توقعات البنك الدولي تدعم ارتفاع أسعار النفط عالمياً
إيهاب علي النواب
2017-11-04 07:24
تشهد سوق النفط العالمية انتعاشاً ايجابياً في أسعار النفط المصدرة للخارج، ويرجع هذا الى ازدياد الطلب العالمي خلال هذه الفترة، مع نجاح استمرار الاتفاق بين اعضاء أوبك المتعلق بتخفيض الانتاج، اذ أرتفعت أسعار النفط بفضل استمرار جهود خفض الإمدادات بقيادة «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) الهادفة إلى تقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق، وبلغ سعر خام «برنت» في العقود الآجلة 60.75 دولار للبرميل بزيادة 13 سنتاً أو 0.2 في المئة عن سعر التسوية السابقة. وصعد «برنت» حوالى 37 في المئة منذ بلوغه مستواه الأدنى خلال العام الحالي في حزيران (يونيو).
وسجل خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي 54.70 دولار للبرميل بزيادة 16 سنتاً أو 0.3 في المئة عن سعر التسوية السابقة. وارتفع الخام الأميركي حوالى 30 في المئة عن مستواه الأدنى خلال العام الحالي في حزيران، وترتفع أسعار النفط في السوق الحاضرة أيضاً، إذ رفعت «أرامكو» السعودية سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في كانون الأول (ديسمبر) لزبائنها في آسيا بمقدار 65 سنتاً للبرميل عن تشرين الثاني (نوفمبر)، ليصل إلى 1.25 دولار فوق متوسط خامي عمان ودبي. وهذا هو المستوى الأعلى منذ أيلول (سبتمبر) عام 2014، وتزيد أسعار العقود الآجلة لأسباب من بينها قرار «أوبك» وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً لتقليص المعروض في السوق، ويسري اتفاق خفض الإمدادات حتى آذار (مارس) 2018. وبينما تزداد التوقعات بتمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2018، لم يتم الوصول إلى اتفاق على التمديد حتى الآن.
اذ يتوقع البنك الدولي ارتفاع أسعار النفط إلى 56 دولارا للبرميل العام 2018 من 53 دولارا في العام الحالي نتيجة تزايد الطلب وخفض الإنتاج المتفق عليه بين البلدان المصدرة للنفط واستقرار إنتاج النفط الصخري الأميركي، ورجح البنك أن يتوقف ارتفاع أسعار المعادن العام المقبل، وأشار البنك الدولي في نشرة "آفاق أسواق السلع الأولية لشهر تشرين الأول(أكتوبر)" إلى أن أسعار سلع الطاقة التي تشمل النفط والغاز الطبيعي والفحم من المتوقع أن تسجل 4 % في 2018 بعد أن قفزت 28 % هذا العام.
ومن المتوقع أن يستقر مؤشر المعادن العام المقبل بعد ارتفاعه بنسبة 22 % هذا العام حيث أن انخفاض أسعار خام الحديد سيقابله ارتفاع أسعار المعادن الأساسية الأخرى، اذ من المتوقع أن تنخفض أسعار سلع المنتجات الزراعية، بما في ذلك المواد الغذائية والمواد الخام، انخفاضا طفيفا العام 2017 لترتفع قليلا العام المقبل، وقد بين جون بافس، كبير الخبراء الاقتصاديين والمؤلف الرئيسي للنشرة "إن أسعار الطاقة تتعافى استجابة للطلب المطرد وانخفاض المخزون، ولكن الكثير يعتمد على ما إذا كان منتجو النفط يسعون إلى خفض الإنتاج والتطورات في الصين ستلعب دورا مهما في مسار أسعار المعادن".
وتم تعديل أسعار النفط بانخفاض ضئيل عن توقعات شهر نيسان(إبريل) ومازالت عُرضة للمخاطر وقد تتسم الإمدادات من منتجين مثل ليبيا ونيجيريا وفنزويلا بالتقلب وربما يوافق أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وغيرهم من المنتجين على استمرار خفض الإنتاج، للحفاظ على الضغط على الأسعار لرفعها، ومع ذلك، فإن عدم تجديد الاتفاق يمكن أن يدفع الأسعار إلى الهبوط، كما يمكن أن يؤدي إلى ذلك أيضا زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 3 % العام 2018، بينما تشهد أسعار الفحم تراجعا بعد ارتفاعها نحو 30 % في العام 2017، وقد تكون السياسات البيئية للصين عاملا رئيسيا في تحديد الاتجاهات المستقبلية لأسواق الفحم.
ومن المتوقع أن تنخفض أسعار خام الحديد بنسبة 10 % العام القادم، بيد أن قلة المعروض يجب أن يرفع أسعار المعادن الأساسية بما في ذلك الرصاص والنيكل والزنك، وتشمل المخاطر السلبية للتوقعات بطء نمو الطلب أكثر من المتوقع من الصين، أو تخفيف القيود المفروضة على الإنتاج في قطاع الصناعات الثقيلة الصيني، ومن المتوقع أن تتراجع أسعار الذهب العام المقبل بناء على توقعات بارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ومن المنتظر أن ترتفع أسعار السلع الزراعية العام 2018 بسبب تراجع المعروض، مع ارتفاع أسعار الحبوب والزيوت والدقيق ارتفاعا طفيفا. ويتوفر المعروض في أسواق السلع الزراعية، ومن المتوقع أن تكون نسب المخزون إلى الاستخدام (أي قياس مدى توفر المعروض في الأسواق) لبعض الحبوب في أعلى مستوياتها خلال عدة سنوات.
ومع ذلك، فإن أنماط الطقس المواتية، وتوفّر المعروض في الأسواق العالمية للمنتجات الغذائية، والانخفاض النسبي في الأسعار العالمية، لا يعني بالضرورة توافر المنتجات الغذائية في كل مكان، فقد تسببت ظروف الجفاف، وهي الأسوأ خلال 60 عاما وفقا لبعض التقديرات، في انخفاض غلة المحاصيل في أجزاء من إثيوبيا والصومال وكينيا مما أدى إلى نقص حاد في الأغذية، ودفعت الصراعات في جنوب السودان واليمن ونيجيريا الملايين من الناس لترك ديارهم وبقي الملايين غيرهم في حاجة إلى معونات غذائية طارئة.