اليوم العالمي للدراجة الهوائية: صحة مستدامة والنقل مجاني

أوس ستار الغانمي

2024-06-03 09:08

يحتفي العالم بالـ3 من يونيو، باليوم العالمي للدراجة الهوائية من خلال التوعية بمزايا الدراجات الهوائية، ودعوة الناس للاعتماد عليها كوسيلة للمواصلات، وتعتبر الأمم المتحدة الدراجة الهوائية وسيلة نقل مناسبة للبيئة.

وإدراكا من الجمعية العامة للأمم المتحدة لقيمة الدراجة الهوائية اعتمدت القرار 272/72 في أبريل/نيسان 2018، بإعلان يوم 3 يونيو/حزيران يوماً عالمياً للدراجة الهوائية، ودعت الجمعية الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون الوطني والإقليمي والدولي بغرض تحسين السلامة على الطرق في العالم وخفض معدل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور.

مليار دراجة

ويقدر العدد الحالي للدراجات الهوائية في العالم بنحو مليار دراجة، متفوقة بذلك على عدد السيارات وبمعدل دراجتين لكل سيارة، وتعد الدراجة إحدى وسائل النقل الأساسية في العديد من المناطق إلى يومنا الحاضر، وتمنح وسيلة مشهورة للاستجمام، حيث تعرف بكونها لعبة للأطفال، وجهازا للياقة البدنية، والتطبيقات العسكرية والشرطة، وتستخدم في خدمات البريد السريع وكذلك في سباقات الدراجات.

وأقيم يوم للدراجات في الولايات المتحدة عام 1956، وهو حدث سنوي في كندا أيضا لتشجيع ركوب الدراجة كوسيلة انتقال إلى العمل بدلا من السيارة. وتعتبر "مدينة الدراجات" مشروعا طموحا في الولايات المتحدة، وتتوسع المدينة حاليا في كوينز الغربية وشملت أجزاء جديدة من مانهاتن وبروكلين، وضاعفت الحكومة من محطات تشارك الدراجات في المدينة، وفقا لإعلان المسؤولين. كما ارتفعت الميزانية الأميركية المخصصة لمضاعفة برنامج تشارك الدراجات.

وفي اليابان تهدف حكومة العاصمة إلى زيادة عدد مستخدمي الدراجات الهوائية، وهي تخطط الآن لمشاريع مضاعفة ممرات الدراجة في المدينة. وتريد اليابان استغلال الألعاب الأولمبية الصيفية لزيادة عدد راكبي الدراجات أسوة ببريطانيا.

وفي أستراليا ارتفعت نسبة راكبي الدراجات بشكل كبير، حيث بلغت ما يزيد عن 130%، وأرجع المراقبون ذلك إلى توفير الدولة طرقا آمنة تتخلل الطبيعة الخلابة، وإنشاء شبكة طرق خاصة بالدراجات تبلغ 110 كلم. وفقًا لموقع “الجزيرة نت”.

النشاط البدني المنتظم ذو الشدة المعتدلة -مثل المشي أو ركوب الدراجات أو ممارسة الرياضة- له فوائد كبيرة على الصحة. واعترافاً بتفرد الدراجة وطول عمرها وتعدد استخداماتها، التي كانت مستخدمة منذ قرنين من الزمان، وأنها وسيلة نقل بسيطة وميسورة التكلفة وموثوقة ونظيفة وملائمة بيئياً، وتعزز الإشراف البيئي والصحة، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان 3 يونيو اليوم العالمي للدراجات.

وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، فقد تم التشجيع على التأكيد على استخدام الدراجة والنهوض بها كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز التعليم، بما في ذلك التربية البدنية، للأطفال والشباب، وتعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض، وتعزيز التسامح، والتفاهم والاحترام المتبادلين، وتسهيل الاندماج الاجتماعي. وثقافة السلام.

وقد رحبت الجمعية بمبادرات تنظيم ركوب الدراجات على المستويين الوطني والمحلي كوسيلة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية والرفاه وتطوير ثقافة ركوب الدراجات في المجتمع.

ركوب الدراجات والتنمية المستدامة

يلفت اليوم العالمي للدراجات الانتباه إلى فوائد استخدام الدراجة كوسيلة نقل بسيطة، وبأسعار معقولة، ونظيفة، ومستدامة بيئياً، حيث تساهم الدراجة في هواء أنظف وتقليل الازدحام وتجعل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى في متناول السكان الأكثر ضعفاً.

كما يُعد نظام النقل المستدام الذي يعزز النمو الاقتصادي، ويحد من أوجه عدم المساواة مع تعزيز مكافحة تغير المناخ أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أيضاً يتيح لنا ركوب الدراجات ممارسة عضلاتنا وتقليل استهلاك الوقود نظراً لأنه بديل شائع لقيادة السيارة والشعور بالرياح. حقاً، لا يوجد شيء يضاهي بهجة ركوب الدراجة.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعد البنية التحتية الآمنة للمشي وركوب الدراجات طريقاً لتحقيق قدر أكبر من العدالة الصحية. بالنسبة للقطاع الحضري الأكثر فقراً، الذي لا يستطيع في كثير من الأحيان تحمل تكلفة المركبات الخاصة، يمكن أن يوفر المشي وركوب الدراجات شكلاً من أشكال النقل مع تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان والسكري وحتى الموت. وبناءً على ذلك، فإن النقل النشط المحسن ليس صحياً فحسب؛ كما أنها منصفة وفعالة من حيث التكلفة. وفقًا لـ “مجلة سيدتي”.

يعد نظام النقل المستدام الذي يعزز النمو الاقتصادي ويحد من أوجه عدم المساواة مع تعزيز مكافحة تغير المناخ أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

إذ أنه يساهم في هواء أنظف وتقليل الازدحام ويجعل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى في متناول الفئات السكانية الضعيفة.

12 فائدة صحية

من دون تفرقة بين الجنسين، يُوصي الخبراء بتخصيص 30 دقيقة يوميا لركوب الدراجات الهوائية في الطُرقات (أو الدراجات الثابتة في الأماكن المغلقة، أو مثيلاتها في الصالات الرياضية)، كحد أدنى للبقاء في حالة جيدة، وجني فوائد لا يمكن إنكارها لتحسين الحياة، والاستمتاع بمزايا غاية في الأهمية، لتعزيز صحتك الجسدية والعقلية؛ كإنقاص الوزن، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات.

بداية يجب أن تتحدث إلى طبيبك في حالة ما إذا كنت تعاني من ظروف صحية، وتتأكد من اختيار الدراجة الاحترافية المناسبة لطولك ونِسب جسمك؛ فدرجة إمالة المقعد، وارتفاع المقود، والمسافة التي تمكنك من الإمساك بالمقود مع تقوس ظهرك؛ كلها عوامل تؤثر على المناطق التي ستشعر فيها بالضغط على جسمك، وفقا للخبير جيم روتبيرغ الذي يحذر من أنه "إذا لم تكن دراجتك مناسبة تماما، فستشعر بذلك في مؤخرتك وظهرك وركبتيك".

أيضا، يُفضل ارتداء سراويل مناسبة تحتوي على ألياف لدنة، تسمح بتخفيف الضغط على عظام "منطقة الجلوس"؛ بالإضافة إلى الخوذة، وقفازات ركوب الدراجات (لتقليل الضغط على أعصاب اليدين وحمايتها من الخدر أو التنميل)، ونظارات الحماية من الشمس والرياح والرمال؛ ثم محاولة البحث عن مسارات آمنة، لحماية نفسك من الحوادث المرتبطة بالدراجات.

هذا ما يحققه ركوب الدراجات الهوائية لجسمك

ـ مفاصل أكثر راحة، فعلى عكس أنواع التمارين التي تُحمّل وزن الجسم على المفاصل لدرجة قد تكون مؤلمة ومدمرة أحيانا بالنسبة للكثيرين، يمنحك ركوب الدراجات تمرينا جيدا للقلب والأوعية الدموية، ويحقق نفس فوائد التمارين عالية التأثير، كالجري، دون الكثير من الخسائر الجسدية والمخاطر؛ وخاصة لدى "من يعانون من مشاكل أو التهاب في المفاصل، والنساء الحوامل".

ـ مُتعة عقلية، حيث يوصي الخبراء بركوب الدراجات في الهواء الطلق باعتباره وسيلة فعالة لتحسين الصحة العقلية ووظائف الدماغ، من خلال إطلاق المحفزات التي تساعد على الشعور بالتحسن والرفاهية وتقليل الإجهاد والتوتر، مثل الأدرينالين والإندورفين، خاصة لدى المتقدمين في السن.

ـ قلب سليم دون مخاطر، فقد وجد باحثون أن ركوب الدراجات يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%. لذا، يمكن اعتباره رياضة ممتازة لتحسين صحة قلبك دون مخاطر المبالغة، أو تعريض أجزاء من جسمك للضرر. كما أظهرت دراسة أخرى ارتباطا بين ركوب الدراجات، وانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 52%.

ـ تَحكّم في الوزن، فإلى جانب أبحاث تُظهر أن ركوب الدراجات "يحرق مئات السعرات الحرارية، ويساعد في تقليل الدهون في الجسم"، توصي وزارة الصحة الأميركية بممارسة تمارين القلب -مثل ركوب الدراجات- لحوالي 300 دقيقة في الأسبوع، لتحقيق أكبر فائدة لفقدان الوزن، بشرط كثافة التدريب، واتباع نظام غذائي صحي.

ـ رئة أوسع، فقد أظهرت دراسة أجريت سابقًا، "أن البدء في رؤية تحسن كبير في صحة الرئة، لا يستغرق سوى 175 إلى 250 دقيقة من ركوب الدراجات في الأسبوع".

ـ كوليسترول أقل، فخفض نسبة الكوليسترول لديك، يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وكلاهما ينتجان عن ارتفاع الكوليسترول، وفقا لما ذكرته دراسة نُشرت سابقًا، ووجدت صلة بين ركوب الدراجات وزيادة الكوليسترول المفيد (HDL)، مقابل انخفاض مستوى الكوليسترول الضار (LDL). كما لاحظ الباحثون وجود علاقة بين ركوب الدراجات بنظام تمرين ثابت، وانخفاض الدهون الثلاثية.

ـ مزيد من التوازن، لأن التقدم ​​في العمر، وقضاء معظم الوقت في المكاتب وأمام الهواتف الذكية والحواسيب، يقلل من شعورنا بالتوازن؛ يوصي الخبراء بإضافة التمارين التي تركز على التوازن -مثل ركوب الدراجات- للروتين اليومي، من أجل تقوية واستقرار جذعك.

ووجد الباحثون أن ركوب الدراجات يوميا يحفز المناطق الحركية المسؤولة عن التوازن والتنسيق في الجهاز العصبي المركزي، ويُنشّط القشرة الدماغية، كمنطقة أساسية للإحساس بالتوازن، والوقاية من التعثر.

ـ ضغط دم مُستقر، أظهرت مراجعة، أن ركوب الدراجات بانتظام يخفض ضغط الدم المرتفع بنسبة 4.3% بعد 3 أشهر، وبنسبة 11.8% بعد 10 أشهر، وهو ما اعتبره الباحثون دليلا على أن ركوب الدراجات يمكن أن يكون علاجا أساسيا لخفض ضغط الدم المرتفع.

ـ جسم سُفلي قوي، يعتمد ركوب الدراجات على مقاومة طبيعية تساعد في بناء العضلات وتحسين قوة الجزء الأسفل من الجسم. ولكن الباحثون أشاروا في مقال نُشر عام 2015 إلى أن ركوب الدراجات يوفّر تمرينا محدودا للجزء العلوي من الجسم، وهو ما يقتضي تقوية هذا الجزء أيضا من خلال تمرينات القوة ورفع الأثقال المنتظمة، لتحقيق لياقة بدنية أفضل، وتقليل احتمالات الإصابة.

ـ جهاز مناعة نشط، فقد أثبت ركوب الدراجات أهميته في الحفاظ على الصحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحسين القدرة على مقاومة أمراض الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد، أو "كوفيد- 19″؛ بعد أن وجدت دراسة نُشرت عام 2020، أن النشاط البدني يمكن أن يقوي جهاز المناعة في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي.

ـ نوم أعمق وانتعاش أكثر، تقول الدكتورة تشارلين غامالدو المديرة بمركز جونز هوبكنز للنوم "إن هناك دليلا قويا على أن التمرين، يساعد على النوم بسرعة أكبر ويحسن جودة النوم".

وتُوضح، أن حصد فوائد النوم من ركوب الدراجات، لا يتطلب سوى 30 دقيقة من التمرين يوميا؛ فلن يستغرق الأمر شهورا أو أعواما لرؤية النتائج، "ولا حاجة للتدريب من أجل الماراثون، للحصول على نوم أفضل".

ـ حماية من مرض السكري، فقد وجدت دراسة أجريت على بالغين دانماركيين أن "ركوب الدراجات الهوائية مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني"، كما نشر باحثون نتائجهم عام 2021 والتي أظهرت أن "ركوب الدراجات يقلل من وفيات مرض السكري بنسبة تصل إلى 24%، وإذا استمر لمدة 5 سنوات أو أكثر، فسوف ينخفض بنسبة 35%". بحسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”.

تأثير ركوب الدراجة الهوائية على انبعاثات الكربون

كشفت دراسة التأثير الذي يمكن أن ينجم عن استخدام الدراجات الهوائية في التنقلات اليومية، على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة "كومونيكايشنز إيرث أند إنفايرنمنت"، إنه بإمكان العالم خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 700 مليون طن كل سنة، أي ما يوازي انبعاثات كندا السنوية، إن عمد الجميع إلى استخدام الدراجات الهوائية لتنقلاتهم اليومية.

ويمثل قطاع المواصلات ربع مجمل الانبعاثات الحالية للغازات ذات مفعول الدفيئة المسببة للاحترار المناخي، ومن المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النقل بثلاثة أضعاف بحلول منتصف القرن، علما أن نصف هذه الانبعاثات ناتج اليوم عن السيارات.

ووفق باحثين فإن عدد الدراجات الهوائية المنتجة خلال فترة 1962-2015 تخطى عدد السيارات، وبلغ عدد الدراجات المنتجة عام 2015 أكثر من 123 مليون دراجة، حوالي ثلثيها في الصين.

ولم يتخطّ متوسط حصة استخدام الدراجات الهوائية للتنقلات اليومية 5 في المئة بالدول الستين المشمولة بالدراسة، وفقا ذكرت "فرانس برس".

وفي بعض هذه الدول مثل الولايات المتحدة، فإن عدد الدراجات الهوائية المستخدمة مرتفع، لكن مستخدميها يعتبرون ركوبها بمثابة نشاط ترفيهي وليس وسيلة نقل يومية، وغالبا ما يستخدمون السيارات لتنقلاتهم القريبة.

لكن الباحثين أثبتوا من خلال حساباتهم أنه لو تنقل الجميع لمسافة 1.6 كيلومتر في اليوم بالمتوسط على دراجة هوائية، أي ما يوازي متوسط المسافة اليومية التي يعبرها الدنماركيون، فسيمكن ذلك من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم بحوالي 414 مليون طن في السنة، أي ما يساوي انبعاثات بريطانيا السنوية.

وفي حال استخدام الدراجات الهوائية لـ2.6 كيلومتر في اليوم كما في هولندا، فمن الممكن خفض الانبعاثات بـ686 مليون طن في السنة، فضلا الفوائد الصحية لوسيلة النقل هذه وتحسين نوعية الهواء الذي نتنفسه.

وقال معدّ الدراسة الرئيسي الأستاذ في قسم التكنولوجيا الخضراء في جامعة جنوب الدنمارك غانغ ليو، لوكالة "فرانس برس" إن الفائدة الرئيسية للدراسة هو أنها تظهر أن الدراجة الهوائية يمكن أن تلعب دورا مهما في الحد من بصمات الكربون للنقل، في حين أن الجدل القائم حاليا يركز على الانتقال إلى السيارات الكهربائية. وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية”.

الصحة البدنية والنفسية

أظهرت دراسة أوروبية أن ركوب الدراجة الهوائية يومياً، سواء للمتعة أو كوسيلة للتنقل، يساعد في خسارة الوزن، فضلاً عن الفوائد الأخرى المتعددة للصحة الجسدية والنفسية، ومساهمتها في الحفاظ على البيئة.

يعتبر ركوب الدراجات من أكثر الرياضات متعة للكبار والصغار. إضافة إلى ذلك من الممكن اعتمادها كوسيلة نقل سهلة الاستخدام لا تكلفك سوى خسارة السعرات الحرارية. وبنفس الوقت توفر لك الوقت، حيث تساعد في الهروب من الطرق المزدحمة. كما يعتمدها كثير من سكان الدول الأوربية للوصول إلى أماكن عملهم أو دراساتهم.

وجدت دراسة "عادات السفر" في سبع مدن أوروبية أن الأشخاص الذين يركبون دراجاتهم الهوائية يومياً يتمتعون بمؤشر كتلة جسم (BMI) أدنى، مقارنة مستخدمي وسائل النقل الأخرى.

وقد أجريت الدراسة كجزء من مشروع النشاط البدني من خلال وسائل النقل المستدامة (PASTA)، الذي تموله المفوضية الأوروبية. الدراسة ركزت على مدن: فيينا بالنمسا، وزيوريخ بسويسرا، وأنتويرب ببلجيكا، وبرشلونة بإسبانيا، وأوربرو بالسويد، وروما بإيطاليا، وحي نيوهام في العاصمة البريطانية لندن. وجاء من ضمن نتائجها أن الأشخاص الذين يركبون الدراجة الكهربائية يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من أولئك الذين يركبون الدراجات الهوائية التقليدية، مما يشير إلى أن ركوب الدراجة الهوائية يؤدي إلى خسارة الوزن.

تشجيع استخدام الدراجات الهوائية

دعا واضعو الدراسة، التي قادها باحثون في جامعة هاسلت ببلجيكا، الحكومات إلى جعل المدن أكثر ملاءمة لركوب الدراجات الهوائية، مشيرين إلى أنه بالإضافة إلى المساعدة في مكافحة البدانة، من شأنها أيضاً الحد من تلوث الهواء. بحسب ما نشره موقع (ذا ديلي سبين).

كما أظهرت الدراسة، التي حللت عادات أكثر من ألفي شخص في المدن التي شملها الاستطلاع، أن الرجال الذين تحولوا من استخدام السيارات إلى الدراجات الهوائية للسفر اليومي خسروا ما معدله 0.75 كيلوغراماً في الوزن مع انخفاض مؤشر كتلة الجسم لديهم بمقدار 0.24، في حين كانت النتائج بين النساء المستجيبات أقل.

ومن ناحية أخرى شدد معدو الدراسة على أهمية تشجيع استخدام الدراجات الهوائية لأهميتها للبيئة والصحة على حد سواء، حيث أظهرت النتائج أيضاً أن الأشخاص الذين كانوا يستخدمون دراجاتهم الهوائية بين حين وآخر فقط (وليس بشكل منتظم) استطاعوا المحافظة على أوزانهم.

فإذا كنت تفضل ركوب الدراجة الهوائية لتعزيز اللياقة البدنية أو الصحة، أو لتوفير بعض المال في حسابك المصرفي، أو للمحافظة على البيئة من التلوث، فقد قمت باتخاذ الخيار الأفضل على الإطلاق في حياتك. إذ يعزز ركوب الدراجات القدرة العقلية والصحة البدنية مما ينعكس على العلاقات الاجتماعية والشعور بالسعادة، بحسب ما نشره موقع “DW”.

هل ركوب الدراجات يبني العضلات؟

يعتبر ركوب الدراجات طريقةً فعالة لبناء عضلات القدمين، لأن المحركات الأساسية في أثناء ركوب الدراجات موجودة في ساقيك مثل أوتار الركبة، وعضلات المؤخرة، وعضلات الساق، لأنك عندما تضغط على الدواسة، فإنك تستخدم كل العضلات في ساقك، وعندما تسحب للخلف وللأعلى، يتم تنشيط عضلات أوتار الركبة وعضلات الساق.

كما أنّ السطح الذي تركب عليه يحدث فرقاً، إذ إن ركوب التل يتطلب مزيداً من جهد عضلات الساق أكثر من الأرض المسطحة، أما عندما تنزل منحدراً، فإن ساقيك تعملان بشكل أقل قليلاً.

كما أن إضافة تمارين السرعة والمقاومة إلى ركوب الدراجات المعتاد يمكنها أن تحسّن عملية الأيض مؤقتاً وتبني عضلاتك، وفقاً لما ذكرته دورية Movements and Sports Sciences.

وكلما زادت عضلاتك، زاد معدل حرقك للسعرات الحرارية حتى في أثناء فترات الراحة. ولهذا تُعتبر هذه الوسيلة رائعةً في فقدان دهون الجسم أو التحكم في الوزن.

يعتبر ركوب الدراجات رائعاً لبناء هيكلك العضلي على صعيد السرعة والقوة، إضافة إلى استهداف قوة تحمّل جهاز القلب والأوعية الدموية. إذ تحرك هذه الرياضة كثيراً من عضلات الجسم، وبهذا تساعد في تنسيق وتحديد شكل العضلات.

عضلات الساقين هي أكثر العضلات التي تستفيد من رياضة ركوب الدراجات، إذ تعتمد بشكلٍ أساسي على استخدام العضلة رباعية الرؤوس (مقدمة الفخذ)، وعضلة الربلة، وعضلات الألوية في أثناء جلوسك والضغط على الدواسة لأسفل.

ومع صعود الدواسة لأعلى، تبدأ عضلات باطن الركبة (مؤخرة الفخذ) والمستقيمة الفخذية في العمل بقوة ضد المقاومة، وفقاً لما ذكره موقع Shape الطبي الأمريكي.


ذات صلة

كل ما في الكون هو حقحنون وتجربة السقوط الحرالمرأة وأقصر الطرق لتحقيق أهدافهاثوابت الديمقراطية والتنمية في أزمنة العولمةالسياسة الخارجية الأميركية في عام 2025