في معركة الفلوجة.. من ينتهك حقوق الانسان؟ ومن يدعم داعش؟

مسلم عباس

2016-06-12 02:30

لا تزال القوات العراقية تتقدم باتجاه عمق مدينة الفلوجة، ورغم ما يلاحظ على العملية من تراجع في وتيرة العمليات العسكرية الا ان القيادات العسكرية تقول ان القوات العراقية تحرز تقدما ملحوظا وفق الخطط المرسومة، وان اي تأخر نتيجة لاسباب انسانية واصرار القيادة العراقية على حفظ ارواح المدنيين حتى لو كلف ذلك وقتا اطول للعملية العسكرية.

قيادة عمليات الأنبار، والمتكونة من قطعات الفرقة الثامنة والحشد العشائري حررت مناطق الفلاحات والصبيحات جنوب غرب الفلوجة ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها وفق ما ذكر مراسل روسيا اليوم واضاف السبت 11 يونيو/حزيران أن القطعات العسكرية التابعة لقيادة الأنبار وصلت إلى جسر سكة القطار بعد تكبيد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي خسائر بالأرواح والمعدات. من جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت تدمير شبكة من الأنفاق في منطقة البوعيسى التابعة لناحية العامرية كان تنظيم داعش يستخدمها في التحرك والهروب من منطقة لأخرى.

القوات العراقية واصلت تقدمها صوب مناطق بوسط مدينة الفلوجة، أحد معاقل تنظيم "داعش" السبت (11 يونيو/ حزيران 2016). وتمثل معارك حي الشهداء أول تقدم للقوات العراقية في المناطق الرئيسية في الفلوجة، بعدما استمر القتال على مدى أسبوعين على أطراف المدينة لإحكام الحصار حولها، وانتهت القوات العراقية من حصار المدينة.

من جهة أخرى أفاد عضو مجلس ناحية العامرية جنوبي الفلوجة خضير الراشد أن القوات الأمنية العراقية قتلت مسؤول حفر الخنادق في مجاميع "داعش" وأربعة من مرافقيه، بحملة أمنية استباقية غربي الفلوجة. وقال الراشد في تصريح لوكالة أنباء الإعلام العراقي (واع) إن "القوات الأمنية والقوات المساندة لها تمكنت اليوم من قتل المدعو أبو عائشة مسؤول حفر الخنادق في مجاميع داعش بحملة أمنية استهدفت منطقة الفلاحات غربي مدينة الفلوجة، مما أدى إلى مقتله مع أربعة من معاونيه دون وقوع أي إصابات بشرية في صفوف القوات الأمنية".

داعش ينتهك حقوق الانسان

المعارك التي تجري في محيط الفلوجة وداخلها اجبرت المدنيين على ترك منازلهم ومحاولة الهروب الى مناطق اكثر امنا لكن تنظيم داعش له رأي اخر، اذ أعلنت منظمة الإغاثة "المجلس النروجي للاجئين" ان داعش يستهدف مدنيين بالرصاص ويقتلهم خلال محاولتهم الفرار من مدينة الفلوجة التي تحاصرها حاليا القوات العراقية. وأضاف المجلس في بيان أن "التقارير التي وردت من عائلات كنا نتواصل معها تشير إلى أن مجموعات معارضة مسلحة استهدفت مدنيين يحاولون عبور نهر الفرات هربا من القتال".

والتسلل عبر نهر الفرات هو من بين الطرق القليلة المتوافرة للمدنيين الذين يحاولون مغادرة وسط الفلوجة التي تنتشر العبوات الناسفة على طرقاتها وقال المجلس إنه تم "إطلاق النار على عدد غير محدد من المدنيين الذين قتلوا خلال محاولتهم عبور النهر". ومعظم المدنيين الذين وصلوا حتى الآن إلى المخيمات كانوا يعيشون في مناطق نائية. أما المدنيون الذين لا يزالون في وسط الفلوجة ويقدر عددهم بخمسين ألفا فيستخدمهم تنظيم داعش دروعا بشرية.

وقال مدير المجلس النروجي للاجئين في العراق نصر مفلاحي إن "أكثر ما كنا نخشاه تأكد، بعد أن تم استهداف المدنيين مباشرة خلال محاولتهم الهروب لتأمين سلامتهم". وأضاف "هذا أسوأ ما كنا نخشى أن يحدث للمدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الذين اضطروا إلى ترك كل شيء وراءهم من أجل إنقاذ حياتهم". ويدير المجلس النروجي للاجئين، مخيمات في عامرية الفلوجة التي تؤوي معظم المدنيين الذين فروا من مناطق تقع في محيط معقل داعش. وقالت المنظمة الإغاثية إن نحو 18 ألف مدني وصلوا إلى مخيمات النازحين منذ أن بدأت القوات العراقية قبل أسبوعين عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة.

الى ذلك افادت وكالة رويترز بغرق قارب يقل فارين مدنيين من الفلوجة - وهي معقل لتنظيم داعش غربي بغداد - ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وغرق طفلان وأمهما ورجل أثناء عبور نهر الفرات الذي يبلغ عرضه 300 متر ويمثل أحد طرق الهروب المتبقية أمام المدنيين الذين يأملون في الفرار من المدينة المحاصرة مع اشتداد الحرب ضد الارهابيين.

وقال أبو تبارك الذي شهد غرق زوجته وابنه وابنته أثناء وقوفه على ضفة النهر التي يسيطر عليها تنظيم داعش إنه رأى بأم عينيه عائلته وهي تختفي تحت سطح النهر. وأضاف في محادثة هاتفية من أحد مستشفيات بلدة عامرية الفلوجة حيث نقلت جثث الغرقى إنه لم يكن له مكان في القارب الذي كان يسعى للانطلاق ولذلك اضطر للانتظار مع ابنته الثانية لركوب قارب آخر. وبحسب وكالة رويترز قال بصوت متهدج إن الحياة صارت أصعب من الجحيم في الفلوجة حيث الجوع والموت والقصف مضيفا أنه بعد كل هذه المعاناة فقد عائلته أمام عيني. وقضت عائلة أبو تبارك أربعة أيام في الطريق للخروج من المدينة حيث كانوا يتحركون ببطء لتفادي القصف ونيران القناصة والعبوات الناسفة.

داعش يتلقى دعما خليجيا

وزارة الخارجية العراقية اعربت يوم السبت (11 حزيران 2016) عن رفضها لتصريحات وزير الداخلية السعودي اثناء تجازوه على قوات الحشد الشعبي , فيما اشارت الى ان الجهود الحقيقية للقضاء على التنظيمات الارهابية المجرمة لا بد وان تتضمن القضاء على مصادر تمويلها والحواضن الفكرية المتعاطفة معها.

وقال المتحدث باسم الوزارة في بيان "ننتظر توضيحاً من الحكومة السعودية لما ذكره المتحدث باسم وزارة داخليتها في تصريحاته الصحفية بخصوص ( وجود حملات تبرعات مالية داخل المملكة لصالح تنظيم داعش الارهابي سببها تعاطف بعض الاشخاص معه )، لما تمثله هذه الحالة من خرق واضح لقرارات مجلس الامن ذات الصلة وتجاوز لمبادئ حسن الجوار ، كما ونكرر ان الجهود الحقيقية للقضاء على التنظيمات الارهابية المجرمة لا بد وان تتضمن القضاء على مصادر تمويلها والحواضن الفكرية المتعاطفة معها" .

وأضاف,ان" الوزارة تعبر ايضاً عن رفضنا الشديد لما تضمنته تصريحاته من تجاوز غير مسموح به بحق الحشد الشعبي، وهو هيئة رسمية تعمل بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وتحصل على تمويلها من موازنة الدولة وفق ما اقره مجلس النواب العراقي ".

وكانت وزارة الداخلية السعودية اقرت السعودية، الجمعة (10 حزيران 2016)، بتنظيم مواطنيها حملات تبرع لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق عقب انطلاق عملية تحرير مدينة الفلوجة، زاعمة ان ذلك جاء نتيجة مشاركة قوات الحشد الشعبي في العملية. ونقلت صحيفة "عكاظ" عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، إن "مشاركة الحشد الشعبي العراقي في معركة استرداد الفلوجة من تنظيم داعش فتحت الباب للتبرعات للتنظيم الإرهابي".

وزعم التركي، أن بلاده "لا تستطيع أن تتحكم بتعاطفات الأشخاص"، مشيرا إلى أن "السعودية تستطيع التحكم بحملات التبرعات التي تتدثر بواجهات مزيفة، كالدعوة للتبرع لأطفال الفلوجة". وحذر المسؤول العسكري السعودي من أن "ممولي الإرهاب يخدعون الناس بالدعوة للتبرع لأغراض وهمية، من خلال الإنترنت والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي".

ويعد هذا الاقرار هو الأول من نوعه من قبل السلطات السعودية بتبرع مواطنيها لتنظيم داعش وجماعات إرهابية اخرى في العراق وسوريا، فيما تتهم الرياض بغض الطرف عن تلك الحملات والتبرعات.

اصابة البغدادي

مسؤولون أمريكيون وعراقيون، إنهم لا يستطيعون تأكيد تقرير بثته قناة تلفزيونية عراقية بأن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، أصيب في ضربات جوية بشمال العراق، حسبما نقلته وكالة "رويترز".

وقال الكولونيل كريس جارفر وهو متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه اطلع على التقارير لكن "ليس لديه ما يؤكده في الوقت الراهن." وذكر بريت مكجيرك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف في مؤتمر صحفي يومي بالبيت الأبيض في واشنطن، إنه لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد أن البغدادي ليس حيا "بل لم نسمع عنه شيئا منذ نهاية العام الماضي."

وأضاف "نعتقد أنه مازال حيا. إنها مسألة وقت بالنسبة له." وقال مسؤولو أمن أكراد وعرب في شمال العراق أيضا إنهم لا يستطيعون تأكيد التقرير. وكانت قناة السومرية قد نقلت عن مصادر محلية في محافظة نينوى في العراق القول إن البغدادي وقادة آخرين من "داعش" أصيبوا أمس الخميس في ضربة للتحالف على أحد مقرات قيادة التنظيم قرب الحدود السورية.

مقابر جماعية

وفي سياق متصل عثرت القوات العراقية المشاركة في عملية استعادة الفلوجة من تنظيم داعش على مقبرة جماعية قد تضم مئات الجثث، وفق ما أعلن عقيد في الشرطة. وعثر على المقبرة الجماعية في ناحية الصقلاوية على بعد 10 كلم شمال غرب الفلوجة، بحسب ما نشر موقع "فرانس24" عن عقيد في شرطة محافظة الأنبار.

وقال العقيد في الشرطة إن "القوى الأمنية التابعة للشرطة الاتحادية وعناصر الجيش وقوات الحشد الشعبي عثروا على مقبرة جماعية في حي الشهداء خلال عملية نزع ألغام". وأضاف طالبا عدم كشف هويته أن "المقبرة الجماعية تضم نحو 400 جثة تعود لعسكريين. وهناك أيضا جثث لمدنيين". مشيرا إلى أن غالبية الضحايا قد يكونون قتلوا برصاص في الرأس، موضحا أن "القوى الأمنية فتحت المقبرة الجماعية وبدأت نقل الجثث للتعرف إلى هويتها".

وتعود الجثث بشكل أساسي إلى جنود عراقيين قتلهم ارهابيو تنظيم داعش خلال سلسلة هجمات دموية استهدفت قواعد للجيش في هذه المنطقة. وأكد العقيد أن "تنظيم الدولة الإسلامية أعدم العديد من العسكريين وكذلك المدنيين في هذه المنطقة أواخر العام 2014 وبداية العام 2015".

وأكد راجح بركات عضو مجلس محافظة الأنبار العثور على المقبرة، قائلا إنها "تضم أيضا (جثث) مدنيين أعدمهم تنظيم داعش بتهمة التجسس أو عدم احترام قواعد التنظيم".

ذات صلة

أزمة البرود الجنسي: أسبابها وحلولهاالخطاب السياسي الإسلامي في العراق.. اضاءات في طريق التجديددفاع عن المثقفكيف أصبحت جامعة كولومبيا بؤرة للاحتجاجات في الجامعات العالمية؟الدولة من الريع الاستهلاكي الى الاستثمار الانتاجي