على القادة والمسؤولين أن يعيشوا فقراء!

آية الله السيد مرتضى الشيرازي

2017-04-08 06:57

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.

قال الله العظيم في كتابه الكريم: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)(1).

من بصائر النور في آية الاستعمار: عمران الأرض محبّذ مطلوب

ومن البصائر في هذه الآية الشريفة ان عمران الأرض مطلوب لله تعالى محبّذ ومحبوب فان (اسْتَعْمَرَكُمْ) تعني طلب عمرانكم لها، على أقوى الاحتمالين وسيأتي الكلام عن الاحتمال الآخر، ومن الواضح ان طلب المولى الحكيم من عبيده شيئاً دليل على محبوبيته لديه وعلى حسنه بل وعلى وجود المصلحة فيه فإن الأحكام ونظائرها(2) تابعة لمصالح ومفاسد في المتعلقات.

ولكن هل تدل المطلوبية على الوجوب؟ إذ قد يقال بأن المطلوبية أعم من الوجوب والاستحباب فان الطلب يتعلق بالواجب والمستحب أي ان كليهما مطلوب لكن هذا مع المنع من الترك وذاك بدونه.

الدليل على افادة الطلب للوجوب

يمكن الاستدلال على دلالة الطلب على الوجوب بعدد من الوجوه التي استدل بها عدد من أعلام الأصوليين على دلالة الأمر على الوجوب، فبناء على مبناهم في الأمر واستدلالهم عليه يتم الاستدلال ههنا على وجوب امتثال طلب المولى ولزوم تحقيق مطلوبه، والوجوه بعد تطويرها بما تتناسب مع الطلب هي:

1- الإطلاق ومقدمات الحكمة تفيد الإرادة الشديدة

أولاً: ما ذهب إليه المحقق العراقي في الأمر، إذ يمكن القول بنظيره في الطلب وهو: ان الطلب، وكذا الأمر، تابع للإرادة ونابع منها فان الشخص إذا أراد شيئاً طلبه والإرادة درجات فمنها الشديد ومنها الضعيف وكذلك الطلب، والطلب الشديد يفيد الوجوب أما الضعيف فيفيد الاستحباب، والشديد بسيط غير مركب فان ما به الامتياز هو نفس ما به الاشتراك فليس محدوداً بحد زائد على الإرادة نفسها فلا يحتاج إلى إقامة قرينة عليه بل ان نفس الطلب بدون قرينة على الخلاف يدل عليه فانه هو هو، أما الضعيف فهو عبارة عن الطلب أو الإرادة مع حد عدمي أي الطلب زائداً النفي أي عدم الشدة فان الضعف مزيج من الشيء والعدم فإذا أراد الضعيف لزم أن يقيم عليه القرينة عكس ما لو أراد القوي الشديد، فإذا لم يُقِم قرينة تمّت مقدمات الحكمة إذ انه كان في مقام البيان ولم يُقِم قرينة على الخلاف وهو إرادة المرتبة الضعيفة ولم يكن قدر متيقن في مقام التخاطب، وبذلك يدل الطلب المجرد عن أية ضميمة على الوجوب إذ ان الإطلاق محمول على الرتبة الشديدة من الإرادة المساوية للوجوب أو المنطبقة عليه.

2- مقام المولوية يقتضي وجوب امتثال الطلب

ثانياً: ان الطلب إذا كان من المولى دل عقلاً على الوجوب استناداً إلى قرينة مقام المولوية والعبودية فان مقام العبودية يقتضي تحقيق ما يطلبه المولى منه ما لم يرخص في الترك، كما ذهب إلى ذلك في مصباح الأصول(3).

3- انصراف الطلب للوجوب

ثالثاً: ان الطلب منصرف إلى الطلب الوجوبي وإن كان أعم وضعاً من الوجوبي والندبي، ولذا صح العقاب إذا طلب فلم يمتثل وليس له ان يتعلل بالأعمية، فتأمل.

وجوه الجمع بين طوائف الروايات الذامة للفقر والمادحة له

سبق ان طوائف الروايات مختلفة فانها بين ما يذم الفقر وما يذم الغنى وما يمدح الفقر وما يمدح الغنى وان هنالك وجوهاً للجمع بينها، ومنها تعدد إطلاقات الفقر: 1- الفقر إلى الله تعالى، وهو ممدوح 2- والفقر من الدين، وهو مذموم 3- وفقر النفس، وهو مذموم كذلك 4- والفقر من المادة، وهو على درجات.

وأما الوجه الآخر من وجوه الجمع فهو:

عيشة الفقراء واجبة على المسؤولين، والغنى مطلوب لعامة الناس

ان الفقر، بمعنى ان يكون صفر اليدين من حطام الدنيا ذاتاً أو بالعرض(4)، مطلوب من القادة والمسؤولين والرؤساء (كرؤساء الأحزاب وغيرها) والموجهين ومنهم الخطباء والعلماء ونظائرهم، أما عامة الناس وغيرهم فالغنى هو المطلوب لهم.

وعلى ذلك فان المطلوب من القادة والمسؤولين ان يزهدوا في حطام الدنيا في حياتهم الشخصية وأن لا يأكلوا طيب الطعام ولا يلبسوا فاخر اللباس ولا يركبوا فاره المراكب وان لا يكنزوا الأموال وأن لا تنتفخ أرصدتهم في المصارف وأن يكون هؤلاء بحيث كلما وصلت إلى أيديهم أموال أن ينفقوها في سبيل الله تعالى فوراً وبدون إبطاء قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "فَوَاللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ إِلَّا كَقُوتِ أَتَانٍ دَبِرَةٍ وَلَهِيَ فِي عَيْنِي أَوْهَى وَأَوْهَنُ مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ..."(5).

وعليهم في المقابل ان يمنحوا الناس كافة الثروات التي بحوزتهم وان يوجهونهم للتمتع بملذات الحياة المحللة وان يخططوا لينتشلوا الناس من الفقر والفاقة وان يجعلوهم أغنياء سعداء.

القاعدة العامة: الطيبات للعباد، وعلى القادة الزهد والعيش عيشة الفقراء

فالقاعدة العامة هي (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ)(6) وقد خرج منها القادة والمسؤولون بالأدلة الخاصة الآتية ومنها:

من الأدلة على هذا الجمع: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ"

ما علل به أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك بقوله: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ" وتمام الرواية يُعدّ من الأدلة على وجه الجمع الآنف وهي "فَقَالَ لَهُ الْعَلَاءُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَشْكُو إِلَيْكَ أَخِي عَاصِمَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: وَمَا لَهُ؟ قَالَ: لَبِسَ الْعَبَاءَةَ وَتَخَلَّى عَنِ الدُّنْيَا، قَالَ عَلَيَّ بِهِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبِيثُ أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ‏ وَوَلَدَكَ؟ أَتَرَى اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ!

قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَنْتَ فِي خُشُونَةِ مَلْبَسِكَ وَجُشُوبَةِ مَأْكَلِكَ؟

قَالَ وَيْحَكَ إِنِّي لَسْتُ كَأَنْتَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ"(7).

و(إستَهَامَ) مأخوذ من الهُيام بضم الهاء، والهُيام هي حالة تعرض العاشق شبيهة بالجنون إذ يغفل معها عن أي شيء آخر، وقد استهام بك الخبيث أي سيطر على لبّك وعقلك فلم تعد تعرف الحق من الباطل فعشقت الزهد وغفلت عن واجبك تجاه زوجتك وأولادك وغفلت عن أن الله تعالى أحل لك الطيبات لتأكلها لا لتمتنع عنها!

وعندما أشكل عليه أخو علاء بانه –أي أمير المؤمنين (عليه السلام)- زهد في الدنيا "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَنْتَ فِي خُشُونَةِ مَلْبَسِكَ وَجُشُوبَةِ مَأْكَلِكَ؟" وانه، في معنى كلامه، اقتدى به! أجابه أمير المؤمنين بـ"وَيْحَكَ إِنِّي لَسْتُ كَأَنْتَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ" وهي رواية صريحة في الفرق بين عامة الناس وبين أئمة العدل، فان أئمة العدل لو زهدوا في الدنيا حقاً لأمكن للفقراء أن يتحملوا مضاضة الفقر إذ يجدون سيدهم يعيش مثلهم، أما لو لم يزهدوا فان فقر الفقراء سيهيج بهم، ويتبيغ يعني يهيج ويتهيج، وهيجان الفقر يستلزم مفاسد عظمى فان من هاج به الفقر قد يتحول مسار حياته بأكمله لذا تجده قد يسرق أو يرتشي أو يغش ويخدع ويدلس أو قد يصاب بعقد نفسية واضطرابات روحية تجره إلى العدوان وإلى العنف الاجتماعي والقسوة والطغيان.

ومن اللطيف أن نشير إلى أن (الهيام) ورد بالضم والفتح والكسر:

أما الهُيام بالضم فهو ما مضى.

وأما الهِيام بالكسر فهو العطش.

وأما الهَيام بالفتح فهو الرمل الذي لا يتماسك ان يسيل من اليد لِلِينه.

ومن المعنى الأول ما يقال: هام على وجهه إذا ضاع مثلاً، ويقال هام بها وشبه ذلك.

(سليمان) يأكل الشعير ويطعم الناس الحُوَّاري

كما ان من الشواهد على هذا الجمع في الجملة ما ورد من أن سليمان النبي (عليه السلام) كان يأكل الشعير ويطعم الناس الحُوَّاري، وفي الحديث: "وَإِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ سُلَيْمَانَ (عليه السلام) مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ، كَانَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ وَيُطْعِمُ النَّاسَ الْحُوَّارَى وَكَانَ لِبَاسُهُ الشَّعْرَ وَكَانَ إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ شَدَّ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ فَلَا يَزَالُ قَائِماً يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ..."(8).

ولعل السر في ذلك ان القدرة توجب قوة شهوات النفس وتدعو إلى الطغيان فكان لا بد من تقييدها وإخضاعها للسيطرة الدائمة بوضع اللجام عليها، واللجام أمران:

1- الضغط على البدن بحرمانه من ملذات الطعام والشراب ونظائرهما.

2- تزكية النفس بالعبادة والتهجد والتذلل إلى الله تعالى، فكلما ازداد المرء قدرةً كان عليه ان يتعبد لله تعالى ويتذلل له أكثر وأن يضغط على ملذات الجسد أكثر فأكثر.

والحُوَّاري هو الدقيق الأبيض، ويمكن أن تكون النسخة هي (الحُوَار) والحُوَار هو ولد الناقة قبل أن يُفصل عنها فإذا فُصل عنها سمي الفصيل، ومن الواضح ان هذا طعام فاخر فان ولد الناقة أو البقرة أو الشاة مادام رضيعاً فان لحمه طري جداً لذيذ حقاً(9) ولعل الظاهر المعنى الأول بقرينة المقابلة مع أكله (عليه السلام) الشعير.

الإمام السجاد (عليه السلام) يقدم مائدة عامرة ويأكل الزيت والخل فقط!

وقد ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) انه كان يأكل الزيت والخل ويطعم الناس أطايب الأطعمة فقد جاء في الرواية:

"عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: لَمَّا دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليهما السلام) دَعَا بِنُمْرُقَةٍ فَطُرِحَتْ فَقَعَدْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ أُتِيتُ بِمَائِدَةٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، فَقَالَ لِي: كُلْ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ جُعلت فداك لَا تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أُتِيَ بِخَلٍّ وَزَيْتٍ فَأَفْطَرَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُؤْتَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي قُرِّبَ إِلَيَّ"(10).

والنمرقة هي الوسادة، والغريب انه (عليه السلام) قدّم لضيفه ما لذّ وطاب من الأطعمة لكنه (عليه السلام) كان لا يأكل إلا الخل والزيت!!، مما يكشف عن اختلاف وظيفة القادة بالنسبة إلى أنفسهم وبالنسبة إلى الناس الوافدين عليهم.

الرسول (صلى الله عليه وآله): يضع التمر على الأرض إذ لا إناء في البيت!

وقد ورد "عن الإمام الصادق (عليه السلام): إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) صَاعاً مِنْ رُطَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِلْخَادِمِ الَّتِي جَاءَتْ بِهِ: ادْخُلِي فَانْظُرِي هَلْ تَجِدِينَ فِي الْبَيْتِ قَصْعَةً أَوْ طَبَقاً فَتَأْتِيَنِي بِهِ؟ فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا أَصَبْتُ قَصْعَةً وَلَا طَبَقاً، فَكَنَسَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِثَوْبِهِ مَكَاناً مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ لَهَا: ضَعِيهِ هَاهُنَا عَلَى الْحَضِيضِ"(11).

ومن الواضح ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعلم بانه لا توجد قصعة(12) في البيت (وهي الغرفة) إلا انه أمر الخادم أن تدخل فتبحث كي تتجلى هذه الحقيقة (حقيقة زهده في الدنيا وكونه صفر اليدين منها أكثر فأكثر>

كما ان في قوله: "ضَعِيهِ هَاهُنَا عَلَى الْحَضِيضِ" دلالة أخرى إذ كان من الممكن أن يقول (ضعيه على الأرض) لكن التعبير بالحضيض جاء لكي تعيش القوة المتخيلة حالة رسول الله وزهده وإعراضه عن ملذات الدنيا ومستلزماتها بشكل أوضح وأجلى.

الرسول (صلى الله عليه وآله) يضطجع على الخَصَفة وعلى التراب!

كما ورد "فِي الْحَدِيثِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَإِنَّهُ لَمُضْطَجِعٌ عَلَى خَصَفَةٍ(13) وَإِنَّ بَعْضَهُ (صلى الله عليه وآله) عَلَى التُّرَابِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفاً"(14).

وهذا يعني انه (صلى الله عليه وآله):

أ- لم يكن يمتلك فراشاً يبيت عليه فكان ينام على خَصَفة، ومن الواضح ان النوم على الـجِلّة أو الكيس المصنوع من الخوص غير مريح أبداً.

ب- ان هذه الخصفة أيضاً لم تكن كافية وافية بالحاجة، لذا كان بعض بدنه المبارك على التراب.

ج- إن وسادته كانت غير مريحة أصلاً إذ كيف يكون حال وسادة محشوة ليفاً وكيف يكون غطاؤها؟ والظاهر انها كانت وسادة الفقراء إن لم تكن للأشد فقراً منهم.

الأمير (عليه السلام) يمتنع عن أكل الفالوذج

وورد "عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: أُتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِخِوَانِ فَالُوذَجٍ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى صَفَائِهِ وَحُسْنِهِ فَوَجَأَ بِإِصْبَعِهِ فِيهِ حَتَّى بَلَغَ أَسْفَلَهُ ثُمَّ سَلَّهَا وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئاً تَلَمَّظَ إِصْبَعَهُ، وَقَالَ (عليه السلام): إِنَّ الْحَلَالَ طَيِّبٌ وَمَا هُوَ بِحَرَامٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي مَا لَمْ أُعَوِّدْهَا، ارْفَعُوهُ عَنِّي فَرَفَعُوه"(15)

والخِوان لعله يشبه الصينية أو الماعون، والفالوذج معرب پالوده وهو أنواع(16) ومنها ما كان يُعمل من العسل والسمن وغيرهما، ومن الواضح ان البدن بحاجة إلى مختلف الأطعمة والفواكه والحلويات أي المغذية والمقوية منها الغنية بالفيتامينات والبروتينات والألياف وغيرها خاصة وانه (عليه السلام) كان جمّ النشاط كثير الحركة إلى درجة مذهلة وكان يقوم الليل ويدير شؤون العباد والبلاد بالنهار ولكنه مع ذلك كله كان يُعرض عن ملاذ الأطعمة وجيد الغذاء فكان طعامه خبز الشعير والملح أو الخل أو شبه ذلك.

كما لعله تلمَّظ اصبعه (أي لحسه) كي لا يُتصوَّر أن هذا الطعام وأشباهه حرام أو انه موضع شبهة فأكد فعله بقوله: "إِنَّ الْحَلَالَ طَيِّبٌ وَمَا هُوَ بِحَرَامٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي..." إلى قاعدة ذهبية في حياة القادة والزعماء والرؤساء والمسؤولين بل وعامة الناس وهي: لا تعود نفسك على ما لم تتعوده من الرخاء والراحة وصنوف المأكولات وأنواع الحلوة، فان الإنسان بطبعه ميال إلى الشهوات، المحلل منها للمؤمن أو المحرم لا سمح لله لغيره، وهي محللة بالذات لكن التعود عليها مذموم، وهي على القادة أمر ممنوع.

أول أعمال الأمير (عليه السلام) عند التصدي للخلافة الظاهرية:

"عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) قَالَ: لَمَّا رَجَعَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ أَمَرَ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ فَقَالَ: اجْمَعُوا النَّاسَ ثُمَّ انْظُرُوا مَا فِي بَيْتِ مَالِهِمْ وَاقْسِمُوا بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، فَوَجَدُوا نَصِيبَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَأَمَرَهُمْ يَقْعُدُونَ لِلنَّاسِ وَيُعطُونَهُمْ قَالَ وَأَخَذَ مِكْتَلَهُ وَمِسْحَاتَهُ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى بِئْرِ الْمَلِكِ(17) يَعْمَلُ فِيهَا"(18).

والغريب في الرواية انها صريحة في أن أول عملين قام بهما (عليه السلام) بعد تصديه للخلافة الظاهرية هما:

تقسيم كل ما في بيت المال، فوراً

أولاً: تقسيم بيت المال فوراً على عامة الناس، وفي ذلك أكبر عبرة وأعظم دروس القيادة السياسية للأمة وهي أن لا يكنز المسؤولون المال وأن لا يخزنوها في المصارف على شكل أرصدة أو في الشركات الكبرى على شكل رأسمال ولا أن يحولوها إلى ذهب وعمارات ومزارع ومتاجر وأسواق وغيرها مدّعين انها تشكل الخلفية والغطاء لنقد البلاد!

ولعل من أسرار ذلك ان المال مفسِد للمسؤولين وانهم قد يبدأون بداية صحيحة وبنية الاستثمار لصالح البلاد لكنهم، بالتدريج، يتحولون إلى ملّاك لتلك الأموال! ثم تنتقل منهم إلى أولادهم بالإرث! هذا إضافة إلى ان ثروات البلاد هي ملك للناس أصلاً وليست ملكاً للحكام، وإلى ان العمل التجاري وشبهه يشغل المسؤولين عن المسؤولية الأهم وهي إشاعة العدل والأمن والاستقرار في البلاد.

العمل في البئر بالمكتلة والمسحاة!

ثانياً: مواصلة مسيرة الاكتفاء الذاتي في الحياة الشخصية وإدارة شؤونه الشخصية بحرفة أو عمل مهما بدا متواضعاً، وفي هذا بلاغ وابلاغ أن على المسؤول أن لا يعيش على بيت المال ولا يشكّل، حتى بمقدار راتبه، عبئاً على المسلمين، بل عليه أن يقوم بتأمين حياته من كدّ يده، وما أجمل ذلك وما أعظمه وما أصعبه! وهل وجدتم على مرّ التاريخ حاكماً يقوم بمثل ذلك؟

ولو طبق ملوك وحكام ورؤساء وقادة ومسؤولو الدول الإسلامية هاتين القاعدتين وعملوا على ضوء هاتين السيرتين العلويتين، فقط ولا غير(19)، لتغيّر وجه الأرض بل زال الفقر من البلاد وانتهت البطالة وولى التضخم إلى غير رجعة!

زهد الزهراء الذي زلزل أعماق اليهودي فأسلم!

كما ورد في قصة الزهراء (عليه السلام) وسلمان واليهودي ما يذهل، فقد ورد

عن ابن عباس في حديث طويل عن قصة الإعرابي والضب أنه قال: "فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ عَلِّمُوا الْأَعْرَابِيَّ سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ عُلِّمَ الْأَعْرَابِيُّ سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): هَلْ لَكَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْمَالِ؟ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّا أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مَا فِيهِمْ أَفْقَرُ مِنِّي وَلَا أَقَلُّ مَالًا!

ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ يَحْمِلِ الْأَعْرَابِيَّ عَلَى نَاقَةٍ أَضْمَنْ لَهُ عَلَى اللَّهِ نَاقَةً مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي عِنْدِي نَاقَةٌ حَمْرَاءُ عُشَرَاءُ وَهِيَ لِلْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) يَا سَعْدُ تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِنَاقَتِكَ أَلَا أَصِفُ لَكَ النَّاقَةَ الَّتِي نُعْطِيكَهَا بَدَلًا مِنْ نَاقَةِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ بَلَى فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي فَقَالَ: يَا سَعْدُ نَاقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ وَقَوَائِمُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ وَوَبَرُهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَعَيْنَاهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَعُنُقُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَسَنَامُهَا مِنَ الْكَافُورِ الْأَشْهَبِ وَذَقَنُهَا مِنَ الدُّرِّ وَخِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ يُرَى بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا تَطِيرُ بِكَ فِي الْجَنَّةِ.

ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ يُتَوِّجِ الْأَعْرَابِيَّ أَضْمَنْ لَهُ‏ عَلَى اللَّهِ تَاجَ التُّقَى قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي وَمَا تَاجُ التُّقَى فَذَكَرَ مِنْ صِفَتِهِ قَالَ: فَنَزَعَ عَلِيٌّ (عليه السلام) عِمَامَتَهُ فَعَمَّمَ بِهَا الْأَعْرَابِيَّ.

ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ مَنْ يُزَوِّدِ الْأَعْرَابِيَّ وَأَضْمَنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ زَادَ التَّقْوَى قَالَ فَوَثَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي وَمَا زَادُ التَّقْوَى قَالَ يَا سَلْمَانُ إِذَا كَانَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا لَقَّنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ أَنْتَ قُلْتَهَا لَقِيتَنِي وَلَقِيتُكَ وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَقُلْهَا لَمْ تَلْقَنِي وَلَمْ أَلْقَكَ أَبَداً.

قَالَ: فَمَضَى سَلْمَانُ حَتَّى طَافَ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ بُيُوتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئاً فَلَمَّا أَنْ وَلَّى رَاجِعاً نَظَرَ إِلَى حُجْرَةِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَقَالَ إِنْ يَكُنْ خَيْرٌ فَمِنْ مَنْزِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَرَعَ الْبَابَ فَأَجَابَتْهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ مَنْ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهَا أَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَتْ لَهُ يَا سَلْمَانُ وَمَا تَشَاءُ فَشَرَحَ قِصَّةَ الْأَعْرَابِيِّ وَالضَّبِّ مَعَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله).

قَالَتْ (عليها السلام) لَهُ يَا سَلْمَانُ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ لَنَا ثَلَاثاً مَا طَعِمْنَا وَإِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قَدْ اضْطَرَبَا عَلَيَّ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ ثُمَّ رَقَدَا كَأَنَّهُمَا فَرْخَانِ مَنْتُوفَانِ وَلَكِنْ لَا أَرُدُّ الْخَيْرَ إِذَا نَزَلَ الْخَيْرُ بِبَابِي يَا سَلْمَانُ خُذْ دِرْعِي هَذَا ثُمَّ امْضِ بِهِ إِلَى شَمْعُونَ الْيَهُودِيِّ وَقُلْ لَهُ تَقُولُ لَكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَقْرِضْنِي عَلَيْهِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ وَصَاعاً مِنْ شَعِيرٍ أَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ فَأَخَذَ سَلْمَانُ الدِّرْعَ ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى شَمْعُونَ الْيَهُودِيِّ فَقَالَ لَهُ يَا شَمْعُونُ هَذَا دِرْعُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) تَقُولُ لَكَ أَقْرِضْنِي عَلَيْهِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ وَصَاعاً مِنْ شَعِيرٍ أَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قَالَ: فَأَخَذَ شَمْعُونُ الدِّرْعَ ثُمَّ جَعَلَ يُقَلِّبُهُ فِي كَفِّهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ بِالدُّمُوعِ وَهُوَ يَقُولُ يَا سَلْمَانُ هَذَا هُوَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا هَذَا الَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي التَّوْرَاةِ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَأَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُه...‏"(20)

ومن المعروف ان اليهود كانوا على مر التاريخ كما قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)(21) كما ان من المعروف شدة تشبثهم بالدنيا وحرصهم الشديد على جمع الأموال كما لا تجد نظيراً لهم في ذلك بين الأمم كلها.

ولكن اليهودي شمعون أهتز وجدانه وضميره من الأعماق عندما شاهد عظمة الزهراء بنت محمد (صلى الله عليه وآله) متجليةً في زهدٍ لا نظير له بين بنات قادة العالم كله مع انه كان يعلم انها كان من الممكن ان تعيش كبنات الملوك.

ومقتضى القاعدة: أن شمعون كان قد سمع أخبار النبي (صلى الله عليه وآله) ودرس براهين نبوته إلا انه كان بحاجة إلى مشهد عملي تجسيدي يشكل الصدمة الأخيرة ليتحول إلى مسلم حقاً.. وهكذا كان.

وصدّقوني ان قادتنا ومسؤولينا لو ساروا في خط الزهراء وعلي (عليهما السلام) ومن قبل المصطفى محمد وسائر المعصومين (عليهم السلام) لـ(رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً)(22)

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

* سلسلة محاضرات في تفسير القرآن الكريم
http://m-alshirazi.com
http://annabaa.org/arabic/author/10

.................................
(1) سورة هود: آية 61.
(2) من مطلوبات المولى.
(3) مصباح الأصول ج1 ق1 ص291.
(4) المراد من صفر اليدين ذاتاً أن لا يكون ذا مال ولا ذا مصدر مولّد للأموال، والمراد من صفر اليدين عَرَضاً أن يكون ممن ينفق الأموال فوراً وإن كانت له مصادر ترفده بالمال لكنه كلما حصل على دفعة منها أنفقها في نفس اليوم.
(5) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، نهج البلاغة، دار الهجرة للنشر – قم، ص416.
(6) سورة الأعراف: آية 32.
(7) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، نهج البلاغة، دار الهجرة للنشر – قم، ص324-325.
(8) الحسن بن الفضل الطبرسي، مكارم الأخلاق، دار الشريف الرضي – قم، 1412هـ، ص448.
(9) وهو ما يسمى باللهجة الدارجة بالقوزي.
(10) أحمد بن محمد بن خالد البرقي، المحاسن، دار الكتب الإسلامية – قم، 1371هـ، ج2 ص440.
(11) محمد بن همام الاسكافي، التمحيص، مدرسة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) – قم، 1404هـ، ص48.
(12) فلا توجد صينية ولا إناء ولا ماعون ولا غير ذلك في بيت رسول الله!.
(13) جُلة تُعمل من الخُوص ليحفظ فيها التمر.
(14) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء – بيروت، 1404هـ، ج63 ص320.
(15) أحمد بن محمد بن خالد البرقي، المحاسن، دار الكتب الإسلامية – قم، 1371هـ، ج2 ص409.
(16) ومنها: پالوده سيب، مثلاً.
(17) وَكَانَتْ بِئْرٌ لِتُبَعَ سُمِّيَتْ بِئْرُ الْمَلِكِ فَاسْتَخْرَجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وَغَرَسَ عَلَيْهَا النَّخْلَ فَهَذَا مِنْ عَدْلِهِ فِي الرَّعِيَّةِ وَقَسْمِهِ بِالسَّوِيَّةِ.
(18) قطب الدين الراوندي، الخرائج والجرائح، مؤسسة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) – قم، 1409هـ، ج1 ص186.
(19) فكيف بما لو عملوا بكل تعاليمه وبكافة مفاصل ومحطات سيرته ومسيرته؟
(20) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء – بيروت، 1404هـ، ج43 ص71 -72.
(21) سورة المائدة: آية 82.
(22) سورة النصر: آية 3.

ذات صلة

استراتيجية وحدة المسلمين في مواجهة أعدائهمكاميلا هاريس خسارة الانتخابات أم خسارة القيم؟في تفسير ظاهرة تصادم النخب الثوريةحملة وطنية لمكافحة التصحّرالقطاع الخاص وحاجته للقوة الاكاديمية