"من القاع الى القمة"
كيف فاز ثعالب ليستر بالدوري الانكليزي الممتاز..!
مروة الاسدي
2016-05-06 11:52
يمثل تتويج ليستر سيتي الذي لم يحقق اي انجاز كروي سابق، بلقب الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم مخالفا جميع التوقعات، نجاحا عظيما لفريق تمكن بفضل امكانيات ضئيلة تحقيق ما فشلت في تحقيقه اندية النخبة التي انفقت اموالا طائلة.
وبدأ ليستر الموسم وهو خارج الترشيحات تماما لكنه أنهاه بطلا لانجلترا لأول مرة في تاريخه، كما أصبح ليستر أول فريق يفوز بالبطولة لأول مرة منذ فعلها نوتنجهام فورست في موسم 1977-1978، لكن ليستر غاب عن أكبر مناسبة في تاريخه بعدما حصل على اللقب بمساعدة تشيلسي بطل الموسم الماضي.
ولم يكتف ليستر سيتي باحراز اللقب، بل سيشارك الموسم المقبل في دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه، ويأمل انصاره ان يبقى نجومه في صفوفه موسما اخر ولم لا تحقيق مفاجأة اخرى على الصعيد القاري، لكن بغض النظر عما سيحصل الموسم الماضي، فان لاعبي ليستر دخلوا الخلود الرياضي من خلال انجازهم الخارق.
فيما تعهد الملاك التايلانديون لنادي ليستر سيتي الانكليزي بمقاومة اي ضغوط لبيع اللاعبين الذين مكنوا فريق "الثعالب" من التتويج غير المتوقع بلقب الدوري الانكليزي لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخه، بينما قالت شركة المراهنات العملاقة وليام هيل إن صناعة المراهنات تواجه أكبر خسارة في تاريخها بالدوري الانجليزي الممتاز مع حاجة ليستر سيتي لانتصار واحد فقط لانتزاع لقب أول بشكل مفاجئ.
ويعتبر انجاز ليستر سيتي احد اكبر المفاجآت في التاريخ الحديث لكرة القدم الانكليزية، وقبل 7 اعوام، كان النادي يلعب في الدرجة الثالثة، والعديد من نجومه الحاليين كانوا يدافعون عن الوان فرق غير معروفة وفي درجات أدنى.
في السنوات المقبلة عندما تتذكر الجماهير كيف قلب ليستر سيتي منطق الرياضة رأسا على عقب وتوج بطلا للدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم فإن رحلة جيمي فاردي من الفقر للغنى قد تكون القصة غير القابلة للتصديق، وستكون هذه القصة بمثابة الأمل للآلاف من الشبان الحالمين الذين تستغني عنهم أكاديميات الأندية الانجليزية الكبيرة في كل عام، فيما يلي اهم التقارير والاخبار حول مسيرة ليستر المعجزة نحو لقب الدوري الانكليزي الممتاز.
ليستر يكتب حكاية سيرويها الناس "لمئة عام قادمة"
تحول حلم ليستر سيتي في الفوز بلقب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم لأول مرة في تاريخه الى حقيقة بعدما فرط توتنهام أقرب مطارديه في تقدمه بهدفين ليتعادل 2-2 مع مضيفه تشيلسي في مباراة مثيرة، وبينما تابع لاعبو ليستر المباراة عبر التلفزيون على بعد 160 كيلومترا من ملعب المباراة تقدم توتنهام بهدفين في الشوط الاول عبر هاري كين وسون هيونج مين وهو ما كان سيمدد الصراع إلى الجولة قبل الأخيرة من هذا الموسم الذي سيبقى لسنوات طويلة في الذاكرة.
لكن في الشوط الثاني منح جاري كاهيل تشيلسي قبلة الحياة وأدرك ايدن هازارد التعادل ليهدي اللقب الى ليستر ومدربه كلاوديو رانييري الذي سبق له تدريب تشيلسي، وقبل مباراتين من النهاية يتقدم ليستر بفارق يستحيل تعويضه هو سبع نقاط على توتنهام الثاني لتنطلق احتفالات صاخبة لانصاره، ومع إنفلات الأعصاب في نهاية المباراة على ملعب ستامفورد بريدج أظهرت لقطات تلفزيونية احتفالات لاعبي ليستر في منزل جيمي فاردي الذي سجل 22 هدفا ليساعد فريقه على تحقيق حلمه.
كما شهدت مناطق واسعة من ليستر احتفالات صاخبة بينما خرج انصار النادي في تايلاند وهي البلد الذي ينتمي اليه ملاك النادي للشوارع للاحتفال، ولخص المدافع ويس مورجان الذي سجل هدف التعادل 1-1 لليستر أمام مضيفه مانشستر يونايتد يوم الاحد الحكاية قائلا "لم يصدق أحد اننا سنفعلها لكننا اصبحنا الان أبطال الدوري الممتاز عن جدارة واستحقاق"، وقال ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام "في البداية اوجه التهنئة لليستر وكلاوديو رانييري فقد قدموا موسما رائعا، لكن للحق كان رانييري وفريقه قد حسموا الأمور كثيرا قبلها بعد أن تصدروا الترتيب منذ 23 يناير كانون الثاني، وللعجب قضى ليستر نصف الموسم الماضي في قاع الترتيب قبل أن ينجو من الهبوط بأعجوبة في النهاية.
وتوقع كثيرون هبوطه هذه المرة لكن ليستر نافس على اللقب وسط تراجع تشيلسي ومانشستر سيتي، وحسم هدف التعادل الثاني الذي سجله هازارد في مرمى غريمه اللندني توتنهام اللقب لليستر.
وقال جيمي كاراجر لاعب ليفربول السابق والذي يعمل محللا رياضيا في شبكة سكاي سبورتس "الناس ستحكي هذه القصة لمئة عام قادمة"، وقال ألان شيرر مهاجم انجلترا السابق الذي فاز باللقب في 1995 مع بلاكبيرن روفرز "أن يأتي فريق مثل ليستر وينتزع اللقب من بين أنياب عمالقة يفوقونه ثروة وخبرة اعتقد أنه أضخم إنجاز يحدث في كرة القدم".
ليستر سيتي المتواضع يقلب الطاولة على الكبار
في بداية الموسم، منحت مكاتب المراهنات نسبة واحد على 5 الاف لليستر لكي يتوج باللقب وكان الامر طبيعيا لان ليستر نجا باعجوبة من الهبوط الى الدرجة الاولى نهاية الموسم الماضي.
لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهودا خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار ووجود مدرب ملهم هو الايطالي كلاوديو رانييري، ساهم في تحقيق المعجزة باحراز اللقب ليقلب ليستر سيتي الطاولة على الجميع.
ووصف رانييري ما تحقق بانه "انتصار للاعبين اعتبرتهم الاندية الكبيرة صغار القامة او بطيئين ولم تتعاقد معهم"، وتابع "ما حصل مع لاعبي ليستر يمنح الامل لكل لاعب يقال له بانه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله".
والادلة كثيرة في صفوف ليستر سيتي: فحارس مرماه الدنماركي كاسبر شمايكل ترك مانشستر سيتي بعمر الثانية والعشرين وامضى خمسة مواسم يتخبط بين الدرجتين الاولى والثانية قبل ان يمنحه ليستر الفرصة لكي يحذو حذو والده بيتر شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد الشهير من خلال حراسة عرين فريق متوج باللقب المحلي.
اما الظهير الايمن داني سيمسون ولاعب الوسط داني درينكووتر فقد اخلى سبيلهما نادي مانشستر يونايتد لكن كلاهما لعب دورا اساسيا في احراز ليستر سيتي اللقب حتى ان الاخير استدعي الى صفوف المنتخب الانكليزي.
بدوره، امضى المدافع الالماني العملاق روبرت هوث اربعة مواسم في صفوف تشلسي من دون ان يفرض نفسه اساسيا، اما زميله في خط الدفاع وقائده الجامايكي ووس مورغان فلم يلعب كرة القدم على مستوى النخبة الا عندما بلغ الثلاثين من عمره.
اما الجناح مارك البرايتون فقد اطلق سراحه ناديه الام استون فيلا عام 2014، اما ابرز نجمين في صفوف ليستر وهما الجزائري رياض محرز وهدافه جيمي فاردي فكلفا النادي 4ر1 مليون جنيه استرليني فقط (حوالي مليوني دولار)، وقد توج الاول لاعب العام بحسب جمعية اللاعبين المحترفين، والثاني افضل لاعب بحسب جمعية الصحافيين.
وكان البعض قال لمحرز بانه ضعيف البنية جدا وبطيء جدا لكي يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكنه بات اول عربي وافريقي ينال لقب افضل لاعب في الدوري الانكليزي وثاني لاعب من خارج القارة الاوروبية بعد الاوروغوياني لويس سواريز.
اما فاردي فرفض ناديه الاصلي شيفيلد ونزداي التعاقد معه بعد ان اعتبره قصيرا جدا، لكنه حطم الرقم القياسي للتسجيل في 11 مباراة متتالية هذا الموسم، واستدعي الى صفوف المنتخب الانكليزي كما ذكرت تقارير بان قصته ستصبح فيلما سينمائيا، اما الملهم الاكبر فكان المدرب كلاوديو رانييري الذي لم يلق تعيينه حماسا كبيرا من قبل انصار النادي وبعض النقاد، نجح رانييري في استغلال الزخم لفريقه بعد ان فاز في سبع من مبارياته التسع الاخيرة الموسم الماضي لينجو من الهبوط باشراف مدربه السابق نايجل بيرسون، لكن تورط نجل الاخير بفضيحة جنسية في تايلاند جعله يدفع الثمن من خلال اقالته من منصبه.
لم يقم رانييري الذكي باحداث ثورة في صفوف الجهاز الفني واهم خطوة قام بها كان احتفاظه بالمسؤول عن التعاقدات ستيف وولش، واشاد شمايكل بمدربه بقوله "الشيء الاهم والذي يجدر تقديره في كلاوديو رانييري بانه لم يقم يتغيير كل شيء".
تعاقد الفريق مطلع الموسم مع هوث والنمسوي كريستيان فوكس والياباني شينجي اوكازاكي ولاعب الوسط نغولو كانتين وبنى رانييري فريقه على دفاع صلب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلا سرعة محرز وفادري.
تصدر ليستر الترتيب في اليو الاول بفوزه على سندرلاند 4-2 وعاد اليها في تشرين الثاني/نوفمبر. عاش فترة صعبة مرة واحدة خلال الموسم عندما حقق فوزا واحدا في خمس مباريات في مطلع العام الحالي، لكنه حتى الان لم يخسر سوى ثلاث مباريات.
ملاك ليستر سيتي يرغبون في الاحتفاظ بالفريق نفسه
تعهد الملاك التايلانديون لنادي ليستر سيتي الانكليزي بمقاومة اي ضغوط لبيع اللاعبين الذين مكنوا فريق "الثعالب" من التتويج غير المتوقع بلقب الدوري الانكليزي لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخه، وقال نائب الرئيس التايلاندي للنادي إياوات سريفادذانابرابها في تصريح للتلفزيون المحلي: "ليستر سيتي ليس الفريق الذي سيبيع لاعبيه. مثلما قلت منذ اليوم الاول... نبحث عن خلق اسس فريق"، مضيفا "جميع اللاعبين يرغبون في البقاء ويريدون ان يروا الى اي مدى يمكن ان يذهبوا. الجميع سعداء"، ويعود شراء ليستر سيتي من قبل فيشاي سريفادذانابرابها، ملك الاسواق الحرة في تايلاند، الى عام 2010، ويشهد له بالادارة الذكية للنادي وبالتعاقد مع الايطالي كلاوديو رانييري كمدرب للفريق.
في بداية الموسم، منحت مكاتب المراهنات نسبة واحد على 5 الاف لليستر لكي يتوج باللقب وكان الامر طبيعيا لان ليستر نجا باعجوبة من الهبوط الى الدرجة الاولى نهاية الموسم الماضي، لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين امثال الجزائري رياض محرز وجيمي فاردي والفرنسي نغولو كانتيه، الذين بذلوا جهودا خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار ووجود مدرب ملهم هو رانييري، ساهم في تحقيق المعجزة باحراز اللقب ليقلب ليستر سيتي الطاولة على الجميع، وتابع "لدينا بالفعل مخططات للاشهر الستة المقبلة" متطرقا على الخصوص الى مفاوضات مع بعض اللاعبين الجدد.
مسيرة ليستر الخيالية ستكبد شركات المراهنات أكبر خسارة في تاريخها
كان فوز ليستر بالدوري مستبعدا لدرجة أن وليام هيل وضعته كأحد المرشحين للتتويج بنسبة 1 لكل خمسة آلاف في بداية الموسم. وقالت وليام هيل في بيان إن خسارة شركات المراهنات الآن تبلغ حوالي عشرة ملايين جنيه إسترليني (14.55 مليون دولار).
وقالت وليام هيل إنه من المنتظر أن يحصل رجل من جيلدفورد بانجلترا على أعلى جائزة فردية بعدما دفع 75 جنيها للرهان على فوز ليستر بالدوري بنسبة 1 إلى 1500 بعد أسابيع قليلة من انطلاق المسابقة، ولم يجن الرجل أرباح رهانه لذلك يحق له الحصول على 112500 جنيه إذا توج ليستر باللقب. بحسب رويترز.
وفي المجمل تواجه وليام هيل دفع ما يزيد على ثلاثة ملايين جنيه اذا فاز ليستر على مانشستر يونايتد باستاد اولد ترافورد، وقال جو كريلي المتحدث باسم وليام هيل "نحن في طريقنا لخسارة ثروة صغيرة اذا فعل ليستر ما يتوقع كل الناس الآن أن يفعله. واحد لكل خمسة آلاف ستكون أعلى سعر لفائز في تاريخ المراهنات".
أداء ليستر يثبت ان المال ليس ضروريا لضمان النجاح
قال كلاوديو رانيري المدير الفني لنادي ليستر سيتي الانجليزي لكرة القدم إن الاداء العظيم للنادي ووصوله الى قاب قوسين او ادنى من الفوز ببطولة الدوري الانجليزي الممتاز هذا العام يثبت ان المال ليس من الضروري ان يترجم الى نجاح.
ويتصدر ليستر دوري البريمير ليغ متقدما على صاحب المركز الثاني توتنهام اللندني بـ 7 نقاط.
واذا حالف ليستر الحظ وفاز على مانشستر يونايتيد يوم الاحد (على ارض الاخير)، فسيتوج بطلا للدوري ذلك اليوم. يذكر ان آمال فوز ليستر في المراهنات كانت تقدر بـ 5000 الى 1 عند انطلاق الموسم الحالي.
يذكر ان يونايتيد انفق الملايين في شراء اللاعبين، اضعاف ما انفق ليستر، فقد اشترى المهاجم ميمفيس ديباي بـ 25 مليون جنيه استرليني وانفق 36 مليونا لشراء انتوني مارسيال.
اما ليستر، فلم ينفق اكثر من 30 مليون جنيه طيلة الموسم.
وقال رانيري في تصريحات نشرتها الصحافة الرياضية البريطانية السبت "قد تحصل مرة في العمر. فهذه كرة القدم. مرة كل 50 سنة يتمكن فريق صغير ضعيف الحال من الفوز على الكبار"، وقال "اذا كان هناك 20 فريقا تنفق كلها ملايين الجنيهات، ففي نهاية الموسم يفوز فريق واحد وتهبط 3 فرق الى دوري الدرجة الاولى"، ومضى للقول "اما الآن، فالوضع خاص والظروف مختلفة. الفرق الكبيرة لا تتمتع بالثبات كما تتمتع به الفرق العادية مثلنا"، "الثبات في المستوى مهم جدا من بداية الموسم الى نهايته".
رياض محرز "ملك" انكلترا المتوج
قالوا له بأنه بطيء جدا، صغير جدا ونحيل جدا لكي يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكن ذلك لم يمنع الجزائري رياض محرز من ان يتوج أفضل لاعب في الدوري الانكليزي الممتاز في الحفل السنوي الذي اقامته رابطة اللاعبين المحترفين في انكلترا، وبات محرز صانع العاب ليستر سيتي اول لاعب عربي وافريقي ينال هذا الشرف وثاني لاعب غير اوروبي بعد الاوروغوياني لويس سواريز يتوج بهذه الجائزة.
في بداياته، لم يتمكن من فرض نفسه اساسيا حتى في الفريق الاول لنادي سارسيل الفرنسي (شمال شرق باريس) الذي شهد انطلاقته في الملاعب، كان سارسيل مشتلا لتفريغ النجوم وكانت الاندية الفرنسية الكبرى مثل باريس سان جرمان ومرسيليا وليون ترسل كشافيها الى هذه المنطقة من ضواحي باريس لاكتشاف المواهب وضمها الى الاكاديميات الخاصة بها. لم يلفت محرز نظر اي منها.
ما يزيد من انجاز محرز بان جميع الذين سبقوه في التتويج بهذه الجائزة دافعوا عن الوان اندي عريقة امثال اريك كانتونا (مانشستر يونايتد)، وتييري هنري ودينيس برغكامب (كلاهما مع ارسنال) وغاريث بايل (توتنهام) ولويس سواريز (ليفربول)، في حين نجح محرز في ذلك مع ليستر سيتي الذي نجا بأعجوبة الموسم الماضي من السقوط الى مصاف الدرجة الاولى لكنه الان بات على مشارف احراز اللقب في كبرى المفاجآت في تاريخ الدوري الانكليزي، انتقل محرز الى ليستر سيتي من نادي لوهافر في دوري الدرجة الثانية في فرنسا لكرة القدم مقابل مبلغ زهيد جدا بلغ 500 الف يورو في كانون الثاني/يناير 2014 وسط عدم اكتراث شبه كلي من الصحافة الانكليزية، لكن الامور تغيرت بشكل جذري هذا الموسم حيث اصبح اسم الدولي الجزائري رياض محرز على كل شفة ولسان.
يعتبر محرز (24 عاما) احد اللاعبين البارزين الذين ساهموا في جعل ليستر سيتي متصدر صدارة الترتيب، مفاجأة الموسم، وقد تكون وفاة والده نقطة تحول في حياة محرز الذي يقول في هذا الصدد "وفاة والدي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كانت نقطة الانطلاق. لا ادري ما اذا كنت اصبحت اكثر جدية، لكن ما هو اكيد ان الامور تغيرت كثيرا بعد رحيله"، نشأ محرز في ضواحي باريس الشمالية ويكشف بان المقربين منه نصحوه بعدم التوجه الى الدوري الانكليزي بل الانتقال الى الدوري الاسباني، ويقول "الجميع كانوا يقولون لي +رياض الدوري الانكليزي لا يناسبك، فهو يعتمد على اللعب البدني كثيرا، الافضل لك الانتقال الى الدوري الاسباني"، لكن محرز لم يستمع الى نصائح هؤلاء ورفض عروضا من باريس سان جرمان ومرسيليا لينتقل الى ليستر سيتي المتواضع والذي كان قاب قوسين او ادنى من السقوط الى الدرجة الاولى في نهاية الموسم الماضي.
كما انه بات ايضا اول لاعب في صفوف ليستر سيتي يسجل ثلاثية (فعلها ضد سوانسي سيتي في مطلع كانون الاول/ديسمبر الماضي) منذ ان فعل ذلك ستان كوليمور عام 2000. كما اصبح اول لاعب جزائري يسجل ثلاثية في الدوري الانكليزي الممتاز. واشاد به زميله في ليستر حارس المرمى غاسبر شمايكل بقوله "انه لاعب مثير جدا يجعل الجمهور يقف في كل مرة يقوم فيها بحركة فنية رائعة. انه لاعب مهاري يجيد المراوغة وخلق الفرص بالاضافة الى قدرته على التسجيل. انه لاعب يحلم كل فريق بالحصول على خدماته".
وكان لسان حال مدربه الايطالي المحنك كلاوديو رانييري مماثلا بقوله "هذا الموسم يعتبر محرز بالنسبة الينا لاعبا ساحرا. لقد اصبح مرجعا للفريق وعندما يتعلق الامر بخلق الفرص نقوم فقط بتمرير الكرة اليه وهو يقوم بالباقي".
كلاوديو رانييري..."الملك الخاسر" الذي استحوذ على قلوب الإيطاليين
تحول مدرب نادي ليستر سيتي، الإيطالي كلاوديو رانييري، إلى نجم عالمي في سماء كرة القدم الأوروبية، حظي بإعجاب متتبعي البطولة الإنكليزية في جميع الدول إثر إحراز فريقه، لأول مرة في تاريخه، الدوري الإنكليزي. وأصبح يعرف في بلده بـ"الملك كلاوديو" الذي استحوذ على قلوب الإيطاليين، وأعاد للمدرسة الإيطالية بريقها في العالم.
وفجأة، الجميع يحب كلاوديو! المدير الفني القدير الذي اشتهر اسمه بلقب "الخاسر"، كلاوديو رانييري أصبح بالنسبة للإيطاليين "الملك كلاوديو"، بعد لقبه غير المتوقع مع ليستر سيتي في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وبات من الآن فصاعدا الشخصية "الرائدة" للمدرسة الإيطالية للمدربين.
لم يعكر الصحافيون الإيطاليون حفل غداء رانييري مع "والدته" صاحبة الـ96 عاما في منطقة لور، جنوب روما، التقوا معه في وقت لاحق في مطار تشامبينو، حيث كان ينتظر رحلة خاصة، وضعت رهن إشارته من قبل ناديه ليستر. "لن أقول شيئا، لا تزال هناك مباريات تنتظرنا"، هذا ما قاله رانييري ببساطة، ساعات فقط قبل أن يصبح، وهو في رحلته إلى ليستر، بطلا لإنكلترا.
راهب بوذي يتوقع نجاح ليستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
توقع راهب بوذي في تايلاند أن يحقق ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم نجاحا في مشاركته الأولى بدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل رغم أنه سينافس أمام أكبر الأندية الأوروبية وأكثرها ثراء.
وقال الراهب فرا برومانجلاتشان إن بطل انجلترا الجديد سيواصل تفوقه على الصعيد الأوروبي بسبب صفاء الذهن الذي يتميز به، وأضاف في معبد ترايميتر "أؤمن أن قوة البوذية.. التي انتقلت للفريق عبر الراهب البوذي ومسؤولي (مجموعة كينج باور التايلاندية مالكة النادي) أدت إلى ظهور روح جماعية في الفريق ووحدت صفوفه"، وتابع "ونتيجة صفاء الذهن تعزز تركيز الفريق وقدراته وتصميمه على الوصول إلى المستوى الدولي. في الوقت الراهن سيكون بإمكان الفريق التألق رغم كل شيء بسبب قوته المعنوية وسيستمر في الفوز على الساحة الدولية"، ومن جانبهم قال ملاك النادي إنهم لن يفرطوا في اللاعبين الحاليين للفريق بعد أن خطفوا الأنظار، وأصبح الملياردير فيكاي سريفادانابرابا أول مالك تايلاندي لأحد الأندية الإنجليزية يتوج بالدوري الممتاز بعد أن فاز ناديه ليستر بالمسابقة يوم الاثنين إثر تعادل توتنهام أقرب مطارديه مع تشيلسي 2-2 قبل جولتين من نهاية الموسم.
حقائق وأرقام عن ليستر سيتي معجزة الدوري الانجليزي
حقق فريق ليستر سيتي المعجزة وفاز بالدوري الانجليزي، قبل مبارتين من نهاية الموسم، بينما كانت الرهانات، في البداية، تضع احتمال تتويجه باللقب بنسبة 1 من 5 آلاف.
هذه معلومات عن هذا الفريق:
التطور من موسم لآخر
عندما انهزم ليستر أمام توتنهام بأربعة أهداف مقابل 3 يوم 21 مارس // آذار 2015 كانت تلك سابع مباراة يلبعها ليستر سيتي بلا فوز، وجعلتهم على بعد سبع نقاط من الهبوط إلى الدرجة الثانية، قبل تسع مباريات من نهاية الموسم الماضي، ولكن ليستر فاز على ويست هام بهدف من أندي كينغ، وبدأ معركة البقاء في الدوري الانجليزي.
كيف تم ذلك؟
بدأ ليستر سيتي هذا الموسم على النهج الذي أنهى به الموسم السابق، إذ فاز، في أول مباراة، بأربعة أهداف لهدفين على ساندرلاند، وصعد إلى المركز الأول، وبقي في الصدراة أسبوعين، قبل أن يتعادل في مباريتن متتاليتين أمام توتنهام وبورنموث، جعله ينزل إلى المركز الثالث، وكان يتوقع أن يواصل ليستر سيتي هبوطه في ترتيب الدوري، ولكن ذلك لم يحدث أبدا.
ففريق الثعالب لم يهبط إلى مركز أدنى من السادس، قبل أن يتصدر الدوري مجددا في يناير/ كانون الثاني، بعد فوزه على توتنهام بهدف لصفر، ولم يتنازل عن العرش بعدها حتى النهاية.
وتمكن الفريق من الفوز بالدوري، قبل مبارتين من نهاية الموسم، ولكنه حتى وإن فاز بالمبارتين المتبقيتين سيكون الفاصل بينه وبين الملاحق أقل من الفارق الذي حققته الفرق الخمسة الفائزة بالدوري الانجليزي قبله.
ويرجع تتويج ليستر بالدوري باللقب أساسا إلى جهود هداف الفريق جيمي فاردي، ورياض محرز، الحاصل على جائزة أفضل لعب في الدوري الانجليزي، اللذين شكلا ثنائيا ذهبيا، وكانا وراء أغلب أهداف الفريق.
كما يرجع الفضل إلى المدرب، كلاوديو رانييري، الذي كان يعاب عليه تغيير تشكيلته باستمرار، عندما كان يشرف على فريق تشيلسي، ولكنه في فريق ليستر حافظ على تشكيلة أساسية واحدة طوال الموسم، وقلما أجرى تعديلات عليها.
هل يمكن أن تشتري النجاح بالأموال؟ ليس بعد الآن
منذ 21 عاما لم يفز بالدوري الانجليزي فريق من غير أرسنال، وتشيلسي، و مانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وكان من المستحيل أن تكسر هذه القاعدة في الفترة الأخيرة التي تعاظمت فيها إيرادات الرعاية التلفزيونية للمباريات فوصلت 5،136 مليارات جنيه استرليني، ولكن ليستر سيتي أحدث المعجزة وكسر القاعدة.
ارفعوا رواتبهم
بينت الإحصائيات الأخيرة عن الرواتب التي تدفعها فرق الدوري الانجليزي الممتاز، والتي نشرتها مجموعة ديلوتس، المتخصصة في تدقيق ميزانيات الرياضة، الفارق الكبير بين رواتب فرق مثل ليستر سيتي، ووتفورد وبورنموث والفرق الكبرى في الدوري الانجليزي.
ورفع فريق ليستر حجم رواتبه من 36 مليون جنيه استرليني إلى 57 مليون استرليني، ولكنه مع ذلك فإن مجوع ما يدفعه من رواتب لا يتجاوز ربع ما أنفقه فريق مانشستر سيتي على الرواتب في الموسمين الماضيين.
أمام النخبة الأوروبية
وإذا كان فريق ليستر قارع فرق الدوري الانجليزي هذا الموسم وتفوق عليها، فماذا ستكون حظوظه في اللعب أمام أفضل الفرق الأوروبية في دوري أبطال أوروبا، الموسم المقبل؟
تضع الإحصائيات ليستر سيتي بعيدا عن إنجازات فرق أوربية مثل يوفنتوس أو باريس سان جيرمان، ناهيك عن بايرن ميونيخ.
آخر الفائزين بالدوري الممتاز لأول مرة
أصبح ليستر سيتي أول فريق يفوز، لأول مرة، بالدوري الانجليزي منذ 1978، عندما فاز به فريق نوتنغهام فورست، بقيادة براين كلاو، وفي أهم البطولات الأوروبية، فاز العديد من الفرق بالدوري لأول مرة، ولكن آخر مرة حصل هذا في الدوري الإيطالي كان منذ 25 عاما.
ليستر على مواقع التواصل الاجتماعي
يجمع حساب فريق ليستر سيتي على موقع توتير 519 ألف متابع، أي أقل من حساب فريق أرسنال بنحو 7 ملايين متابع، وبنحو 2،7 مليونين متابع وبنحو 900 ألف متابع، ولكن ليستر سيتي كان الأكثر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدء تنافسه على اللقب، وتفوق بكثير على منافسيه، خاصة بعد إعلان فوزه بالدوري يوم 2 مايو/ أيار.