عودة هتلر وإقتراب إندلاع الحرب العالمية الثالثة

حيدر حسين سويري

2015-02-25 11:51

الثأر صفة موجودة في كل انسان، أن تطلب المقابل لجناية جنيت عليك، معاملة بالمثل كردّ على إهانة أو عمل ما أخذ بالثأر، ويعني بمجملهِ الإنتقام.

قد يقع طلب الثأر بين فردين أو جماعتين، ويشترط فيه التعويض، فإن تم التعويض وتقبل الطالب بالثأر ذلك، وقع الصلح، فإن لم يتقبل الطالب التعويض، فإنه مريض بمرض الإنتقام.

الإنتقام مرضٌ نفسي خبيث يفتك بصاحبه والمطلوبين معاً، ويولد صراعات وتناحرات قد تفتك بالناس أجمعين، ولذلك كانت دعوة الحكماء والمصلحين العفو دائماً وقبول التعويض.

الحرب العالمية الثانية هي نزاع دولي بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا، و1 سبتمبر1939 في أوربا واستمرت الحرب حتى عام 1945 باستسلام اليابان، وتعد هذه الحرب من الحروب الشموليةً، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً، لاتساع بقعة الحرب، وتعدد مسارح المعركة، فكانت دول كثيرة طرفاً من أطراف النزاع.

تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح، أكثر من أي حرب عرفها التاريخ، ويعزى السبب لتقليعة القصف الجوي على المدن، والقرى التي إبتدعها الجيش الألماني، على مدن وقرى الحلفاء، مما إستدعى الحلفاء بالرّد بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين، أضف الى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني، بحق الشّعبين الصيني والكوري، الى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود إلى 51 مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة.

إن من الأسباب المهمة لإندلاع هذه الحرب، هو مرض الإنتقام الذي كان يعاني منه (هتلر) زعيم ألمانيا وحلفاؤه، بعد ما عانوه من خسائر في الحرب العالمية الأولى، فالإمتعاض من معاملة القوى المنتصرة، لألمانيا وسوء وتردي الأوضاع الإقتصادية، بسبب التكاليف الباهظة، والديون التي تكبّلتها ألمانيا، بعد الحرب العالمية الأولى، وإبرام معاهدة فيرساي، والكساد الإقتصادي العالمي، أهّل أدولف هتلر، وحزبه اليميني المتطرّف، من الأخذ بزمام الأمور، وإعتلاء كرسي الحكم في ألمانيا.

قام هتلر بتحدّي المعاهدات المبرمة، بين ألمانيا والحلفاء، بعد الحرب العالمية الأولى، بالعمل على تطوير الجيش الألماني، وحشد القوات والعتاد على الحدود الفرنسية الألمانية، والإتحاد مع النمسا، وضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا، بمباركة أنجلو-فرنسية.

أردوغان! الرئيس التركي، وحزبه المتطرف يعانون من مرض الإنتقام، ويسيرون على خُطى هتلر، بإعادة أمجاد دولتهم العثمانية، وكما ظهر هتلر بمباركة أنجلو-فرنسية وأنقلب عليهم، ظهر أردوغان بمباركة صهيو-أمريكية على هيئة داعش، وسينقلب عليهم.

هتلر فاجئ الحلفاء بسلاحهِ البري العجيب (الدبابة)، فيا ترى، أيُّ سلاحاً سيفاجئُ بهِ أردوغان الحلفاء!؟

بقي شيء...

كان سلاح هتلر المفاجئةُ ميكانيكياً برياً، وأتوقع أن سلاح أردوغان سيكون ألكترونياً جوياً.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي