الطائفيون والدولة الحضارية الحديثة

محمد عبد الجبار الشبوط

2024-05-23 09:12

الطائفيون مواطنون، لكنهم عقبة في طريق الدولة الحضارية الحديثة لانهم لا يستطيعون التعايش مع ابناء وطنهم. لماذا؟ اليك التفصيل:

الطائفية:

الطائفية هي الانتماء الشديد او التعصب أو الولاء لجماعة دينية أو طائفة محددة داخل المجتمع فوق الولاء للدولة او الوطن. عادةً ما تنتج الطائفية من التفرقة والتمييز على أساس الدين، والتي تُضعف وحدة المجتمع وتؤدي إلى توترات ونزاعات.

التعايش المجتمعي السلمي:

التعايش المجتمعي السلمي هو قدرة الأفراد والجماعات المختلفة داخل المجتمع على العيش معاً بسلام واحترام متبادلين، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية، العرقية، أو الثقافية. يعتمد هذا التعايش على قيم الاحترام، التفاهم، والتسامح، ويعني قبول الآخر والاحتفاء بالتنوع بدلاً من محاربته.

الدولة الحضارية الحديثة:

الدولة الحضارية الحديثة هي الدولة التي تتبنى قيماً ديمقراطية، ومسارات تنموية مستدامة، ومؤسسات قوية. تشمل هذه الدولة خصائص مثل المواطنة، سيادة القانون، حماية حقوق الإنسان، التنمية الاقتصادية المتنوعة، توفير الرفاه الاجتماعي، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا. تتسم هذه الدولة أيضاً بالعدالة الاجتماعية والمساواة، والبيئة المستدامة، والعلاقات الدولية التعاونية، واحترام التنوع الثقافي.

لماذا يشكل الطائفيون عقبة في طريق الدولة الحضارية الحديثة؟

الطائفيون يشكلون عقبة في طريق الدولة الحضارية الحديثة لعدة أسباب:

1. تقسيم المجتمع: التعصب الطائفي يزرع بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمع، مما يضعف الوحدة الوطنية.

2. إضعاف مؤسسات الدولة: النزاعات الطائفية تسهم في إضعاف مؤسسات الدولة التي تصبح غير قادرة على التفاعل الفعال مع جميع مواطنيها.

3. تأجيج الصراعات: الطائفية غالباً ما تؤدي إلى صراعات ونزاعات عنيفة، مما يهدد الاستقرار والأمن.

4. اعاقة التقدم الاقتصادي: النزاعات الطائفية تعرقل التنمية الاقتصادية من خلال بث العنصرية والتفرقة داخل بيئات العمل والأسواق.

5. إفساد النظام الديمقراطي: الطائفية تؤدي إلى التحزب والانحياز في الانتخابات والسياسة، مما يفسد النظام الديمقراطي ويحول دون تحقيق العدالة والمساواة.

لماذا تتعارض الطائفية مع التعايش السلمي على أساس المواطنة؟

1. عدم التسامح: الطائفية تعزز الكراهية وعدم التسامح بين أفراد المجتمع المختلفين دينيًا أو عرقيًا.

2. التمييز والتحيز: الطائفية تخلق بيئة تمييزية حيث يتم معاملة أفراد الطوائف المختلفة بشكل غير عادل وغير متساوٍ.

3. تجذر النزاعات: الطائفية تؤدي إلى تفاقم النزاعات وتعقيد أي جهود لتحقيق السلام المجتمعي.

4. انعدام الثقة: الطائفية تزرع الشك وعدم الثقة بين أفراد المجتمع، مما يعيق التعاون والعمل المشترك.

5. ضعف الروابط الوطنية: التمسك بالتعصب الطائفي يضعف معنى المواطنة الجامعة والإحساس بالانتماء الوطني، حيث يرى الأفراد أنفسهم كأعضاء في طائفة أولاً، وليس كمواطنين في دولة واحدة.

خاتمة

لتصبح مجتمعاً حضارياً حديثاً، تعمل الدولة الحضارية الحديثة بكل جهدها لتشجيع التعايش السلمي، و تعزيز القيم الوطنية التي تعلي من شأن المواطنة المشتركة على حساب النزاعات الطائفية.


ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا