هل تنجح سلاسل التوريد في ايقاف الحمائية التجارية؟
إيهاب علي النواب
2019-02-24 04:37
سلسلة التوريد هي منظومة من المؤسسات، والناس، والتكنولوجيا، والأنشطة والمعلومات والموارد المطلوبة لنقل المنتجات أو الخدمات من الموردين إلى العملاء، فنشاطات سلسلة التوريد تقوم بتحويل الموارد الطبيعية والمواد الخام والمكونات إلى المنتج النهائي الذي يتم تسليمه إلى العميل النهائي.من خلال نظم متطورة في سلسلة التوريد تستخدم منتجات ربما تستطيع إعادة إدخال سلسلة التوريد في أي نقطة حيث القيمة المتبقية غير القابلة لإعادة التدوير.
وسلاسل التوريد ترتبط بقيمة السلسلة، وتبدأ سلسلة التوريد النموذجية بالتنظيم الإيكولوجي والبيولوجي للموارد الطبيعية، تليها عملية استخراج الإنسان للمواد الخام، وتشمل عدة وصلات إنتاج (على سبيل المثال، عنصر البناء، والتجميع، والدمج) قبل الانتقال إلى عدة طبقات من مرافق التخزين التي تناقص حجمها أكثر من أي وقت مضى، والمواقع الجغرافية النائية، وتصل في النهاية إلى المستهلك.
وبالتالى فان العديد من التبادلات في سلسلة التوريد ستكون بين الشركات المختلفة التي سوف تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من العائدات ضمن نطاق اهتمامها، ولكن قد تكون قليلة أو معدومة المعارف أو لها مصلحة في بقاءالعاملين في سلسلة التوريد. وفي الآونة الأخيرة أصبح التنظيم الذاتى للشبكة في الاعمال التي تتعاون على توفير المنتجات والخدمات المطلوبة تسمى المؤسسة الممتدة.
سلاسل التوريد وتخفيض التكاليف
يشير تدفق تكاليف التصنيع إلى عملية استخدام المواد والعمالة لإكمال السلعة النهائية التي يمكن بيعها إلى العميل. يمكن لنظام إدارة سلسلة التوريد أن يقلل من تكلفة وتعقيد عملية التصنيع ، خاصة بالنسبة إلى الشركة المصنعة التي تستخدم العديد من الأجزاء. فعلى سبيل المثال ، تقوم شركة تصنيع الملابس بنقل المواد الخام إلى الإنتاج أولاً ، مثل القماش والسحابات وغيرها من القطع التي تستخدم لصنع الملابس. ثم تقوم الشركة المصنعة بتكاليف العمالة لتشغيل الآلات وأداء أعمال أخرى باستخدام المواد. بمجرد الانتهاء من العناصر ، يجب أن يتم تغليفها وتخزينها حتى يتم بيعها لأحد العملاء.
ان مما لاشك فيه هو أن اهمية سلاسل التوريد باتت اكثر من ضرورية لتلك الدول الباحثه عن زيادة قدراتها التنافسية سيما الصناعية منها، فأنطلقت الى صنع وايجاد مناطق لتوريدها وامدادها بكل ماتحتاجه من مستلزمات وذلك بسبب انخفاض التكاليف في بلد سلسلة التوريد قياساً بالبلد المصدر وهو ماينعكس ايجابا على القدرة التنافسية لسلع وخدمات البلد المصدر، وفضلا عن ذلك تقوم سلاسل التوريد بدورة إنتاج أسرع وتسهيل عملية التصنيع المعقدة، خصوصا للشركات التي تستخدم الكثير من الأجزاء المكونة، ووضع تصور لحاجة الشركة المستقبلية لمكونات الإنتاج ما يقلل كمية المواد والأجزاء المكونة التي تبقى دون استخدام بانتظار استخدامها لاحقا.
الا انه اليوم تشهد سلاسل التوريد العالمية خطر كبير يتمثل في التوجه نحو المحلية، اذ كما معلوم ان سلاسل التوريد تعد من افرازات العولمة والاقتصاد الحديث الداعي الى فتح الحدود ورفع الحواجز والعقبات امام التجارة العالمية، وبهذا نشطت هذه السلاسل، الا ان الحرب التجارية التي يشهدها العالم واذا مااستمرت بهذا الشكل فأن من شأنها الاضرار بجزء كبير من حلقات سلاسل التوريد، وهذا معناه الاضرار بالتجارة الدولية بشكل عام. خاصة بعد التوتر الذي تشهده كل من الولايات المتحدة الاميركية والصين، سيما وان العديد من سلاسل التوريد الخاصة بالشركات الاميركية هي موجودة في الصين كشركة أبل وغيرها، وحتى مسألة البريكست البريطاني وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي من شأنها ان تلقي بظلالها سلباً على سلاسل التوريد بين الاثنين هذا ماعلمنا ان وجود سلاسل التوريد مهم جداً في النشاط الاقتصادي وخصوصاً فيما يتعلق بالتجارة والتبادل التجاري ومن دونها قد تختفي صناعات كبيرة ومشهورة بكاملها، وهنا يبقى السؤال انه في ظل هذا الصراع التجاري الحمائي ماذا سيكون مصير سلاسل التوريد، فهل سنشهد حقية جديدة من التبادل التجاري بعيد عن هذا المفهوم، ام ان القائمون على التجارة العالمية سيدركون اهمية هذه السلاسل ويعودون لطاولة النقاش وحل المسائل العالقة؟!.