الاتفاق السيء يفاقم من صعوبات في المباحثات مع إيران

وكالات

2015-03-30 11:15

أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين أنه لا تزال ثمة "صعوبات" تعترض المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أن المحادثات ستتواصل ليلا في لوزان في محاولة لبلوغ اتفاق ضمن مهلة 31 آذار/مارس.

وصرح كيري لقناة سي أن أن "لا يزال هناك نقاط صعبة. نبذل جهدا كبيرا لحلها، سنعمل في وقت متأخر ليلا وغدا بهدف التوصل إلى شيء ما"، مضيفا أن "الجميع يعلمون ماذا يعني الغد"، أي الثلاثاء يوم انتهاء المهلة.

من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف أن "الوقت حان فعلا لاتخاذ القرارات" للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. لكن هارف أكدت أن واشنطن لا تريد "التسرع للتوصل إلى اتفاق سيء" مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة 31 آذار/مارس. وقالت هارف "لا أريد أن استبق ما ستكون عليه النتيجة" وذلك ردا على سؤال عما سيحصل في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف ليل الثلاثاء. بحسب فرانس برس

وأضافت أن الولايات المتحدة ستضطر لاستطلاع كل الخيارات "بدقة" في حال كهذه. وبقي وزراء الخارجية الأمريكي والفرنسي والبريطاني والألماني والصيني في لوزان، في حين غادرها نظيرهم الروسي سيرغي لافروف موضحا أنه سيعود الثلاثاء في حال برزت فرصة فعلية لبلوغ اتفاق.

المحادثات لا تزال عالقة حول ثلاث مسائل اساسية

من جهته اعلن دبلوماسي غربي الاثنين ان المفاوضات حول الملف النووي الايراني لا تزال عالقة حول ثلاث مسائل اساسية هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة والية التحقق من احترام الالتزامات.

وتابع الدبلوماسي "لن يتم التوصل الى اتفاق ما لم نجد اجوبة لهذه الاسئلة. ولا بد في وقت ما من ان نقول نعم او لا"، في حين يفترض ان تتوصل الدول الكبرى وايران الى اتفاق بحلول الثلاثاء.

وفي ما يتعلق بمدة الاتفاق، تريد الدول الكبرى اطارا صارما لمراقبة النشاطات النووية الايرانية طيلة 15 سنة على الاقل الا ان ايران لا تريد الالتزام لاكثر من عشر سنوات، بحسب المصدر نفسه.

ولا تزال مسالة رفع عقوبات الامم المتحدة نقطة خلاف كبيرة منذ بدء المحادثات. ايران تريد ان يتم الغاؤها فور توقيع الاتفاق الا ان القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الامن الدولي منذ 2006.

وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فان بعض دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) تريد الية تتيح اعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت ايران التزاماتها، كما افاد المصدر نفسه.

وتابع المصدر ان "التوصل الى اتفاق يبقى رهن هذه النقاط الى حد كبير. ولا يمكن التوصل الى اتفاق ما لم نجد اجوبة على هذه الاسئلة".

واعتبر الدبلوماسي ان "التوجهات ستتحدد الان"، وذلك في اشارة الى مهلة 31 اذار/مارس للتوصل الى اتفاق.

ومع ان الدبلوماسي لم يستبعد متابعة المفاوضات في حال الفشل بحلول الثلاثاء، الا انه اعتبر ان "الظروف مؤاتية اليوم للتوصل الى اتفاق اكثر مما كانت عليه قبل ثلاثة اشهر".

وتابع "نحن امام وضع تاريخي"، فكل وزراء خارجية الدول المفاوضة حاضرون. "لقد عملنا كثيرا وسيكون من الصعب اكثر استئناف المحادثات" بعد 31 اذار/مارس، في اشارة الى الضغوط الداخلية في ايران وفي الولايات المتحدة.

نتانياهو يحذر من اتفاق في لوزان يرسخ افلات ايران

بدوره اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين ان التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني في لوزان من شانه ترسيخ افلات ايران من العقاب على "عدوانها" في اليمن، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وقال نتانياهو ان "الاتفاق الذي يلوح في الافق في لوزان يبعث برسالة مفادها ان من يرتكب العدوان لا يدفع الثمن،بل على العكس ينال تعويضا"، منتقدا القوى العظمى التي "تغض النظر" عن الدعم الايراني للمتمردين الشيعة الحوثيين في اليمن.

واضاف ان "الدول المعتدلة والمسؤولة في المنطقة، خصوصا اسرائيل ودول اخرى ايضا، ستكون الاولى التي ستعاني من عواقب هذا الاتفاق".

وبحسب نتانياهو فانه "من المستحيل ان نفهم لماذا عندما تواصل القوى المدعومة من ايران احتلال المزيد من الاراضي في اليمن،فانهم يغضون النظر في لوزان عن هذا العدوان.لكننا لن نغض النظر وسنواصل العمل ضد اي تهديد".

وكان نتانياهو ندد الاحد ب "محور ايران-لوزان-اليمن الخطير جدا" في مسعى منه لمنع احتمال توقيع اتفاق مبدئي حول البرنامج النووي الايراني قبل 31 اذار/مارس بين طهران والقوى الكبرى.

وتخوض القوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) وايران مفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق-اطار قبل المهلة المحددة لذلك في 31 اذار/مارس يضمن ان الجمهورية الاسلامية لن تصنع ابدا القنبلة الذرية مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية.

وتشتبه واشنطن وحلفاؤها بان برنامج ايران للطاقة النووية المدنية يخفي شقا عسكريا لامتلاك اسلحة ذرية وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية.

الاتفاق النووي قد يتسبب في حروب بالوكالة

وفي سياق متصل قال منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب يوم الاثنين إن الاتفاق النووي مع ايران قد يتسبب في حروب بالوكالة في الشرق الاوسط مع محاولة السنة التصدي لازدياد قوة وثروة ايران الشيعية.

وقال جيليه دو كيرشوف للبرلمان الأوروبي إن أحد الاسباب المهمة للارهاب هو "هذه الحرب بالوكالة من العالم السني الذي يشعر بأنه في موقف دفاعي نوعا ما بسبب صعود ايران." لحسب رويترز.

ولدى سؤاله عما إن كان الاتفاق لكبح الطموحات النووية لايران الذي يجري التفاوض بشأنه في سويسرا سيحدث أثرا رد قائلا "نعم بالطبع لأن ايران سيكون لديها المزيد من الأموال."

وأضاف "انه بلد متطور.. لديه رؤية.. وتزداد قوته في الشرق الأوسط.. ولهذا قد يوجد اغراء لدى البعض على الجانب السني لدعم جماعات متطرفة ليحاربوا إيران بالوكالة."

وتقود السعودية ذات الأغلبية السنية ضربات جوية في اليمن لمحاولة وقف تقدم مقاتلين حوثيين شيعة متحالفين مع طهران في أحدث جبهة في منافستها المتزايدة مع ايران على السلطة في المنطقة.

ويدور صراعهما بالوكالة في سوريا أيضا حيث تدعم طهران حكومة بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة السنة في أغلبهم. ويظهر ايضا في العراق حيث تقوم الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من ايران بدور كبير.

 

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي