بوكو حرام: زعيم جديد، انقسام جديد

عبد الامير رويح

2016-08-14 08:04

جماعة بوكو حرام المتشددة التي اعلنت في وقت سابق مبايعتها، لزعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي، تعيش اليوم انقسامات داخلية كبيرة بسبب عدم التزام زعيمها أبو بكر شيكاو بتوجيهات وقرارات تنظيم داعش الذي يتخذ من العراق وسوريا قاعدة له. حيث أعلن التنظيم تعيين أبو مصعب البرناوي أميرا جديدا لولاية غرب أفريقيا والمعروفة باسم "بوكو حرام". ومنذ العام 2015، ظهر "البرناوي" مرات عدة في أشرطة فيديو تتحدث عن هجمات الجماعة واعتبر ناطقا باسم "بوكو حرام" بحسب بعض الخبراء، وسارع زعيم الجماعة المتطرفة أبو بكر شيكاو إلى نفي تلك الأخبار، وقال: "على جميع السكان أن يعلموا أننا ما زلنا في منصبنا". كما تعهد بالاستمرار في القتال ضد نيجيريا والعالم بأسره.

ويذكر أن شخصية أبو بكر شيكاو يحيطها الكثير من الغموض والأسرار، وقد أعلن الجيش النيجيري أكثر من مرة مقتله، لكن زعيم الجماعة يظهر وينفي تلك الأخبار. وكان أبو بكر شيكاو تولى زعامة الجماعة المتطرفة بعد مقتل زعيمها التاريخي محمد يوسف، على يد القوات النيجيرية في العام 2009، ما سجل بداية موجة من أعمال العنف أسفرت عن سقوط نحو 20 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح 2.6 مليون شخص في منطقة بحيرة تشاد.

من جانب اخر قال جنرال أمريكي كبير إن جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة تشهد انقسامات داخلية فقد انشقت مجموعة كبيرة على زعيمها أبو بكر شيكاو لعدم التزامه بتوجيهات تنظيم داعش الذي يتخذ من العراق وسوريا قاعدة له. وقال اللفتنانت جنرال بمشاة البحرية الأمريكية توماس والدهاوزر إن الانقسام الداخلي يظهر محدودية نفوذ داعش على بوكو حرام حتى الآن على الرغم من مبايعة الجماعة التي توجد قاعدتها في غرب أفريقيا للتنظيم المتشدد العام الماضي.

وأضاف "قبل عدة أشهر انشق نحو نصف أعضاء بوكو حرام ليكونوا جماعة أخرى" لأنهم غير راضين عن درجة التزام بوكو حرام بنهج الدولة. وقال إن شيكاو لم يستجب لتعليمات التنظيم بما في ذلك تجاهل الدعوات لبوكو حرام لوقف استخدام الأطفال في تنفيذ الهجمات الانتحارية. وأضاف "أبلغته داعش بالتوقف عن القيام بذلك لكنه لم يفعل. وهذا أحد أسباب انفصال هذه الجماعة المنشقة" مشيرا إلى أن تنظيم داعش يسعى "للمصالحة بين المجموعتين".

ويرى بعض الخبراء ان هذه الخلافات وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، التي يقوم بها التحالف الإفريقي المكون من الدول الثلاث نيجيريا وتشاد والنيجر، بالإضافة إلى الكاميرون، ربما سيكون سببا في اضعاف جماعة بوكو حرام التي اصبحت اقرب الى الزوال، حيث تشير بعض التقارير والمصادر الإفريقية إلى أن التحالف يقوم بعملية عسكرية مشتركة ضد الجماعة الإرهابية في منطقة ديفا الحدودية بين النيجر ونيجريا، تمهيدًا لاستهداف غابة سامبيسا، التي تعتبر أكبر قاعدة لوجستية لبوكو حرام على الأراضي النيجيرية.

زعيم جديد

وفي هذا الشأن يكشف اختيار زعيم جديد لجماعة بوكو حرام وما بدا أنه رفض شخصية بارزة في الجماعة النيجيرية لقيادته انقسامات كبيرة في صفوف المتشددين وسط تعرضهم لضغوط من الجيش. وأعلنت ترقية أبو مصعب البرناوي في المجلة الأسبوعية لتنظيم داعش. ويعتقد أن البرناوي يفضل شن هجمات موجهة بدقة أكبر على العنف بالجملة الذي كان ينفذه الزعيم الصوري لبوكو حرام أبو بكر شيكاو.

وبايعت الجماعة التي شنت تفجيرات انتحارية كثيرة في مناطق مزدحمة تنظيم داعش. لكن يبدو أن شيكاو رفض الدور الجديد للبرناوي الذي يقول خبراء إنه كان القائد العسكري للجماعة وكان تحت الرقابة منذ شهور بصفته قائد فصيل يفضل شن هجمات على الجيش النيجيري. وفي تسجيل فيديو مدته عشر دقائق نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أوضح شخص ورد أنه شيكاو حقيقة الانقسامات الداخلية بانتقاده وجهة النظر التي قال إن البرناوي يتبناها وهي أن المسلمين يمكنهم العيش بين غير المسلمين دون حمل السلاح.

وقال شيكاو بلغة الهوسا المحلية "أنا أعارض مبدأ أن يعيش شخص وسط الكفار دون أن يعلن معارضته أو غضبه عليهم." وأضاف "أي شخص يفعل ذلك لا يعتبر مسلما بأية حال." وقال مصدر أمني غربي إن فصيل البرناوي يتمركز في شمال شرق مدينة مايدوجوري وهي عاصمة إقليم بورنو بشمال شرق نيجيريا ومركز النشاط المسلح الذي بدأته بوكو حرام قبل سبع سنوات من أجل إقامة خلافة إسلامية في المنطقة.

وبذلك يكون الفصيل في موقع جغرافي يؤهله لإقامة صلات عبر الصحراء مع جناح تنظيم داعش في ليبيا غير أن مدى العلاقات الفعلية العملية المباشرة بين الجماعتين غير واضح. ويقول العديد من الخبراء إن الصلات رمزية بدرجة كبيرة. وظهر شيكاو في الماضي في تسجيلات فيديو دعائية سابقة مدججا بالسلاح الآلي وأحزمة الذخيرة وهو ينتقد بحدة نيجيريا والغرب. وأثار غيابه عن مثل هذه التسجيلات منذ مارس آذار الماضي تكهنات بأنه أصيب أو أنه مريض في حالة خطرة أو ربما توفي.

ومن المرجح أن يثير اقتصار ظهوره على تسجيل صوتي شكوكا بشأن تقلص قدراته البدنية أو قدرته على قيادة العمليات من غابات سامبيزا في شمال شرق البلاد حيث يحاصره الجيش النيجيري. وتولى الرئيس النيجيري محمد بخاري وهو حاكم عسكري سابق السلطة العام الماضي بناء على برنامج انتخابي يتعهد باجتثاث الجماعة من جذورها.

وقال المصدر الأمني "شيكاو وزمرته ما زالوا في سامبيزا حيث يتعرضون لضغوط كبيرة من حملة الجيش النيجيري على بوكو حرام." وأضاف "الأمر لا يهدد وجودهم بعد لكن لم تعد لديهم حرية الحركة التي كانوا يتمتعون بها سابقا." وعانت جماعة بوكو حرام -ويعني اسمها بلغة الهوسا "التعليم الغربي حرام"- من تراجع شديد في ثرواتها مقارنة بقبل 18 شهرا عندما كانت تسيطر على منطقة تعادل بلجيكا في المساحة وكان الجيش النيجيري في موقف ضعف.

لكن الجماعة منيت بالعديد من الهزائم منذ أوائل 2015 على يد جيوش نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد التي كانت إما تعمل منفردة أو في إطار قوة إقليمية منسقة. وقال ربيع أبو بكر المتحدث باسم الجيش النيجيري إن ما كشفت عنه قيادة بوكو حرام مؤخرا "غير ذي صلة". وأضاف "نحن نركز فقط على القضاء على فلول المقاتلين المتناثرين." وتابع أن الصراعات على الزعامة هي مجرد "تصرفات جماعة آخذة في الذبول." بحسب رويترز.

وقال البرناوي في حديث مع مجلة النبأ التابعة لتنظيم داعش إن بوكو حرام "ما زالت قوة يحسب لها حساب" وأضاف أنها ما زالت تجند مقاتلين جددا. ويبدو أن الجماعة تستهدف الجيش النيجيري بدلا من المدنيين. ويتناقض ذلك مع التفجيرات التي نفذتها الجماعة في أماكن عامة مزدحمة مثل الأسواق والمساجد ومخيمات النازحين وميزت أسلوبها في شمال شرق نيجيريا والنيجر والكاميرون العام الماضي. وقال فلان نصر الله المحلل الأمني المقيم في شمال نيجيريا "في فكر شيكاو يسمح بقتل النازحين في المخيمات." وأضاف أن مثل هذا العمل لم يكن مقبولا لدى الفصيل الذي يقره تنظيم داعش. ويقول نصر الله إن أنصار شيكاو ما زالوا رغم انتكاساتهم يمثلون القسم الأكبر من الجماعة.

هجمات ودعوات

الى جانب ذلك قال متحدث باسم الجيش إن انتحاريا قتل ستة أشخاص داخل مسجد في ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع ببلدة دامبوا لكن الهجوم يحمل بصمات جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة. وقال المتحدث باسم الجيش ساني عثمان إن انتحاريين اثنين اشتركا في الهجوم أحدهما فشل في الدخول إلى مسجد دامبوا وفجر نفسه في الطريق مما أسفر عن مقتله ولم يتسبب في وقوع خسائر أخرى. وأضاف أن الانتحاري الثاني نجح في الدخول إلى مسجد أصغر قريب وفجر نفسه هناك مما أسفر عن مقتل ستة مصلين وإصابة شخص آخر.

وفي وقت سابق قال مصدر عسكري طلب عدم نشر اسمه إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون في الهجوم. وكانت دامبوا -الواقعة على بعد 87 كيلومترا جنوبي مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو- أول بلدة تسقط في يد بوكو حرام في يوليو تموز 2014. وأخرجت قوات الأمن المتشددين بعد ذلك بشهرين. واستعاد الجيش النيجيري -بمساعدة قوات من دول مجاورة- على مدى العام الماضي معظم الأراضي التي استولت عليها بوكو حرام لكن الجماعة التي بايعت داعش العام الماضي لا تزال تشن هجمات انتحارية.

في السياق ذاته دعا رئيس النيجر محمد إيسوفو فرنسا إلى تعزيز العمليات العسكرية ضد المتشددين الإسلاميين في غرب أفريقيا بمن فيهم مقاتلي جماعة بوكو حرام بعد تنفيذهم هجوما دمويا في بلاده. ولفرنسا حاليا 3500 عسكري في خمس بلدان هي تشاد وموريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو في إطار عملية ممتدة منذ عامين لتعقب المتشددين.

وتساعد باريس بلدانا بغرب أفريقيا في‭‭‭ ‬‬‬الحرب ضد بوكو حرام المتمركزة في نيجيريا بالمعلومات والدعم اللوجستي والتدريب لكن ليس لها قوات منخرطة في القتال بشكل مباشر. وقال إيسوفو للصحفيين عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس "نرغب.. في تعزيز هذا التعاون عبر الساحل ليشمل مواجهة التهديدات التي نواجهها اليوم مع بوكو حرام." وقال أولوند في وقت سابق خلال نفس المؤتمر الصحفي إن بلاده ستدعم القوة متعددة الجنسيات التي تشمل نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر وبنين في قتالها ضد بوكو حرام دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. بحسب رويترز.

وقال إيسوفو في باريس "نأمل أن تواصل فرنسا دعمنا بالمعلومات والقدرات العملياتية للتعامل مع هذا التهديد الخطير للغاية." وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق أنها ستزيد عدد قواتها في ساحل العاج لمواجهة التهديد المتزايد للمتشددين في المنطقة وأنها قد تنشرهم في مناطق أبعد إذا لزم الأمر. لكن الجيش الفرنسي المشارك أيضا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا يقوم بمهام أكثر من طاقته منذ هجمات التنظيم على باريس في العام الماضي التي دفعت السلطات لنشر نحو عشرة آلاف جندي في فرنسا.

مدينة اشباح

على صعيد متصل تحولت بوسو التي هاجمتها جماعة بوكو حرام مطلع حزيران/يونيو، مدينة اشباح يخيم عليها صمت الاموات، وقد اقفرت شوارعها وتناثرت فيها جثث آخذة في التحلل، وجيف منتنة لكلاب وماعز تركها اصحابها. ولا تزال فردة صندل مرمية وسط باحة منزل تتناثر في زواياه صحون وطناجر وصفائح بلاستيكية. وداخل احد المنازل المبنية من التراب والقش، تمزقت الفرش وتحطمت كؤوس الشاي.

وخلف كوخ من الصفيح المتموج، تتحلل جيفة عنزة وتفوح منها رائحة مقززة. وفي مدخله كيس مثقوب مليء بالسمك المدخن، لم يتح لساكنيه الذين سارعوا الى الهرب الوقت لينقلوه معهم. وبالكاد تبعد بوسو، جنوب شرق النجير، التي هاجمها عناصر بوكو حرام في الثالث من حزيران/يونيو، بضع مئات الامتار عن نيجيريا والقواعد الخلفية للمجموعة الاسلامية المسلحة. وقد تعرضت في السابق لعدد كبير من الهجمات التي شنها ارهابيون. وكانت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة وتستضيف 20 الف لاجىء ومهجر من ابناء البلاد، قد فرغت خلال ساعات فجر الرابع من حزيران/يونيو.

رسميا، بلغت الحصيلة 26 قتيلا من الجنود النيجريين والنيجيريين، لكن مدنيين قتلوا ايضا. ولا تزال جثة رجل موجودة في مبنى البلدية. ويتحدث شهود عن جثث اخرى متناثرة في انحاء المدينة. وقال التاجر عبد العزيز زيمبادا (50 عاما) الذي رجع الى بوسو ليرى ما اذا كانت ظروف العودة متوافرة ام لا، ان "الجثث تملأ الشوارع". وخسر زيمبادا ابنته التي تبلغ الرابعة من العمر. وقال "نسكن في بيت مواجه لمركز الدرك الذي استهدفته بوكو حرام. نصح لي احد الجيران بأن آتي الى بيته. أخذت معي اثنتين من بناتي، واخذت زوجتي واحدة، وانطلقنا. وعندما عدنا لنأخذ الابنة الاخرى، سقطت قذيفة. كانت ابنتي في الداخل مع ابني جاري الاثنين... لم ندفنها بعد".

وفوجىء الجيش بالهجوم الذي شنته بوكو حرام. وتعرضت الثكنة للسلب والنهب. وتعرضت للسلب والنهب ايضا كل المباني الرسمية (الدرك والمديرية والبلدية). وكذلك المدرسة الميدانية لليونيسيف والمركز الصحي حيث كتب احدهم على اللوح الاسود بالطبشور: "بوكو حرام". واستولى الارهابيون ايضا على القسم الاكبر من 200 طن من الحبوب المخصصة للمحتاجين والمخزنة في احد المتاجر.

ويقول الجيش النيجري انه استعاد هذه الامكنة. وقال وزير الداخلية محمد بازوم الذي ترأس الى هذه المدينة وفدا يضم ثلاثين سيارة ووزيرين ونوابا وموظفين من وكالات للامم المتحدة ومنظمات غير حكومية، ان "الجنود هنا، والنتيجة فعالة والاجراءات جديدة والمعنويات مرتفعة". واضاف "في غضون بضعة اسابيع، سنعيد إعمار بوسو، وسيعود الناس الى مزاولة انشطتهم". وفي ساحة المدينة، لا يخفي الجنود ارتياحهم ويرفعون قبضاتهم تعبيرا عن شعورهم بالثقة والقوة.

وخلال زيارة للثكنة المنهوبة، يدور نقاش حاد بين الكولونيل في الدرك والحاكم. وقال الكولونيل "اينما كنت، ثمة خطة دفاعية. هذا ما يتعين علينا تطبيقه. لا اكثر ولا أقل". ورد الحاكم "من السهل قول ذلك"، مشيرا الى انه دافع عن المدينة.

ويتنقل سكان بين المدن المجاورة لاستعادة مقتنياتهم، مثل الحاج ابا مكاني الذي يحمل كل ما يستطيع تحميله على سيارته الرباعية الدفع. ويقول هذا التاجر النيجري المتزوج من امرأتين ولديه منهما عشرة اولاد "ليلة الثالث من حزيران/يونيو، امضيناها على السطح، وفي الصباح فررنا مشيا مع كل افراد العائلة". واضاف "نحن خائفون، لكن سنعود اذا عاد الجميع". واكد الحلاق سليمان ساليسا الذي يعمد الى تشغيل مولد كهرباء صغير لتحميل الهواتف "نحن محبطون. نريد ان يعود الناس". وقد تعرض صالونه ومنزله للنهب، لكنه عاد ويؤمن معيشته من خدمة الجنود. بحسب فرانس برس.

واضاف "نريد ان يساعدونا على صعيد المواد الغذائية والماء، وان يؤمنوا لنا خدمة الهاتف النقال"، معربا عن ثقته بالمستقبل. وخلص الى القول "نرى ان الامور تتحسن، حتى لو اننا سمعنا رشقات. واذا ما سمعنا الله اكبر+ (التي يهتف بها مقاتلو بوكو حرام)، نشعر بالقلق".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي