أمريكا والإرهاب: عندما يكون الدعم في الخفاء والحرب في العلن

زينب شاكر السماك

2017-01-07 05:00

توالت في الفترة الاخيرة العديد من الهجمات الارهابية في عدة دول اوربية بشكل متلاحق وتزامنية في الوقت منها المانيا وسويسرا وغيرها من الدول، حتى طالت يد الارهاب الولايات المتحدة الامريكية، بعد ان كانت امريكا تحارب الارهاب وتكافحه في العلن وتدعمه في الخفاء الان تقع في شباك الارهاب.

حيث دعت السلطات الاتحادية الامريكية إلى توخي الحذر من أن أنصار تنظيم داعش والمتعاطفين معهم إلى مهاجمة التجمعات بما في ذلك الكنائس أثناء العطلة في الولايات المتحدة. واستبعد التحذير الذي صدر في نشرة إلى سلطات إنقاذ القانون المحلية وجود تهديدات مؤكدة محددة.

ومن تلك التهديدات تهديدا بتفجير قنبلة في محطة لقطارات الأنفاق في مدينة لوس انجليس الأمريكية حيث بينت السلطات الاتحادية بأن التهديد بتفجير محطة لقطارات الأنفاق ليس محل تصديق بعد أن أمضت الشرطة في تفتيش الركاب واستعانت بالكلاب البوليسية المدربة على الوصول للقنابل حول المحطات المختلفة بالمنطقة.

امريكا التي عرفت بمواقفها في العلن ضد الارهاب وتنظيم داعش بالخصوص حيث انها تكافح الارهاب مع عدة دول عربية كانت او غربية وتقف بالضد مع داعش حيث تناقلت الوكالات الاخبارية عن المكافأة التي كانت قد رصدتها لمن يدلي بمعلومات عن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي إذ عرضت 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد على تحديد موقعه أو إلقاء القبض عليه أو إدانته.

الامر الذي جعل تنظيم داعش يتمرد عليها وينفذ عدة هجمات أو اوحت بشن هجمات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ومن بينها الهجوم الذي وقع يو في الحرم الجامعي بمدينة كولومبوس أصاب 11 شخصا. هذا وقد أقر رجل من ولاية نورث كارولاينا الأمريكية بقتل جاره وعرض دفع أموال لشخص كي يقتل أبويه بالذنب واعترف بأنه دبر هجمات قتل جماعي باسم تنظيم داعش. وأصدر قاض أمريكي حكما بسجن شاب من ولاية أوهايو 30 عاما بتهمة التآمر لمهاجمة مبنى الكونجرس الأمريكي ببنادق وقنابل والتعاطف مع تنظيم داعش. وايضا تم اعتقال رجل متشدد بتهمة التخطيط لهجوم منفرد على نهج هجمات تنظيم داعش في ولاية أريزونا الأمريكية.

هذا وقد بدأت الولايات المتحدة بأخذ الحيطة والحذر من خلال التشديد على ضرورة مواجهة الايديولوجية التي تقف وراء الحركات الجهادية. ومنذ مطلع العام 2016 يقوم مركز الدعاية المضادة التابع لوزارة الخارجية الاميركية بقيادة ضابط من القوات الخاصة يدعى مايكل لومبكين، بالتركيز على تشكيل شبكة دولية من المواقع تحارب الايديولوجية الجهادية خصوصا في تنظيم داعش. وبين مسؤولين ان فريق عمل الرئيس الامريكي المرتقب دولند ترامب طلبوا أسماء أعضاء فريق العمل المشترك بين الوكالات في مجال مكافحة التطرف العنيف والذي شكله أوباما في يناير كانون الثاني.

مكافحة التطرف العنيف

وفي الشأن نفسه، قال مسؤولون أمريكيون ووثيقة اطلعت عليها رويترز إن الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب طلب من وزارتين قائمة بأسماء المسؤولين الحكوميين الذين يعملون في برامج لمكافحة التطرف العنيف.

وتضمن الطلب المقدم إلى وزارتي الخارجية والأمن الداخلي مجموعة من البرامج التي تسعى لمنع العنف من جانب أي متطرفين من أي فئة بما في ذلك عمليات التجنيد التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المتشددة داخل الولايات المتحدة وخارجها. ولم يتسن لرويترز معرفة سبب طلب فريق ترامب لهذه الأسماء. ولم يرد الفريق على طلب للتعليق.

وانتقد ترامب مرارا الرئيس باراك أوباما قائلا إنه لم يقم بما يجب لمكافحة الإسلاميين المتشددين ولرفضه استخدام مصطلح "الإسلام المتطرف" لوصف تنظيم داعش وجماعات متشددة أخرى.

وقال مسؤولون يعملون في المجال إنهم يخشون أن تسعى الإدارة المقبلة لتقويض الجهد الذي بذلته إدارة أوباما في مكافحة التطرف العنيف.

الايديولوجية الجهادية

وجاء في الدراسة الصادرة عن مركز جامعي متخصص في التطرف في جامعة جورح واشنطن في العاصمة، انه من اصل 178 شخصا وجهت اليهم تهما منذ خمس سنوات بالتورط في نشاطات لها علاقة بالتطرف الاسلامي، فان 79 لم يكن لهم اي علاقة بتنظيم تنظيم داعش.

واضافة الى تنظيم داعش انجذب الاميركيون المتطرفون اسلاميا الى حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة طالبان. وتلفت الدراسة النظر الى ان "الغالبية العظمى" من الذين وجهت اليهم التهم لا علاقة لهم عمليا باي مجموعة جهادية بل يعملون بشكل فردي.

وقالت كاتبة الدراسة ساره غيلكس ان الانجذاب الى "الايديولوجية السلفية الجهادية" يبقى اهم من الانجذاب الى تنظيم معين. واضافت غيلكس ان "الكثير من الاميركيين الذين جندوا جذبتهم حضارة مثالية مضادة، ولا علاقة لهم بالنزاعات" بين التنظيمات الجهادية نفسها.

واعتبرت كاتبة التقرير انه من الضروري السعي "ليس لمواجهة مجموعة معينة بل لمواجهة الايديولوجية السلفية الجهادية" نفسها، التي نجحت في ان تقدم نفسها "بشكل مبسط قادر على جذب جمهور غربي". بحسب فرنس برس.

وتشدد الولايات المتحدة بشكل دائم على ضرورة مواجهة الايديولوجية التي تقف وراء الحركات الجهادية. ومنذ مطلع العام 2016 يقوم مركز الدعاية المضادة التابع لوزارة الخارجية الاميركية بقيادة ضابط من القوات الخاصة يدعى مايكل لومبكين، بالتركيز على تشكيل شبكة دولية من المواقع تحارب الايديولوجية الجهادية خصوصا في تنظيم داعش.

تهديد للأمن العام

من جهة اخرى، قالت مسؤولة بمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) في مؤتمر صحفي إن مهاجرا صوماليا في هجوم بجامعة ولاية أوهايو ربما استلهم نهج تنظيم داعش ورجل الدين الراحل المرتبط بالقاعدة أنور العولقي. هذا وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.

وقتل العولقي في هجوم بطائرة أمريكية من دون طيار في 2011. واستخدم المهاجم عبد الرزاق علي أرتان سيارة لدهس مارة في الجامعة وطعن ضحايا آخرين بسكين. وكان طالبا بولاية أوهايا ويحمل إقامة شرعية دائمة في الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقالت أنجيلا بايرز الضابطة في (إف.بي.آي) "لسنا على دراية في هذا التوقيت بضلوع أي شخص آخر في التخطيط لهذا الهجوم لكن التحقيقات مستمرة. "استلهم أرتان على الأقل فيما يبدو نهج أنور العولقي وتنظيم داعش في بلاد الشام وسنواصل متابعة هذا في إطار التحقيق."

وأضافت أن مكتب التحقيقات الاتحادي لم يكن على علم بأن أرتان تهديد محتمل للأمن العام قبل أن ينفذ هجومه.

