لعبة إسرائيل الخطرة في دهاليز السلطة في واشنطن
وكالات
2015-02-02 01:13
بيل شنايدر
يمارس رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر وهو جمهوري من أوهايو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعبة خطرة.. ما يفعلانه ينطوي على خطر جعل إسرائيل قضية مثيرة لانقسام عميق على المستوى الحزبي.
تتضافر جهود بينر ونتنياهو للنيل من مكانة الرئيس باراك أوباما.
وبتوجيه الدعوة إلى نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس دون التشاور مع البيت الأبيض ينتقم بينر من الرئيس لأنه أصدر في الآونة الأخيرة قرارات تنفيذية -متجاوزا الكونجرس- بشأن الهجرة وقضايا أخرى.
وبقبول الدعوة يضع نتنياهو نفسه في المعسكر المناوىء لأوباما. الجمهوريون مبتهجون والديمقراطيون غاضبون من إظهار عدم الاحترام للرئيس.
كل شيء تقريبا في الحياة السياسية الأمريكية صار حزبيا. الديمقراطيون والجمهوريون ليس باستطاعتهم الاتفاق على مسائل الضرائب أو التعليم أو ما إذا كان النشاط السياسي هو السبب في تغير المناخ أو كيف يسير الاقتصاد.
دأبت إسرائيل على أن تكون نسبيا مسألة غير حزبية. الأمريكيون لم يظهروا في أي وقت قدرا كبيرا من التعاطف مع القضية الفلسطينية ولا يزالون على هذا الحال. وخلال حرب غزة في الصيف عبر 14 في المئة فقط من الأمريكيين عن تعاطف مع الفلسطينيين وفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث.
وعبر 51 في المئة وهي بالكاد أغلبية عن التعاطف مع إسرائيل. وقال ثلث من أدلوا بآرائهم إنهم يتعاطفون مع الجانبين أو لا يتعاطفون مع أي جانب أو لا رأي لهم.
ويزيد التعاطف الشعبي مع إسرائيل منذ 2002 طبقا لاستطلاع رأي أجراه معهد جالوب لكن يرجع ذلك بشكل كبير الى الشعور الموالي لإسرائيل بين الجمهوريين. قبل عام وصل تأييد الجمهوريين لإسرائيل إلى 81 في المئة أما التأييد لإسرائيل بين الديمقراطيين أقل بشكل كبير (58 في المئة) وكان بين المستقلين 56 في المئة.
وأصبح الجمهوريون موالين لإسرائيل بشكل موحد في حين انقسم الديمقراطيون. والانقسام بين الديمقراطيين لا يشمل فريقا مواليا لإسرائيل مقابل آخر يؤيد الفلسطينيين. ولا يتعاطف سوى عدد قليل من الديمقراطيين مع الفلسطينيين (17 في المئة في استطلاعات الرأي). ويدور الانقسام حول سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي يعتقد المنتقدون لها انها تنتهك حقوق الانسان.
ويحاول زعماء الحزب الديمقراطي اخفاء ذلك الانقسام. وفعلوا ذلك في المؤتمر القومي الديمقراطي عام 2012. وعندما وافق المندوبون على تعديل لإعادة عبارة تقول إن "القدس هي عاصمة لإسرائيل وستظل كذلك" كان الدعم في المؤتمر أقل بوضوح من نسبة الثلثين المطلوبة. وبعد بعض المشاورات دعا الرئيس إلى تصويت ثان. وجاءت النتيجة مماثلة. لذا فقد أعلن الرئيس بوضوح الموافقة على التعديل.
وظل الكونجرس هو المكان الوحيد في السياسات الأمريكية المحصن من الانقسام المتنامي بين الحزبين فيما يتعلق بإسرائيل. وكان الديمقراطيون في الكونجرس دائما من المؤيدين بشدة لإسرائيل مثل زملائهم الجمهوريين. واقتصر انتقاد إسرائيل في الكونجرس على أطراف من اقصى اليسار وأقصى اليمين.
ويمكن للمرء القول بأنه دون الكونجرس لن يكون هناك إسرائيل. ومنذ حرب 1967 في الشرق الأوسط يدخل كل رئيس أمريكي سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا في نزاع مع إسرائيل.
لكن الكونجرس سواء كان تحت سيطرة الديمقراطيين أو الجمهوريين ظل دائما يتدخل لانقاذ لإسرائيل. وتعرف المنظمات الموالية لإسرائيل ذلك جيدا. وهذا هو ما يجعلها تركز ضغوطها على الكونجرس.
ويستغل نتنياهو أجندته السياسية هناك. وستجري إسرائيل انتخابات عامة بعد اسبوعين من الكلمة التي سيلقيها نتنياهو أمام الكونجرس في مارس اذار. وكتب المعلق السياسي الإسرائيلي ناعوم بارنيا يقول إن الجمهوريين "يساعدون نتنياهو في إنزال الهزيمة بمنافسيه هنا وهو يساعدهم في إذلال منافسيهم هناك.. هذا خطير.. هذا سام."
وفي حديث بالاذاعة الإسرائيلية وصفت شيلي ياحيموفيتش العضو بالمعارضة الإسرائيلية بالبرلمان ذلك بأنه "تجاوز سافر وغير مقبول لرئيس الولايات المتحدة" وأضافت "مثل هذا الأمر يضر بنا ببساطة."
ومن المؤكد ان يكون الديمقراطيون بالكونجرس وسط الحاضرين الذين سيصفقون لخطاب نتنياهو. فهم يريدون الرد بإظهار عدم الاحترام لإسرائيل لكنهم يشعرون بالاستياء الشديد لما يفعله بينر ونتنياهو. ومن المرجح ان يظهر ذلك الاستياء علانية إذا انهارت المفاوضات النووية مع إيران تحت ضغط من إسرائيل وتورطت الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.
ومن المرجح ان يشعر الديمقراطيون العاديون بالاستياء بسبب اهانة رئيسهم. وسيتمثل الخطر في ان الدعم لإسرائيل بين الديمقراطيين سيتأثر وسينهار التوافق الحزبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وقال مارتن انديك سفير أمريكا السابق لدى إسرائيل لصحيفة نيويورك تايمز "نتنياهو يوظف الكونجرس الجمهوري في حملته الانتخابية.. والجمهوريون يستخدمونه (نتنياهو) في حملتهم ضد أوباما."