فلورونا القاتل: لماذا ظهر الوباء المزدوج؟
مروة الاسدي
2022-02-14 03:34
تتوالى الإعلانات في شتى أنحاء العالم عن اكتشاف إصابات مزدوجة، تجمع بين فيروسين، هما فيروسي كورونا والإنفلونزا، وبات يطلق عليها "فلورونا" اختصارا، ظلت مستويات الإنفلونزا منخفضة على مستوى العالم منذ بداية الوباء، بسبب نقص الاختلاط الاجتماعي. لكن هذا الشتاء، مع عودة الحياة لطبيعتها في المزيد من البلدان خلال الأشهر الباردة، أصبح هناك احتمال أكبر أن تكون الإصابات بالإنفلونزا أعلى.
ويقترن ذلك بالانتشار السريع لـمتحور «أوميكرون» حول العالم. ورغم أنه أكثر اعتدالاً ويمكن التغلب عليه بواسطة اللقاحات، إلا أن ذلك يعني أنه من المحتمل ظهور المزيد من حالات العدوى المزدوجة أيضاً.
هل فلورونا شكل جديد من كوفيد؟ على عكس ألفا وبيتا ودلتا وأوميكرون وغيرها، فإن فلورونا ليست نوعًا متحورًا من فيروس كورونا، إنها حالة عدوى تنفسية مزدوجة ناجمة عن كورونا ومسببات أمراض الإنفلونزا، عندما تكون فيروسات هاتين العدوى موجودة في الجسم في نفس الوقت، يشار إلى الحالة باسم فلورونا.
ما أعراض فلورونا؟ تسبب كل من كورونا والإنفلونزا عدوى في الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى نفس الأعراض تقريبًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن للفرد أن يعاني من العدوى في نفس الوقت ويتشارك أعراضًا متطابقة مثل التهاب الحلق والسعال وسيلان الأنف والحمى والصداع والتعب.
مخاطر الوباء المزدوج، شدة الحالة تختلف من شخص لآخر، قد يعاني البعض من أعراض خفيفة، بينما قد يعاني البعض الآخر من علامات شديدة، لكن كلتا الحالتين يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها في الوقت المحدد، في حالة الإصابة بفيروس كوفيد، قد يعاني الشخص من فقدان حاسة التذوق والشم، وهو أمر غير مرتبط بالإنفلونزا، حتى مضاعفات ما بعد الإصابة التي شوهدت في حالة كوفيد مفقودة عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا.
كيف ينتشر؟ نظرًا لكونه مرضًا يصيب الجهاز التنفسي العلوي، ينتقل كل من الإنفلونزا وكوفيد من خلال جزيئات الهباء الجوي الملوثة بالفيروس الذي يطلقه شخص مصاب أثناء السعال أو التحدث أو العطس.
عندما يتنفس الشخص السليم الهواء أو يلامس السطح الملوث بالفيروس، تدخل مسببات الأمراض الجهاز التنفسي حيث تبدأ في التكاثر، عادة ما يستغرق ظهور الأعراض من 2 إلى 10 أيام بعد الإصابة بالفيروس، كما أن خطر انتشار الفيروس للآخرين يكون أكبر خلال الأيام الأولى.
لماذا تم اكتشافه الآن؟ مع انخفاض درجة الحرارة، ارتفع خطر الإصابة بالإنفلونزا، مما أثار القلق بشأن عدوى الجهاز التنفسي المزدوج، كان الخبراء قلقين بشأن العدوى المزدوجة حتى العام الماضي أثناء الوباء، ولكن لم يتم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات في ذلك الوقت، قد يكون ذلك بسبب الإجراءات الصارمة ضد كوفيد والإغلاق المفروض في أجزاء مختلفة من العالم، بسبب تخفيف القيود، ربما تم الإبلاغ عن العدوى المزدوجة هذا العام.
هل هو مقلق؟ إن كوفيد -19 بحد ذاته ليس بالأمر السهل على أجسامنا، إنه يؤثر على أعضاء متعددة في وقت واحد ويمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة وطويلة الأمد لهم، في مثل هذه الحالة، إذا أصيب شخص ما بكلتا العدوى، فسيكون ذلك بمثابة مضاعفات على الجسم لمحاربة فيروسين مختلفين.
ما هو مرض فلورونا الجديد وما مدى خطورته؟
أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية لـ CNN، أول حالة معروفة لشخص مصاب بفيروس "كوفيد-19" والإنفلونزا معًا، مما أثار تساؤلات حول كيفية تأثير الفيروسين على شخص يُصاب بهما في الوقت ذاته، وأعلن مستشفى بيلينسون في مدينة بيتح تكفا، في بيان، عن أن المريضة، وهي امرأة حامل في الثلاثينيات من عمرها لم تتلق اللقاح ضد "كوفيد-19"، خرجت من المستشفى "في حالة عامة جيدة".
وقال أرنون ويزنيتسر، مدير قسم النساء بالمستشفى، في البيان: " هذه هي أول أم تُشخّص بالإنفلونزا وكورونا معًا في بيلينسون، لقد عالجناها بمزيج من الأدوية التي تستهدف كلاً من كورونا والإنفلونزا"، وتابع ويزنيتسر: "نحن نشهد المزيد من حالات الإصابة بالإنفلونزا بين الأمهات، إلى جانب حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تحدث بشكل رئيسي لدى النساء غير الملقحات ضد كوفيد-19 أو الإنفلونزا"، لافتًا إلى أن "هذا بالتأكيد بمثابة وقت مليء بالتحديات، وبالإضافة إلى أمراض كورونا نتعامل بشكل متزايد مع الإنفلونزا".
ما يمكن أن يفعله "كوفيد-19" والإنفلونزا معًا، وصُمم مصطلح "فلورونا" لوصف حالة الإصابة بفيروس "كوفيد-19" والإنفلونزا في الوقت ذاته، ومن جانبه، قال نداف دافيدوفيتش، مدير كلية الصحة العامة في جامعة بن غوريون في إسرائيل، لـ CNN إنه "نظرًا لوجود نشاط إنفلونزا وكوفيد-19 مرتفع للغاية، هناك احتمال أن يُصاب شخص ما بكليهما".
وأضاف دافيدوفيتش، وهو عضو في اللجنة الاستشارية الوطنية الإسرائيلية المعنية بـ"كوفيد-19": "لا أعتقد أن هذا سيكون وضعًا شائعًا، ولكنه حالة يجب مراعاتها"، وساعدت عمليات الإغلاق وارتداء الكمامات في الحد من انتشار الإنفلونزا في وقت مبكر من الجائحة، ولكن مع انفتاح المجتمع، من المتوقع أن ترتفع حالات العدوى.
وقال دافيدوفيتش إنه بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من ظروف صحية أساسية والذين تلقوا التطعيم ضد كل من الإنفلونزا و"كوفيد-19"، فمن غير المرجح أن يكون لهذه الفيروسات "تأثير كبير على الفرد".
تهديد للفئات الأكثر عرضة للخطر، وتُعد الإنفلونزا و"كوفيد-19" من أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة مثل السعال، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والحمى، والصداع، والتعب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وينتشر الفيروسان من خلال الرذاذ والهباء الجوي عندما يتنفس الشخص المصاب، أو يتكلم، أو يسعل، أو يعطس.
وفي سبتمبر/ أيلول العام الماضي، أشار الدكتور أدريان بوروز، طبيب طب الأسرة والأستاذ المساعد لطب الأسرة في جامعة سنترال فلوريدا، لـ CNN، إلى أن الإصابة بـ"كوفيد-19" والإنفلونزا في الوقت ذاته قد يكون "كارثيًا على جهاز المناعة لديك"، وقال بوروز حينها: "أعتقد أننا سنشهد إصابة بعدوى مرافقة بالإنفلونزا وفيروس كورونا، وأعتقد أننا سنشهد معدل وفيات أعلى إثر ذلك"، وأوضح دافيدوفيتش أنه لا توجد بيانات كافية تشير إلى ما إذا كانت معدلات الاستشفاء أعلى بالنسبة للمصابين بالإنفلونزا و"كوفيد-19" معًا، مقارنة بما إذا كان الشخص أصيب بإحدى الفيروسين.
نظام مثقل بالأعباء، وبينما تكافح الحكومات في جميع أنحاء العالم مع تفشي متحور "أوميكرون" لفيروس كورونا، يشعر دافيدوفيتش بالقلق بشأن السلالة المحتملة التي يمكن أن تسببها الإنفلونزا وفيروس كورونا معًا على أنظمة الرعاية الصحية، خاصًة خلال أشهر الشتاء.
وقال دافيدوفيتش: "خلال فصل الشتاء ... مع الجو البارد وبقاء الناس في الداخل، يكون لديك خطر أكبر للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي بشكل عام. وعندما تكون لديك نسبة عالية من العدوى لكل من الإنفلونزا وكوفيد-19، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إنشاء نظام مثقل بالأعباء"، وبهدف الحد من انتشار الإنفلونزا وفيروس كورونا، ومنع الضغط على أنظمة الرعاية الصحية العالمية، شدد دافيدوفيتش على "الحاجة إلى حماية الناس"، قائلًا: "نحن نواجه الشتاء الآن، ونواجه عنابر داخلية مكتظة، وربما تكون الوقاية هي أفضل فكرة، لقد حالفنا الحظ العام الماضي لأننا لم نعان من كل من كوفيد-19 والإنفلونزا".
وأكد أنه من أجل المساعدة في حماية أنظمة الرعاية الصحية، يحتاج المزيد من الناس إلى تلقي التطعيم، وكذلك الامتثال للتدابير الأخرى للمساعدة في حماية الأفراد المعرضين للخطر وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة.
ويمكن للناس اتخاذ تدابير وقائية فعالة ضد "كوفيد-19" والإنفلونزا، بما في ذلك الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بانتظام، والعزل، وفتح النوافذ والأبواب لضمان التهوية، بحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية.
4 أسئلة رئيسية.. وهذه هي الأجوبة
سجل العالم حالات أصيب فيها أشخاص بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا في الوقت عينه، وصار يطلق على هذه الحالة "فلورونا"، مما أثار أسئلة كثيرين وقلق لدى عدد أكبر، وتنطبق حالة "فلورنا" أيضا على الأشخاص الذين يصابون بالفيروسين بشكل متتالي، ويقول موقع "fortune" إنه جرى الإبلاغ عن هذه الحالات في شتى أنحاء العالم، ويقول الخبراء إن هذه الأعداد من المرجح أن تزيد مع تفشي المتحور "أوميكرون" واكتساب عدواه قوة أكبر، وهذه الظاهرة ليست جديدة تماما، فقد تحدثت تقارير في السابق عن "العدوى الثنائية" في عام 2020.
وتطرح الإصابة بالفيروسين عدة أسئلة مهمة، وهذه أبرز إجاباتها:
لماذا حصلت "فلورونا" الآن على هذه الاهتمام الكبير؟ العالم يتابع أي تطور يتصل بالوباء بعناية شديدة، لذلك من المفهوم أن احتمال الإصابة بمرض "كوفيد19" مع الإنفلونزا يثير قلق البعض، في الحقيقة، الأمر ليس مستغربا ولا جديدا، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تفشي المتحور "أوميكرون"، ورفع الكثير من الدول للقيود التي فرضت لمواجهة الوباء في وقت سابق، حيث اختفى فيروس الإنفلونزا وسط عمليات الإغلاق السابقة والتركيز على النظافة والتعقيم.
هل يجب أن أقلق؟ ليس كثيرا. إذا أصبت بمرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، فأنت أفضل حالا من الإصابة بالمرض عينه والإنفلونزا معا، لأن الإصابة بالفيروسين ستضغط كثيرا على جهازك المناعي.
ويقول أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة هارفارد، ديفيد إدواردز، إن احتمال الإصابة بالفيروسين يشبه تعرض المنزل للسرقة من طرف لصين في اليوم نفسه، مما يعني أن احتمال الإصابة منخفض للغاية.
ما هو تأثير الإصابة بكورونا والإنفلونزا معا؟ في تحليل أجري في مايو الماضي، تناولت دراسات عدة، وجد الباحثون من جامعة ويسكونسن أن 19 في المئة من الذين أصيبوا بمرض "كوفيد-19" أصيبوا بمرض آخر في الوقت ذاته، فيما يسمى بالعدوى المشتركة، وقد تكون هذه العدوى فيروسية أو بكتيرية أو حتى فطرية، ووجد الباحثون أن 24 من المرضى الذين واجهوا العدوى المشتركة كانت حالتهم الصحية سيئة ووصل الأمر إلى الوفاة.
هل عادت الإنفلونزا بكامل قوتها؟ كان موسم الإنفلونزا الماضي هو الأقل ضررا منذ أكثر من عقد في العديد من البلدان، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال كانت حالات دخول المستشفى بسبب الأنفلوانزا الأقل على الإطلاق منذ جمع البيانات بهذا الشأن في عام 2005، لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية تقول إن معدلات الإصابة في الشتاء الحالي بأمراض الجهاز التنفسي الشبيهة بالإنفلونزا أكبر مما كانت عليه قبل سنوات الوباء، ويقول ديفيد إدواردز إن الأمر يدل على عدم التزام كثيرين بمبدأ التباعد الاجتماعي أو المواظبة على النظافة والتعقيم، كما أن أجهزة المناعة لدى الكثيرين صارت أقل قدرة.
حالة "فلورونا" فريدة من نوعها.. كيف تختلف عن باقي الإصابات؟
أعلنت السلطات المحلية في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بـ"فلورونا"، أي إصابة الشخص بفيروسي كورونا والإنفلونزا معا، لكن الملاحظة الأهم هي أن المصاب طفل حسبما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، والحالة تعد الأولى التي يصاب فيها طفل بالفيروسين معا.
وبعد ثبوت إصابة الطفل بالفيروسين معا، وأظهر فحص لاحق إصابة والدته بفيروس كورونا، وفق "فوكس نيوز"، وجرى إخضاع الطفل وأمه للفحوص الطبية اللازمة تطبيقا لبروتوكول السفر، إذ عاد الاثنان مؤخرا من إجازة عائلية في منتجع بالمكسيك، لكن فحوص بقية أفراد العائلة جاءت سلبية، وقالت إدارة الصحة في لوس إنجلوس في بيان إنها تسجل ما يزيد عن 20 ألف إصابة بمتحور "أوميكرون" يوميا هذا الأسبوع، أي ما يعادل 3 أضعاف الحالات المبلغ عنها قبل أسبوع.
وذكرت أن أوجه الشبه بين أعراض "كوفيد 19" الذي يسببه فيروس كورونا والإنفلونزا، جعلت التمييز بينهما صعب، وجرى الإبلاغ عن هذه الحالات في شتى أنحاء العالم، ويقول الخبراء إن هذه الأعداد من المرجح أن تزيد مع تفشي المتحور "أوميكرون" واكتساب عدواه قوة أكبر، وهذه الظاهرة ليست جديدة تماما، فقد تحدثت تقارير في السابق عن "العدوى الثنائية" في عام 2020، لكنها تفشت بشكل لافت في الآونة الأخيرة مع رفع القيود السابقة لمواجهة الوباء وحلول فصل الشتاء الذي تكثر فيه عادة إصابات الإنفلونزا.
ويقول خبراء إن احتمال الإصابة بالفيروسين يشبه تعرض المنزل للسرقة من طرف لصين في اليوم نفسه، مما يعني أن احتمال الإصابة منخفض للغاية، لكنهم حذروا من التداعيات في حال الإصابة بالفيروسين لكونهما يضعفان النظام المناعي.
بعد انتشارها في عدة دول.. ماذا نعرف عنها حتى الان؟
مع بداية العام الميلادي الجديد، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن إصابة امرأتين بعدوى تسمى "فلورونا" بعد أن ثبت إصابتهما بكل من فيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا معا، وفي حين أن هذه العدوى أصبحت تنتشر بشكل كبير خلال الأيام الماضية مع استمرار تفشي متحور أوميكرون، فإن حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية والالتهابات المصاحبة لكوفيد-19 ليست بالأمر الجديد، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
تشير الصحيفة الأميركية إلى أن "فلورونا" لا يعد مرضا بعينه، بل هو مصطلح أطلق على الشخص المصاب بكلا الفيروسين في آن واحد، موضحة أن الإصابات بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا الموسمية معا اكتشفت في دول عدة قبل ظهورها في إسرائيل.
ما هي الإصابات السابقة؟ اكتشفت حالات العدوى المشتركة للفيروسين معا في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عامين، وفقا لمجلة "ذا أتلانتك"، كما أكد مسؤول صحي في الفلبين أن مثل هذه الإصابات المزدوجة بالفيروسين معا أمر اعتيادي.
وقال عضو مجموعة استشارية في وزارة الصحة الفلبينية، إيدسيل سالفانا، إن أول حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا في البلاد نشأت عن حالة مزدوجة لفيروس كورونا مع فيروس الإنفلونزا في أوائل عام 2020، وفقا لوسائل إعلام محلية.
حددت المجر أيضا حالتين على الأقل لأشخاص مصابين بكوفيد والإنفلونزا معا في الأسابيع الماضية، حسبما أفادت محطة "أر تي إل" الإذاعية، كذلك، يعتقد الأطباء في إسرائيل أنه سيكون هناك مزيد من حالات الإصابة بهذه العدوى، خاصة في موسم الشتاء الذي تكثر فيه الإصابات بنزلات البرد، وفقا لصحيفة "الإندبندينت".
هل "فلورونا" أكثر شيوعا هذا العام؟ في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، أرجع مدير أمراض النساء في مستشفى بيلينسون الإسرائيلي، أرنون فيجنيتزر، قلة عدد الإصابات بعدوى "فلورونا" العام الماضي، لانخفاض حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا، بسبب إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، وأكد أنه من المحتمل أن تنتشر هذه العدوى بشكل أكبر هذا العام، وقال: "هذا العام يختلف عن العام الماضي. الآن لدينا تحدٍ آخر".
في الولايات المتحدة، التي سجلت أدنى مستوياتها في إصابات الإنفلونزا الموسمية العام الماضي مع ارتفاع إصابات فيروس كورونا خلال الشتاء الماضي، تشهد الآن ارتفاعا في حالات الإنفلونزا. كما أنه من المتوقع أن يكون موسم الإنفلونزا في أوروبا أسوأ هذا العام.
ما هي أعراض فلورونا؟ يعد فيروسا كورونا والإنفلونزا من أمراض الجهاز التنفسي التي يمكن أن تسبب أعراضا مشابهة مثل الحمى والسعال والتعب وسيلان الأنف والتهاب الحلق والإسهال، إلى جانب آلام في العضلات والجسم.
ويمكن أن تتسبب العدوى المزدوجة في الوفاة، على الرغم من أن شدة المرض تعتمد إلى حد كبير على الجهاز المناعي للشخص المصاب نفسه، ويواجه العاملون الصحيون وكبار السن وذوو الحالات الصحية الأخرى خطورة كبيرة بالإصابة بكل فيروس منهما.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الفيروسين ينتقلان أيضا بطرق مماثلة، من خلال الرذاذ والجسيمات الموجودة في الهباء الجوي الذي يمكن أن تنتقل عن طريق السعال أو العطس أو التحدث أو التنفس، وهذا هو السبب في أن الخبراء يشجعون على نطاق واسع ارتداء الأقنعة للحماية من العدوى أو نقلها للآخرين.
هل الإنفلونزا وكوفيد معا أكثر خطورة؟ بينما تتعقب العديد من البلدان حالات الإصابة بفيروس كورونا والإنفلونزا، فإنه لا يزال هناك القليل من البيانات حول عدد الأشخاص المصابين بالفيروسين في نفس الوقت.
ومع ظهور المزيد من التقارير حول الإصابات المزدوجة، يؤكد خبراء الصحة والأطباء أن لقاحات فيروس كورونا والإنفلونزا تظل أفضل طريقة للحماية من العدوى الشديدة، قال فيجنيتزر عن فيروس كورونا والإنفلونزا: "إذا تم تطعيمك، يكون المرض خفيفا جدا".
ما سبل الوقاية من فلورونا وخطورتها؟
وللوقوف على تفاصيل هذه الحالة، تقول الدكتورة بشرى أحمد ناصر، المديرة التنفيذية في منصة الصحة السورية، في لقاء مع مع موقع "سكاي نيوز عربية :"مصطلح فلورونا ليس إلا تعبيرا عن إصابة مزدوجة بفيروسي الإنفلونزا وكورونا، أي أن كلاهما أصاب المريض في الوقت ذاته"، وأضافت: "ولا تعتبر هذه الحالة الأولى التي تترافق بها الإصابة بكورونا مع إصابة أُخرى سواء فيروسية أو جرثومية أو فطرية، والفطر الأسود أكبر مثال".
لكن ما يثير القلق هو تشابه الفيروسين في إصابتهما للجهاز التنفسي، فكلاهما يعتبران من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، وذلك يشبه أن يطعن الشخص مرتين في الموقع ذاته، كما تشرح الطبيبة المختصة في العلوم الدوائية.
وتضيف بشرى ناصر:"رغم أن احتمال الإصابة بكلا الفيروسين ليس مرتفعا، إلا أن التخوف من الإصابة المزدوجة يزداد عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات نقص المناعة وذوي الحالات الصحية المتدهورة، بينما لا تزال الدراسات مستمرة حول مدى خطورتها على بقية الفئات".
أما عن العلاج لحالة فلورونا، فتقول :"لا وجود لبروتوكول موحد حولها، و إنما تتعلق أيضا بحالة المريض الصحية ودرجة إصابته وخطورتها، ويتم اتباع بروتوكولات علاج كورونا التقليدية بشكل أساسي".
وعن مدى أهمية أخذ اللقاحات المضادة لكلا الفيروسين في الحد من تفشي فلورونا، ترد ناصر :"أولى حالات الإصابة المسجلة كانت لسيدة حامل، لم تتلق أي تطعيم ضد كورونا أو حتى ضد الإنفلونزا، وبذلك تتضح أهمية تلقي التطعيمات في منع انتشار الاصابات المزدوجة هذه".
وتختم ناصر محذرة من التهويل والمبالغة في القلق :"في النهاية علينا أن ندرك أن قلق العالم المتواصل حول وباء كورونا، نابع من الحرص العالمي على ضبط تحورات الفيروس والحد من انتشاره قدر الإمكان، وهذا لا يعني بالضرورة أن كل تحديث حول تطورات الحالة الوبائية وسبل مجابهتها، هو أمر مثير للخوف، و إنما هو مدعاة للمزيد من الحرص على قوانين السلامة والوقاية بشدة أكبر ليس إلا".
وحالة فلورونا ليست جديدة تماما، فقد تحدثت تقارير في السابق عن "العدوى الثنائية" في عام 2020، لكنها تفشت بشكل لافت في الآونة الأخيرة مع رفع القيود السابقة لمواجهة الوباء وحلول فصل الشتاء، الذي تكثر فيه عادة إصابات الإنفلونزا ونزلات البرد الحادة.
ويقول خبراء صحيون إن احتمال الإصابة بالفيروسين يشبه تعرض المنزل للسرقة من طرف لصين في يوم واحد، مما يعني أن احتمال الإصابة منخفض للغاية، لكنهم يحذرون من التداعيات في حال الإصابة بالفيروسين لكونهما يضعفان النظام المناعي.