بعد عام من ضربات التحالف الدولي .. داعش هل ما زال قويا؟!

باسم حسين الزيدي

2015-08-05 01:31

تنظيم "داعش ما زال قويا بعد عام من بدء الضربات الجوية لقوات التحالف"، التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية... هذه الكلمات ملخص لما صدر من وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الامريكية، تقرير عده الكثير... محبطا للآمال التي عول عليها في تقليص نفوذ وقوة داعش في المناطق التي سيطر عليها منذ اكثر من عام، سيما في العراق.

التقييم الايجابي الوحيد الذي يمكن فهمه... هي حالة "الجمود" او "الترقب"، التي اشار اليها التقرير في سياق وصفه للحالة التي يمر بها التنظيم حاليا... لكن لماذا بقي التنظيم على حالة، رغم تحالف عشرات الدول على محاربته والتصدي له؟.

ربما تختلف الاجابات وتتقاطع فيما بينها، فلكل جهة نظرتها الخاصة... وهناك من يشكك في اصل وجود "داعش"، وانتشاره المريب في المنطقة، والجهات التي تقف خلفه... وما هي اهداف داعش الحقيقية؟.

لكن بعيدا عن الغوص في جذور التنظيم وخلفيات زعيمه، "ابو بكر البغدادي"، ومن يقف معه في الصف الاول لقيادة التنظيم... هناك عده اسباب حافظت على بقاء نفوذ وقوة داعش في المناطق التي يسيطر عليها شمال وغرب العراق، ولا يعرف اي شخص لماذا تم تجاهلها او الغفلة عنها من قبل الولايات المتحدة الامريكية او الحلفاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

- لم يتم حتى الان تفعيل خطوات عملية، او اي جهود عالمية، لمنع وصول الالاف المقاتلين الى معاقل التنظيم والمشاركة في القتال او العمليات الانتحارية، التي يكلفهم بها امراء الحرب... سيما وان تقارير امريكية اشارت الى مكسب التنظيم اكثر من 30 الف مقاتل (بينهم الالاف الغربيين)... خلال عام... مقابل مقتل 2000- 4000 الاف مسلح.

- آله تنظيم داعش الاعلامية ما زالت ترفد التنظيم بمصادر قوته (المالية-البشرية-الدعاية)، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي... اذ يملك التنظيم على موقع "تويتر" وحدة... اكثر من 40 الف حساب... وهو رقم ضخم للغاية... ويمكن ان يؤثر في عقول الالاف الشباب المتعاطفين او المندفعين.

- ما زالت الاستراتيجية التي تتبعها قوات التحالف او الولايات المتحدة الامريكية على الارض... استراتيجية ضعيفة للغاية، هي تعتمد على الضربات الجوية، محدودة العدد، اضافة الى تخوفها من دعم فصائل المقاومة الشعبية في العراق، الحشد الشعبي، فضلا عن بطء دعم الحكومة العراقية، التي تمر بأوقات صعبة، منها الضائقة المالية التي تعيق حركتها، والفساد الحكومي المستشري داخل الدولة وما افرزه من ضعف الخدمات التي اغضبت المواطن العراقي ودعته للخروج الى الشوارع للتظاهر، وهو وضع يحتاج الى مساعدة اقتصادية وسياسية عاجلة.

- لم يتم تجفيف منابع التمويل للتنظيم المتطرف... باستثناء ضرب ابار ومصافي النفط التي سيطر عليها في سوريا والعراق... لكن هذه الضربات، على الرغم من عدم تمكنها من انهاء تجارته النفطية، حفزت التنظيم يبحث عن مصادر اخرى للتمويل... وبما ان التنظيم يحتاج الى ما يفوق النصف مليار دولار سنويا لتمويل عملياته (بما فيها رواتب المسلحين)... فقد اصبح تهريب الاثار وفرض الضرائب وبيع القمح وغسيل الاموال، مصادر مالية لدعم خزانة التنظيم.

طبعا الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها تدرك جيدا اسباب قوة التنظيم، مثلما تعرف مكامن ضعفه... ولا احد يعرف لماذا هذا التساهل مع هكذا خطر يهدد الامن والسلم العالمي؟.

تأخير حسم ملف داعش ليس في صالح اي دولة في العالم... التأخير يعني المزيد من المشاكل الثانوية التي قد تضاف الى مشكلة توسع التنظيم الرئيسية... هذا ما شاهدناه يحدث في تركيا مؤخرا، ومثلما حدث من قبل في سوريا والعراق وليبا واليمن والسعودية والكويت وغيرها.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي