الانتخابات بين التصادم والتصالح
محمد الكعبي
2025-10-20 03:35
الجميع يسعى للتغيير وهو مطلب قد يكون جماعيا لدى الشارع العراقي اليوم وخصوصا بعد ان عاش فترات مظلمة وتجربة مريرة حينما تصدر المشهد السياسي رجال لم يكونوا بالمستوى المطلوب، بل جاءت بهم الاحزاب والولاءات، لذا كانت ردات الفعل الجماهيرية ساخطة وسلبية من حيث النظرة العامة لكل النخب وهذا حكم غير دقيق لان هناك العديد من العوامل التي كان لها الدور الاكبر في المتغيرات والتحكم بالعملية السياسية من داخل البلد ومن خارجه وخصوصا انه بلد كان وما زال يخضع لقرارات ومقررات خارجية ومنها الفاعل الأمريكي، عموما اننا نعيش اليوم الواقع وهو ان الانتخابات حتمية ولا بد من التغيير وهذه مسؤولية جماعية وجماهيرية تشترك فيها جميع فئات المجتمع وعلى جميع المستويات من الناس البسطاء إلى العلماء كلا بحسبه لذا التجربة بشكلها العام جيدة لو تمكن المواطن من حسن الاختيار.
هناك دور سلبي جدا من قبل القيادات السياسية والتي ما زالت تعيش عقد الماضي وتخاف التغيير فنجدها تدور في نفس فلك الولاء والتبعية ولا تحاول ان تنهض بنفسها ولا بالمجتمع من خلال اقصاء الكفاءات والنخب بل( نفس الطاس ونفس الحمام) كما يقول المثل.
نعم هناك بعض المسارات المشرقة في ملفات كثيرة ومنها الخدمات والحرية والصحة ومكافحة البطالة والفقر وتحسن واضح في بعض الملفات الاخرى وهذا لا يرتقي إلى طموح الفرد العراقي الذي عاش فترات قاسية ومراحل مؤلمة، ولا يختلف اثنان على ان المجتمع يريد التغيير ويحاول ان يصحح المسار وسأم الناس من الخطابات الطائفية والقومية الكل يريد السلام والاستقرار والخدمات ولا يريد الشعارات والاهازيج النفاقية حيث اصبحت بضاعة رخيصة.
وان المسارات الخاطئة والتي ادت إلى تفشي الفساد والفقر والبطالة والمحاصصة وسوء الخدمات وتفشي الظاهرة اللصوصية السياسية وسرقة البلد ومقدراته من قبل مجموعة سياسية استطاعت في غفلة من الزمن ان تصل إلى مناصب لم تكن تحلم فيها ورغم كل الازمات والانتكاسات استطاعت نخبة وطنية وما زالت تعالج وتصحح ما افسده الاخرون واليوم بشكل عام الامور تسير نحو الافضل ان استطاعت الاغلبية العمل بروح الفريق الواحد بعيدا عن الحزبية والطائفية والمحسوبية، نحتاج إلى ثورة إصلاحية تتبنى السلم والسلام والعلم والوطنية لتنهض بالأمة نحو الكمالات كما هو موجود في بعض الدول، الشعب لا يحب حكم اللصوص وان المجتمع العراقي من أدبياته مجتمع عشائري محافظ يملك ارثا حضاريا كبيرا وهو قادر على عبور المرحلة وتجاوز الازمات بشرط ان تكون هناك رغبة حقيقة نابعة من الشعور بالمسؤولية.
ان الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية أمر غاية في الأهمية وهو بداية النهوض بالمجتمع، ونحتاج إلى اعادت ثقة المواطن بجميع مؤسسات الدولة ليستشعر الانتماء للوطن عندها نضمن الولاء، واعتقد ان- القوى السياسية التقليدية والمتحكمة بالمشهد ما زالت تسيء التقديرات والتقييمات وحتى محاولات التغيير فهي جزئية وخجولة وخائفة من المستقبل والانزلاق نحو الهاوية وما زال يراود البعض التغيير القادم شئنا أم ابينا واتمنى ان يكون التغيير من خلال انتخابات شفافة لا تعيد الخارطة كما كانت عليه والا الشارع لا يقتنع بالبديل المزيف.