حراس أثمن كنز في العالم
كيف يحمي الأطباء أنفسهم؟
مروة الاسدي
2017-06-10 04:30
تعد الصحة اثمن كنز يملكه الانسان في حياته، وللحفاظ عليه يجب الاستعانة بالطب والاطباء لذا بات مجال الطب من أكثر المجالات أهمية في وقتنا الحالي، اذ عرف العديد والعديد من التطورات المهمة سواء من حيث الأجهزة أو من حيث اليد العاملة "الأطباء"، وهناك العديد من المعاهد الصحية والمستشفيات والعيادات المنتشرة حول العالم لتسهيل كافة الإجراءات الصحية اللازمة للفرد. الأطباء هم جزء محوري من هذه المعاهد وبمثابة العنصر الأساسي والرئيسي لنظام الرعاية الصحية في أي بلد. بل انه الأمر الحقيقي المؤكد والأكثر رسوخا لمعاهد التدريب في البلد نفسها، مع توافر الأطباء المهرة.
لذا يمثل الطب مهنة انسانية وضرورية في جميع دول العالم، تهدف الى خدمة البشرية من خلال تشخيص الكثير من الأمراض والإصابات وعلاجها. ولهذه المهنة اخلاقيات واسرار وقواعد خاصة تحتم على الطبيب الالتزام والعمل بها لكونه مؤمن على الأرواح البشرية وعلى أسرار مرضاه، فيوما بعد يوم يزداد عدد المرضى الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن إجابات تتعلق بصحتهم مما يثير العديد من القضايا الأخلاقية الشائكة بالنسبة للأطباء.
ويقول الأطباء إن الموضوع ينطوي على قضايا تتعلق بالعدل لأنه لا تتوفر لجميع الأسر وسائل التواصل الاجتماعي ومهارات استخدام المنابر الإلكترونية لطلب الرعاية المطلوبة، كما أن المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية الأخرى بحاجة لوضع سياسات للتعامل مع مواقف مثل انتشار تدوينات المرضى على وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة واتخاذ خطوات للرد مسبقا.
اما فيما خص اخبار الطب والأطباء في العالم اليكم طبيب يعكف بأحد مستشفيات العاصمة الهندية نيودلهي على متابعة مجموعة من شاشات الكمبيوتر التي تعرض المؤشرات الحيوية لمرضى بوحدات العناية المركزة من ضغط الدم إلى النبض والحرارة وغيرها بعيادات تبعد عنه مئات الكيلومترات.
ويستعين الأطباء من خلال شبكات الكمبيوتر العديدة داخل مراكز المراقبة الإلكترونية لوحدات الرعاية المركزة لإصدار تعليمات علاجية بعد تقييم التاريخ المرضي وبيانات عدد نبضات القلب للمرضى ممن يعانون من حالات حرجة في مواقع نائية، وتتقاضى المستشفيات الخاصة مبلغا يتراوح بين عشرة إلى 30 دولارا في اليوم لمتابعة الحالة الحرجة الواحدة إلكترونيا.
على صعيد ذي صلة، تشير دراسة جديدة إلى أن العرق والجنس قد يلعبان دورا مؤثرا عندما يتعلق الأمر بدخول الأطباء في الولايات المتحدة، وبشكل عام لعب العرق دورا في دخل الطبيب حيث كان الأطباء البيض يجنون رواتب أكبر من نظرائهم السود. ولم يكن العرق عاملا في حالة الطبيبات لكنهن كن يحصلن على رواتب أقل مقارنة بنظرائهن من الرجال.
من جهة أخرى، تعاني المستشفيات العامة في باكستان مشكلات خطيرة تشمل نقص المعدات والفساد وسوء التنظيم، لكن طبيبا في مركز حديث متخصص في عمليات الزرع اعاد الامل للملايين في هذا البلد بفضل خدماته المجانية، ويجتاز مرضى فقراء مسافات طويلة للتمركز على الارضية الاسمنتية امام مبنى المستشفى املا في تلقي العلاج.
على صعيد مختلف، أضرب اطباء القطاع العام في تونس عن العمل الاربعاء وتظاهر بعضهم وسط العاصمة احتجاجا على توقيف زميلة لهم اتُهمت بارتكاب خطأ طبي تسبب بوفاة مولود في مستشفى عمومي، بينما عاقبت محكمة بريطانية جراحا متخصصا في أمراض الثدي بالسجن 15 عاما لإجرائه عمليات غير ضرورية لعشرة مريضات بغرض الكسب المادي، وقال القاضي جيرمي بيكر إن الجراح أيان بيترسون كذب وأوهم مريضاته أنهن يواجهن خطر الإصابة بسرطان الثدي وأجرى جراحات لا حاجة لها وفي بعض الأحيان عمليات لاستئصال الثدي، لذا يشكل الأطباء ايقونة الصحة وهي أثمن من أي كنز آخر في العالم.
بحث المرضى عن معلومات على الإنترنت يسبب مشكلة للأطباء
قال الدكتور كريس فيودتنر مسؤول الأخلاقيات الطبية بمستشفى فيلادلفيا للأطفال عبر البريد الإلكتروني "أصبح الإنترنت والانفتاح على كميات هائلة من المعلومات من المظاهر الدائمة للطريقة التي نفكر بها ونتعامل من خلالها مع مشاكلنا الصحية".
وكتب فيودتنر وزملاؤه مقالا عن الأخلاقيات نشرته دورية (طب الأطفال/بيدياتريكس) ويقولون فيه إن وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا يمكنها أن تؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها المرضى مع الأطباء وشكل الرعاية الذي يتوقعونه.
وقال فيودتنر "يجب أن يسأل الأطباء عما قرأه المرضى والأسر على الإنترنت ثم يناقشون هذه المعلومات بعناية لأن معلومات الإنترنت لا تكون مفيدة أحيانا وتكون نافعة في أحيان أخرى، "وفعل هذا يستغرق وقتا وجهدا لكن الثقة تبنى بالوقت والجهد"، ولاستكشاف التحديات الأخلاقية التي تثيرها حياة المرضى على الواقع الافتراضي درس فيودتنر وزملاؤه حالة افتراضية تجتمع فيها عناصر مواقف حياتية حقيقية. بحسب رويترز.
وقال الدكتور روبرت ماكولي المسؤول الطبي عن الأخلاقيات الإكلينيكية بالمركز الطبي لجامعة فيرمونت والذي لم يشارك في كتابة المقال إن الأطباء يعلمون كم المعلومات غير الدقيقة المتوفرة على الإنترنت لذا فإنهم يجب أن يبادروا بسؤال المرضى وأسرهم عما عرفوه عن طريق الإنترنت، وأضاف ماكولي عن طريق البريد الإلكتروني "في كثير من الأحيان لا يستخدم المرضى الإنترنت فقط من أجل التعرف على العلاجات المحتملة لكن لتشخيص حالاتهم"، وقال ماكولي إنه يجب على الأطباء في ضوء معرفتهم بأن الكثير من المعلومات الطبية المتوفرة على الإنترنت غير دقيقة أن يسألوا المرضى وأسرهم عن المعلومات التي حصلوا عليها من الإنترنت لضمان أن "يبدأ الطبيب والمريض (رحلة العلاج) على أساس نفس الحقائق".
العرق والجنس قد يؤثران على دخل الطبيب في أمريكا
قال أنوبام جينا كبير الباحثين بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن "الأطباء السود يكسبون أقل بكثير من الأطباء البيض بينما تتقاضى الطبيبات صاحبات البشرة السوداء والبيضاء رواتب مشابهة ... وتتقاضى الطبيبات السوداوات والبيضاوات رواتب أقل من الأطباء السود والبيض"، وفي دراسة نشرت في دورية (بي.إم.جيه) على الانترنت يوم السابع من يونيو حزيران يقول جينا وزملاؤه إن هناك أدلة محدودة على التفاوت في دخول الأطباء على أساس العرق. لكن التقديرات الوطنية منذ عام 2011 تظهر أن الأشخاص البيض وأصولهم ليست لاتينية يجنون في المتوسط 76063 دولارا سنويا مقارنة بنحو 47225 دولارا سنويا بين السود، وهناك قدر أكبر من الأدلة يشير إلى أن الطبيبات يكسبن أقل من نظرائهن الذكورن وفي الدراسة الجديدة استخدم الباحثون بيانات مسحين سابقين شارك فيهما أطباء وكان أولهما بين عامي 2000 و2013 والآخر بين عامي 2000 و2008.
أطباء الهند يعالجون مرضاهم من على بعد
يعكف طبيب بأحد مستشفيات العاصمة الهندية نيودلهي على متابعة مجموعة من شاشات الكمبيوتر التي تعرض المؤشرات الحيوية لمرضى بوحدات العناية المركزة من ضغط الدم إلى النبض والحرارة وغيرها بعيادات تبعد عنه مئات الكيلومترات.
وفجأة أضاءت لمبات التنبيه ذات اللونين الأحمر والأصفر بعد أن توقف ضخ غاز الأكسجين لمريض عمره 67 عاما فيما لم يكن بجواره أي من أطباء الرعاية الحرجة بأحد مستشفيات مدينة أمريتسار بشمال البلاد.
لكن الطبيب الموجود بالمركز الطبي في نيودلهي الذي تديره مؤسسة (فورتيس هيلث كير) للرعاية الصحية بادر بإصدار مجموعة من التعليمات ما حال دون إصابة المريض بتلف في أنسجة المخ أو الوفاة وذلك حسبما ورد في تقرير من سلسلة المستشفيات الهندية، وتقوم كبريات المستشفيات الخاصة بالهند -مستغلة في ذلك النقص الحاد في أطباء الرعاية الحرجة- بالتوسع في مراكز إدارة وحدات العناية المركزة من على بعد في شتى أرجاء البلاد فيما تبدأ خلال الشهر الجاري نفس النشاط في بنجلادش المجاورة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن بالهند سبعة أطباء لكل عشرة آلاف شخص أي ما يمثل نصف المتوسط العالمي وتقول بيانات الرابطة الطبية بالهند إن البلاد بحاجة إلى أكثر من 50 ألف أخصائي للحالات الحرجة فيما لا يتوافر حاليا سوى 8350 طبيبا فقط، ويعني مثل هذا النقص في أعداد الأطباء أن المنشآت الصغيرة في سوق المستشفيات الخاصة التي يصل حجمها إلى 55 مليار دولار غير مجهزة تجهيزا كاملا على نحو يكفي لتوفير العناية الحرجة حتى مع زيادة أعداد المرضى الذين يلجأون للعلاج في مؤسسات الرعاية الطبية الخاصة لأن منظومة الصحة العمومية أسوأ حالا.
وتقوم أكبر سلاسل للرعاية الطبية في الهند مثل (أبوللو هوسبيتال انتربرايز) و(فورتيس هيلث كير) هذا العام بتوسيع نطاق الشبكات الإلكترونية لمراقبة وحدات الرعاية المركزة مع تكثيف عملياتها وذلك بفضل التقدم في تقنيات الاتصالات، وقال كيه. هاري براساد مدير قطاع أنشطة المستشفيات في مؤسسة أبوللو التي يعمل بها 700 من أخصائيي الرعاية الحرجة "نسعى لتمكين الأطباء من الاستعانة بهذه التقنيات".
وتراقب (أبوللو) 200 مريض في ست ولايات من وحدة للمراقبة الإلكترونية في مدينة حيدر أباد وقال براساد إنه يجري محادثات لتوسيع نطاق الخدمة لتشمل مستشفيات حكومية، وستبدأ مؤسسة (فورتيس) أنشطة مراقبة وحدات الرعاية المركزة إلكترونيا في مدينة خولنا ببنجلادش هذا الأسبوع في أول عملية من نوعها خارج الحدود للإشراف على 350 مريضا انطلاقا من مركز في نيودلهي مع إنشاء مركزين آخرين في منتصف عام 2017.
ونجح الأطباء في الآونة الاخيرة في إنقاذ حياة حامل عمرها 30 عاما بمستشفى في مدينة وارانجال الجنوبية بعد توقف قلبها عن النبض وساعدوا طبيبا مقيما غير متخصص في الحالات الحرجة في إجراء تنشيط للقلب وذلك بالاستعانة برابط عبر الفيديو.
طبيب يعطي الأمل للملايين من فقراء باكستان بفضل عمليات زرع مجانية
تعاني المستشفيات العامة في باكستان مشكلات خطيرة تشمل نقص المعدات والفساد وسوء التنظيم، لكن طبيبا في مركز حديث متخصص في عمليات الزرع اعاد الامل للملايين في هذا البلد بفضل خدماته المجانية، ويجتاز مرضى فقراء مسافات طويلة للتمركز على الارضية الاسمنتية امام مبنى المستشفى املا في تلقي العلاج.
ويعمل مؤسس هذا المركز اديب الرضوي ذو الشعر الابيض وصاحب الخطوات الرشيقة، بلا كلل من الصباح حتى المساء. هو لا يملك اي مكتب غير انه يتنقل بين اروقة المستشفى ليعود مرضاه من دون تفرقة بين طفل او شخصية مرموقة او مجرم.
هذا الجراح البالغ 79 عاما يواصل اجراء عمليات الزرع. وتبدو حماسته ظاهرة عند سرده تفاصيل مسيرته الشاقة لانجاز هذا المستشفى الذي انطلق مع خدمة بسيطة من ثمانية اسرة ليتوسع بعدها حتى يصبح واحدا من ابرز مراكز عمليات الزرع في بلدان جنوب آسيا، حيث يتم خصوصا زرع الكلى.
ويعود الفضل في هذا الانجاز الى عوامل عدة: اذ ان معهد السند لطب المسالك البولية وعمليات الزرع ("سيوت") ممول جزئيا بهبات فردية، وقد وفر العلاج لملايين الاشخاص على مدى اربعة عقود، وفي 2015، اجريت اكثر من 300 عملية زرع و260 جلسة غسل للكلى، كلها مجانية بالكامل، بما يشمل علاجات المتابعة.
ويأسف الرضوي لأن "الناس في بلد نام لا يملكون الموارد المطلوبة للعلاج"، موصفا حالات الفقر المدقع التي يواجهها الموظفون في عشرة مراكز صحية تديرها مؤسسته في سائر انحاء البلاد وتضم 1200 سرير في المجموع.
اضراب لأطباء تونس إثر توقيف طبيبة متهمة بارتكاب خطأ طبي
أضرب اطباء القطاع العام في تونس عن العمل وتظاهر بعضهم وسط العاصمة احتجاجا على توقيف زميلة لهم اتُهمت بارتكاب خطأ طبي تسبب بوفاة مولود في مستشفى عمومي، وأعلنت نقابات ان اطباء كل المستشفيات العمومية في تونس شاركوا في الاضراب تنديدا بتوقيف الطبيبة التي افرج عنها بكفالة بعد اقل من 24 ساعة.
في المقابل أفادت ايمان الحامدي المكلفة بالاعلام في وزارة الصحة فرانس برس ان "سير العمل كان عاديا في كل اقسام الطب الاستعجالي والأمراض الحساسة التي لا تحتمل الانتظار"، وفي العاصمة تونس تظاهر اطباء امام مقر الحكومة مطالبين بسن قانون "يحمي الاطباء"، وقال محمد كمال الغربي وهو عضو إحدى نقابات الأطباء المشاركة في التظاهرة لإذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة ان نقابته تطالب بأن لا يتم مستقبلا توقيف الاطباء المشتبه ارتكابهم أخطاء طبية وأن يتم التحقيق معهم وهم في "حالة سراح".
وطالب الحكومة "بتسريع" عرض مشروع قانون "المسؤولية الطبية" الذي "يحمي الاطباء ويحدد مسؤولياتهم وحقوقهم وواجباتهم" على البرلمان، وبداية الاسبوع اقام مواطن تونسي دعوى قضائية اتهم فيها اطباء بقسم التوليد بمستشفى سوسة العمومي بالتقصير وبالمسؤولية عن وفاة ابنه بعد "16 ساعة" على ولادته.
واصدر القضاء مذكرة توقيف بحق طبيبة مقيمة بالمستشفى قبل ان يطلق سراحها بعد اقل من 24 ساعة بكفالة مالية إثر "ضغوط" على حد تعبير إحدى نقابات القضاة، وفي الخامس من الشهر الحالي طالب "المجلس الوطني لعمادة الاطباء بتونس" في بيان السلطات بوقف تجريم "الاخطاء الطبية".
سجن طبيب بريطاني 15 عاما لإجرائه جراحات ثدي غير ضرورية
عاقبت محكمة بريطانية جراحا متخصصا في أمراض الثدي بالسجن 15 عاما لإجرائه عمليات غير ضرورية لعشرة مريضات بغرض الكسب المادي، وقال القاضي جيرمي بيكر إن الجراح أيان بيترسون كذب وأوهم مريضاته أنهن يواجهن خطر الإصابة بسرطان الثدي وأجرى جراحات لا حاجة لها وفي بعض الأحيان عمليات لاستئصال الثدي.
وأبلغ القاضي محكمة نوتنجهام كراون قائلا "الأثر الجسماني وخاصة الأثر النفسي عليهن عميق"، وقال القاضي إن دوافع الجراح البالغ من العمر 59 عاما غير واضحة لكن الطبيب "لم يبد أي ندم" خلال المحاكمة. بحسب رويترز.
وبعد صدور الحكم قالت باتريشيا ويلش إحدى ضحايا الطبيب إنها شعرت بالعدالة لكنها دعت إلى فتح تحقيق حتى يحصل كل الضحايا على حماية كاملة عندما يسعون إلى رعاية طبية خاصة.