إصدارات جديدة: كتاب مناشئ الضلال ومباعث الانحراف
مؤسسة التقى الثقافية
2016-04-17 12:40
الكتاب: مناشئ الضلال ومباعث الانحراف
نماذج من الصوفية ومنتحلي المهدوية والفرق المبتدعة مثالا
الكاتب: السيد مرتضى الحسيني الشيرازي
اصدار: مؤسسة التُـقـىٰ الثقافية- النجف الأشرف
عدد الصفحات: (٢١١) صفحة من القطع الكبير
صدر عن مؤسسة التُـقـىٰ الثقافية في النجف الأشرف كتاب تحت عنوان (مناشئ الضلال ومباعث الانحراف نماذج من الصوفية ومنتحلي المهدوية والفرق المبتدعة مثالا) ضمن السلسلة الخامسة من سلسلة (دروس في التفسير والتدبر) وهي مجموعة محاضرات ألقاها سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي جمع فيها بصائر عدة مستوحاة من تفسير وتأويل الآية الكريمة (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم) والاية الكريمة: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُون) و قد قام بجمعها وتقريرها الشيخ أبو الحسن الأسماعيلي ، يقع ضمن فصول ثمان وخاتمة في ٢١١ صفحة من الحجم الوزيري.
أهمية موضوع الكتاب
هنالك طرائق ومناهج وحجج مختلفة، تسلكها الفرق الضالة، لتكون مناشئ للضلال، وبالتالي بواعث للانحراف، والتي يمكن تمثيل بعضها بشكل من أشكال التنويم الإيحائي العام، في مقارنتها بالشكل الخاص التقليدي، فهو يستهدف تعطيل العقل وتعويق الذهن، وإبطال القدرة على التفكير، مما يؤشر الأهمية البالغة لموضوع البحث، وبالتالي الحاجة والضرورة للدراسة فيه، وتبيان مسبباته ومقدماته، ومن ثم آثاره ونتائجه، بغرض استنتاج الحلول والمعالجات الرصينة لها، من خلال اختيار وانتقاء نماذج بحثية، هي الأكثر تأثيراً في هذه الفرق المضلة والضالة، كبعض الفرق الصوفية والمهدوية.
وتكمن أهمية موضوع الدراسة وآثارها، في مقاربة علل وأسباب الضلال والانحراف، فالأسباب الخارجية منها، تستهدف الانحراف عن العقيدة، وهي نتاج للتأثر بثقافات وافدة ومدركات غريبة ودخيلة، أو في خرق المتبنيات العقدية، بمفاهيم ومناهج فكرية وفلسفية محرفة لها، غالباً ماتكون عن مقاصد مسبقة ومخطط لها، لأغراض كيدية وكارثية.
أما الأسباب الداخلية للانحراف فهي ذاتية في الأساس من خلال التعصّب والتطرّف والغلو والإفراط والجهل والضعف المنهجي في التعامل مع النقل وفي معرفة مساحات نفوذ العقل وفي التأويل دون دليل وحجة قطعية أو معللة، وفي الاستعداد الذاتي لسلوك الانحراف، ونتيجتها تستهدف المتبنيات الإيمانية والمدركات العقدية.
والضلال عادة هو نتيجة لتأثيرات فكرية وإيحاءات ذهنية ووعظية وتوجيهية، تؤثر بتوجهات المتلقين ومتبنياتهم ومعتقداتهم، من بينها إعاقة العقل والفكر والذهن، وتعطيل القدرة على الإدراك والاستيعاب والتقييم والفهم، وبما يتماهى وطرائق التأثير الإعلامي بالرأي العام، وهو يؤكد أهمية الموضوع، كونه دالا لكشف الإضلال والضلال وبالتالي الانحراف، في تعويق الذهن وتعطيل العقل وإبطال القدرة على التفكير.
تتبع مناشئ الضلال وسائل وطرائق مختلفة، لتنتج الانحراف عن المسلك القويم، ومن أظهر مفرداتها استخدام القوة الناعمة، كطرق السيطرة على العالم، في صناعة الأديان والسيطرة عليها، وإشاعة الفوضى الفكرية والعقدية؛ وكذا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، في الاختراقات الدولية والإقليمية، واستراتيجياتها المخطط لها، والمنتجة في مراكز الدراسات البحثية المتخصصة، في اعتماد فلسفة صنع المذاهب والفرق والأديان، لتكوين قوى موازية وبديلة عن الأصل، وبالنتيجة تفريق الكلمة وضياعها، مما يؤشر أهمية موضوع الدراسة، وضرورات الحاجة لمعالجتها.
أهداف الكتاب
سينصرف الكتاب في أهدافه وغاياته لتشخيص ومقاربة مناشئ الضلال، وإلقاء الضوء على بواعث الانحراف، وتحديد مساحاتها وفضاءاتها ومنطلقاتها، من خلال نماذج للدراسة والبحث، في بعض الصوفية والمهدوية والفرق الضالة، التي تشترك في اعتمادها وسائل متشابهة في الإيحاء والخداع والتأثير الذهني، وتعطيل العقل وتعويق الفكر، وبالتالي إيجاد الحلول الناجعة لمواجهتها، والمعالجات النظرية والعملية والتطبيقية لها.
مناهج الدراسة
كدأب سماحته فقد سلك السيد الأستاذ المؤلف (حفظه الله)، منهج الاستضاءة والاستبصار بالنص القرآني المقدس في وحدة الموضوع وفق الآيتين الشريفتين: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، و(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُون)، اللتين تمثّلان الأساس القرآني الشريف، في كشف بواطن الضلال والإنحراف، وفي كيفية التعامل معه.
ويستكمل منهج البحث النقلي أبعاده الدراسية البحثية في استقصاء الروايات المعتبرة في السنة الشريفة، وهو المنهج البحثي الرصين الذي أسسه سماحة المؤلف (حفظه الله)، معتمداً النص القرآني المقدس في تأصيلاته ،وفق منهجه التفسيري، والحديث المحقق الصحيح والمسند، المرتبط بمادة الموضوع، في استباط أحكامه ومبانيه، بما يجعله ملامساً للبحث والتحقيق الفقهي والعقدي.
ويتفرع في منهجياته بما يلامس المنهج المنطقي الاستنباطي والعقلي والمنهج العلمي الاستقرائي، ضمن رؤيته الشخصية للاستقراء، وفق اشتراطاته في رفض الشكل الناقص منه، لإيغاله في الظن، وعدم التحدد في شكله الكامل لاستحالته، ومن ثم قبوله بالاستقراء المعلل، كونه يلبي المتطلبات البحثية والمنهجية، المعقولة والموضوعية، والقدر المقبول من القطع، فيبسط سماحة المؤلف رؤاه وتصوراته، في موضوع البحث، اعتماداً على ثوابت الفكر الإسلامي، ومتبنياته العقدية والإيمانية.
هيكلية البحث
اشتمل الكتاب على ثمانية فصول بحثية، تفرعت إلى مباحث ومحاور رئيسية وعناوين ثانوية، إذ بحث سماحة السيد في الفصل الأول الحجج والأدلة التي يتناولها أهل الضلالة والبدع ليوهموا بها ضحاياهم من خلال تعطيل عقولهم وتعويق قدراتهم الذهنية، والطرائق التي تسلكها الفرق الضالة لتكون مناشئ للضلال، وبالتالي بواعث للانحراف.
وعرض سماحته الفصل الثاني بالتعريف بالتنويم الإيحائي وتبيان الطرائق والأساليب التي تعتمدها فرق الضلالة للتأثير المركز والمعطل للعقول والمعيق للأذهان، وتوجيه الأتباع خارج شعور الوعي، وقد سيقت الصوفية والمهدوية وطرائقهما، نموذجاً في إجهاد العقول والأبدان، بهدف توجيه الأتباع وفق متبنياتهم ومدركاته الضالة والباعثة للانحراف.
وقارب في الفصل الثالث وسائل السيطرة على الجماهير من خلال الايحاء، الخداع، المغالطة، والعلم كسلاح ذي حدين، فالقرآن الكريم قد بشَّر بالعلم وأمر بتحصيله، لكن أهل الضلالة يستخدمونه بجوانبه السلبية، كما أن المخادعة تجري باستخدام الأسماء بالباطل، والوسائل المضللة واستخدام الخدع العلمية.
وناقش سماحته في الفصل الرابع مناشئ الانحراف والضلالة، عارضاً لحالات وظواهر الغرور والاستعلاء، والجهل الشامل، ثم خسارة الأصل والأرباح والآمال والأعمار والتجربة، والخسارة الأعظم في الكفر بآيات الله تعالى، والفرق بين الكفر بالشيء والكفر بالآيات والعلامات الدالة على الشيء.
وعرض الفصل الخامس لمناشئ الضلال وبواعث الانحراف، في مقاربته للمؤامرات الدولية على الأديان والمذاهب، وموقع مراكز الدراسات في بلورة الرؤى والاستراتيجيات واسترشاد الاستعمار بمراكز الدراسات والجامعات التخصصية، للسيطرة على العالم والاستحواذ على أكبر قدر من الطاقة والمال والاقتصاد، مبيناً أن الطرق المهمة للسيطرة على العالم هي في صناعة الأديان والسيطرة عليها، وذلك من أظهر مفردات القوة للسيطرة على العالم والشعوب ومقدراتها.
والفصل السادس يدور حول (الأخْسَـرِينَ أعْمَالاً) في الحياة الدنيا وأبرز ملامحهم ومعالمهم، ومناشئ ضلالاتهم ومباعث انحرافهم. مبينا أن الأساليب والحيل التي استخدمها بعض في الزمن السابق، يستخدمها الآن المدّعون للسفارة والنيابة الجدد.
وعرض سماحته الفصل السابع لمخرجات الكتاب الاستدلالية والاستقرائية، في نقد وإبطال أدلة الضلال وأسباب الانحراف وحجياته، بما يعدّ مكملاً للفصل السادس الذي قارب الحلول والمعالجات العملية لها، وفي استنساخ الضُلَّال لأسلحة المنحرفين في القاديانية نموذجاً، كالاستخارة والأحلام.
وقارب سماحة السيد الفصل الثامن سبل العلاج والحلول لمناشئ الضلال وبواعث الانحراف، والفصل يمثل مخرجات الكتاب ورؤاه البحثية، فيعرض سماحته ابتداء لمشكلات الفراغ الفكري، ومعاضل الحاجات الفردية المتنوعة، والإضلال في مؤامرات إشاعة الفوضى ونظام المحاكاة، فيناقش الحلول في عناوين ترشيد روافد المعرفة، وفي إنشاء مراكز الدراسات المتخصصة في شؤون الأديان والمذاهب والفرق المبتدعة الضالة، وفي سد منافذ المفاسد، ومعالجة تهيئة الأنفس لتقبل الأفكار المنحرفة.
وأخيراً عرضت خاتمة الكتاب للمفاهيم والأفكار الرئيسة التي ناقشها البحث، وبينت مقدماته البحثية وحقائقه، ثم المخرجات التي خلص إليها البحث بشكل استنتاجات وتوصيات، في مجالات النظرية والتطبيق، وهي الحلول والمعالجات التي خلص إليها الكتاب، في سد منافذ الضلال والانحراف.