انسدادٌ سياسيٌّ أم عذابٌ للمواطن؟
نوزاد حسن
2022-04-16 06:28
قبل سقوط النظام البعثي عام 2003 كانت المعارضة تعمل هنا وهناك من أجل تخليص البلد من حكم طويل غامر بحروب مختلفة. أعني أن المعارضة بكل مسمياتها كانت تسعى من أجل غاية واحدة هي: إنقاذ العراق من الدكتاتورية. وقد حصل هذا الأمر بعد إسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام، ولا أظن أن أحدا منا كان يعتقد أن تلك المعارضة التي قدمت التضحيات الكثيرة ستختلف فيما بينها كل هذا الاختلاف بعد أن تصل الى السلطة.
شخصيا كنت أعتقد أن وجود صدام بكل أخطائه السياسية سيوحد المعارضة السياسية كما وحّد هتلر العالم الغربي كله ضده. وكنت أظن أن لحظة دخول تلك المعارضة الى ميدان العمل بعد أن نظمت نفسها بأحزاب سياسية ستكون لحظة مهمة وفارقة في حياتنا. قد لا أكون الرومانسي الوحيد الذي كان ينام ويصحو على هذا الحلم بل كان هناك الكثيرون ممن كانوا ينتظرون تنظيم الحياة من جديد على أيدي قوى جديدة رفعت شعار الديمقراطية.
ومع مرور الوقت بدأت الخلافات تظهر، وبدا الصراع السياسي يزداد قوة، وأصبح الفساد عاملا معرقلا لأي تقدم. كما وضعت الامتيازات الممنوحة لمناصب عليا في الدولة حاجزا بين عالمين، عالم الشخص المسؤول وعالم المواطن البسيط الذي يتحمّل عبء أخطاء السياسة بشكل دائم.
دعوني أقول إن آخر مصطلح صدم الجميع هو ما تتداوله وسائل الإعلام نقلا عن سياسيين يرون أن الوضع الحالي يمر بمرحلة انسداد سياسي. ما معنى هذا؟، وهل من الممكن فهم هذا المصطلح جيدا ونحن نعاني من مشكلات اقتصادية كثيرة، وتحديات أكثر تعقيدا على مستوى البيئة والتغيرات المناخية التي تنذر بمشكلات خطيرة ستهدد الأمن الغذائي قبل كل شيء.
إذا استعرضنا قائمة مشكلاتنا فسيطرح المواطن على السياسيين هذا السؤال المهم: ألا تكفي كل هذه التحديات في جعل السياسيين يقتربون أكثر فأكثر، ويتركون خلفهم نقاط الخلاف من أجل مصلحة العليا للبلد. واذا ما بقيت الأزمة أعني أزمة تشكيل الحكومة قائمة فهذا يعني أن مزيدا من المعاناة ستلقى على كاهل الناس. ولعل المواطن يفكر بينه وبين نفسه عن سر الخلاف الذي يقوى يوما بعد يوم، وكان من المفترض أن تتكاتف جهود السياسيين لإنقاذنا من خراب فرضه علينا النظام السابق.