الاحترار العالمي ومستقبل البشرية: هل وصلت حرارة الأرض الى أقصاها؟
مروة الاسدي
2017-03-09 07:10
تشير أحدث الدراسات المناخية الى ان موجات الحر أصبحت أكثر تكرارا في العالم خلال العقود الأخيرة، وهذا ما أكدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بإن الأعوام الخمسة الأخيرة كانت أحر الأعوام التي تم تسجيلها وذلك مع تزايد الأدلة على أن موجات الحرارة والفيضانات وارتفاع مستوى مياه البحر أصبحت أكثر حدة بفعل تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.
ورغم أن بعض الظواهر المناخية الغريبة كانت ستحدث بشكل طبيعي فإن المنظمة تقول إن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري زادت مخاطر هذه الظواهر الشديدة بواقع عشرة أمثال أو أكثر في بعض الأحيان، وتغلبت الأعوام الخمسة الأخيرة على الفترة بين 2006 و2010 كأحر فترة منذ بدأ تسجيل درجات الحرارة في القرن التاسع عشر.
وارتفاع حرارة الأرض أمر خطير للغاية لأنه يُؤدي إلى نتائج كارثية، فاستمرار تلك الزيادة في درجة حرارة الأرض يُؤدي إلى ذوبان جبال الجليد في القطبين وبالتالي ارتفاع مستوى البحر ما ينتج عنه إغراق المناطق الساحلية، وكل ذلك يُحدث تغيرات كبيرة في مناخ الأرض تتفاوت بين الأعاصير، موجات الجفاف، الفيضانات والحرائق.
فيما أكدت بيانات ترصد الواقع المناخي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2016 بانه سجل رقما قياسيا من حيث أشد الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة، ويعتقد الخبراء أن ظاهر "إل نينو" المناخية نهضت بدور في تسجيل درجات حرارة مرتفعة على نحو قياسي خلال عامي 2015 و2016.
اما عن أسباب ارتفاع درجات الحرارة هذا العام الي مستويات قياسية لم يسبق الوصول اليها من قبل في السنوات الماضية هو تلوث الهواء والغلاف الجوي للأرض والذي تسبب في احداث التغييرات المناخية وتغير نسب الغازات في الغلاف الجوي وأيضا الوصول الي ظاهرة لاحتباس الحراري والتي يحذر منها العلماء انها قد تسبب مشاكل في ارتفاع درجات الحرارة والتأثير على المحاصيل الزراعية وارتفاع منسوب المحيطات، حيث ان استمرار استهلاك الوقود الاحفوري خاصة الفحم و عدم ايجاد آليه سليمة للتحكم العوادم والغازات الناتجة عن حرق البترول والفحم يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
على صعيد ذي صلة، قال علماء المناخ إن درجات الحرارة في القطب الشمالي ارتفعت إلى ما يقارب نقطة الذوبان يوم الخميس جراء هبوب موجة غير مألوفة من الهواء الحار على منطقة من القطب الشمالي تكون في هذا الوقت من السنة في حالة تجمد تام في ظلمة الشتاء، وترتفع حرارة المنطقة القطبية بمعدل يزيد مرتين عن المتوسط العالمي مما يؤثر سلبا على أسلوب الحياة الذي يعتمد على الصيد بالنسبة للسكان الأصليين في المنطقة ويهدد مخلوقات مثل الدب القطبي بينما يفتح المنطقة على المزيد من حركة الملاحة والتنقيب عن النفط والغاز، ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في الأيام المقبلة.
درجات حرارة أعلى من المعتاد في مارس ومايو
قالت مؤسسة ويذر كومباني يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن يشهد معظم أنحاء أوروبا باستثناء منطقة إيبريا وأنحاء من بريطانيا درجات حرارة أعلى من المتوقع خلال الفترة بين مارس آذار ومايو أيار، وقالت المؤسسة في تقرير توقعاتها الفصلية الشهري إن الطقس الدافئ نسبيا سيسود على نحو غير مألوف في معظم أنحاء شرق أوروبا والنصف الشرقي من الدول الاسكندنافية وشمال غرب روسيا. بحسب رويترز.
وقال تود كروفورد كبير خبراء الأرصاد في المؤسسة "نتوقع طقسا ربيعيا...مع طقس ممطر أكثر من المعتاد في أنحاء غرب أوروبا فيما سيسود طقس معتدل وجاف في الجنوب الشرقي"، وتقدم مؤسسة ويذر كومباني المملوكة لشركة (آي.بي.إم) توقعات للطقس تستهدف قطاعات السلع والطاقة.
للعام الثالث على التوالي.. رقم قياسي لدرجات الحرارة في العالم في 2016
ذكرت وكالات حكومية أمريكية أن درجات الحرارة العالمية سجلت مستوى مرتفعا جديدا للعام الثالث على التوالي في 2016 لتقترب من السقف المحدد للتغير المناخي في ظل مظاهر لتطرف الطقس منها حرارة لم يسبق لها مثيل في الهند وذوبان الجليد في القطب الشمالي، صدرت البيانات التي أيدتها نتائج من منظمات أخرى قبل يومين من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يشكك فيما إذا كان العامل البشري من بين أسباب تغير المناخ.
وقالت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي إن متوسط درجات حرارة الأرض والمحيطات في 2016 زاد 0.94 درجة مئوية فوق متوسطها للقرن العشرين الذي بلغ 13.9 درجة، وأوردت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بيانات متطابقة تقريبا وقال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني وجامعة إيست أنجيلا التي ترصد أيضا درجات الحرارة العالمية للأمم المتحدة إن 2016 كان أكثر الأعوام المسجلة حرارة. بحسب رويترز.
وزادت درجات الحرارة التي ارتفعت جراء كل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط الإنساني وظاهرة النينيو الطبيعية التي زادت الحرارة في المحيط الهادي العام الماضي عن الرقم القياسي السابق المسجل في 2015 عندما وافقت 200 دولة على خطة للحد من الاحتباس الحراري. وتغلبت تلك الذروة بدورها على الرقم القياسي المسجل في 2014، وقال جافين شميت مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء في ناسا "لا نتوقع سنوات قياسية كل عام لكن اتجاه الارتفاع المستمر لحرارة الأرض على الأمد الطويل واضح"، ويعود تسجيل درجات الحرارة العالمية إلى ثمانينات القرن الماضي. ومن غير المرجح أن تسجل درجات الحرارة ذروة جديدة في 2017 بعد تراجع ظاهرة النينيو حتى مع زيادة تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري في الهواء بقيادة الصين والولايات المتحدة.
الحر يسجل أرقاما قياسية في 2016 في علامة جديدة على الاحترار العالمي
قالت هيئة كوبرنيكوس للتغيير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الخميس إن العام الماضي كان بفارق كبير أعلى الأعوام المسجلة من حيث درجات الحرارة، وقالت الهيئة في تقرير إن هذه أول بيانات في العام الجديد تؤكد توقعات كثيرة بأن 2016 سيتفوق على 2015 بوصفه أشد الأعوام حرارة منذ بدء عمليات التسجيل الموثوق بها في القرن التاسع عشر.
وأضافت أن القطب الشمالي شهد أكبر ارتفاع في درجات الحرارة في حين شهدت مناطق كثيرة أخرى في العالم من بينها مناطق في افريقيا وآسيا ارتفاعا غير عادي في درجات الحرارة، وكانت مناطق قليلة من أمريكا الجنوبية والقطب الجنوبي أكثر برودة من المعتاد، وقالت هيئة كوبرنيكوس إن متوسط درجات حرارة سطح الأرض في 2016 بلغ 14.8 درجة مئوية أو 1.3 درجة مئوية أعلى من درجات الحرارة المقدرة قبل أن تدشن الثورة الصناعية استخدام الوقود الأحفوري على نطاق واسع.
وفي 2015 اتفقت نحو 200 دولة خلال اجتماع قمة عُقد في باريس على ألا يتجاوز الاحترار العالمي المستوى الذي كان موجودا في فترة ما قبل الثورة الصناعية بدرجتين مئويتين في الوقت الذي تواصل فيه الجهود الرامية إلى قصر الارتفاع في درجة الحرارة على 1.5 درجة مئوية في إطار تحول شامل عن استخدام الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.
وقالت هيئة كوبرنيكوس إن درجات الحرارة في العام الماضي كسرت رقما قياسيا سُجل في 2015 بنحو 0.2 درجة مئوية وقد عزز ذلك تزايد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الجو وبظاهرة النينيو في المحيط الهادي. بحسب رويترز.
وأضافت أن درجات الحرارة في فبراير شباط 2016 وحده تجاوزت فترات ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.5 درجة مئوية. ويُنحى باللوم على ارتفاع درجة الحرارة في حرائق الغابات المتأججة والموجات الحارة والجفاف والفيضانات وتزايد سقوط الأمطار الغزيرة التي تعطل إمدادات الغذاء والمياه.
موجة حر قياسية في القطب الشمالي
قال علماء إن درجات الحرارة في القطب الشمالي قد تصل إلى 20 درجة أعلى من المتوسط عشية عيد الميلاد، فيما وصفوه بموجة حر قياسية، ويقول علماء المناخ إن هذه الأنماط من الطقس الحار في منطقة القطب الشمالي ترتبط بشكل مباشر بتغير المناخ بسبب البشر، وكانت درجات الحرارة خلال شهري نوفمبر/تشرين ثاني الماضي وديسمبر/ كانون أول الجاري قد ارتفعت خمس درجات أعلى من المتوسط.
وجاء ذلك بعد صيف وصل خلاله مستوى جليد البحر القطبي الشمالي إلى ثاني أدنى مستوى له تسجله الأقمار الصناعية.
وقالت الدكتورة فريدريكي أوتو، إحدى كبار الباحثين في معهد التغير البيئي بأكسفورد لبي بي سي نيوز:" إنه في أوقات ما قبل الثورة الصناعية فإن موجة حارة كهذه كانت نادرة للغاية، فقد كنا نتوقع حدوثها كل 1000 سنة."
وأضافت الدكتورة أوتو قائلة إن العلماء "واثقين جدا" أن أنماط الطقس مرتبطة بتغير المناخ بسبب البشر، وتابعت قائلة لبي بي سي نيوز: "إننا استخدمنا نماذج وطرق مختلفة للملاحظة المناخية، وتوصلنا من خلالها جميعا لنفس النتيجة، إذ لا يمكن الوصول لنموذج مثل هذه الموجة الحارة دون العنصر البشري"، ومن المتوقع أن يؤدي تدفق الهواء الدافئ من شمال المحيط الأطلنطي إلى القطب الشمالي لارتفاع الغيوم التي ستحتفظ بالحرارة فوق سطح الأرض، وأوضحت الدكتورة أوتو لبي بي سي نيوز قائلة إن انخفاض مستوى الجليد البحري يساهم في هذه "الحلقة المفرغة".
وقالت :"اذا كان العالم يزداد سخونة فإن الجليد البحري والجليد على الأرض سينكمش لتظهر الأرض والمياه التي ستمتص أشعة الشمس بدلا من عكسها كما يفعل الجليد"، وتشير نماذج التنبؤ أن هناك فرصة نسبتها نحو 2 بالمئة سنويا لحدوث موجة حرارية.
وقالت الدكتورة أوتو: "لكن اذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع كما هو الحال الآن فإننا سنتوقع موجة حر مثل هذه مرة كل سنتين مما سيمثل ضغطا كبيرا على النظام البيئي"، وقال الدكتور تورستن ماركوس، رئيس مختبر علوم الغلاف الجليدي في ناسا ، لبي بي سي إن موجة الحر كانت "أمرا غير معتاد للغاية"، يذكر أن أوضاع التجمد وذوبان الجليد تصعب بالفعل على حيوان الرنة العثور على الطعام حيث أنه يتغذى على الطحالب التي يغطيها الجليد الصلب وليست الثلوج اللينة.
حرارة الأرض تتراجع في عام 2017 لكنها ستظل محرقة
قال علماء إن من المرجح أن تتراجع درجة حرارة العالم في العام القادم من مستوى قياسي محرق بلغته في عام 2016 عندما حصلت ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري على دعم من ظاهرة النينيو الطبيعية في المحيط الهادي.
لكن لا يزال من المرجح أن يظل العام القادم صاحب ثالث أعلى مستوى مسجل لدرجات حرارة الكوكب، وسوف يتزامن التراجع في درجات الحرارة على أساس سنوي مع العام الأول لولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ورفض ترامب أحيانا فكرة أن النشاط البشري هو سبب ارتفاع درجة حرارة الأرض باعتبارها خدعة، وقال البروفسور آدم سكايف من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني لرويترز عن تقرير نشر يوم الثلاثاء مستندا إلى بيانات محوسبة جديدة "من غير المرجح أن تسجل درجات الحرارة في العام القادم مستوى قياسيا لكنه سيظل عاما حارا جدا"، وأضاف أنه سيكون من الخطأ أن يفسر أي أحد يشكك في أن البشر هم سبب التغير المناخي التراجع المتوقع في عام 2017- الذي سينتج عن انتهاء ظاهرة النينيو التي أطلقت حرارة من المحيط الهادي- كعلامة على انتهاء الاتجاه الطويل الأجل لارتفاع درجة حرارة الأرض.
كان مكتب الأرصاد البريطاني توقع أن يكون عام 2017 هو العام الثالث بعد عامي 2016 و2015 الذي يشهد أعلى درجة حرارة للكوكب منذ بدء السجلات في منتصف القرن التاسع عشر، ومن بين العلامات على ارتفاع درجة حرارة الأرض أن البحار الجليدية في كل من المحيط المتجمد الشمالي وحول القارة القطبية الجنوبية عند أدنى مستوياتها حسبما أفادت بيانات أصدرها المركز الوطني الأمريكي للثلوج والجليد في منتصف ديسمبر كانون الأول.
وقال مكتب الأرصاد البريطاني إن متوسط درجات الحرارة العالمية لعام 2017 سيكون أعلى بحوالي 0.75 درجة مئوية من المتوسط طويل الأجل للفترة بين 1961 و1990 والذي بلغ حوالي 14 درجة مئوية. بحسب رويترز.
وقال سكايف إن المتوسط هذا العام أعلى حتى الآن بمقدار 0.86 درجة مئوية فوق المتوسط وهو ما يتفق مع توقعات صدرت في منتصف عام 2016. كانت ظاهرة النينيو مسؤولة عن حوالي 0.2 درجة من الزيادة في درجة الحرارة عام 2016 وهو أقل بكثير من الحرارة الإضافية الناجمة عن غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري.
وقالت الهيئة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها جنيف في بيان منفصل إن عام 2016 في سبيله لأن يكون العام الأعلى حرارة في التاريخ المسجل متقدما على عام 2015 حيث أكدت بيانات في نوفمبر تشرين الثاني تقديرات أعلنت قبل شهر.
وتقول الهيئة إن تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن نشاط البشر في الغلاف الجوي يسبب موجات حر وجفاف وفيضانات أشد ضررا وارتفاعا في مستويات مياه البحار بحوالي 20 سنتيمترا في القرن المنصرم، وتحدث ظاهرة النينيو كل بضع سنوات ويمكن أن تسبب اضطرابا في الطقس في أنحاء العالم.
2016 أشد الأعوام سخونة في العالم "على الأرجح"
أكدت بيانات ترصد الواقع المناخي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري أن عام 2016 يسجل رقما قياسيا من حيث أشد الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة، وكانت درجات الحرارة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى سبتمبر/أيلول قد تجاوزت مستويات ما قبل العصر الصناعي بواقع 1.2 درجة مئوية، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن درجات الحرارة ستظل مرتفعة بقية العام على أن تتجاوز المستويات المسجلة في عام 2015.
وكان لظاهرة التردد الجنوبي المناخية المعروفة باسم "إل نينو" تأثيرها في ارتفاع درجات الحرارة، كما تظل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العامل الأكثر أهمية في توجيه درجات الحرارة نحو تسجيل ارتفاع.
وساعد البيان المؤقت عن حالة المناخ العالمية عام 2016 في وقت مبكر من العام الجاري في رسم رؤية أمام اجتماع مفاوضي المناخ في المغرب، الذين يسعون إلى دفع اتفاقية باريس المناخية قدما، ويقول البيان إن درجات الحرارة من بداية العام حتى شهر سبتمبر/أيلول سجلت ارتفاعا بواقع 0.88 درجة فوق متوسط درجات الحرارة المسجلة خلال الفترة من 1961 وحتى 1990، التي تستخدمها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كأساس لها.
وكان عام 2015 بالكامل، الذي سجل مستويات قياسية من حيث ارتفاع درجات الحرارة، قد سجل ارتفاعا بواقع 0.77 فوق متوسط درجات الحرارة المسجلة خلال الفترة من 1961 وحتى 1990، ونظرا لبقاء شهرين على انتهاء هذا العام، يشير تحليل مبدئي للبيانات المعلنة في شهر أكتوبر/تشرين الأول أن عام 2016 يسير على خطى تجاوز مستويات عام 2015 الذي سجل بدوره ارتفاعا قياسيا مقارنة بعام 2014.
وقال بيتري تالاس، أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية : "عام آخر ورقم قياسي آخر. إن عام 2016 تجاوز درجات الحرارة المرتفعة التي شهدناها في عام 2015".
وأضاف: "في مناطق قطبية في روسيا، سجلت درجات الحرارة من 6 إلى 7 درجات مئوية فوق متوسط درجات الحرارة طويلة الأجل. كما سجلت الكثير من المناطق الأخرى في مناطق قطبية وشبه قطبية في روسيا وألاسكا وشمال غرب كندا ارتفاعا بواقع 3 درجات على الأقل فوق متوسط درجات الحرارة".
الأعوام الخمسة الأخيرة كانت الأحر على الإطلاق
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الأعوام الخمسة الأخيرة كانت أحر الأعوام التي تم تسجيلها وذلك مع تزايد الأدلة على أن موجات الحرارة والفيضانات وارتفاع مستوى مياه البحر أصبحت أكثر حدة بفعل تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.
ورغم أن بعض الظواهر المناخية الغريبة كانت ستحدث بشكل طبيعي فإن المنظمة تقول إن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري زادت مخاطر هذه الظواهر الشديدة بواقع عشرة أمثال أو أكثر في بعض الأحيان.
وقال باتيري تالاس الأمين العام للمنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان "مررنا بأحر خمس سنوات مسجلة وحصلت 2015 على لقب أحر عام منفرد. وحتى هذا الرقم القياسي سينكسر على الأرجح في 2016."
وذكرت المنظمة أن من أسوأ الظواهر التي حدثت في تلك الفترة أن تسبب الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي عامي 2011 و 2012 في مقتل أكثر من 250 ألف شخص بينما أدى الإعصار هايان في الفلبين إلى مقتل 7800 شخص في 2013.
وأضافت في تقرير صدر من أجل اجتماع لأكثر من 200 دولة في المغرب معني بمهمة تنفيذ المعاهدة الدولية التي أبرمت في 2015 لمكافحة تغير المناخ أن الإعصار ساندي سبب أضرارا بلغت قيمتها 67 مليار دولار في 2012 معظمها في الولايات المتحدة.
توقف شركات عن العمل وحث السكان على تخفيف الأحمال بسبب موجة حارة في أستراليا
توقف كبار مستخدمي الطاقة على الساحل الشرقي لأستراليا عن العمل يوم الجمعة وطلب مسؤولون من السكان الامتناع عن الطهي ومشاهدة التلفزيون لتخفيف الأحمال على إمدادات الطاقة فيما تتحرك موجة حارة شديدة من الصحراء إلى الساحل.
وتتأهب السلطات لقطع الكهرباء مؤقتا عن مناطق معينة بولاية نيو ساوث ويلز في وقت متأخر يوم الجمعة لمنع الحمولة الزائدة بعد أيام من انقطاع الكهرباء عن 40 ألف منزل وشركة في ولاية ساوث أستراليا.
وطلب دون هاروين وزير الطاقة في نيو ساوث ويلز من السكان التفكير في الحد من استخدامهم للطاقة بعد العمل، وقال للصحفيين في سيدني "بدلا من التوجه مباشرة إلى المنزل وتشغيل التلفزيون والطهي (يمكنكم) التفكير في الذهاب إلى السينما أو إلى مركز تسوق لتخفيف الأحمال لأن هذا يساعد"، وتوقف العمل في مصنع للورق ومنشأة لمعالجة المياه وتوماجو أكبر مصهر للألومنيوم في البلاد للحفاظ على الطاقة.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية أولينكا دوما إن ارتفاعا في درجات الحرارة في الداخل الأسترالي يتحرك شرقا ناحية نيو ساوث ويلز أكبر ولايات أستراليا من حيث عدد السكان، وسجلت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أجزاء من نيو ساوث ويلز وإقليم العاصمة الأسترالية يوم الجمعة ويتوقع أن يسجل يوم السبت أحر أيام فبراير شباط منذ بدء التسجيل، وقال نيد كوتامي وهو صاحب محلات بوظة (أيس كريم) متنقلة في سيدني "لن أعمل اليوم. سأجلس هنا في التكييف بمنزلي وحسب، "الناس على الشواطئ إما في المياه أو عائدين إلى منازلهم. لا يخرج أحد لتناول الأيس كريم".