السلوك التربوي لدى معلمي مدارس العراق

علاء ناجي

2017-03-19 08:01

ان معرفة اسباب اية ظاهرة انسانية سلبية كانت او ايجابية لابد من الوصول الى حل يقودنا الى وضع علاج لها او التخفيف منها وخاصة فيما يتعلق بوجود الانسان وعيشه وامنه واستقراره وعندما نستعرض المشكلات النفسية والاجتماعية والتربوية على نحو مباشر نجد ان مشكلة السلوك التربوي في العملية التربوية والتعليمية يعد العنصر الأساس ومن دونه لا يمكن للعملية التربوية إن تؤدي دورها بنجاح ، لما له من دور فعال ومهم في تنشئة الأجيال وبث القيم والمبادئ التربوية التي تنعكس على شخصية المعلم الذي يمثل القدوة والمثل العليا لتلاميذه وما يصاحبه عادة من إنتاجية عالية ودافعية نحو العمل ، وان أي خلل أو اضطراب في السلوك التربوي للمعلم نتيجة لتعدد مصادر الضغوط في العمل يؤدي إلى التوتر والإجهاد والقلق النفسي، الذي يعد احد الظواهر السلبية المؤدية إلى اضطراب في شخصيته وضعف في أدائه وكذلك سلوكه التربوي.

اذ ان هذا الدراسة تهدف الى معرفة مفهوم السلوك (التربوي) لمعلمي مدارس العراق وكذاك معرفة أنواع السلوك (التربوي) سواء كان لدى معلمي وتلاميذه وكذلك معرف اهم الإيجابيات والسلبيات للسلوك التربوي لدى المعلم العرافي ولهذا لابد من طرح بعض التساؤلات التي تضمنتها هذه الدراسة ومن جملة هذه التساؤلات الا وهي ما مدى تأثير سلوك التربوي لدى معلمي مدارس العراق؟ ما مستوى تعامل المعلم مع التلاميذ داخل وخارج الصف؟ هل للأسرة دور مهم في تنمية السلوك التربوي لدى كل من المعلم والتلميذ في مراحل الحياة المختلفة؟

مفهوم السلوك التربوي

يعد السلوك التربوي من اهم الظواهر الاجتماعية في المجتمع لأنه وسيلة الاتصال بين المعلم وتلاميذه، فهذا الاتصال يتم عن طريق التفاعل والتعاون والمشاركة فيما بينهم ونقل الفكر بأبعادها المختلفة لهذا لابد من تعريف السلوك التربوي على النحو الاتي:

السلوك بأنه مجموع ما يقوم به الكائن الحي من ردود فعل مترتبة على تجاربه السابقة، ويتضمن الأفعال الجسمانية الظاهرة، والباطنية والعمليات الفسيولوجية، والوجدانية، والنشاط العقلي(1)

ويشير السلوك أيضا بانه النشاط الذي يقوم به الفرد متأثرا بغيره من الافراد الاخرين، في حضورهم او غيابهم في موقف النشاط الذي يمثلون التكوين النفسي له، وهذا النشاط يكون اما عقليا او وجدانيا او مهاريا (2)

ويشير السلوك عند ماكس فيبر على انه أي حركة او فعالية مقصودة يؤديها الفرد وتأخذ بعين الاعتبار وجود الافراد الاخرين، وقد يكون سببها البيئة والاحداث التي تقع فيها، او الاشخاص الذين يلازمون الفاعل الاجتماعي الذي يقوم بعملية الحدث او السلوك)، والسلوك كما عرفه ماكس فيبر يعتمد على ثلاثة اعتبارات هي: -

1-وجود شخصين او أكثر يتفاعلان معا ويكونان السلوك او الحدث الذي نريد دراسته وتحليله.

2-وجود ادوار اجتماعية متساوية او مختلفة يشغلها الافراد الذين يقومون بالسلوك.

3-وجود علاقات اجتماعية تتزامن مع عملية السلوك(3)

مفهوم المعلم التربوي

هو حجر الزاوية في العملية التعليمية فهو يؤثر في التلاميذ بأقواله وأفعاله ومظهره وسائر تصرفاته التي ينقلها التلاميذ عنه، ويستطيع المعلم الكفء أن يستغل الإمكانيات التي في متناوله ويبتكر فيها لينجح في أداء رسالته(4)

أنواع السلوك التربوي

يمكن ان نصنف السلوك الى ثلاثة أنواع رئيسية هي

1-السلوك الإستجابي: هو سلوك غير ارادي وهذا يعني ان ليس للفرد إرادة في ابداء هذا النوع من السلوك اذ ينقسم هذا السلوك الى سلوك صفي غير متعلم وسلوك صفي متعلم نتيجة للمتغيرات الجديدة التي تظهر داخل الصف ومثال على ذلك سحب المعلم او التلميذ يده سريعا عندما يلمس شيئا حارا سلوكا استجابيا طبيعيا غير متعلم وسحب يده عند الاقتراب من شيء حار سلوكا استجابيا متعلما.

2-السلوك الاجرائي: هو سلوك ارادي أي انه يصدر عن المعلم او التلميذ نتيجة لعوامل وراثيه او بيئة معا حيث يقوم به الفرد ليتفاعل مع البيئة ويسخرها لصالحة حسب النتائج المترتبة من هذا السلوك فمثلا ضحك المعلم والتلميذ داخل الصف او خروجهما من الصف بدون أي سبب او إيذاء غيرهما بعمل غير قانوني او التكلم داخل الصف من قبلهما او الاكل داخل الصف فاذا كان السلوك إيجابي يميل المعلم والتلميذ الى تكراره في المستقبل اما إذا كان سلوك سلبي فان الطالب والمعلم يترك هذا السلوك وبتعده عن تكراره في المستقبل.

3-السلوك العقلاني: هو سلوك يظهر نتيجة عمليات فكرية ومنطقية وقدرة عالية من الحكم والتنبؤ وكذلك يدخل دور احاسيس الفرد وبيئته الخارجية بما يحويه من حوادث في بلورة السلوك فالإنسان يتكون من عقل وروح واحاسيس وعواطف تتفاعل كلها معا ومع البيئة المحيطة به لينتج سلوك لدى كل من المعلم والتلميذ.

4-السلوك الايثاري: هو نوع من السلوك الذي يهتم بمصلحة الاخرين بدلا من اهتمامه بمصلحة الانسان نفسه مثال على ذلك قيام المعلم التربوي بتشجيع تلاميذه الى المثابرة والجهد من اجل النجاح والتواصل في المسيرة التعليمة(5).

ومن خلال عرض لأنواع السلوك فأننا سوف نتطرق الى نوعان من السلوك الذي يصدر كل من المعلم وتلاميذه داخل وخارج الصف هما سلوك سوي او مقبول والثاني سلوك غير سوي او غير مقبول.

1-السلوك السلوى (المقبول): هو السلوك المقبول والسائد في الصف والذي يتمشئ مع قيم ومبادئ ومعايير العملية التربوية وكذلك مع معايير المجتمع الاجتماعية والأخلاقية والثقافية اذ يشعر كل من المعلم والتلميذ بالرضا والارتياح والاطمئنان النفسي وتقبل الذات اذ هو سلوك يجعل كل من المعلم والتلميذ قادرا على تحمل المسؤولية وضبط النفس وكذلك التضحية لخدمة العملية التربوية.

2-السلوك الغير سوي (الغير مقبول): هو سلوك غير مقبول من قبل كل من المعلم وتلاميذه والذي يتم اكتسابه بطرائق مختلفة من التعليم والممارسة والذي يختلف عن السلوك السائد والمألوف في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد اذ ان هذا السلوك لا يتمشئ مع معاير وقيم ومبادى العملية التربوي وغالبا ما يخضع هذا النوع من السلوك الى لعقاب والمحاسبة فالتربية الحقيقية هي التي تعمل على تحديد الموقف والسلوك الحسن والسيئ والخير الشر فان هذا السلوك الذي يصدر سواء من قبل المعلم او التلميذ لا يعتبر كلاهما سلوكا شاذا بل ينظر اليهما من الناحية التربوية من اجل التعرف على أسباب هذا السلوك الغير مقبلو والمخالف لضوابط الاجتماعية والتربوية والقانونية ولابد العمل على معالجة هذا النوع من السلوك ليصبح سلوكا سويا مقبولا في العملية التربوية والاجتماعية.

السلوك التربوي لدى معلمي مدارس العراق قراءة تحليلية

يعيش الانسان في عالم متغير ومتسارع الإيقاع في جميع النواحي الحياة مما إثر سلبا على سلوك تعامله مع المحيط الذي يعيش فيه فالتغيرات السريعة جعلت من مهمة التربية عملية معقدة مما فرض واقعا جديدا يتطلب إعادة صناعة الأهداف التربوية بطريقة تسمح للتجديد قيم ومضامين تربوية جديده بحيث تكون التربية قادرة من اعداد الناشئة بصوره صحيحه, اذ ان تلك التغيرات والتطورات في مختلف النواحي التعليمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية دفع الكثير من الباحثين الى القول ان انسان اليوم يعيش في عصر يتسم بالتعب والارهاق والتوتر والقلق واتساع الطموح والتبدل السريع للقيم والتقاليد السائدة في المجتمع التربوي.

فإذا كانت الأسرة لها الدور الرئيسي في وضع الأسس الأولى لمرحلة النضج عند الطفل فان المدرسة هي البيئة الاجتماعية الثانية التي تحتضن الطفل بعد الأسرة ولها دورها الفاعل في تشكيل وصياغة شخصية التلميذ النفسية والاجتماعية وكذلك في توجيه وارشاده نحو الطريق السليم والصحيح والناجح في العملية التربوية فضلا عن ذلك فان المدرسة تعد ضرورة اجتماعية لجات اليها المجتمعات الإنسانية من اجل اشباع الحاجات التربوية والتعليمية بعد ما عجزت البيئة الاسرية في غرس القيم التربوية والتعليمية وكذلك قيم ومعاير الاجتماعية والثقافية نتيجة للتغيرات السريعة التي طرأت على البيئة الاسرية جراء العمليات الإرهابية وكذلك المشكلات الاجتماعية التي اثرت على تلك البيئة, والمدرسة بما لها من أساليب تربوية تستطيع ضبط المواقف التعليمية فيها بحيث يحدث الاثار المرغوبة فيها وهذا لا يتوفر في المنزل او المجتمع, وزيادة على ذلك فأن للمدرسة أثرا" في صحة التلميذ النفسية بوصفها قوة لها القدرة على خلق المشكلات وزيادتها، وبإمكانها الحد من تلك المشكلات وتخفيفها اذ ان سلوك الفرد داخل المدرسة تحركه حوافز اجتماعية لان الإنسان كائن اجتماعي يتفاعل مع الآخرين ويهتم بالنشاطات الاجتماعية ويعمل لتكوين علاقات اجتماعية أي أن الفرد قد يكون أسلوب حياته بناء فيرتبط بغيره وفق مبادئ التعاون والمحبة ويبدي سلوكا فاضلا نحوهم أو قد يكون أسلوب حياته هدامــاً يجعله يحاول السيطرة على الاخرين واخضاعهم واستغلالهم.

وهذا فمن الضروري ان تعمل المدرسة على تشكيل شخصية الإنسانية على اساس ديمقراطي وجعل المبادئ والقيم الديمقراطية اسلوبا لها وان تكون سلطة المدرسة بعيدة عن نظام صارم ومعتمدة على التسامح وتشير الدراسات الحديثة الى ان العلاقة التسلطية بين المدرس والطالب تناسب عكسيا مع قدرة الطالب الابتكارية والابداعية، وان تعمل المدرسة على تأكيد مقومات الشخصية القومية، وغرس القيم والاتجاهات الدينية حتى تتعمق الصلة بين الدين والدنيا ويتصل ماضي المجتمع بحاضره ومستقبله في تكامل حي خلاق

كما ان المدرسة لم تعد هي المؤسسة التربوية الوحيدة والبيت الثاني للأطفال في رسم القيم والمبادئ التربوية وانما هناك دور ثالث وفعال ضمن المؤسسة التربوية الا هو أعضاء الهيئة التربوية المتمثل كل من تلاميذ ومعلمي ومدرسي ولكن دورهم هذا يكون الأكبر داخل المدرسة في رسم القيم والمبادئ التربوية عن طريق المهنة التعليمة والتي يمارسونها والتي تكون جزء من العملية التربوية داخل المدرسة اذ ان مهنة التدريس تعد واحدة من اهم المهن الاجتماعية والتربوية والتي لها دور فعال في تكوين شخصية كل من المعلم والتلميذ اذ ان لهذا المهنة اثار عديده تنعكس على توافق المعلمين الشخصية والمهنية وعلى عطاءهم العلمي وسلوكهم التربوي, فالأساليب التربوية والممارسات السلوكية التي يتبعها المعلمون مع تلاميذهم تحدد نوع العلاقة بينهما والتي ستترك انعكاساتها على نمو شخصية التلاميذ وتطورها، وعلى اتجاهاتهم نحو المدرسة والتعليم بشكل عام لذا فان سلوك بعض المعلمين قد يكون السبب في كراهية التلاميذ للمدرسة والهروب منها، وبالتالي سيؤثر في نموهم النفسي وتوافقهم الاجتماعي المدرسي هذا من جانب ومن جانب اخر وان عدم إتقان المعلم للمهارات التربوية تجعله غير قادر على تهيئة الجو المدرسي لإنماء الصفات الخلقية والعقلية الى اعلى درجة تتفق مع استعداد الفرد وكثيرا ما يعزى تدني فاعلية المعلم الى الظروف النفسية او الاجتماعية او المهنية التي تحول بينه وبين التوافق مع ظروف العمل، وان هذه مشكلة ليست مرتبطة بشعور المعلم فقط وانما تؤثر في سلوكه مع التلاميذ والمعلمين والاداريين واهالي التلاميذ واسرة المعلم(6).

فالمعلم التربوي يعد الحجر الأساسي في العملية التربوية فهو القادر على غرس المعارف والمهارات وجعلها تتلاحم مع شخصية التلاميذ من خلال تفاعله وتعاونه معهم اذ انه يرتبط بعنصر مهم وواسع من المجتمع ويتفاعل معها ويترك بصماته على سلوك افرادها وتوجهاتهم في الحياة ومهما كان مستوى المناهج، والكتب الدراسية ، وما يتبع ذلك من تقنيات تعليمية حديثة ، وظروف محيطة مناسبة ، فان الأهداف التربوية لا يمكن ان تتحقق دون توفر المعلم الكفوء القادر على ادارة هذه العملية على أكمل وجه ومن الجدير بالذكر ان اطفال مرحلة الابتدائية هم اكثر تأثرا" بقدرات المعلم ، بوصفه المصدر المهم الذي يستمد الطفل منه القوة الشخصية والعلمية التربوية(7)

ومن اهم الإيجابيات السوك التربوي لدى المعلم الذي يعد النموذج الخير في المدرسة من خلال امتلاكه للخبرات التربوية والمهارات والتي له القدرة في إدارة الصف وتوجيه نشاط التلاميذ داخل الصف وخارجة من اجل المثابرة والتقدم في المسيرة التربية كما يرى بعض الباحثين إن احترام المعلم لتلاميذه واظهار الحب لهم وتعاملهم بلطف يؤدي إلى خلق علاقات فعالة بينهما سلوك اجتماعي وتربوي سوي بكل شروطه وتفاصليه اذ ان علاقة المعلم وتلاميذ بهذا النوع من السلوك تعد علاقة إيجابية ومهمة ولها دورها المهم في خدمة العملية التربوية والاجتماعية من اجل التقدم نحو الأفضل والاحسن وهذا من جهة ومن جهة أخرى فان لشخصية المعلم واتزانه العاطفي وصحته النفسية أثرا" كبيرا" في سلوكه مع الآخرين من جهة وفي أدائه الصفي من جهة ثانية.

ومن سلبيات السلوك التربوي الذي يقوم به معلمي اذ يرى بعض الباحثين ان هذا السلوك التربوي بعض معلمي المدارس يعد عمل عدائي تهديدي موجه عادة ضد شخص أخر، وهو تعبير عن الحسد والغيرة من الآخرين ومثال على هذا النوع من السلوك الذي يمارسه المعلم اتجاه التلاميذ من خلال النظر أليهم باتجاه الحقد والكراهية سواء من قبل اهل التلاميذ او عدم أكمل واجبة الدراسة اذ ان هذا السلوك كما يعتقد البعض من الاختصاصين في العلوم النفسية والاجتماعية انه سلوك ينجم عنه أذى للأشخاص أو تدمير للممتلكات وكذلك تحطيم الطاقات الإبداعية لدى التلاميذ اذا هو بمثابة إسقاط غريزة الموت عند الإنسان (8).

وهذا فان الهدف الأساسي للمعلمين والمدرسين هو ان يراعوا طلاب داخل الصف ويساعدهم على حل مشكلاتهم بأنفسهم، ويكشف ميول طلاب واهتماماتهم وقدراتهم عن طريق ملاحظة سلوكهم داخل الصف وخارجة، ويفهم طلاب وتخيلهم ليسهل عليه توجيههم وارشادهم، ويساعدهم على التكيف السليم مع أنفسهم وتنشئتهم المدرسية والاجتماعية وهذا من جهة ومن جهة اخر فان دورهم الثاني هو غرس روح التعاون والعمل الجماعي في نفوس طلابه ومساعدة كل منهم الاخر، ويساهم في عملية الارشاد والتوجيه في نظامه المدرسة بالتعاون مع المرشد التربوي وزملائه المدرسيين الإدارة المدرسية..

وانطلاقا من هذا المبدأ صار الاهتمام بتنمية الطاقات البشرية وتوجيهها الشغل الشاغل والمطلب الحيوي لكل المسؤولين عن السياسة التربوية والتعليمية في هذا العصر، ولا شك أن التلاميذ يشكلون هذه الطاقة الهائلة التي يجب رعايتها والاستفادة منهيا وذلك لما لها من دور أساسي في بناء المجتمع والوطن، لذلك فان الضرورة تفرض رعاية التلاميذ ومعاونتهم على الاستفادة من المواد الدراسية التي يجيب أن تكون دوما متنوعة ومتجددة وتؤدي إلى إبداع وابتكار في تكوين العيادات الاجتماعية والمهارات التي تجعل منه مواطنين صالحين قادرين على اتخاذ مواضيعهم الصحيحة في المجتمع الذي يعيشون فيه ، وتكيف أنفسهم للمواقف التي يوجهونها ، والعمل على تخلي أنفسهم من الاضطرابات التي نعطل نموه وتكيفهم. وهذا لان من اتخاذ بعض الخطوات الضرورية من اجل الحد من ممارسة بعض السلوكيات التربوية التي قد تترك اثارا سلبية على واقع التعليم لدى الأطفال والمجتمع ومن اهم تلك الخطوات التي تساعد على ضبط السلوك لدى كل من المعلم والتلميذ الا وهي

1-إشراك اعضاء الهيئة التدريسية ومدراء المدارس وأولياء أمور الطلبة بدورات تربوية ونفسية لغرض اطلاعهم على ابعاد واسباب السلوك التربوي.

2-اعطاء الأهمية والدعم لدور المرشد التربوي في المدرسة المتوسطة والثانوية لما يملكه من امكانية من الحد من السلوك التربوي.

3-القدرة على غرس السلوك الإيجابي المثالي السليم في نفوس الطلاب حتى يتسنى القيام بواجباتهم المدرسية والتركيز على أهمية التعليم والسلوك الحسن والانضباط.

4-ممارسة العدالة التربوية بين التلاميذ في أسلوب التعامل مع المخالفات السلوكية السوية.

5-تخصيص وقت لمتابعة سلوك بعض معلمي وتلاميذه من قبل ادارة المدرسة وكذلك داخل الصفوف المدرسية من اجل علاجه هكذا نوع من الممارسات التي قد تؤثر في شخصية كل منها.

6-الاهتمام بطرق التدريس الحديثة التي تساعد على اشباع حاجات التلاميذ النفسية والتي ترمي الى مراعاة ميول الطلاب ورغباتهم والتعامل الحسن معهم وكس ودهم واحترامهم.

الاستنتاجات

1-يعد السلوك التربوي من اخطار الممارسات والسلوكيات التربوية التي يتبعها بعض معلمي المدراس من اجل اداه لمهنة التعليم والعمل على توجيه وتطوير وغرس المعلومات والمهارات التربوية للتلاميذ.

2-ان لشخصية المعلم دور فعال ومهم داخل وخارج الصف في تكوين ونمو شخصية التلميذ.

3-ان اتباع أسلوب واحد في التدريس دون تغيير أو تجديد هذا الوضع يدخل الملل إلى نفوس التلاميذ ونفس المعلم على حد سواء والملل هو أقصر السبل إلى المشاغبة وإظهار سلوك تربوي غير لائق داخل الصف.

4-تبين من الدراسة الحالية ان المعلم الذي يكلف التلاميذ أمورا فوق طاقتهم يدفع التلاميذ إلى ردة فعل لا تسره.

5-المعلم الذي لا يحب عمله إن التلاميذ سرعان ما يكتشفون أن معلمهم لا يحب عمله ولا يحب مادته وسرعان ما ينتقل هذا الموقف إلى التلاميذ أنفسهم فيكرهون المادة ثم معلمها وفي هذا الجو المفعم بالكراهية تترعرع المشاغبة.

6-المعلم عصبي المزاج يثور لأقل الأسباب فإنه يصبح متعة يتسلى بها التلاميذ ليروا كيف يثور وكيف يهدأ وماذا يقول وكيف يتصرف.

7-لابد ان تكون هناك العلاقة بين المعلم والتلميذ هي علاقة اخذ وعطا وليس علاقة تعسفية من اجل تطوير ونمو القدارة والطاقات البشرية والنهوض بواقع التعليمي والتربوي.

التوصيات

1-ينبغي الاستفادة من الباحثين والمرشدين التربويين والاجتماعين من قياس السلوك التربوي لدى معلمي المرحلة الابتدائية.

2-لابد من تعيين مرشد تربوي أو مرشدة تربوية في كل مدرسة لحل المشكلات التي تحدث داخل المدرسة لتعزيز الأساليب التربوية السليمة من اجل النهوض بواقع تعلمي بمستوى عالي من الدرجة.

3-تدعيم وتعزيز مستوى السلوك التربوي من خلال الاهتمام بمعلمي ومعلمات المدارس وذلك بتوفير الحوافز المعنوية والمادية والعمل على إشباع حاجاتهم وتلبية مطالبهم لكي يقوموا بدورهم تجاه المدرسة والمجتمع والوطن على أكمل وجه.

................................................................
المصادر
1-جميل صليبا، علم النفس، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1971، ص69.
2-محمد عبد الله شوان، بناء مقياس مقنن للسلوك الاجتماعي لطلبة الجامعة في العراق (اطروحة دكتوراه غير منشورة)، جامعة بغداد، كلية التربية، 1998، ص31.
3-احسان محمد الحسن، موسوعة علم الاجتماع، ط1، الدار العربية للموسوعات، بيروت,1999، ص312.
4-محمد مصطفى زيدان، الكفاية الإنتاجية لمدر س، ط1، دار الشروق، جدة,1981، ص46.
5-محمد خميس أبو نمرة، الجوانب السلوكية في الإدارة المدرسية، ط1، دار الصفاء، عمان, 2001، ص235.
6-محمد عبد العزيز الذهب، التربية والمتغيرات الاجتماعية في الوطن العربي، ط1، بيت الحكمة، بغداد، 2002، ص182-ص183.
7-رجا محمود أبو علام، علم النفس التربوي، دار العلم، الكويت، 1986، ص20.
8-علوم محمد علي، قياس السلوك التربوي لمدرسي المرحلة الثانوية في محافظة بغداد، بناء وتطبيق، (أطروحة دكتوراه غير منشورة)، جامعة بغداد، كلية التربية (ابن رشد) ,1996، ص9.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي