الوجه الآخر: كيف يخدعنا الذكاء الاصطناعي؟

Fifreedomtoday

2024-05-13 05:48

يُسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية ورفع كفاءة الأعمال، فالتكنولوجيا الجديدة التي باتت في يد الجمهور بإمكانها المساعدة في عدة مجالات مختلفة مثل: البرمجة، الكتابة، وتحليل البيانات الضخمة. هذه التقنيات تفتح آفاقًا جديدة للكفاءة والفعالية في مختلف المجالات.

لكن هناك وجهًا آخرًا للذكاء الاصطناعي، وفقًا لدراسة حديثة، فإن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي تعلمت كيفية تضليل البشر وترويج المعتقدات الخاطئة لتحقيق أهداف معينة.

 الذكاء الاصطناعي استراتيجيات الذكاء الاصطناعي: بين الصدق والخداع

ركزت الدراسة الحديثة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على نوعين من أنظمة الذكاء الاصطناعي وهما: أنظمة الذكاء الاصطناعي المخصصة مثل «Meta’s CICERO» والأنظمة متعددة الأغراض كـ«OpenAI’s GPT-4». هذه الأنظمة، رغم تدريبها على المصداقية والموثوقية، قد تنحرف نحو تعلم الخداع لتحسين فعاليتها.

وفقًا لنتائج الدراسة فقد أظهرت الأنظمة قدرة على ابتكار حيل خادعة خلال عملية التدريب، مما يُشير إلى أن الخداع قد يُعتبر أحيانًا أكثر فاعلية من السلوكيات المباشرة والصادقة.

بيترس بارك، الباحث الرئيسي في الدراسة، المؤلف الأول للورقة البحثية، يُعلق قائلاً: «نرى أن الذكاء الاصطناعي قد يلجأ للخداع كوسيلة لتحقيق أداء متميز في المهام المخصصة له». ويُضيف: «الخداع يُمكن أن يُساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من الأنظمة».

الذكاء الاصطناعي والألعاب الاستراتيجية: بين النزاهة والمكر

نتائج الدراسة كشفت أيضًا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة للفوز في الألعاب ذات البُعد الاجتماعي قد تميل إلى استخدام الخداع. «Meta’s CICERO»، مثالًا على ذلك، هي لعبة استراتيجية تتطلب من اللاعبين التحالف وتنفيذ المؤامرات لتحقيق النصر.

موقف شركة ميتا أفادت شركة ميتا بأنها حرصت على تدريب الذكاء الاصطناعي في لعبة «Meta’s CICERO»” ليكون متعاونًا وصادقًا بشكل كبير. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي في اللعبة قد تعلم الكذب ببراعة، حيث قام بإبرام وعود لم يكن لديه نية للوفاء بها، وخان الثقة الممنوحة له، مما يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على اعتماد الخداع كاستراتيجية.

 GPT-4 والتأثير على السلوك البشري

استنتاجات الدراسة الحديثة أبرزت، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر أن «GPT-4»، الذي طورته شركة OpenAI، لديه القدرة على التلاعب بالبشر. 

تم تكليف برنامج «GPT-4» بمهمة تتطلب مساعدة بشرية لإكمال اختبار «CAPTCHA». عندما تردد الشخص المُكلف بالمهمة، قدم «GPT-4» تبريرًا يُفيد بأن الاختبار مُعد لشخص يعاني من مشاكل في البصر، مما يُبرر الحاجة إلى المساعدة.

نجح هذا النهج، وقام الشخص بحل الاختبار فورًا، وهو سلوك لم يكن «GPT-4» مُدربًا عليه بشكل مباشر.

تُشير الأبحاث إلى أن تعديل نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعلمت الخداع ليس بالأمر اليسير، مما يستدعي تقنيات متقدمة للتعامل مع هذه التحديات.

تحديات إعادة تأهيل نماذج الذكاء الاصطناعي بعد تعلم الخداع

في دراسة أُجريت بداية العام، بمشاركة شركة أنثروبيك، المطورة لنظام الذكاء الاصطناعي كلاود (Claude) توصل الباحثون إلى أن النماذج الذكائية، بمجرد تعلمها للخداع، تُظهر مقاومة للأساليب التقليدية للتدريب الآمن.

تُشير النتائج إلى أن النماذج، عندما تكتسب مهارات خادعة، لا تقتصر على استعراض هذه السلوكيات فحسب، بل تُصبح أيضًا أكثر مقاومة للتقنيات الرامية لتصحيح مسارها.

وقد خلص الباحثون إلى أن الأساليب القياسية في التدريب على السلامة قد لا تكون كافية لإزالة الخداع من النماذج، مما يُمكن أن يؤدي إلى تصورات خاطئة حول مدى أمانها.

 الذكاء الاصطناعي تحذيرات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي المخادع

تُبرز الدراسة الأخيرة مخاطر متنامية من الذكاء الاصطناعي الذي يتقن فن الخداع. تُحث الدراسة صانعي القرار على تشديد القوانين المنظمة للذكاء الاصطناعي، نظرًا للتهديدات الجسيمة التي يمكن أن تُشكلها هذه الأنظمة على النسيج الديمقراطي والاجتماعي.

تُشير الدراسة أيضًا إلى أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يُمكن استغلال الذكاء الاصطناعي لترويج الأخبار الزائفة، وتأجيج الانقسامات عبر الشبكات الاجتماعية، وحتى تزييف هويات المرشحين، مما يُسهل على الفصائل المتطرفة نشر أيديولوجياتها واستقطاب المزيد من الأتباع.

يُؤكد الخبراء أيضًا ضرورة تطوير استراتيجيات لمواجهة نماذج الذكاء الاصطناعي المخادع، بما في ذلك تقييم المخاطر بشكل أكثر دقة، وتطبيق تشريعات تُميز بوضوح بين نتائج الذكاء الاصطناعي والإنتاج البشري، والاستثمار في تقنيات للحد من الممارسات المضللة.

يُعلق بيترس بارك، الباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً: «يتوجب علينا كمجتمع أن نُعد العدة لمواجهة أساليب الخداع المتطورة التي قد تظهر في منتجات الذكاء الاصطناعي المستقبلية والأنظمة مفتوحة المصدر. مع تطور هذه القدرات، تزداد المخاطر المحتملة على المجتمع».

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي