في عالم الولادة.. من هم الأطفال المبتسرون ولماذا تزايد انجاب التوائم؟
إسراء علي الفتلاوي
2016-04-06 10:35
من الظواهر والحالات الصحية التي بدأت تنتشر في الدول الغربية المتقدمة، هي كثرة الولادات المزدوجة، او ولادة التوأم، ويعزى سبب ذلك الى اسباب عديدة، من أهمها تأخر سن الانجاب، حيث تنشغل المرأة عن الانجاب في مراحل مبكرة، وتبدأ تفكر بذلك في العقد الرابع فما فوق من عمرها، ومن اللافت للأمر أن معظم هذه الولادت لا تتم في المستشفيات الحكومية التي اخذت فيها الخدمات تهبط وتسوء مع مرور الوقت.
وهذا الأمر الذي يتعلق بتردي الخدمات تسبب باستياء النساء وتفضيل الولادة بعيد عن المستشفيات، كما أشارت الى ذلك نتائج دراسة حديثة إلى أن الولادة خارج المستشفيات صارت شائعة في الولايات المتحدة لاسيما بين النساء البيض حيث سجلت 60 ألف حالة من هذا النوع عام 2014. وقالت ماريان مكدومان المشرفة على الدراسة من مركز ماريلاند للبحوث السكانية بجامعة ماريلاند في كوليدج بارك "أتصور أن ذلك ينبئ عن استياء بعض النساء المتزايد من مستوى الخدمات بمستشفيات الولادة بالولايات المتحدة". وأضافت "يبدو أن من الصعب حاليا أن تخوض النساء الراغبات في الولادة الطبيعية مثل هذه التجربة بالمستشفيات حيث توجد حالة ولادة قيصرية بين كل ثلاث حالات ولادة".
وقد تطورت العمليات الجراحية على نحو لافت، حتى بات بالامكان زراعة رحم للمرأة كما اعلن عن ذلك في مستشفى "كليفلاند كلينيك" في اوهايو، حيث تم اجراء اول زرع لرحم في الولايات المتحدة لامرأة في سن 26 عاما خلال عملية استمرت تسع ساعات. وذكر المستشفى أن حالة المريضة التي لم تكشف هويتها "مستقرة". وأوضح في بيان ان هذا الرحم المزروع يأتي من واهبة متوفاة.
وهذا النوع من الولادات ادى الى مضاعفة ذلك في البلدان الغربية حيث اظهرت دراسة حديثة أن معدل ولادات التوائم سجل ارتفاعا يقارب الضعف في البلدان المتقدمة خلال اربعين عاما نتيجة تأخر سن الحمل وتقنيات المساعدة الطبية على الانجاب، وهي نسبة مقلقة اذ ان صحة هؤلاء الاطفال عادة ما تكون اكثر هشاشة من الاطفال الذين يولدون او يتم انجابهم بصورة طبيعية.
علما أن الولادات التي تتم عن طريق الاخصاب الصناعي، غالبا ما ترافقه مشاكل صحية بعضها عصيب، كما أشارت الى ذلك نتائج دراستين إلى ان النسوة اللائي يستخدمن تقنيات الاخصاب الصناعي وأساليب الانجاب الأخرى ربما يكنَّ أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من أورام معينة أو من تأخر النمو العقلي للنسل. وقال واضعو الدراستين اللتين نشرت نتائجهما في دورية طب الأطفال إن السبب وراء احتمالات حدوث هذه المضاعفات يرجع في المقام الأول الى تأخر سن الانجاب وعوامل صحية أخرى تدفع النسوة الى تجربة تقنيات الانجاب المساعدة.
تزايد ولادات التوائم في البلدان المتقدمة
في هذا السياق أيضا، اظهرت دراسة حديثة أن معدل ولادات التوائم سجل ارتفاعا يقارب الضعف في البلدان المتقدمة خلال اربعين عاما نتيجة تأخر سن الحمل وتقنيات المساعدة الطبية على الانجاب، وهي نسبة مقلقة اذ ان صحة هؤلاء الاطفال عادة ما تكون اكثر هشاشة. وقال الاستاذ في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي والباحث المساعد في المعهد الوطني للدراسات السكانية في فرنسا جيل بيزون "لقد راجعنا كل الاحصائيات الخاصة بالسجل المدني للبلدان التي تملك جداول مفصلة عن الولادات تميز الولادات الفردية عن تلك المتعلقة بالتوائم" من 1970 الى 2012/2013/2014 تبعا للبلدان.
وبعد 35 عاما، باتت عمليات الاباضة المتعددة البويضات اكثر انتشارا لدى النساء. في موازاة ذلك يلجأ عدد متزايد من الازواج الى تقنيات المساعدة على الاخصاب. ولاحظ بيزون وزميلاه الهولنديان كريستيان موندن (جامعة اكسفورد) وييرون سميتس (جامعة نايميخن الهولندية) أن اثر تقنيات المساعدة على الاخصاب اكبر بمعدل ثلاث مرات من ذاك العائد لتأخر سن الحمل في حصول هذه "الطفرة في ولادات التوائم"، وذلك بالاستناد الى قاعدة بيانات من 32 بلدا اكثريتها اوروبية، اضافة الى دول متقدمة اخرى بينها استراليا وكندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا. غير أن بيزون اشار الى ان "هذا المعدل يشمل تنوعا كبيرا من الحالات". وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "بوبوليشن اند ديفلبمنت" الاميركية بحسب فرانس برس.
فصل توأمين سياميين في سويسرا
في السياق ذاته فصلت شقيقتان توأمان سياميتان ملتصقتان عند مستوى الكبد والصدر عن بعضهما البعض بعد ثمانية ايام فقط على ولادتهما في سويسرا في اول عملية جراحية ناجحة في هذه السن. وقالت وسائل اعلام سويسرية ان فريقا مؤلفا من خمسة جراحين وممرضتين وستة اطباء تخدير اجروا العملية في كانون الاول/ديسمبر وقد استمرت خمس ساعات وهما اصغر توأمين سياميين يتم فصلهما على ما ذكرت "ماتان ديماشن" الاسبوعية.
وولدت الشقيقتان مايا وليديا في برن في الثاني من كانون الاول/ديسمبر قبل شهرين عن الموعد المتوقع لولادتهما مع شقيقة ثالثة تدعى كاميلا. وكانت الشقيقتان في وضع مستقر فرر الاطباء اجراء العملية لهما بعد اشهر قليلة. لكن بعد اسبوع على ولادتهما تدهورت صحتهما اذ ان احداهما كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم والثانية من هبوط فيه.
فقرر الاطباء اجراء العملية الجراحية لان هذه المشاكل خطرة جدا على اطفال بهذا الحجم اذ ان وزنهما لم يكن يتجاوز 1,1 كيلوغرام. واوضحت باربرا فيلدابر مديرة قسم جراحة الاطفال في كليات جنيف الطبية التي قادت فريق الجراحين في العاشر من كانون الاول/ديسمبر ان فصل الكبد كان صعبا خصوصا. وقالت للصحيفة "وفاة الطفلتين كانت واردة، الامر كان صعبا جدا. وساذكر هذه العملية طوال حياتي". وباتت الطفلتان في وضع ممتاز.
وتبقى ولادة توأم سياميين امرا استثنائيا وتشمل بمعدل وسطي حالة حمل واحدة من كل 200 الف. وغالبا ما يتوفى التوأم السياميون في الساعات الاولى التي تلى الولادة او يولدون موتى. وهم يأتون من بويضة واحدة تنفصل بشكل كامل في حالة التوأم الاصحاء وبشكل غير كامل في حالة السياميين بحسب فرانس برس.
تشوّه الأجنة واصابة الاطفال باللوكيميا
من ناحية اخرى أفادت نتائج دراستين إلى ان النسوة اللائي يستخدمن تقنيات الاخصاب الصناعي وأساليب الانجاب الأخرى ربما يكنَّ أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من أورام معينة أو من تأخر النمو العقلي للنسل. وقال واضعو الدراستين اللتين نشرت نتائجهما في دورية طب الأطفال إن السبب وراء احتمالات حدوث هذه المضاعفات يرجع في المقام الأول الى تأخر سن الانجاب وعوامل صحية أخرى تدفع النسوة الى تجربة تقنيات الانجاب المساعدة.
إلا ان الباحثين حذروا من ان هذه النتائج ليست نهائية ولا تمنع النسوة من محاولة الانجاب بالاستعانة بهذه التقنيات. وفي الدراسة الاولى استعان الباحثون بسجلات المواليد في النرويج خلال الفترة بين عامي 1984 و2011 وقارنوها بالبيانات الخاصة بالاصابة بالأورام. وتضمنت الدراسة أكثر من 1.6 مليون طفل منهم 26 ألفا ولدوا بالاستعانة بتقنيات الانجاب الصناعي.
وتضمنت تقنيات الانجاب بالوسائل الصناعية زيادة نسبتها 67 في المئة في الاصابة بسرطان الدم الى جانب زيادة بواقع اربعة أمثال للاصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. وتضمنت الدراسة الثانية سجلات أكثر من 330 ألف حالة ولادة بين عامي 2004 و2008 . وقالت هذه الدراسة إنه من اجل الحد من احتمالات حدوث مضاعفات اثناء الحمل يتعين الاقلاع عن التدخين وتعاطي الخمور والاقلال من التوتر والحفاظ على الوزن المناسب وتناول الغذاء السليم بحسب فرانس برس.
تزايد حالات الولادة خارج المستشفيات الأمريكية
في هذا السياق ايضا أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن الولادة خارج المستشفيات صارت شائعة في الولايات المتحدة لاسيما بين النساء البيض حيث سجلت 60 ألف حالة من هذا النوع عام 2014. وقالت ماريان مكدومان المشرفة على الدراسة من مركز ماريلاند للبحوث السكانية بجامعة ماريلاند في كوليدج بارك "أتصور أن ذلك ينبئ عن استياء بعض النساء المتزايد من مستوى الخدمات بمستشفيات الولادة بالولايات المتحدة". وأضافت "يبدو أن من الصعب حاليا أن تخوض النساء الراغبات في الولادة الطبيعية مثل هذه التجربة بالمستشفيات حيث توجد حالة ولادة قيصرية بين كل ثلاث حالات ولادة".
واستعانت مكدومان في البحث ببيانات من 47 ولاية إلى جانب العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة بين عامي 2004 و2014 للمقارنة بحالات الولادة بالمستشفيات وخارجها. وخلال تلك الفترة زادت نسبة الولادة خارج المستشفيات من أقل من واحد في المئة إلى 1.5 في المئة بالولايات المتحدة. وخلال عام 2014 تمت نحو 60 ألف حالة ولادة خارج المستشفيات منها 38 ألف حالة بالمنزل و18 ألف حالة في مراكز التوليد.
وقالت الدراسة إن 13 في المئة ممن أنجبن خارج المستشفيات يعانين من البدانة -بالمقارنة بنسبة 25 ممن ولدن بالمستشفيات- كما كُنَّ من غير المدخنات ومن خريجات الجامعة. ولم تتضمن الدراسة الحالية بيانات عن حالات وفيات للأمهات أو المواليد فيما تشير التقديرات إلى أن حالات الولادة خارج المستشفيات لم تشمل ولادة أطفال متوفين أو ولادة مبتسرين. ولا تتضمن الولادة خارج المستشفيات عادة تدخلا جراحيا مثل الولادة القيصرية كما كانت نسبة الرضا بين الأمهات عالية فيما تولت القابلة المدربة جيدا متابعة حالات الولادة العادية بصورة عامة مع إحالة الحالات الخطرة إلى المستشفيات بحسب رويترز.
اول عملية زرع رحم في الولايات المتحدة
في سياق مقارب اعلن مستشفى "كليفلاند كلينيك" في اوهايو اجراء اول زرع لرحم في الولايات المتحدة لامرأة في سن 26 عاما خلال عملية استمرت تسع ساعات. وذكر المستشفى أن حالة المريضة التي لم تكشف هويتها "مستقرة". وأوضح في بيان ان هذا الرحم المزروع يأتي من واهبة متوفاة من دون اعطاء تفاصيل اضافية، لافتا الى ان مؤتمرا صحافيا سيعقد في كليفلاند بمشاركة الفريق الطبي. وبدأ مستشفى "كليفلاند كلينيك" اختيار مرشحات للخضوع لعملية زرع رحم في نهاية سنة 2015 في اطار تجربة سريرية وافق عليها مجلس ادارة هذا المستشفى بهدف تقديم هذه الخدمة الى عشر نساء.
وجميع المرشحات لهذه العملية ولدن من دون رحم او خضعن لاستئصال هذا العضو ما يمنعهن من الانجاب. ويصيب هذا النوع المستعصي من العقم 3 الى 5 % من النساء حول العالم بحسب هذا المستشفى الاميركي. ويتعين على المريضات الانتظار لسنة اضافية قبل محاولة الحمل وذلك بانتظار الشفاء من اثار العملية وتعديل الاطباء لجرعات الادوية لمقاومة احتمال رفض العضو المزروع. وعملية الزرع هذه موقتة وينزع الرحم المزروع بعد ولادة طفل او اثنين لتجنيب النساء المعنيات مواصلة العلاج لتفادي رفض الجسم للعضو المزروع.
وكانت جامعة غوتنبرغ (يوتيبوري) السويدية أول جهة في العالم اجرت هذه العملية بنجاح سنة 2013، ما سمح لامرأة بانجاب طفل في ايلول/سبتمبر 2014 هو الأول من رحم مزروع. وأجرى الفريق السويدي في المجموع تسع عمليات زرع، ما سمح بحصول خمس حالات حمل واربع ولادات، على ما ذكر مستشفى "كليفلاند كلينيك" في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن احدى مشاكل عملية الزرع هذه تكمن خصوصا في رفض الرحم المزروع خلال فترة الحمل بحسب رويترز.
العلاقة بين الخلايا الجذعية والإجهاض المتكرر
ويقول باحثون إن نقص الخلايا الجذعية في بطانة الرحم تؤدي بآلاف النساء إلى معاناة الإجهاض المتكرر. وقال علماء بجامعة ووريك البريطانية إن بطانة الرحم لدى النساء اللائي يعانين الإجهاض المتكرر وخضعن للدراسة كان "معيبا بالفعل" قبل الحمل. ودرس الفريق عينات من أنسجة تبرعت بها 183 مريضة بمركز بحوث التخصيب في مدينة كوفنتري وسط انجلترا.
ويعتقد باحثون أن هذه "الانفراجة الرئيسية" قد تساعد الكثير من النساء. ويقول علماء إن واحدة من بين كل 100 إمرأة، يحاولن الحمل، تعاني من إجهاض متكرر، وهي الحالة التي تصف خسارة ثلاثة أو أكثر من الحمل المتوالي. وقال البروفيسور جان بروسينز:" أستطيع تخيل أنه سيكون بوسعنا تصحيح هذه العيوب قبل أن تحاول المريضة الحمل مجددا." وأضاف قائلا:" في الواقع قد تكون هذه هي الطريقة لنمنع فعلا الإجهاض الناجم عن هذه الحالات."
ووجد فريق البحث أنه من المرجح أن يكون نقص الخلايا الجذعية سبب شيخوخة بطانة الرحم مما يؤدي إلى الإجهاض في بعض الحالات. وتجدد البطانة نفسها في كل دورة، وتعتمد القدرة على التجديد على عدد الخلايا الجذعية الموجودة فيها. وقال البروفيسور بروسينز:" الخلايا التي تم الحصول عليها من نساء عانين من ثلاث حالات إجهاض متكرر أو أكثر أظهرت أن الخلايا المصابة بالشيخوخة في بطانة الرحم ليست لديها القدرة الكافية على الاستعداد لحدوث حمل."
"التركيز على أمرين" وتعتقد البروفيسور سيوبهان كوينبي، المشاركة في كتابة الدراسة، والتي درست حالات الإجهاض لمدة 20 عاما إن هذا العمل يمثل "انفراجة رئيسية" تقدم الأمل للمرضى. وقالت:" إن التحدي الراهن هو تطوير استراتيجيات لزيادة الخلايا الجذعية في بطانة الرحم." وأضافت قائلة إن فريق البحث سيبدأ قريبا تجربة وسائل تدخل جديدة لتحسين بطانة الرحم. وسيعمل الفريق على التركيز على "أمرين في نفس الدرجة من الأهمية" وهما تحسين وسائل فحص النساء اللائي يواجهن خطر الإجهاض المتكرر، فيما قد تساعد بعض العقاقير وتدخلات أخرى، مثل حك بطانة الرحم للمساعدة في الحمل المجهري، في زيادة عدد الخلايا الجذعية. وسينضم باحثو جامعة ووريك إلى مركز بحوث كبير معني بالإجهاض، والذي ستموله جمعية تومي الخيرية من إبريل/نيسان المقبل. زيادة الوزن أو البدانة عند الام تؤثر على وزن الجنين بحسب رويترز.
في السياق ذاته تواجه النساء اللواتي يعانين من وزن زائد أو من البدانة احتمالا مرتفعا في انجاب اطفال بوزن زائد، على ما جاء في دراسة نشرت في مجلة "جورنال أوف ذي أميريكن ميديكل أسوسييشن" (جاما). وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعتا إكستر وبريستول البريطانيتان أن الاحتمال عينه يواجه النساء اللواتي يعانين من نسبة سكر عالية في الدم أو من مرض السكري. أما ارتفاع ضغط الدم عند النساء، فهو قد يتسبب بنقص في وزن الجنين.
وقالت الطببية ريتشل فريذي من كلية الطب في جامعة إكستر المشرفة الرئيسية على هذه الدراسة أن "الوزن الزائد أو الناقص عند الجنين قد يشكل خطرا على صحته". وأشارت إلى أهمية تحديد المعالم الفيزيولوجية للأم التي قد تؤثر على وزن الجنين. وحلل الباحثون في إطار هذه الدراسة معلومات، مثل الوزن وضغط الدم ونسبة السكر في الدم، مجمعة من أكثر من 30 ألف امرأة بصحة جيدة وأطفالهن، وواردة في 18 دراسة. وأظهرت التحاليل أن مؤشر كتلة الجسم عند الأم الذي يفوق المعدل بأربع نقاط مرتبط بزيادة في الوزن عند الجنين معدلها 57 غراما.
كما أن نسبة السكر في الدم قبل تناول الطعام صباحا التي تتخطى 7,2 ميلغرامات/ديسيلتر تؤدي إلى زيادة وزن قدرها 113 غراما عند الولادة. وتبين أن ضغط الدم الانقباضي عند الأم الذي يكون أعلى من العادة بمعدل 10 ميلمترا زئبقيا مرتبط بانخفاض في وزن الجنين قدره 207 غرامات. واعتبر القيمون على الدراسة أن "العلاقات بين المواصفات البيولوجية المختلفة للأم ووزن الطفل عند الولادة مهمة جدا من الناحية السريرية". ودعوا الأمهات إلى الحفاظ على المستويات الطبيعية لضغط الدم ونسبة السكر خلال الحمل لضمان نمو سليم للجنين بحسب فرانس برس.
