اسرائيل في سوريا: حرب قريبة أم صفقة أقرب؟

عبد الامير رويح

2018-12-26 06:52

في تحول مفاجئ اعلنت الولايات المتحدة الامريكية سحب قواتها العسكرية من سوريا، هذا القرار الجديد اثار وبحسب بعض المراقبين الكثير من الاسئلة والاستفسارات كما اثار قلق ومخاوف العديد من حلفاء امريكا ومنهم اكراد سوريا واسرائيل، حيث تنامى قلق إسرائيل من احتمال أن يصبح لعدوتها الأبرز إيران مزيداً من الحرية للعمل في هذا البلد المجاور، وفق محللين. وجاء الرد الإسرائيلي على القرار الأميركي مدروساً. فقد عبّر الإسرائيليون عن احترامهم للقرار الأميركي وفي الوقت نفسه أكدوا التزامهم الدفاع عن مصالحهم في سوريا. وكانت اسرائيل ترى في الوجود الأميركي على الأراضي السورية حصناً في مواجهة التواجد الإيراني وثقلاً موازياً للنفوذ الروسي الكبير.

والانسحاب الأميركي يحرم واشنطن من النفوذ في سوريا التي تشهد حربا أهلية ويحرم وحدات حماية الشعب الكردية من الدعم العسكري في حين يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن هجوم عليها لأنه يعتبر المقاتلين الأكراد "إرهابيين". وشنت إسرائيل عشرات الضربات على سوريا منذ اندلاع الحرب فيها في 2011، على ما قالت إنه مواقع لحزب الله ومصالح إيرانية وأيضا على قوافل الأسلحة إلى الحزب اللبناني. وفاجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كما نقلت بعض المصادر، حلفاءه وحتى مسئولي إدارته بقرار الانسحاب الكامل من سوريا معلنا انتهاء مهمتهم بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما آثار الكثير من الانتقادات والجدل بشأن خسارة واشنطن لنفوذها في بلد يمثل أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط.

‬وتسببت الأوامر المفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحب القوات من سوريا وأفغانستان، ثم استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، بحيرة لدى أعلى المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة، حول ما الذي يجب أن يأمروا به قواتهم في الوقت الحالي. وكان من بين هؤلاء، الجنرال روبرت ناير، قائد سلاح مشاة البحرية، الذي قال تعليقا على قرار ترامب: "لا أعتقد أن أي شخص يعرف حقا ما سيحدث بالضبط، لقد علمت بالقرار من الصحف، وليس لدي معلومات أكثر أو أقل من هذا"، بحسب تصريحاته لصحيفة "ذا وورل ستريت جورنال" الأمريكية. بينما اعتبر أحد المسؤولين للصحيفة إن استقالة جيمس ماتيس كانت "أكثر تدميرا" من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بحسب تعبيره. وأعلن ماتيس، استقالته بعد خلاف مع الرئيس دونالد ترامب بشأن سياسات الرئيس الخارجية ومن بين ذلك قراراته المفاجئة بسحب القوات الأمريكية من سوريا وبدء التخطيط لخفض عددها في أفغانستان. وأعلن الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً، أن وجود قوات أمريكية في سوريا ليس من مسئوليات أمريكا، ووعد بسحب ما يقرب من 2000 جندي أمريكي من سوريا، خلال تجمع في أوهايو في 29 مارس الماضي، لكنه أثار الكثير من التأويل بشأن الخاسرين والرابحين.

قلق إسرائيلي

وفي هذا الشأن ومنذ توليه رئاسة الولايات المتحدة قبل عامين تقريباً، فرح القادة الإسرائيليون من سلسلة قراراتٍ اتخذها دونالد ترامب دعماً لهم، لكن قراره الأخير سحب جيشه من سوريا ليس واحداً منها. والتصريحات العلنية لقادة اسرائيل تخفي مخاوف من محاولة إيران في المستقبل استغلال الغياب الأميركي من هذا البلد الذي تمزقه الحرب، وكذلك تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا ستستجيب للدعوات الإسرائيلية بوضع حدود للوجود الإيراني هناك. ويرى بعض المحللين إن الطريقة التي اتخذ فيها القرار الأميركي وأعلن وما تلاها من استقالة وزير الدفاع جايمس ماتيس، أقلقت إسرائيل أيضاً.

وقال إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب وله كتابات عديدة عن سوريا "بما أنها حليفتنا الأساسية، نريد أن تكون الولايات المتحدة قوية (...) نريد حليفاً ينظر إليه في المنطقة على أنه قوي وفعال". وتابع زيسر "أعتقد أن ما يقلق بعض الإسرائيليين هو الرسالة التي بعثها هذا الانسحاب إلى المنطقة بالطريقة التي اتخذ بها". وتنشر الولايات المتحدة حوالى ألفين جندي في سوريا يركزون على محاربة تنظيم داعش. لكن هؤلاء تم نشرهم في منطقتين على طول الحدود مع العراق للمساعدة على مراقبة تحركات إيران في البلاد.

وحذرت إسرائيل وآخرون من أن إيران تخطط لتوسيع نفوذها في المنطقة وإقامة حلف على طول المتوسط، ومن أن الانسحاب الأميركي سهل جهودها في تشكيل هذا النفوذ. ومنذ بدء الدعم الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمنعها من تحصين نفسها عسكرياً في الجوار. ووجهت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا على ما تقول إنها أهداف عسكرية إيرانية وشحنات أسلحة متطورة لحزب الله. ومع انسحاب الولايات المتحدة، قد تلتفت إسرائيل إلى روسيا التي تدعم الأسد أيضاً، لاستخدام نفوذها للحدّ من الوجود الإيراني في سوريا، وفق ما يرى بعض المحللين.

لكن الدعم الروسي غير مضمون، خصوصاً أن أزمة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة روسية بعدما انطلقت جراء ضربات إسرائيلية على سوريا في أيلول/سبتمبر الماضي، لم تحلّ كليا بعد. وأغضبت تلك الحادثة روسيا وعقدت العمليات الإسرائيلية في سوريا، خاصةً مع نشر موسكو لنظام "إس -300" للدفاع الجوي في سوريا كردّ على الخطوات الإسرائيلية. وحاول نتانياهو ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي غادي أيزنكوت التخفيف من تلك المخاوف المتعلقة بالانسحاب الأميركي. بحسب فرانس برس.

ووفق تحليل لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأميركي، فإن "إسرائيل هي أكبر الخاسرين" في هذا الانسحاب، كما حلفاء أميركا الأكراد في سوريا. لكن نتانياهو تعهد بمواصلة إسرائيل "الدفاع عن نفسها"، فيما اعتبر أيزنكوت أن الانسحاب "حدث بارز لكن لا يجب المبالغة في تقدير نتائجه". وأضاف "نحن نتولى هذه الجبهة بمفردنا منذ عقود".

سياسة إسرائيل

الى جانب ذلك سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تبديد قلق الإسرائيليين بعد إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا مؤكدا أن الدولة العبرية ستستمر في التصدي للوجود الإيراني في هذا البلد. وقال نتانياهو لدى بدء الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء "قرار سحب ألفي جندي أميركي من سوريا لن يغير سياستنا الثابتة". وأضاف "سنستمر في العمل ضد محاولة إيران ترسيخ وجود عسكري في سوريا وإذا دعت الحاجة سنوسع حتى أنشطتنا هناك" موضحا أنه يريد "طمأنة هذه المخاوف"، وأن التعاون مع الولايات المتحدة "مستمر على أتمه، وفي شتى المجالات - الحقل الميداني، مجال الاستخبارات، والعديد من المجالات الأمنية الأخرى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين إن تحرك ترامب الذي أعلنه قد يساعد إيران بإزالة قوة عسكرية أمريكية تمنع نقل القوات الإيرانية وأسلحتها من العراق إلى سوريا. كما تشعر إسرائيل بالقلق أيضا من أن خروج أكبر حليف لها قد يقلص نفوذها الدبلوماسي في مواجهة روسيا أكبر داعم للحكومة السورية.

وقال نتنياهو” سنواصل التحرك بنشاط قوي ضد مساعي إيران لترسيخ وجودها في سوريا“. وكان يشير إلى حملة جوية إسرائيلية في سوريا ضد عمليات الانتشار الإيرانية ونقل الأسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية. وكثيرا ما تغض موسكو الطرف عن هذه الحملة. وأضاف ”لا نعتزم تقليص جهودنا بل سنكثفها، وأنا أعلم أننا نفعل ذلك بتأييد ودعم كاملين من الولايات المتحدة“. بحسب رويترز.

وقال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، عضو الحكومة الأمنية المصغرة، في بيان ”داعش هُزمت بالفعل في سوريا وهذا إلى حد بعيد بفضل أمريكا، لكن إيران تتحرك في الداخل بالفعل وهي خطر على كل العالم الحر“. وأبلغ وزير المالية موشي كاخلون وهو أيضا عضو في الحكومة الأمنية إذاعة الجيش الإسرائيلي ”بالطبع القرار الأمريكي ليس جيدا لنا. لكننا نعلم أن ضمان سلامة إسرائيل يدخل ضمن مصالح أمريكا في المنطقة“.

مواجهات مستمرة

الى جانب ذلك ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الدفاعات الجوية أسقطت ”أهدافا معادية“ في منطقة تقول مصادر مخابرات إنها تضم مواقع تدعمها إيران بينما قالت وسائل إعلام روسية إنه لم يتم إسقاط أي طائرة إسرائيلية مثلما أفادت أنباء من قبل. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني سوري قوله إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت مقاتلة إسرائيلية وأربعة صواريخ لكن المصدر نفسه نفى ذلك في وقت لاحق فيما وصف الجيش الإسرائيلي التقرير بأنه ”زائف“.

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن الدفاعات الجوية ”تصدت لأهداف معادية“ كانت تحلق فوق مدينة الكسوة جنوبي دمشق وأضافت ”دفاعاتنا الجوية أفشلت العدوان ورغم كثافته لم يحقق أي هدف من أهدافه حيث تم التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها“. ونسبت وسائل الإعلام الرسمية المعلومات إلى مصدر عسكري لكنها لم تحدد طبيعة الهدف أو من أين جاء. وقال مصدران كبيران في المخابرات بالمنطقة إن المكان الذي قيل إن الواقعة حدثت فيه يضم مركزا للاتصالات والدعم اللوجستي لجنوب سوريا قرب الحدود مع إسرائيل يتبع جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران.

وقال مصدر منشق عن الجيش السوري على اتصال بعسكريين إن من بين الأهداف التي هوجمت كتيبتين للجيش السوري بهما وجود لجماعة حزب الله إلى جانب مخزن صواريخ قريب من قواعده قرب الحدود مع لبنان. وعلى خلاف حوادث سابقة، لم تحمل السلطات السورية إسرائيل المسؤولية. ونفذت إسرائيل من قبل عشرات الضربات على مواقع إيرانية ومواقع لجماعات مدعومة من إيران في سوريا خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات بسبب تنامي قلقها من الوجود الإيراني المتزايد في سوريا الذي تراه تهديدا لأمنها.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على تويتر ”فيما يتعلق بإطلاق صواريخ أرض-جو سورية، رصدت الدفاعات الجوية (الإسرائيلية) مقذوفا واحدا أطلق صوب منطقة مفتوحة في هضبة الجولان“. وأضاف البيان ”في المرحلة الحالية لا يزال من غير الواضح إن كان قد حدث حقا أي تأثير في أرضنا. قواتنا تمشط المنطقة. علاوة على ذلك، فإن التقرير حول ضرب طائرة إسرائيلية أو هدف جوي إسرائيلي زائف“.

وقال معارض سوري على دراية بالمنطقة إن قربها من هضبة الجولان السورية جعلها مركزا للتجنيد لجماعات مدعومة من إيران ونشرها عبر منطقة الحدود الاستراتيجية مع إسرائيل. وأضاف سعيد سيف أن إسرائيل استهدفت هذه المنطقة لأن ثكنات الجيش السوري هناك أصبحت ساحة تجنيد لحزب الله وجماعات مسلحة أخرى للانتشار في القنيطرة. بحسب رويترز.

وقالت مصادر أمنية إقليمية إن طهران وسعت وجودها العسكري في جنوب سوريا في الشهور الماضية من خلال جماعات تقاتل بالوكالة عنها ومن أكبرها حزب الله. وتقول مصادر في المعارضة إن جماعة حزب الله تلعب حاليا دورا قياديا في محافظة القنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، حيث يُعتقد أن الجماعة تدرب جماعات مسلحة متحالفة معها ومئات من المعارضين المسلحين السابقين. وذكرت المصادر أن هذا كان أول هجوم كبير منذ أن قلصت إسرائيل هجماتها في سوريا بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية عن طريق الخطأ.

استهداف إيران

في السياق ذاته عبرت الولايات المتحدة عن أملها أن تواصل روسيا السماح لإسرائيل بضرب الأهداف الإيرانية في سوريا على الرغم من تزويد موسكو الحكومة السورية بمنظومة الدفاع الجوي (إس-300). وقال السفير جيمس جيفري، مبعوث واشنطن إلى سوريا، في مؤتمر عبر الهاتف للصحفيين ”كانت روسيا متساهلة في مشاوراتها مع الإسرائيليين بشأن الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية داخل سوريا. نأمل بالطبع أن يستمر هذا النهج المتساهل“.

وذكرت موسكو في أكتوبر تشرين الأول أنها سلمت صواريخ (إس-300) أرض جو لسوريا بعدما اتهمت إسرائيل بالتسبب بصورة غير مباشرة في إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة عسكرية روسية في أعقاب ضربة جوية نفذتها إسرائيل في مكان قريب. وإيران، شأنها شأن روسيا، داعم عسكري رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر إسرائيل الجمهورية الإسلامية أخطر أعدائها وشنت غارات جوية متكررة على قواتها في سوريا وعلى جماعة مسلحة متحالفة معها هناك.

وقال جيفري ”إسرائيل لديها مصلحة وجودية في منع إيران من نشر منظومات قوى (أسلحة) طويلة المدى... داخل سوريا كي تستخدم ضد إسرائيل. ندرك المصلحة الوجودية وندعم إسرائيل“. وأضاف أن إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة في سبتمبر أيلول أبرز المخاطر المرتبطة بوجود جيوش أجنبية عديدة تعمل على مقربة من بعضها البعض في سوريا. ومضى يقول ”نسعى حاليا إلى تهدئة الوضع ثم الانتقال إلى حل طويل الأمد“.

وأفاد بأن السياسة الأمريكية تهدف لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش والعمل على حل للصراع وفقا لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وضمان أن تغادر سوريا جميع القوات التي تعمل بأمر من إيران. وقال جيفري ”الروس لن ينسحبوا في حقيقة الأمر نظرا لوجودهم هناك من قبل (الصراع)، لكن لديك أربع قوى عسكرية خارجية أخرى، الإسرائيليون والأتراك والإيرانيون والأمريكيون، جميعهم يعملون داخل سوريا حاليا. إنه وضع خطير“. بحسب رويترز.

وتقول إيران إنها ستبقى في سوريا ما دام الأسد يريد ذلك. وتوغلت تركيا مرتين في شمال سوريا منذ 2016 بهدف الحد من دور القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في مواجهة داعش. وذكر جيفري أن واشنطن تأخذ مخاوف الأتراك بشأن دعمها للمقاتلين الأكراد على محمل الجد. وقصرت تزويد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالعتاد على الأسلحة الخفيفة، وهو ما قال إنه أبطأ العمليات الأخيرة ضد داعش.

هضبة الجولان

من جهة اخرى أعلن ناطق عسكري اسرائيلي أن الجيش الاسرائيلي أطلق النار باتجاه "رجال مسلحين" تسللوا إلى هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل وضمتها، بالقرب من الحاجز الأمني الممتد على طول الحدود مع سوريا. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي إن الجنود أطلقوا النار باتجاه هؤلاء "الرجال المسلحين"، مكتفيا بالقول إن أيا من الجنود الاسرائيليين لم يجرح في هذا الحادث. ولم يقدم أي تفاصيل أخرى عن محاولة التسلل هذه. وأكد الناطق أن "الجيش سيواصل التحرك ضد انتهاكات السيادة الاسرائيلية (على الجولان) واتفاق فصل القوات الموقع في 1974" بعد الحرب العربية الاسرائيلية في تشرين الأول/اكتوبر 1973. وتحتل اسرائيل منذ 1967 الجزء الأكبر من هضبة الجولان وضمته في 1981، في إجراء لم تعترف به الأسرة الدولية.

على صعيد متصل صوّتت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضد قرار سنوي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، في موقف يناقض ما درجت عليه الإدارات الأميركية السابقة من الامتناع عن التصويت. وأيدت 151 دولة القرار غير الملزم الذي تبنّته لجنة تابعة للجمعية العامة وصوتت ضده إسرائيل والولايات المتحدة فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت.

واعتبرت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن القرار "عديم الفائدة" و"منحاز كليا ضد إسرائيل"، مبررة الاعتراض الأميركي على القرار بالدور العسكري لإيران في سوريا. وقالت هايلي في بيان عشية التصويت إن "الفظاعات التي يواصل النظام السوري ارتكابها تثبت عدد أهليته للحكم. التأثير المدمّر للنظام الإيراني داخل سوريا يشكل تهديدا كبيرا للأمن الدولي".

وينص القرار على اعتبار قرار إسرائيل احتلال وضم الجولان "باطلا ولاغيا" ويدعو إسرائيل للعودة عن قرارها. ورحّب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون بالموقف الأميركي الجديد الذي اعتبره "دلالة أخرى على التعاون الوثيق بين البلدين". واتّخذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا داعما لإسرائيل بقوة متحدّية قرارات الأمم المتحدة عبر نقل السفارة الأميركية إلى القدس ووقف مساعداتها المالية للفلسطينيين ومساهماتها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وفي أيلول/سبتمبر توقّع السفير الأميركي إلى إسرائيل ديفيد فريدمان في تصريح لصحيفة إسرائيلية أن تبقى هضبة الجولان تحت سيطرة إٍسرائيل "إلى الأبد" وأشار إلى إمكانية اعتراف بلاده رسميا بالجولان على أنها إسرائيلية. لكن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون قال خلال زيارته لإسرائيل في آب/أغسطس الماضي إن هذا الأمر غير مطروح. بحسب فرانس برس.

ولا تزال سوريا وإسرائيل رسميا في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا طوال عقود حتى اندلاع النزاع في العام 2011. وقبل التصويت قالت الدبلوماسية الأميركية سامنتا ساتن إن موقف الولايات المتحدة إزاء الوضع القانوني لهضبة الجولان لم يتغيّر، لكن القرار لا يتوافق مع الوضع القائم على الأرض. وقالت ساتن إن "هذا القرار لا يتصدى للعسكرة المتزايدة في الجولان وللمخاطر الكبيرة التي يشكّلها وجود إيران وحزب الله في المنطقة على إسرائيل". وتبنّت القرار لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي