من أين يأتي كل هذا الألم؟: تعرف على أحدث مرض شخصّه الطب البشري
مروة الاسدي
2023-07-23 08:12
هل ينتابك الإرهاق ويدب في عموم جسدك ألم غامض؟ ربما تكون مصابا بداء الفيبروميالجيا، أحدث مرض شخصّه الطب البشري، وقد طُرح أول علاج طبي للمرض عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية.
آلام فضيعة تدب في عموم جسدك، تستيقظ صباحا وكأنك لم تنم، وشدة الألم تجبرك على الانحناء. تعبتَ من مراجعة الأطباء، وأجريتَ أكثر من خمسة تحليلات عامة للدم، وأجريت صورا شعاعية ومقطعية وصورا بالرنين المغناطيسي لعظامك وأطرافك وظهرك، وكلفك كل ذلك أموالا باهظة وجهدا كبيرا عطّلك عن عملك، لكن أيّ مرض عضوي لم يظهر في كل هذه الفحوص.
ومع ذلك فأنتَ تقضي ليلك مشهدا بسبب الألم والقلق مما تشعر به؟ هل هو مرض نقص المناعة المكتسبة أصابك لسبب مجهول لا تشعر به؟ أوصاف الضعف المرافق لنقص المناعة تشابه الأعراض التي تظهر عليك، لكن الأطباء يؤكدون لك أنك غير مصاب بنقص المناعة.
هذه الحيرة التي يشعر بها المصاب بهذا المرض، لا تختلف كثيرا عن حيرة الأطباء والمؤسسات البحثية المعنية بهذا المرض الغريب. أسباب المرض غير معروفة، لكن بعض الأطباء انتبهوا إلى ظهور الأعراض بعد نكسة صحية أو عملية جراحية أو التهاب شديد، أو بعد تعرض المصاب إلى ضغط نفسي حاد، وتتراكم الأعراض بمرور الوقت، وقد تجتمع كل هذه الأسباب لتؤدي إلى مرض "الفيبروميالجيا" أو ما يعرف أيضا بمرض "الألم العضلي الليفي".
يعتقد البعض أن الفيبروميالجيا (المرض العضلي الليفي) مرض غير حقيقي. وذلك لأنه مرض صعب التشخيص، لا يوجد اختبار معملي لتشخيصه، حتى إنه يطلق عليه «المرض الخفي». فالمريض يبدو ظاهريًّا طبيعيًّا، بينما يكمن الأمر في الداخل، لكن المجتمع الطبي أصبح يقرُّ بالفيبروميالجيا على أنه مرض حقيقي. ويعاني 3 إلى 6% من سكان العالم من الإصابة به، ويمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص، حتى الأطفال، لكنه أكثر شيوعًا في البالغين، وما يزيد على 75% من المصابين به؛ نساء، والفيبروميالجيا مرض يطلق على الألم الذي يجتاح العضلات الهيكلية، ويسبب الإحساس العام بالتعب والقلق، واضطرابات النوم وصعوبة الحركة، ويكون مصحوبًا باضطراب القولون، والاكتئاب.
ويؤثر الفيبروميالجيا في عدة أجهزة، وما يميزه عن غيره من الأمراض؛ هو الألم الذي ينتاب المريض في مناطق متفرقة من الجسد، عندما يضغط الشخص على مناطق الألم. وتتشابه أعراضه مع أمراض المناعة الذاتية، تلك التي تحدث عندما يهاجم الجسم نفسه بالخطأ، ويصاب المرضى بالخشونة الصباحية (تيبس العظام في الصباح)، والإحساس بالألم عند المصافحة، أما ثاني الأعراض الواضحة فهو الإحساس بالتعب والإرهاق الذي لا يشبه ذلك الذي ينتابنا بعد يوم عمل مرهق، بل هو تعب يمتد حتى بعد الاستيقاظ من النوم ونيل قسط من الراحة. ويزداد الإحساس بالإرهاق بعد العمل، أو بعد الأنشطة البدنية، كما يصاب بعض المرضى بحالة تشوش، وضبابية في التفكير.
تاريخ من الألم غير المفهوم
والفيبروميالجيا ليس مرضًا جديدًا بل كان موجودًا منذ قرون، لكنه كان يعد مرضًا نفسيًّا. ففي بدايات القرن الثامن عشر، اعتبر من الأمراض الروماتيزمية، التي تسبب الألم، والتعب الجسدي، واضطرابات النوم، لكنه لم يعد يتبع الأمراض الروماتيزمية؛ فهو لا يسبب التهاب المفاصل أو الأنسجة، وأطلق عليه اسم فيبروميالجيا عام 1976.
في عام 2019 وُصفت المعايير التي يمكن على أساسها تشخيص المرض، وهي ألم مستمر لمدة ثلاث شهور في مناطق متفرقة، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم، والتعب، وأصبح له أطباء متخصصون فيه.
الأسباب والعوامل
تشير المعلومات المتوافرة حاليًّا إلى أنّ سبب هذه المتلازمة عوامل عدة مصاحبة: عوامل فسيولوجية (مثل الاضطرابات الهرمونية واضطرابات النظام العصبي)، وهناك بعض الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا يشعرون بالآلام أكثر من غيرهم. ويتميز هذا المرض بتدني عتبة إدراك للألم؛ عوامل وراثية؛ عوامل بيئية (ضربة أو صدمة أو حادث حصل في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ثمَّ الإجهاد الشديد في سن البلوغ)، وهناك عوامل عدة معروفة تفاقم شدة المرض ومنها: الخمول أو الإجهاد الشديد، والتوتر، والطقس البارد والرطوبة.
الأعراض
تتميز الفيبروميالجيا بشكل رئيسي بالآلام في العضلات والأوتار على طول العمود الفقري، والتعب واضطرابات النوم. وتعاني الغالبية العظمى من مرضى الفيبروميالجيا اضطرابات النوم، من دون أن نحدد بشكل واضح ما إذا كانت اضطرابات النوم هي سبب أو نتيجة للمرض. وفي الغالب لا يمكن التعبير عنها، لأنّ اضطرابات النوم نقطة مركزية في مرض الفيبروميالجيا من دون أدنى شك.
وقد يصاحب هذه الأعراض العشرات من المظاهر المختلفة، وقد حددت الرابطة الوطنية لمرض الفيبروميالجيا ""National Association Fibromyalgia SOS عدداً منها كالتالي: تململ الساقين، الصداع، تهيّج الأمعاء، عسر الطمث، طنين الأذن، الحساسية، القلق، فرط التحسس، وغيرها.
لا يؤدي مرض الفيبروميالجيا إلى مضاعفات خطيرة ولكنه مرهق للغاية، إذ قد يعيق الأنشطة اليومية الاعتيادية للشخص، أو يمنعه حتى من العمل بدوام كامل. ولا توجد في الحقيقة علاجات للمرض بحدّ ذاته، إنما توصف بعض العقاقير التي تساعد على إسترخاء العضلات للتخفيف من حدّة الآلام. كما وتوصف بعض العلاجات الخاصة بكل حالة وفقاً لما تعاني من أعراض.
أعراض عضوية أم أوهام نفسية؟
نسب الإصابة التي سجلها الأطباء تؤكد أنّ المرض يصيب النساء بشكل خاص، لكن توجد وبنسبة أقل بكثير إصابات بين الرجال أيضا وفي مختلف الأعمار. تترافق هذه الأعراض في بعض الحالات مع الآم في المفاصل وصداع متناوب حاد، وأحيانا صداع صباحي، ونوبات من سوء الهضم والإنقباض المعوي، والكآبة والقلق.
بعض العلماء يعتقدون أنّ تكرار المحفزات العصبية باتجاه توكيد الألم في مناطق معينة من الجسد، قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات مركبات كيماوية بعينها في الدماغ، تبدأ في إظهار أعراض الألم، وهو عارض سوف يتكرر لأشهر ثم لسنوات حتى تمتلك مستشعرات الألم ذاكرة مرضية تحفز المريض للتألم بمجرد تذكره أنه مصاب بآلام غامضة، وهكذا سيعيش المريض دوامة الألم وذاكرة الألم التي لن تنتهي.
من هم الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا؟
الفيبروميالجيا هي التهاب شائع، ويصيب حوالى 2 في المئة من السكان، ويصيب تحديدًا النساء أكثر من الرجال (8 نساء يصبن بالمرض مقابل رجلين فقط). ووفقًا لدراسة حديثة، فإنَّ هذا المرض يمثّل ليس أقل من 10 إلى 20 في المئة من الاستشارات الطبية في قسم خدمات الروماتيزم أو الطب الداخلي. وبشكل عام تبدأ الإصابة بهذه المتلازمة في حوالى سن الثلاثين.
بدون علاج
من أكبر مشكلات المصاب بمرض "الفيبروميالجيا" أنه لا يجد طبيبا متخصصا في علاج المرض، فأغلب الأطباء لم يسمعوا بالداء الجديد، ومن سمعوا به لم تمر بهم حالات ليعالجوها، ومن مرت بهم حالات لمصابين لم يجدوا لها علاجا. وهذا سيفاقم أزمة المريض، فهو يبدأ بزيارة طبيب الأسرة، ثم يحاول مع أطباء الأعصاب، ثم أطباء الروماتيزم، ثم أطباء العضلات، فأطباء العظام، وأطباء أمراض الدم، لينتهي غالبا بالأدوية المسكنة للألم التي كان قد بدأ بها لوحده دون وصفة طبيب، وهو ما أكده موقع "ابوتيكن أومشاو" الألماني الطبي المتخصص" مشيرا إلى ضرورة إجراء فحوص دم متعددة كتلك التي تجرى في عيادات علاج الروماتيزم، ومبينا في الوقت نفسه أنّ فحوص الدم في الغالب لن تساعد الطبيب في تشخيص المرض، لكنها ستلغي احتمال حصول التباس في التشخيص.
لكن الأطباء في الولايات المتحدة التي يتراوح عدد المصابين بالمرض فيها من 4 إلى خمسة ملايين حالة تمكنوا من إيجاد علاقة بين المرض وبين علاجات بعض أدوية الأعصاب، لاسيما مضادات الكآبة. أشهر العلاجات التي جربت في علاج المرض هي ، دولوكسيتاين (Cymbalta)، ميلناسيبران ( ( Savella وفينلافاكسين (Effexor)، وأقراص الصرع وإزالة التشنجات بريغابالين (Lyrica) كانت أول علاج أقرته "إدارة الغذاء والدواء" الأمريكية لعلاج مرض "الفيبروميالجيا".
لكن الأطباء يؤكدون على ضرورة عدم تناول أيًّ من هذه الأدوية دون إشراف الطبيب لأنّها تملك آثارا مخربة على الدماغ والجسد البشري إذا جرى تناولها بإفراط ودون رقابة، لاسيما أنّها معنية أصلا بعلاج أمراض عصبية ومنها الصرع، ويقصد منها تخفيف توتر الأعصاب ما يغير في معادلاتها الكيماوية ما لم تتم بإشراف طبيب مختص.
أحد المصابين بهذا المرض تحدث كاشفا أنّه تجنب استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والمنومات الخفيفة ومنها "موديكيت" خشية من آثارها الجانبية الخطيرة، وفضّل الاعتماد على مسكنات الألم، فوجد أنّ أقراص" دياكلوفيناك" بوصفته التجارية التي لا تدفعها شركات التأمين هو الأفضل في العلاج، ولا يترك آثارا جانبية ضارة بالأعصاب، لكن طبيب الأسرة الذي يراجعه، أرفق مع هذا العلاج حبوب تنظيم الهضم وسوائل الجهاز الهضمي "بانتوبارازول" مؤكدا أنّ كل الحبوب المسكنة للألم تضر الجهاز الهضمي بدرجات متفاوتة. لكن عيب الأقراص المسكنة للألم أنّها تؤدي إلى الإدمان، ويصبح الاستغناء عنها مستحيلا، في المقابل فإنّ استخدامها لفترات طويلة يقلل من فعاليتها، ويصبح المريض مجبرا على رفع الجرعات ما يؤثر بشكل خطير على مناعة الجسم ويسبب أمراضا غير متوقعة.
وتنصح المواقع الطبية الألمانية بتطبيقات علاج اليوغا، والتدليك والاستحمام بالمياه الحارة والمياه المعدنية بشكل متكرر بما يساعد على تخفيف المرض، كما تنصح بالتقليل من العمل والابتعاد عن أسباب التوتر الدائم.
هل سيُصبح اكتشاف الفيبروميالجيا سهلا؟
الميكروبيوم أي "مجموع الميكروبات المتعايشة في الأمعاء" يلعب ربّما دورا في نشوب مرض الفيبروميالجيا، ذلك المرض الغامض بأسباب حدوثه والذي يتطلّب سنة كاملة ما قبل تمكّن الأطبّاء من وضع التشخيص اللازم له. فوفقا لما صدر ضمن دراسة كندية منتصف شهر حزيران/ يونيو الفائت، إنّ حدّة أعراض مرض الفيبروميالجيا التي تتميّز بأوجاع مزمنة ومرهقة تعيق المقدرة على النوم تتفاقم حينما تكون بعض أنواع البكتيريا مختفية أو بأعداد هائلة ضمن الجهاز الهضمي للمُصابين بالفيبروميالجيا.
إنّ العلماء الكنديين من جامعة McGill أحرزوا خطوة إلى الأمام في فهم حيثيات حصول "ألم العضلات الليفي المزمن" أو داء الفيبروميالجيا الذي بات يدبّ في الناس بشكل غير مسبوق ويُشكّك البعض بوجوده بذريعة أنّه من الأمراض الوهمية.
حسب الدراسة الكندية الصادرة في مجلّة Pain عن العلماء الكنديين من جامعة McGill، يتوطّن في الجهاز الهضمي لدى المصابين بالفيبروميالجيا ميكروبيوم مختلف عن ميكروبيوم سائر الأفراد الأصحّاء، إذ اتضّح للعلماء بعد إجرائهم لتجارب استعانت بالذكاء الإصطناعي على 77 امرأة مُصابة بألم العضلات الليفي أنّ تلك السيّدات تحملن 20 صنفا من البكتيريا المعوية التي لا تكون بالعادة متواجدة لدى الأفراد الأصحّاء.
هذه النتائج ضمن الدراسة الكندية لا تعني أن التغيّرات الحاصلة في الميكروبيوم المعوي هي التي تسبّب المرض. لا بل إنّها توفّر معلومات إضافية قد تُساعد العلماء على اكتشاف الأسباب الكامنة لنشوب المرض. إلى الآن، ليس واضحا ما إذا كانت التغيّرات في البكتيريا المعوية التي لوحظت في المرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي هي مجرّد علامات للمرض أو ما إذا كانت تلعب دوراً ما في أسبابه". لذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث المُستقبلية لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية أم لا ما بين خلل التوازن الميكروبي في المعدة وداء الفيبروميالجيا.
نشير إلى أنّ أنجع وسيلة لتحسين الوضع الصحّي لدى مرضى الفيبروميالجيا هو العلاج النفسي بواسطة جلسات العلاج المعرفي الإدراكي Cognitive behavioral therapy (CBT) لمعرفة ماهيّة الأسباب النفسية الدفينة التي ساهمت بظهور المرض بعد سنين طويلة على تضميد الجرح النفسي. أمّا لتحسين جودة النوم لدى مريض الفيبروميالجيا الذي يظلّ متعبا ويشعر أنّه لم ينم قطعا، يمكن الاستعانة بأدوية تُؤخذ ما قبل النوم من قبيل Prégabaline (Lyrica)، Amitryptiline (lavil). أضف إلى أنّ إنقاص الوزن وممارسة الرياضة بانتظام تقدّم التلطيف اللازم للأوجاع المُصاحبة لداء الفيبروميالجيا.
المعالجة بضغط الأكسجين العالي
الصيحة الجديدة لتخفيف يأس وأوجاع المصابين بمتلازمة الآلام الليفية العضلية "الفيبروميالجيا" التي يُحتفل في 12 من أيار/مايو بيومها العالمي تمحورت في السنين القليلة الماضية حول العلاج تحت الضغط العالي للأكسجين «Médecine Hyperbare».
هذه التقنية العلاجية القديمة إنما المستحدثة كان أول من بادر إلى الاستنجاد بها هو الدكتور البريطاني Henshaw عام 1662 إذ حينها أخضع مرضاه لجلسات استنشاق الهواء المضغوط بوضعهم داخل حجرة خاصة كانت تُسمّى Domicilium. إنما بقيت هذه التقنية في الظلّ لحين عودة الاهتمام بها من قبل الأطباء الفرنسيين وتحديدا من قبل Junod عام 1834 و Tabarie عام 1840. لذلك، منذ القرن التاسع عشر تعمّمت السمعة الجيّدة لمنافع "حمامات استنشاق الأكسجين المضغوط" ليُستفاد منها في مشاكل سوء التغذية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية ومرض لين العظام Rachitisme.
هذا ما شجّع الجراح الفرنسي Fontaine على بناء غرفة عمليات مضبوطة بالهواء المضغوط عام 1879، ولكن من أضفى على تاريخ المعالجة بضغط الأكسجين العالي ميزات ولمسات خاصّة كان الفيزيائي الفرنسي Paul Bert الذي أثنى، من خلال كتاب شهير له صدر عام 1878 هو " الضغط الجوي "، على الآثار العلاجية المفيدة للأوكسجين خاصّة عندما يُستنشق بنسبة 60% ومع مؤشّر 1 ata على نطاق قياس ضغط الهواء.
إنّ الاستخدامات الحديثة للتعّرض للضغط الجوي العالي بغية الوصول إلى أكسجة الدم وتنقيته من الغازات ظهرت حسناتها في معالجة التسمم بأحادي أكسيد الكربون ولتقديم الإسعافات الأولية للغواصين الذين أصيبوا بإبطال الضغط أو الانسداد الغازي Embolie gazeuze ولتضميد الحروق والجروح المعنّدة على الإلتئام مثل القرحة السكرية والتهابات العظام.
توسّعت الاختبارات على تجريب المعالجة بالضغط الجوّي العالي Oxygénothérapie Hyperbare لتشمل أيضا مرضى الفيبروميالجيا. فبدا على ضوء دراسة أميركية نُشرت عام 2015 وكانت نُشرت نتائجها في مجلّة PlosOne أنّ النساء اللاتي تشكو من آلام ليفية عضلية مزمنة وأُدخلن إلى حجرة خاصة لاستنشاق الأكسجين بتراكيز عالية، استفدن كثيرا في تقليص حدّة أوجاعهن بعد أن واظبن على متابعة هذا العلاج لفترة شهرين وبعد أن نلن في الأسبوع الواحد خمس جلسات. الإيضاحات مع منار مراد، الدكتورة الاختصاصية في تسكين الألم والتخدير في مستشفى جورج بومبيدو الباريسي.
كيف يتعايش مريض الفيبروميالجيا معه؟
هذا الألم يذهب ويجيء، ولا يوجد له علاج واحد، لكن العلاجات المتوفرة تهدف إلى تقليل الألم، وتُستخدم لذلك المسكنات لتخفيف الآلام المتوسطة، وأشباه الأفيونات مثل الترامادول، وبعض مضادات الاكتئاب. وذلك لأن ثلث مرضى الفيبروميالجيا مصابون بالاكتئاب. وكذلك مضادات التشنجات، مثل البريجابلين، وهو أول دواء صرحت به منظمة الغذاء والدواء، لعلاج الفيبروميالجيا، ومنع الخلايا العصبية من إرسال علامات الألم.
ويضطر المصاب بهذه الحالة إلى التعايش معها بممارسة الرياضة، ثلاث مرات أسبوعيًّا، والمشي، والسباحة أيضًا، وتمارين المقاومة، واليوجا، والتدليك. ومن اللازم لتحسين حالة المريض التعرف إلى العوامل التي تزيد الحالة سوءًا، مثل البرد والرطوبة، والنشاط البدني الزائد عن الحد أو الضئيل جدًّا. وكذلك قلة ساعات النوم.
ويرى بعض الباحثين أن مكونات بعض الأطعمة تزيد الحالة سوءًا، مثل سكر الأسبارتام، والطماطم، والكافيين، وجلوتامات أحادي الصوديوم، وينصح الأطباء مريض الفيبروميالجيا بزيادة فترات الراحة أثناء العمل، ومحاربة التوتر والاسترخاء، وتأجيل الأعمال غير الضرورية، وتوفير طاقته للمهام التي تحتاجها فعلًا.