الكافيين يضاعف من خطر الاجهاض
وقد اظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في الولايات المتحدة وجود خطر اكبر للاجهاض التلقائي لدى النساء الحوامل او ازواجهن في حال كانوا يستهلكون اكثر من حصتين يوميا من المشروبات التي تحوي مادة الكافيين خلال الاسابيع التي تسبق بداية الحمل. وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "فرتيليتي اند ستيريليتي" في نسختها الالكترونية الى ان هذا الخطر يمتد بالمستوى نفسه خلال الاسابيع السبعة الاولى من الحمل.
مع ذلك فإن النساء اللواتي يتناولن مكملات غذائية غنية بالفيتامينات بوتيرة يومية قبل الحمل وفي مطلع فترة الحمل يواجهن خطرا اقل للاجهاض التلقائي، بحسب هؤلاء الباحثين من المعاهد الوطنية للصحة وجامعة ولاية اوهاويو. وحلل معدو الدراسة بيانات دراسة اجريت على المستوى الوطني في الولايات المتحدة بشأن الخصوبة والبيئة (تعرف اختصارا بدراسة "لايف") لتحليل الصلة بين الحمل ونوعية الحياة والمواد الكيميائية في البيئة.
وهذه الدراسة تناولت 501 ثنائي في ولايتي ميشيغن وتكساس بين سنتي 2005 و2009. وفي هذه الدراسة، قارن الباحثون عوامل عدة بينها التدخين وتناول مشروبات تحوي مادة الكافيين او مكملات غذائية غنية بالفيتامينات لدى 344 ثنائيا كانت المرأة فيها حاملا. وحددوا بالاستعانة باستبيانات الكميات التي يتناولها هؤلاء من الكافيين والمكملات الغذائية على مدى سبعة اسابيع قبل الحمل وخلال الاسابيع السبعة الاولى من الحمل. وتبعا لطريقة التقييم، يشير معدل اعلى من 1 الى خطر مطرد للاجهاض التلقائي للجنين خلال كل يوم حمل منذ تكوينه.
كذلك لفت الباحثون الى ان معدلا ادنى من 1 يؤشر الى تراجع في خطر الاجهاض التلقائي، لافتين الى ان دراستهم لا تحدد بدقة وجود علاقة سببية بين الأمرين وهذه النتائج تبقى في اطار الملاحظات. وقد سجلت 98 اجهاضا تلقائيا بين حالات الحمل الـ344 هذه اي ما نسبته 28 %. وأشار هؤلاء الباحثون الى ان خطر الاجهاض التلقائي يزيد بمعدل 1,74 مرة اذا ما كانت المرأة تتناول اكثر من حصتين من المشروبات المشتملة على مادة الكافيين يوميا في المعدل.
غير أن الخطر يكون مشابها (1,73) اذا ما كان الزوج يتناول الكميات نفسها من الكافيين، بحسب المعدة الرئيسية للدراسة جرمين باك لويس الباحثة في المعهد الوطني لصحة الطفل والنمو البشري التابع للمعاهد الوطنية للصحة. ولفتت الباحثة الى ان "تناول المشروبات التي تحوي مادة الكافيين لدى الرجل المشارك في عملية تكوين الجنين له صلة قوية بالاجهاض التلقائي مشابهة لتلك الموجودة لدى المرأة". كذلك خلص الباحثون الى ان خطر الاجهاض التلقائي يتراجع بنسبة 55 % لدى النساء اللواتي تناولن مكملات غذائية غنية بالفيتامينات بوتيرة يومية قبل الحمل.
من هم الأطفال الاكثر عرضة للتعثر في الدراسة والحياة؟
من جهتها أظهرت نتائج دراستين إنه على الرغم من أن ولادة أطفال مبتسرين لم تعد تمثل حكما بالموت عليهم كما كان الحال في الماضي بيد أن الكثيرين منهم يتعثرون في دراستهم ويواجهون مشاكل جمة في مراحل البلوغ. وركزت إحدى الدراستين على أكثر أفراد هذه المجموعة عرضة للمشاكل وهم من ولدوا بعد فترة حمل لم تستمر أكثر من 28 شهرا إذ اتضح أن أكثر من نصفهم واجه عجزا في القدرات المعرفية والإدراكية من معتدلة إلى شديدة وجاءت نتائج اختبارات التحصيل الدراسي لديهم دون المتوسط.
أما المجموعة الثانية فتضم من ولدوا قبل 32 أسبوعا من الحمل ممن يلاحظون خلال مراحل البلوغ وسن الرشد أنهم يختلفون عن أقرانهم -الذين ولدوا بعد فترات حمل مكتملة- في المشاكل الصحية التي أدت إلى تراجع جودة الحياة لديهم. وقالت مارجريت كيرن الباحثة بجامعة ملبورن والتي لم تشارك في الدراستين في رسالة بالبريد الالكتروني "فيما يتعلق بالمبتسرين ممن قضوا أقل فترة حمل فهناك عدة عوامل تجعلهم يواجهون عجزا وتراجعا في الأداء في مراحل الحياة اللاحقة. "فمن الوجهة البيولوجية هناك العديد من التطورات الرئيسية التي تحدث على مدار دورة الحياة وعندما تتوقف في وقت مبكر فإنها تزيد من المخاطر -إنها مثل الكعكة التي لم تنضج بعد فليس هناك متسع من الوقت لاكتمال الأمر من شتى وجوهه." وقالت "الأمر ينطوي على طائفة كبيرة من المسائل المرتبطة بالقضية منها ضآلة المعرفة والتعلم لدى الأب والأم ... وسوء التغذية والسلوك الصحي". وعقب الولادة مباشرة عادة ما يعاني الأطفال المبتسرون من صعوبة التنفس وهضم الطعام فيما يواجه البعض منهم تحديات على المدى الطويل منها ضعف حاستي السمع والبصر وتراجع المهارات الإدراكية علاوة على المشكلات الاجتماعية والسلوكية.
وقال جيل زويكر الباحث في أمراض الأطفال بجامعة كولومبيا البريطانية الذي لم يشارك في الدراستين إن الرعاية الطبية التي يتلقاها الأطفال لإنقاذ حياتهم في وحدات الرعاية المركزة لحديثي الولادة يمكن أن تتسبب في قصور في وظائف النمو. وقال "في هذا الوقت الذي ينمو فيه المخ بسرعة يتعرض هؤلاء الأطفال لإجراءات أثناء الرعاية الطبية مثل وخز الإبر في الكعبين لسحب الدم وإدخال أنابيب لمساعدتهم على التنفس والعقاقير وما إلى ذلك... يرتبط التعرض لمثل هذه الإجراءات القاسية بأعراض بطء نمو المخ وتراجع القدرات الإدراكية والمعرفية". بحسب فرانس برس.
وقال روبرت جوزيف كبير المشرفين على الدراسة –التي وردت في دورية طب الأطفال- ونتائجها الأكاديمية إن بعض الأدوية والإجراءات يمكن أن تطيل فترة الحمل لتجنب ولادة أطفال مبتسرين أو تتيح على الأقل إنجاب الأطفال قرب فترة الحمل الطبيعية مشيرا إلى أن الالتهابات قد تزيد من مخاطر المشاكل المتعلقة بالنمو. وقال الباحثون إنه مع بلوغ المبتسرين سن الرشد يمكن أن يعانوا من تراجع جودة الحياة بسبب عوامل اقتصادية واجتماعية.