عرض مبلغا لقتل والديه

وفي نفس السياق، أقر جاستن سوليفان (20 عاما) أمام محكمة اتحادية في ناشفيل بولاية نورث كارولاينا بتهمة الشروع في ارتكاب عمل إرهابي عابر للحدود القومية من بين الاتهامات الموجهة له. ويقضي اتفاق الإقرار بالذنب بأن يعاقب سوليفان بالسجن مدى الحياة.

وقال مدعون أمريكيون إن سوليفان تآمر مع جنيد حسين وهو متسلل إلكتروني بريطاني كان ينشط على الإنترنت في تجنيد أشخاص لشن هجمات لصالح تنظيم تنظيم داعش. وقتل حسين في ضربة جوية نفذها الجيش الأمريكي في سوريا العام الماضي.

وناقش سوليفان مخططه على الإنترنت مع ضابط اتحادي سري ووضعا خططا لشراء بندقية نصف آلية في معرض للأسلحة وبحثا الأهداف المحتملة. وقال سوليفان إنه سيستخدم البندقية في حفل موسيقي أو في حانة أو ملهى في مسعى لقتل ما يصل إلى ألف شخص.

وقال المدعون إن الضابط السري أرسل كاتما للصوت إلى منزل سوليفان بناء على طلبه وقامت والدة سوليفان بفتحه. وأفاد المدعون بأن سوليفان عرض على الضابط السري مبلغا لقتل والديه بعدما سألاه عن كاتم الصوت خشية أن يتدخلا في خططه. بحسب رويترز

وقالت السلطات إن سوليفان أبلغ المحققين أيضا بأنه سرق بندقية والده وخبأها. واستخدمت البندقية في قتل جون بايلي كلارك وهو جار لسوليفان واتهم الادعاء في الولاية سوليفان بقتله في فبراير شباط. ولم يقر سوليفان بالقتل في إطار الالتماس لكن المدعين الأمريكيين قالوا إنهم قد يقدمون أدلة على الجريمة عند صدور الحكم عليه. وكان مدعو الولاية قالوا في وقت سابق إنهم يعتزمون المطالبة بتوقيع عقوبة الإعدام ضده في الاتهام بالقتل.

دعم مادي لمنظمة ارهابية

وعلى صعيد متصل, اعتقلت السلطات كريستوفر كورنل (22 عاما) وهو من منطقة جرين قرب مدينة سينسناتي في يناير كانون الثاني 2015 ووجهت له تهمة التخطيط للسفر إلى واشنطن لمهاجمة مبنى الكونجرس خلال خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حالة الاتحاد.

واعترف الرجل بمحاولة قتل مسؤولين حكوميين وحيازة سلاح ناري لارتكاب جريمة ومحاولة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية. والرجل واحد من عدد من الأشخاص ألقي القبض عليهم في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين بتهم التخطيط للانضمام إلى تنظيم تنظيم داعش أو مساعدته. وقال مدعون لوكالة رويترز: إن كورنل بحث في طرق تصنيع قنابل أنبوبية واشترى بندقيتين و600 طلقة ذخيرة في إطار خطته لتنفيذ مؤامرته.

على نهج داعش

الى جانب ذلك، اعتقلت السلطات في ولاية أريزونا الأمريكية رجلا وصفته بأنه متشدد معروف بتهمة التخطيط لهجوم منفرد على نهج هجمات تنظيم داعش. وذكر مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) كما أشارت وثائق في محكمة بالولاية إلى أن الرجل يدعى ديريك ريموند تومسون ويبلغ من العمر 30 عاما وأنه من فينيكس.

وقالوا إنه وجه له اتهامان بارتكاب جنايتين وهما مساعدة تنظيم إجرامي وإساءة التصرف فيما يتعلق بالسلاح وهو اتهام بني على أساس أفعال قام بها منذ يوليو تموز 2014 على الأقل. وقال مسؤولون إن تومسون المعروف أيضا باسم أبو طالب الأمريكي احتجز في سجن في مقاطعة ماريكوبا بعد أن اعتقله ضباط المخابرات في إطار مهمة لقوة التدخل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي. وهو محتجز لحين دفع كفالة قدرها 100 ألف دولار.

ولم تحدد الوثائق المقدمة للمحكمة هدفا لتنفيذ الهجوم. وقال مسؤولو المخابرات إن التحقيق مستمر لكن ليس هناك دلائل تشير إلى تهديدات إضافية. وقال ضباط المخابرات في الوثائق التي قدمت إلى المحكمة إن تومسون حاول شراء سلاح نصف آلي عبر الإنترنت في يناير كانون الثاني 2015 على الرغم من عدم السماح له قانونا بالحصول على سلاح بسبب إدانته في جناية سابقة. بحسب رويترز. وأشارت السلطات إلى اتصالات تومسون على مدى أكثر من عامين وأنشطة تشمل المئات من عمليات البحث على الإنترنت عن أنواع متعددة من الأسلحة واتصالات عديدة مع مواقع إلكترونية مرتبطة بتنظيم داعش.

التهديد بتفجير شبكة قطارات

هذا وقد قال مكتب التحقيقات الاتحادي إن السلطات لم تعثر على أي دليل يثبت صحة التهديد الذي ورد في مكالمة هاتفية من مجهول حذر من أن قنبلة ستنفجر في خط القطارات الأحمر بمحطة يونيفرسال سيتي. وأصدر مكتب التحقيقات بيانا قال فيه "استنادا لوقائع مهمة مشابهة.. يعتقد الشركاء في إنفاذ القانون أيضا أن المتصل المجهول ربما تحدث في واقعة سابقة عن تهديدات لم تتحقق."

وشهدت محطات قطارات الأنفاق في لوس انجليس إجراءات أمنية مكثفة. وبثت وسائل الإعلام المحلية لقطات لأفراد أمن مسلحين وهم يفتشون حقائب الركاب بينما تنقلت فرق المفرقعات مستعينة بالكلاب البوليسية في محطات منطقة لوس انجليس كاونتي. بحسب رويترز.

واستقل رئيس بلدية لوس انجليس إريك جارسيتي قطارا في محطة يونيفرسال سيتي وقال إن سلطات إنفاذ القانون مستعدة وطلب من الناس توخي الحذر. وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن التحذير وصل إلى مكتب التحقيقات الاتحادي من خلال وكالة لإنفاذ القانون في بلد آخر نبع منه هذا التهديد. ولم يكشفوا عن هذا البلد.

انصار تنظيم داعش

وقال مسؤول أمني إن السلطات الاتحادية الأمريكية دعت سلطات إنفاذ القانون المحلية ي إلى توخي الحذر من أن أنصار تنظيم داعش يدعون المتعاطفين معهم إلى مهاجمة التجمعات بما في ذلك الكنائس أثناء العطلة في الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

واستبعد التحذير الذي صدر في نشرة إلى سلطات إنقاذ القانون المحلية وجود تهديدات مؤكدة محددة. وصدر إشعار من مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي بهدف زيادة الحذر بعد نشر قائمة متاحة بالفعل للكنائس الأمريكية على مواقع مؤيدة لتنظيم الدولة على الإنترنت.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي في بيان "مكتب التحقيقات على دراية برابط نشر في الآونة الأخيرة على الإنترنت دعا لشن هجمات على الكنائس الأمريكية. كما هو الحال مع التهديدات المماثلة يتابع مكتب التحقيقات الاتحادي هذا الأمر مع التحقيق في مصداقيته."

من خلال ماورد انفا يتبين بأن الولايات المتحدة الامريكية والتي اثبتت للعالم جمعاء أو الذي كانت تحاول ان تثبته خلال الاعوام السابقة بأنها دولة عظمى وتحارب الارهاب الذي تموله هي وقعت في فخ الارهاب هل معنى ذلك ان الارهاب قد تخاصم مع حليفته امريكا؟ ام امريكا اكتشفت ان الارهاب أصبح خطرا عليها؟.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي