صناعة الطائرات.. هل ستمهد لحروب قادمة؟
عبد الامير رويح
2015-08-30 07:00
تعد صناعة الطائرات قطاع اقتصادي مهم في العديد من الدول، وقد شهدت اسواق صناعة الطائرات خلال السنوات الاخيرة تطور كبير ومنافسة مهمة من قبل بعض الشركات العملاقة في سبيل السيطرة على هذه الاسواق، والعمل على تعويض الخسائر السابقة التي نجمت عن الأزمة الاقتصادية العالمية وذلك من خلال طرح نماذج جديدة من الطائرات بمختلف انواعها في سبيل تحقيق مبيعات اضافية، وقد شهدت معارض الطياران الاخيرة توقيع العديد من الصفقات المهمة و بيع المئات من الطائرات، وبحسب توقعات سابقة لشركة بوينج فان الطلب على الطائرات في سوق النقل الجوي سيرتفع إلى 34 ألف طائرة جديدة بقيمة 4.5 تريليون دولار أمريكي على مدى السنوات العشرين المقبلة، ليتضاعف بذلك حجم الأسطول العالمي الحالي. وتعكس هذه التوقعات السنوية للشركة قوة قطاع الطيران التجاري. ومن المتوقع أن تشهد حركة النقل الجوي نمواً بنسبة 5٪ سنوياً خلال العقدين المقبلين، فيما ستنمو حركة نقل البضائع بمعدلٍ سنوي قدره 5.2٪. كما أن هناك طلباً قوياً على استبدال الطائرات القديمة التي تمتلك كفاءة أقل من ناحية استهلاك الوقود. وستصل حصة الاستبدال إلى 40٪ من الطلبيات الجديدة المتوقعة.
من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان هذا القطاع يشهد ايضا مشكلات وازمات كبيرة ولأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بالأمور الفنية والتقنية واخرى قد تكون امنية واقتصادية او سياسية هو ما اثر سلبا على بعض الشركات، وفي هذا الشأن فقد عممت المجموعة الأمريكية لصناعة الطائرات "بونيغ" ، مذكرة تتضمن إجراءات معالجة لمشكلة طرأت على إحدى طائراتها من طراز 777. وأطلقت "بوينغ" التحذير بشأن هذا الطراز بعد سقوط قطعة معدنية من الغطاء الخارجي لإحدى طائرات شركة "إير فرانس" في حادث لم ينجم عنه إصابات. وقالت "بوينغ" إن القطعة المعدنية تزن 60 كلغ وقد سقطت فوق ضاحية شانغهاي بعيد إقلاع طائرة تابعة ل"إير فرانس" كانت تقوم بالرحلة 111 المتجهة من شنغهاي إلى باريس، مشددة على أن الحادث لم يؤد إلى إصابات.
وبحسب صحيفة "صنداي مورنينغ بوست" التي تصدر في هونغ كونغ فإن القطعة المعدنية سقطت من على ارتفاع 3700 متر واخترقت سقف مصنع، في حين أكملت الطائرة رحلتها وهبطت في باريس بدون مشاكل. وقال "كريس فيليرز" المتحدث باسم "بوينغ" إن القطعة المعدنية التي سقطت من الطائرة ليست جزءا من منظومة العجلات بحد ذاتها بل قطعة من الغطاء الخارجي للمنظومة يعمل بمثابة باب يفتح ويغلق عند دخول وخروج المنظومة، مشيرا إلى أن مكمن الخلل هو في قطعة مهمتها تثبيت هذا الباب. وأضاف "نحن نتعاون بشكل وثيق مع عملائنا وقد زودناهم بالإرشادات بشأن الصيانة اللازمة". بحسب فرانس برس.
ولفت المتحدث إلى أن "بوينغ" عممت على شركات الطيران التي تستخدم طراز 777 مذكرة تتضمن الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذه المشكلة، مؤكدا أن الشركة أدخلت التعديلات اللازمة على الطائرات 777 التي لا تزال قيد التصنيع. وهناك أكثر من 1100 طائرة "بوينغ 777" في الخدمة حاليا حول العالم تشغلها عشرات شركات الطيران.
طلبيات ومعارض
في السياق ذاته أعلنت شركة إيرباص، أن السعودية قدمت طلبية لشراء 50 طائرة ركاب إيرباص بقيمة 8 مليارات دولار (7,1 مليار يورو). من جهتها، قالت الخطوط الجوية القطرية أنها تقدمت بطلبية من أجل شراء 14 طائرة "بوينغ 777" للرحلات الطويلة من بينها ست طائرات من الجيل الجديد "777اكس".
وقالت إيرباص في بيان إن الطلبية تشمل 20 طائرة "إيرباص ايه330-300 ريجونالز" و"30 طائرة ايه- 320 سي اي او"، مضيفة أن الخطوط السعودية ستكون أول شركة تستخدم طراز ريجونالز. وأضافت أن طائرة "ايه 330 -300" للرحلات المتوسطة يمكنها نقل 400 راكب ومداها 5 آلاف كلم وستتيح للخطوط السعودية زيادة قدراتها على مساراتها الإقليمية التي تلقى إقبالا أكبر. وتابع البيان إن الطائرة "هي حل إيرباص للأسواق ذات العدد الكبير من السكان والحركة الملاحية المتزايدة بشكل سريع ومركز".
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، أن شركته تقدمت بطلبية خلال معرض لوبورجيه من أجل شراء 14 طائرة "بوينغ 777" للرحلات الطويلة من بينها ست طائرات من الجيل الجديد "777اكس" وأربع للشحن. وقال الباكر إن قيمة الطلبية ستبلغ 4,8 مليارات دولار. وقال ممازحا: "وكأننا لم نطلب ما يكفي من طائرات "777" العام الماضي في فارنبورو"، وذلك في إشارة إلى معرض الطيران الذي ينظم بالتناوب مع لوبورجيه وكانت الخطوط القطرية وقعت خلاله طلبية لشراء 50 "بوينغ 777-9اكس". وتابع الباكر: "اليوم الخطوط الجوية القطرية تعلن أنها ستطلب 10 طائرات 777-8 اكس إضافية وأربع طائرات 777 للشحن"، وكلها طلبات نهائية.
ونموذج "8اكس" أقصر من "9اكس" على أن تحل طائرة "777 اكس" في 2020 محل طائرة "777" المستخدمة حاليا والتي تحتفل بوينغ هذا العام بالذكرى السنوية العشرين لإطلاقها. وستتضمن طائرة "777اكس" التي تعتبر من الحجم الكبير إذ تتسع لأكثر من 350 شخصا تحسينات من بينها أجنحة جديدة وتكنولوجيا طورت في طائرة "787 دريملاينر" الصغيرة. وقال الباكر إن تسليم طائرات الشحن "777" ستبدأ في العام 2017 بينما طائرات "777 اكس" ستبدأ في 2022. وتابع: "نريد أن نستخدم طائرات 777 اكس للرحلات البعيدة جدا من خلال توسيع شبكة الخطوط القطرية بشكل أكبر، والذي شكل حتى الآن إستراتيجية ناجحة".
من جانبها أكدت صناعة الطيران العالمية وضعها الجيد رغم تراجع طفيف للطلبيات، وذلك بمناسبة الدورة 51 لمعرض "لوبورجيه" للطيران والفضاء بفرنسا. كما أكد هذا المعرض شعبيته، وخصص دورة هذا العام أيضا اهتماما بالفضاء والبيئة. قال "امريك دارسيمول" ممثل مجمع صناعات الطيران والفضاء في فرنسا "لقد حطمنا تقريبا كافة الأرقام القياسية". وزار أكبر معرض لصناعات الطيران 351 ألف زائر (زيادة ب 11 بالمئة) كما شهد صفقات بقيمة 130 مليار دولار. وكانت الدورة السابقة للمعرض قبل عامين استقبلت 315 ألف زائر من صناعيين وجمهور وشهد طلبيات بقيمة 150 مليار دولار، بحسب أرقام مجمع صناعات الطيران والفضاء.
وأبدى الجمهور العريض اهتمامه بالمعرض حيث زاره 200 ألف شخص لمشاهدة طائرات بين الأكثر تطورا في العالم علاوة على الطرازات القديمة. كما زار السياسيون كالمعتاد المعرض وقال "امريك دارسيمول" مازحا "أفهم لماذا هناك هذا العدد من المسؤولين" السياسيين يزورون المعرض بالنظر إلى نجاحه شعبيا.
وعلى مهبط مطار "لوبورجيه" استمتع الآباء والأطفال بالاستعراضات الجوية لطائرة "رافال" المقاتلة التي حصدت هذا العام أول عقودها الثلاثة. كما قدمت طائرات دورية فرنسا، استعراضها التقليدي المنظم بدقة متناهية حتى أن طائرات "آلفا جت" حلقت على مسافة قريبة من بعضها، حتى مترين. ومن النجوم الأخرى للمعرض الطائرات التجارية للرحلات الطويلة "إيرباص ايه-380 وايه-350" التي تثير الإعجاب رقم ضخامة حجمها، إضافة إلى طائرة النقل العسكري "ايه-400 ام" رغم تحطم إحداها في إشبيلية في بداية أيار/مايو موقعة أربعة قتلى.
ولفت فيديو بث خلال المعرض لطائرة "دريملاينر" التابعة لمجموعة "بوينغ" الأمريكية الاهتمام، وهو يصور عملية إقلاع عمودي لافتة لهذه الطائرة. وقدمت استعراضات هذه الطائرة في الأيام التي خصصت للصناعيين. وبالنسبة لإقبال الصناعيين لقيت الدورة 51 للمعرض إقبالا جيدا لكن دون تحطيم أرقام قياسية. وحصلت "إيرباص" و"بوينغ" لوحدهما على طلبيات بقيمة تفوق مئة مليار دولار.
لكن في مستوى العقود المؤكدة تقدمت "بوينغ" ومقرها سياتل (145 طائرة ب18,6 مليار دولار) على "إيرباص" ومقرها تولوز (124 طائرة ب16,3 مليار دولار). في المقابل إذا ما أضيفت خيارات الشراء فإن إيرباص (421 طائرة بقيمة 57 مليار دولار) تتقدم على بوينغ (331 طائرة بقيمة 50,2 مليار دولار). وقبل عامين كانت إيرباص حصلت على عقود مؤكدة بقيمة 39,3 مليار دولار مقابل 38 مليار دولار لبوينغ. بحسب فرانس برس.
وقال المسؤول الثاني في إيرباص مروان لحود لصحيفة "جورنال دو ديمانش" إنه "كنا نعرف أن الطلبات لن تحطم الأرقام القياسية لعام 2013 أو 2011، لكنها تتطابق مع توقعاتنا، أكثر من مئة طائرة يوميا". وأكد المعرض أيضا تركيزه على صناعات الفضاء مع إعلان إيرباص عن صفقة ضخمة من 900 قمر صناعي صغير لمجموعة ""وان ويب"" للأمريكي ""غريغ ويلر"" بهدف بث الانترنت بأسعار بمتناول يد كافة سكان الأرض. وقال ""فرانسوا اوك"" رئيس قسم الفضاء في ""إيرباص دي اس" إن هذه الشراكة تفتح فصلا جديدا في تاريخ صناعة الفضاء". وهذه الصفقة تشكل سابقة حيث سيتم تصنيع نحو ألف قمر صناعي مرة واحدة بهدف وضعها على المدار في بداية 2018 في حين كانت الأقمار الصناعية تتطلب تقليديا أشهرا لصنعها واحدة-واحدة.
بين المنافسة والاتهام
الى جانب ذلك أصدرت الاتحاد للطيران أقوى تفنيد حتى الآن لمزاعم حصولها على دعم حكومي يمنحها ميزة غير عادلة على حساب المنافسين قائلة إنها ملزمة بسداد قروض وان منافسيها الأمريكيين "ينظرون بتعال" إلى القوانين غير الأمريكية. وكانت تعليقات الاتحاد ومقرها أبوظبي أحدث تحرك من جانبها لإثناء حكومة الرئيس باراك أوباما على إعادة النظر في اتفاقات الطيران مع الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وتزعم شركات الطيران الأمريكية أن شركات الاتحاد للطيران وطيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية تلقت دعما حكوميا قيمته 40 مليار دولار وهو ما مكنها من خفض الأسعار وإزاحة المنافسين الأمريكيين عن بعض الأسواق وهو ما يخالف اتفاقات "السموات المفتوحة" التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة. وفي تقرير من 60 صفحة قدم إلى الحكومة الأمريكية قالت الاتحاد ان سياسة السماوات المفتوحة الأمريكية لا تحظر حصول شركات الطيران على قروض من المساهمين. وكان المساهم الوحيد في الاتحاد -وهي حكومة أبوظبي- قدم لها 5.2 مليار دولار "بشرط أن تقوم الاتحاد بسداد مثل هذه القروض."
وقالت الاتحاد إن سياسة السماوات المفتوحة لا تتضمن تعريف الدعم لكن شاغلها الرئيسي هو منع الدعم من التسبب في هبوط مصطنع لأسعار تذاكر الطيران. واستشهدت الاتحاد بدراسة كانت قد طلبت إجراءها قائلة إن اسعارها المنشورة من أبريل نيسان 2013 إلى مارس آذار 2015 انخفضت "بوجه عام" داخل نطاق أسعار منافسيها وهم دلتا إير لاينز ويونايتد كونتننتال هولدنجز وأمريكان إيرلاينز جروب.
وقالت الاتحاد أن الشكاوى الأخرى لهذه الشركات "تكشف عن موقف شبه استعماري ونظرة متعالية إلى قوانين غير أمريكية." وقالت جيل زوكمان المتحدثة باسم الشراكة من أجل السماوات المفتوحة والعادلة في بيان "المشاورات الثنائية بين الحكومات مناسبة تماما بالنظر إلى أن الاتحاد حصلت على مليارات الدولارات دعما من الحكومة في الإمارات العربية المتحدة."
من جانبه قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية إنه لا يرى سببا لأن تقترح حكومات دول الخليج أي تغييرات على سياستها للنقل الجوي لإرضاء شركات طيران أمريكية تزعم أنها تواجه منافسة غير عادلة من شركات خليجية. وقال الباكر "لماذا يجب على حكومتي أن تقدم أي تنازل؟" وأضاف "توجد اتفاقية وقعتها حكومتان ناضجتان. وتلك الاتفاقات يجري تنفيذها."
وتسعى شركات طيران أمريكية إلى حث الولايات المتحدة على تعديل اتفاقات "السماوات المفتوحة" مع الإمارات العربية المتحدة. وقال الباكر "لا مهادنة في هذه القضية" مشيرا إلى أنه بموجب الاتفاقات "يمكننا تسيير رحلات بالقدر الذي نريده في الولايات المتحدة ويمكن لشركات الطيران الأمريكية تسيير عدد الرحلات الذي تريده في بلدي. "إنه طريق ذو اتجاهين... فما المشكلة؟" وأثار الخلاف انقساما في قطاع يغلب عليه التماسك وسلط الباكر الضوء عليه أمام المئات من مندوبي اياتا. وثارت مخاوف أيضا من الحماية التجارية. بحسب رويترز.
وقال الباكر إنه "على ثقة تامة" بأن الولايات المتحدة ستعمل "بما يصب في مصلحة" من يريدون خدمات الناقلات الخليجية. على صعيد منفصل نفى الباكر تقارير بأن الخطوط الجوية القطرية تدرس طرحا عاما أوليا في المستقبل القريب. وقال الباكر إن الشركة أمامها عشر سنوات على الأقل قبل أن تتخذ مثل هذه الخطوة بعد أن نحت جانبا تلك الفكرة في 2008 بسبب الأزمة المالية. وتوقع الباكر أن الخطوط الجوية القطرية سيكون لديها طاقة كافية بحلول 2022 لتلبية الطلب المرتبط بكأس العالم دون أن تضطر إلي طلب شراء المزيد من الطائرات.
خطوات قانونية
في السياق ذاته قال رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية علي رضا جهانجيريان إن طهران ستتخذ خطوات قضائية إذا حاولت واشنطن منع طائرات الركاب التي ابتاعتها حديثا من استخدام مسارات دولية. واشترت شركة ماهان إير التي تدرجها واشنطن على القائمة السوداء ثماني طائرات مستعملة من طراز إيرباص إيه 340 وطائرة من طراز إيرباص إيه 321 أوائل مايو أيار في تحد للعقوبات الأمريكية.
وذكرت وكالة فارس الإيرانية للانباء شبه الرسمية أن الطائرات ستستخدم في المسارات الدولية. و قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن شركة ماهان إير يمكن أن يطبق عليها تجميد الأصول مما يثير احتمال أن يحاول المسؤولون الأمريكيون العمل على احتجازها في مطارات خارج إيران. ونقلت وكالة الطلبة عن جهانجيريان قوله "طالما.. أن التعطيل لم يحدث لا يمكننا ان ندلي بشيء قاطع. لكن إذا حصل فان إيران ستتخذ إجراء قانونيا." وأضاف "أمريكا لا تملك الحق في أن توقف طائراتنا وهي في رحلات دولية.. بموجب القوانين الدولية يستحيل احتجاز الطائرات الإيرانية الجديدة."
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركتين إحداهما في العراق والأخرى في الإمارات بشبهة المساعدة في إبرام صفقة الشراء. وذكرت وكالة فارس في يونيو حزيران أن الطائرات طراز إيه 340 ستبدأ الطيران من طهران إلى دبي وإسطنبول وستستخدم لاحقا في رحلات طويلة. ويقول خبراء الطيران المدني إن أيران تهتم بشراء طائرات مثل ايه 340 لافتقارها إلى التصاريح التي تخولها إرسال طائرات ذات محركين في رحلات طويلة بعد سنوات من العزلة النسبية عن سوق الطيران المدني. بحسب رويترز.
وتضررت إيران إلى حد كبير من العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بسبب أنشطتها النووية. وتفرض الولايات المتحدة حظرا على بيع الطائرات وقطع الغيار لإيران. وعانت الخطوط الجوية الإيرانية من عدد من حوادث تحطم الطائرات التي اعتبر مسؤولون إيرانيون أنها بسبب العقوبات. وذكرت شركة أسيند البريطانية الاستشارية في مجال الطيران المدني أن متوسط اعمار الطائرات الإيرانية المدنية العاملة البالغ عددها 189 هو 22 عاما في بلد يبلغ عدد سكانه 76 مليون نسمة كما تملك أيضا في المخازن 76 طائرة بمتوسط عمر يبلغ 24 عاما.
طائرة ظهر
على صعيد متصل نقل المهندسون مفهوم حقيبة الظهر (باج باك) التي يحملها الرحالة الى حقل صناعة الطائرات ويستعدون لاطلاق أول طائرة ظهر (جيت باك) وهي طائرة صغيرة تثبت على كتفي وظهر الراكب الذي يستقلها في الوضع واقفا بثمن 150 ألف دولار وهم يعتقدون انها ستغير مشهد عمليات البحث والانقاذ. وانطلقت الابحاث لتصنيع أول طائرة ظهر على المستوى التجاري منذ 30 عاما ونجحت الطائرة في الاختبارات في التحليق على ارتفاع زاد على ألف متر بسرعة 119 كيلومترا في الساعة تقريبا.
وفي المعرض الجوي بالعاصمة الفرنسية باريس تمكن الزوار من تجربة شعور التحليق بطائرة ظهر. وقال بيتر كوكر المدير التنفيذي والاداري لمشروع (مارتن جيت باك) ومقره نيوزيلندا "إنها تطير فعلا مثل طائرة الظهر وهذه فرصة لكي يعرف الناس كيف يكون الشعور في مثل هذه التجربة." ويضيف ان الطائرة آمنة تماما.
وقال "انها تشبه كثيرا سيارات سباق فورمولا 1 وفي النهاية لدينا مظلة بالستية جديدة ...وهي آمنة بأكبر قدر ممكن. انها تنفتح على ارتفاع منخفض للغاية وهي في الواقع تنقذ الطيار والطائرة نفسها في حالة الطواريء." والنسخة الجديدة من طائرة الظهر بي12 لديها محرك يعمل بالبنزين يشغل مروحتين ويمكنها ان تحمل شحنة تجارية زنتها 120 كيلوجراما. ورغم ان طائرة الظهر ستجتذب المغامرين الاثرياء الا انها تستهدف في الاساس العاملين في الطواريء وتساعدهم في الوصول الى المناطق الصعبة وتستخدم أيضا في عمليات البحث والانقاذ. بحسب رويترز.
وتقلع طائرة الظهر وتهبط بشكل عمودي وهو ما يمكنها من الهبوط على الاسطح المليئة بالهوائيات والأسلاك كما يمكنها التحليق في الأماكن الضيقة. وهي قادرة على ان تظل في الهواء نصف ساعة وتصفها الشركة بأنها بديل عملي عن طائرات الهليكوبتر. وساهمت شركة صينية للطيران والفضاء (كوانغ تشي ساينس) بأربعين مليون دولار في تمويل المشروع. ويأمل رئيس الشركة الدكتور ريو بينغ ليو ان يجرب طائرة الظهر بنفسه. ويقول "بالقطع سأجربها بنفسي يوما بل سأشتري واحدة. إنها من أجمل الماكينات التي رأيتها في العالم والناس سيحبونها." ومن المقرر ان تصل شحنة التسليم الاولى إلى الاسواق عام 2016.