امبراطورية الشر السعودية هي عدو الغرب الحقيقي
لطالما كانت السعودية نشطة في كل حلقة من حلقات الارهاب: من مخططين إلى ممولين، ومن كوادر إلى جنود مشاة، ومن مفتين الى ناصرين
علي عبد الرسول معاش
2015-10-01 05:59
ياسمين البهائي براون/ترجمة: علي عبد الرسول معاش
إيران تثير الارتياب الشديد لدى أمريكا واسرائيل، بينما كوريا الشمالية تحمي أسرارها النووية محكومة برجل فاسد غريب الاطوار، فيما أحلام فلاديمير بوتين التوسعية تنذر الأمم الديمقراطية، وحيث الخطر الاحدث والذي هز العالم أسره وهو داعش الابن المتوحش للإسلاميين، لكن التي تعلو هذه القائمة لابد أن تكون منحطة خبيثة عديمة الرحمة قوية وخطرة بقدر هؤلاء المذكورين في الاعلى ألا وهي السعودية.
وتقوم هذه الدولة بنقل صورة قبيحة عن الاسلام الى جميع أطراف الكرة الأرضية بشكل منظم محرضة ومؤسسة بذلك للكراهية، بينما تقوم بكبح الحريات وتحطيم الطموحات في الوقت ذاته، إلا أن الغرب يقوم برفع القبعة احتراماً لحكامها، ففي الاسبوع الماضي تم تعيين المملكة السعودية رئيساً لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة وهو اختيار قد لاقى ترحيباً من واشنطن، حيث قال المتحدث بإسم الادارة الامريكية مارك تونر: "تحدثنا حول حقوق الانسان المعنية بهم، ونأمل أن يكون لهذا الدور القيادي فرصة لهم لينظروا عن كثب إلى حقوق الانسان حول العالم وضمن نطاق حدودهم".
أمر مثير للدهشة، فالسعودية تعدم شخصا كل يومين، كما أنها ستقوم عاجلاً بقطع رأس علي محمد النمر ثم صلبه لمساهمته في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية أثناء مرحلة الربيع العربي حين كان مراهقأ آنذاك، ثم هناك رائف بدوي، وهو مدون تجرأ بالمطالبة بالديمقراطية، حيث حُكم عليه بالسجن لعشرة أعوام والجلد بألف جلدة، وفي الاسبوع الماضي توفي 769 مسلماً مؤمناً في مكة أثناء تأديتهم مراسم الحج، ففي البداية تحدثت السلطات السعودية عن الأمر بأنه مشيئة الله لكن لاحقاً قاموا بلوم الحجاج المتوفيين عن الحادث، مكة التي كانت في ما مضى مكانأ بسيطاً روحانياً أصبحت اليوم بفضل الجشع السعودي مليئة بالجرافات التي حولت الأماكن الاثرية إلى ما يشبه بـ(لاس فيجاس) المسلمين حيث الفنادق وناطحات السحاب والأسواق التجارية وليس لك إلا ان تصرف وتصرف وتصرف، لم يعد للفقير ما يدخره للذهاب إلى مكة، يذكرون انهم يحددون أعداد الحجاج لضمان السلامة على الرغم من أن ذلك قد يفسد الأرباح، هذا ما قد ذكر في الكتاب المؤثر لضياء الدين سردار (مكة: المدينة المقدسة) في وصفه لتدنيسهم لمكان الإسلام المقدس.
وعلى مستوى خطورة أكبر فإن آثار الخبث السعودي تستمر في الامتداد بسرعة وبحرية أكثر، فقد عرض الملك سلمان بناء 200 مسجد في ألمانيا لأجل اللاجئين الواصلين حديثاً وحيث أن أغلبيتهم مسلمين، لم يكن الملك سلمان ليقدم المال لإعادة الاستقرار أو للإحتياجات الأساسية للاجئين لكن قدمه لبناء مساجد الوهابيين والتي تمثل حصان طروادة لحملات الغزو السري السعودي، حيث تعتبر الوهابية التوجه الجديد لعدة من مراكز المدارس الإسلامية، والتي تجعل من الفكر والعاطفة أكثر ضيقا وتشككاً وتقلب المسلمين ضد المسلمين كما تقوض الفكر الحديث.
وقد كتب مؤخراً أحد المحافظين الجدد الفرنسي لورانت موراويك عام 2002: " لطالما كانت السعودية نشطة في كل حلقة من حلقات الارهاب: من مخططين إلى ممولين، ومن كوادر إلى جنود مشاة، ومن مفتين الى ناصرين"، سياسة موراويك تبدو مشينة لكن ملاحظاته جيدة، ولنتذكر أن أغلب قتلة 9/11 كانوا سعوديين وكذلك القاعدة في تسلسلها الهرمي.
وقد أصبح السعوديين أكثر عدوانيةً وأكثر اصراراً للفوز بالحروب الثقافية في السنوات الأربعة عشر اللاحقة لـ 9/11، فأسرفوا في إنفاق المال على المنظمات والعمليات الإسلامية مسوقين بذلك عقائد العقاب والتي تقوم بقهر واستعباد النساء والأطفال وتلعن القيم الديمقراطية والليبرالية، فهم يسعون إلى حملة تفجير عنيفة في اليمن والتي تركت خلفها آلاف المدنيين القتلى وأعداد أكبر في حالة يرثى لها.
حسناً، ما الذي يجب أن تقوم به انظمتنا الحاكمة لوقف هذه اليد الخفية للشيطان؟ لا شيء، فإجماعاً العوائل الملكية والحكومات المتعاقبة والبرلمانيون وعدد لا بأس به من المؤسسات والأفراد ذوي النفوذ يتملقون للعشيرة الحاكمة السعودية، فلم أشاهد أي تحقيق جاد متلفز حول هذا النظام، نعلم أنه قد يكون دون جدوى حيث أن الدليل مكبوت، حاول بعض الكتاب أن يخترقوا مؤامرة الحقارة، ففي كتاب كريغ أنغر "منزل بوش، منزل آل سعود" والذي نشر في عام 2004 والذي أكد بشكل لا شك فيه أن السعودية تمثل العصب الرئيسي للإرهاب الدولي، وأن عائلة بوش كانت مقربة بشكل مفرط من هذا النظام، العديد منا مؤمن بأن هذه الفضائح سيكون لها أثر أكبر مما قام به الصحفيان كارل برينستين وبوب وودورد عندا فضحوا أكاذيب ريتشارد نيكسون.
هذا العدو المميت سيُوقف أو يُرهب برمح ثلاثي، قادتنا يعلمون ما الذي يجري، لذا ماذا سيفعلون؟ سيقومون بمضايقة الشعوب الضعيفة، فحالياً يفرض برنامج المنع الحكومي مسؤولية على المدرسين بأن يأخذوا حذرهم من الشباب المتطرف وأن يكبحوهم من البداية، هم والكبار المنشقين أيضاً، فلقد تم الإشارة إلى أربعة آلاف مسلم يافع على أن يتم إعادة تأهيلهم، في شهر آيار الماضي تم استجواب طالب مدرسة مسلم تحدث حول بيئة الارهابيين فيما لو كان مناصراً لـ(داعش)، من المتوقع أن يكون الأكاديميون والمحاميون والاطباء والممرضات جواسيساً لهذه الأمة، فلقد اُتهم في الاسبوع الماضي طالب جامعة ستافورد شاير محمد عمر فاورق بأنه ارهابي لقراءته لكتاب عنوانه دراسات الارهاب في المكتبة.
في الولايات المتحدة تم القبض على صاحب الأربعة عشر عامأ أحمد محمد بسبب الساعة التي صنعها بيده واصطحبها معه للمدرسة، (فقد تساءل ريتشارد دوكينز الواعظ المهووس بتغريداته فيما لو كانت هذه الساعة جزء من خدعة ليتم القبض على محمد قبل أن يطلقوا سراحه)، يبدو أن الغرب يمنح الحرية للبعض وأن تكون مسلماً فهي جريمة.
التطرف مشكلة حقيقية، فالمسلمون الليبراليون المائلين للغرب يحاولون جهدهم للتأثير على عقول الشباب المسلم العدواني شديد الانفعال، لكننا قليلي الحيلة إلى حد كبير، فلن يقوم قادتنا بمواجهة السعودية والتي هي المنبع الإسلاميين للعدوى وغسل العقول، لن يقوموا بذلك بسبب النفط والأرباح المجنية من بيع السلاح، السياسيون الجبناء والاستغلاليين عديمي الأخلاق هم الخونة والخطر الأكبر على الأمن الوطني والوطنية وتماسك البلد، فكيف سيردون على هذا الاتهام؟