان المستفز يخرج من قالبه الطبيعي صوب قالب اخر لم يعتاد الاخرين على رؤيته فيه، فيفقد صوابه ولا يستطع بعدها السيطرة على نفسه الأمر الذي يجعله يتحول في غمضة عين من ضحية إلى جاني مرغم على دفع ثمن أفعاله التي لم تكن في الحسبان وفي النهاية يتجاوز جميع الحدود التي من شأنها أن تخلق بينه وبين الآخر نقطة فاصلة.
يعرف علم النفس ايضاً الاستفزاز على انه "الحث أو التحريض الذي يؤدي إلى الغضب، وهو شعور انساني يعبر عن تصرف معين غير مقبول، وهو انحراف في السلوك الإنساني عن مساره نتيجة تعرضه لضغط سلوك آخر مثير.
والشخصية المستفزة في علم النفس هي "تلك الشخصية التي تضغط على الشخص الذي يتحدث معها بصورة استفزازية حتى تخرجه عن شعوره الطبيعي وتعمل على وإثارة غضبه بحركة أو أسلوب تجعله يشعر أنه غير مرتاح"، والمجتمع يعج بالكثير من هذه الشخصيات فما ان تحط رحالك في مكان عمل او دراسة حتى تجد من هذه النماذج المثيرة للجدل.
المختصون في علم النفس يصفون الانسان الذي يمارس الاستفزاز بأنه شخص فاقد للأهلية الطبيعية يعاني من امراض وعقد نفسية لكون سلوكه غير سوي ويحتاج الى برنامج علاجي لتعديل سلوكه بشكل كامل والاستفزاز المتكرر سيما إذا كان السلوك ليس عبارة عن موقف عابر بل سلوك متعاد ومستمر.
طرق الاستفزاز
عدة طرق خبيثة يستخدمها المستفزون للنجاح في استفزازهم ومن هذه الطرق طرح سؤال يبدو الغرض الظاهري منه استعلام، لكن الحقيقة ان من وراه غاية الاستفزاز، على سبيل المثال قد يسألك أحدهم الذي يتمنى الوصول الى مرتبتك الأكاديمية عن حصولك على فرصة عمل بشهادتك؟، وهو بذلك يريد التبرير لنفسه بأن الشهادة لا تنفع محاولاً اقناع نفسه بذلك.
ومن الطرق الاخرى التي يستخدمها المُستفزون انهم يقمون بمدحك لكن بأسلوب بطابع السخرية من منجزك وشهادتك وعملك مع ابتسامة صفراء خبيثة، وكل الغاية هو الانتقاص منك، ولعل هذا النوع من الاستفزاز تعرض له الكثير منا في مراحل حياته المختلفة وفي امكان مختلفة.
الاسباب
ثمة اسباب نفسية تجعل من الانسان شخصية مستفزة للآخرين اهمها:
ينتج الاستفزاز عدم إشباع رغبة معينة تتجسد على هيئة حسد على منزلة علمية او مكانة عمل وصلت اليها فيحاول استفزازك لكي يستدرجك ويظهرك بمظهر غير اللائق، وقد يكون الاستفزاز تعبير ورد فعل عن الحرمان من العطف والحنان والرعاية والحاجات الأساسية فإن شعور المراهق بهذا الحرمان فيحاول التعويض عنه من خلال تصرفات وسلوكيات عدوانية قد تكون في بعض الأحيان لا شعورية قصد التعويض عن هذا النقص والحرمان الذي يعاني منه فيول لديه الغضب والانفعال والقلق مما يدفعه إلى سلك سلوكيات الاستفزاز.
اما السبب الثالث فهو كون الشخص المستفز غير واثق في نفسه تعصف به الحركات والكلمات حتى غير المقصودة فينتج منه سلوكاً عدوانياً كرد على الاخرين فيستخدم كلمات غير لائقة تستفز المقابل، ومن دواعي الاستفزاز هو عدم حب الخير للناس مما ينعكس على صورة تشويه رغم انه قد يأخذ طابع النصيحة او المزح.
هكذا نواجه الاستفزاز
اول ما يجب القيام به لمواجهة مرضى الاستفزاز هو ضبط انفعالاتنا والبقاء على درجة عالية من الثبات الانفعالي أمام الشخص المستفز لأنه هو يريد أن يوصلنا نقطة التصادم فمستمتع أكثر، التجاهل هو أسلوب فعال للتعامل مع الشخص الذي يستفزنا، أو يتبنى بعض الاستراتيجيات لاستفزازنا، ومضايقتنا، لأن هذا يجعل الشخص الاستفزازي يستفز في الفراغ، بعد فترة من الوقت سيتوقف الشخص الاستفزازي عن عادته لكونها غير ذات جدوى.
كما من الذكاء ان نتقبل الامر بأبتسامة ونتعامل معه بذكاء عاطفي ولا ندعه يسحبنا الى ساحته وبالتالي يفقدنا اتزاننا ويحقق مراده، واخيرا ً من المهم ان نقلل الوقت معهم ونحاول قدر الممكن أن نكون تفاعلاتنا معهم قصيرة، بهذه الاساليب نوقف الاستفزاز ولا نقع في حبائله.