الإمام الحسن قائد بمواصفات ربانية

علي ال غراش

2025-08-06 03:50

لقد حظى الإمام الحسن‬ (عليه السلام) بمكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فهو القائد القوي المتمسك بالحق والعدل ورفض الظلم والباطل ومواجهة الطغاة، وتعرية الظالمين وفضحهم، خاض الحروب بالسلاح والحكمة والصبر والصمود والتضحية في سبيل الله، فهو القائد المجتبى بمواصفات الخالق (عز وجل) وذلك حسب كلام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه وأخيه الإمام الحسين (عليهما السلام)، اذ قال (صلى الله عليه وآله): «الْحَسَنُ وَالْحُسَینُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدا»، وقال أيضا (صلى الله عليه وآله): «الْحَسَنُ وَالْحُسَینُ سيدا شباب أهل الجنة» هو القائد والإمام والسيد في كل الأحوال في الحرب والسلم في السلطة.. وغيرها، فيجب على الجميع الإنقياد له.

من الأمور التي حظي وتميز بها الإمام الحسن (عليه السلام)، بانه تربى ونشأ في أحضان جده سيد الخلق الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ووالديه الإمام علي ابن طالب أمير المؤمنين، والسيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، فهم خير البرية (عليه السلام)، وطالما حمله النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على كتفه الشريف بل طالما صعد الحسن على ظهر جده وتفاخر رسول الله به، إذ كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يحمله على عاتقه وهو يقول: «اللهم إني أُحبه فأحبَّه».

الإمام الحسن (عليه السلام) هو سيد ليس في الدنيا وانما في الجنة دار النعيم التي اعدها الله سبحانه وتعالى لخاصة عباده الانبياء والمرسلين والأولياء والصالحين في الآخرة؛ وهي المكافأة والجائزة للمؤمنين على طاعتهم لله وعبادته، باتفاق كل الطوائف، والسيادة في الجنة للإمام الحسن (عليه السلام)، تعبر عن منزلة مرموقة له، بل يتمنى كل مؤمن ان يكون في الجنة وبأي مرتبة بل الدخول هو بحد ذاته هي أعظم الأمنيات، ومن نعم الله على البشر في الدنيا، انه جعل بينهم سادة الجنة ومنهم سيد شباب الجنة الإمام الحسن (عليه السلام).

بالإضافة إلى انه سيد شباب الجنة فهو سيد وإمام وقائد أهل الأرض، وما العجب والإمام الحسن (عليه السلام) هو سيد وقائد بمواصفات ربانية وبتنصيب من سيد الخلق الرسول الأعظم جده (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي قال (صلى الله عليه وآله) في حقّ الإمام الحسن (عليه السلام): "هو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فإنّه ليس منّي...".

وجاء في الروايات انه: أتت فاطمة بابنيها الحسن والحسين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شكواه، التي توفي فيها فقالت: "يا رسول الله، هذان ابناك ورّثهما شيئاً" فقال: "أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له جودي وشجاعتي".

رُوي أيضا عن رسول اللّهِ (صَلّى الله عليه وآله): ".. وَأُمَّا الحَسَنُ فَإِنَّهُ اِبْنِي وَوَلَدِي وَمِنِّي، وَقَرَّةُ عَيْنِي وَضِيَاءُ قَلْبِي وَثَمَرَةُ فؤَادِي، وَهُوَ سَيِّدُ شَبَابٍ أَهْل الجَنَّةِ وَحُجَّةُ اللهِ عَلَى الأَمَّةِ، أَمْرُهُ أَمْرِي وَقوْلُهُ قوْلِي، مَنْ تَبِعَهُ فإنّهُ مِنَي وَمَنْ عَصَاهُ فَلَيْسَ مِنِّي".

أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلقاً وسؤدداً وهدياً، فعن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسن بن عليّ عليه السلام.

وهناك روايات كثيرة عن رسول (صلى الله عليه وآله) بحق الحسن وأخيه الحسين (عليه السلام)، وكل تلك الروايات تظهر مدى اهتمام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بترسيخ عظمة مكانة ولديه الحسن والحسين (عليه السلام) في وجدان الأمة والانقياد لهما بانهما قادة:

المحبة = الانقياد للإمام القائد

أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب محبة ولديه الحسن والحسين، ومحبتهم دليل على محبة الله (سبحانه وتعالى) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وتلك المحبة ليست فقط من باب العاطفة فقط، وانما الاتباع والانقياد والطاعة للحبيب القائد الامام الحسن وكذلك للحسين من باب قوله (صلى الله عليه وآله): "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، قوله (صلى الله عليه وآله): "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة".

روي عن رسول (صلى الله عليه واله وسلم)، أنّه كان يقول فيهما: "أللَّهم إنّي أحبّهما فأحبّهما، وأحبّ من يحبّهما".

وعنه صلى الله عليه واله وسلم: "من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني"، وفي بعض الروايات: "الحسن والحسين ابناي، من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النّار".

وعن أنس بن مالك، أنّه قال: سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: "الحسن والحسين"، وكان يقول لفاطمة سلام الله عليها: "ادعي ابنيّ، فيشمّهما ويضمّهما إليه".

وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال فيهما: "هما ريحانتاي من الدنيا"، وأنّه كان يقول لعليّ عليه السلام: "سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا خيراً..".

لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) أحبّ الناس إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل لقد بلغ من حبّه له ولأخيه، أنّه كان يقطع خطبته في المسجد، وينزل عن المنبر ليحضنهما.

صدق لمحبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) من أحب الحسن والحسين (عليه السلام) وانقاد لهم بالطاعة بانهم السادة والقادة، وكذب من يقول يحبهم بينما ولائه لمن حرمهم من حقوقهم وحاربهم وقتلهم!!.

فالحب الحقيقي هو الاتباع والانقياد وطاعة المحبوب (الإمام الحسن) والتضحية في سبيله لان محبته محبة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله) واتباعه اتباع لرسول الله ومن عصاه فقد عصى النبي (صلى الله عليه وآله) وذلك بحسب ما روي عنه (صلى الله عليه واله وسلم)، في حقّ الإمام الحسن كريم أهل البيت (عليه السلام): "هو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فإنّه ليس منّي...".

مواجهة الجهل والطغاة

وللحديث حول دور القائد الإمام الحسن المجتبى بمواجهة الجهل والطغاة، وخوض الحروب العسكرية والاتفاقيات المؤقتة حسب شروط تضمن حماية الموالين وتفضح الحاكم الظالم الذي ينتهك المواثيق والعهود ولا يحافظ على التزاماته، وهي أبسط الأمور الأخلاقية بينما هو يرتدي لباس الدين، ويتحدث باسم خليفة المسلمين!.

ذات صلة

حين تسير العفة نحو كربلاء.. رحلة النِّساء في زيارة الأربعينالعراق بحاجة الى مقاربة سياسية جديدة تجاه سورياقوة الحقيقة في مواجهة الفِتنَةٌوعود حكومية على الورق: التصريحات التي تصطدم بجدار الواقعالشخصية القاتمة.. لماذا تتصدر المشهد الانتخابي؟